لن ارحب بك ابدا ..اطلت الغياب
وانت تدري تماما حاجتي لان انهل من وعيك وثقافتك
خيبتني
بالعكس يا اوسكار الوعي والثقافة
مرورك عبق رائع كشخصك الكريم ...
ساعود لاحقا للتعليق على كلماتك
دمت بعز
اولا كل عام وانتي بخير والامة العربية والاسلامية
بألف خير
لا أنكر اني من عشاق تراب الجزائر
وان الجزائر في عروقي تسري كما تسري دمائي
زرت الجزائر عام 2001
و توجهت الى وهران
و زرت العاصمة
كنت انوي التوجه للصحراء لقصد الزيارة
لكن الوقت لم يسعفني لفعل ذلك
من كل قلبي و بكامل احاسيسي وجوارحي
تحية فلسطينية من ارض الخليل الى من علقت اعلامها في غرفتي
ومن نشرت لها صورا على جدران منزلي
الجزائر بلد الاحرار والحرائر
فلو لم أكن فلسطينيا لتمنيت ان اكون جزائريا
كل هذا العشق لهذه الارض الطيبة بلد 1ونص مليون شهيد
جاءت الى قلبي من خلال ما نقله لي خالي عندما كان في المدرسة العسكرية هناك نهاية الثمانينات
اولا كل عام وانتي بخير والامة العربية والاسلامية
بألف خير
لا أنكر اني من عشاق تراب الجزائر
وان الجزائر في عروقي تسري كما تسري دمائي
زرت الجزائر عام 2001
و توجهت الى وهران
و زرت العاصمة
كنت انوي التوجه للصحراء لقصد الزيارة
لكن الوقت لم يسعفني لفعل ذلك
من كل قلبي و بكامل احاسيسي وجوارحي
تحية فلسطينية من ارض الخليل الى من علقت اعلامها في غرفتي
ومن نشرت لها صورا على جدران منزلي
الجزائر بلد الاحرار والحرائر
فلو لم أكن فلسطينيا لتمنيت ان اكون جزائريا
كل هذا العشق لهذه الارض الطيبة بلد 1ونص مليون شهيد
جاءت الى قلبي من خلال ما نقله لي خالي عندما كان في المدرسة العسكرية هناك نهاية الثمانينات
عاشت الجزائر
عاشت جزائر العروبة
وتحية جزائرية مشرقة لارض الخليل الطاهرة
وانا ايضا في كل البيت فلسطين ..اعلام وصور..حتى في افراح اسرتنا اغانينا فلسطينية ..ورقصتنا هي الدبكة الفلسطينية ..مع اني لا اعرفها انا ...
انا لا اتوشح فلسطين انا احملها في قلبي تماما مثل اي فلسطيني..
مرورك اسعدني جدا
والجزائر تفتح ذراعيها دوما لكل ابنائها الفلسطينيين خصوصا وكل العرب
تحية من القلب لك
دمت بعز
أكلني الشوق لان اسألك من جديد وأنا أقرأ الحوارات التي دارت هنا ... استمتعت لابعد الحدود بل تطرق الامر انني استفدت وتعلمت اموراً جديدة هنا ..لم يخب ظني بك وبمعرفتك وبقدرتك على التفاعل الأدبي ...
لي سؤال الان:
سئل أحدهم بأن يعرف عن نفسه بنبذة قصيرة ،فقال:
ان أقصر قصة كتبها انسان هي التالية: "رجلٌ ولد و عاش و مات" ثم استرسل (( وأنا أعتقد ان سيرتي شأن أي مواطن آخر في أوطاننا الجميلة يمكن أن تروى على النسق نفسه بشيء من التطويل لتكون كالتالي: "رجل ولد ولم يعش ومع ذلك سيموت"
أتعلمين من صاحب هذه الاجابة وماذا تستدلين من كلامه هذا ..وهل هي واقع عاشه المواطن العربي و الفلسطيني بشكل خاص !!
مشرفنا الفاضل :
كان احمد مطر ولا يزال احد اولئك العظماء الذين يصنعون امجادهم بانفسهم
لكني اخالفك بالمطلق ...
نعم المواطن العربي مواطن ولد ولم يعش و سيموت
لكن عفوك فالفلسطيني هو العربي الوحيد الذي يعيش ...
العرب الا من رحم ربي يعيشون تماما كال....... ياكلون يتزوجون ويموتون ..لا فرق
اما الفلسطيني فكل نفس منه يساوي حياة عربية بالاكمل
الفلسطيني يمنح الحياة لوطنه ولاحلامه بوجوده
فضلا عن تسطيره لصفحات المجد بشتى انواع المقاومة
استسمحك سيدي الفاضل
الفلسطيني لا يعيش فحسب
بل يعيش ماجدا ...
اتشرف بمرورك هنا
دمت بعز
وكل الشكر لك على مرورك الكريم هنا وعلى ما تقدم من مجهودات للوحدات
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لحن الجراح
سيدي الكريم لا انت ما خرجت عن الموضوع ابدا بل في صلبه فانت ربما لم تنتبه لقولي اني في الحب زيدونية المذهب ولتعلم اني احفظ رسائل الآنسة ماري وجبران ..لمطابقة غريبة اجدها في قصتي مع اختلاف واحد ان العشق كان على اوجه بين جبران وماري بينما يشتعل عشقي ويخبو حتى مجرد الود في الطرف الآخر واعتقد ان حكايتي باتت اقرب الآن الى غسان و غادة ..مع تبادل الادوار بيني وبين غسان ... الامر يدعو الى الاستفاضة قليلا ...وارى ان حالتي الصحية لا تسمح الآن وعد بالعودة وارجو ان اجد تفهما هنا دمتم بعز
اعدتيني من جديد الى حكاية الشهيد غسان كنفاني والادبية السورية غادة السمان قصة رسائل غسان لغادة تم نشرها بعد 20 عاما من استشهاده .. ولقد نشرته غادة في كتابها .. كان غسان في هذه الرسائل يظهر كشخصية مختلفة .. شخصية العاشق والذي كتب كل حروف رسائله بدقات قلبه , وهذه بعض المقتطفات من رسائل غسان الى غادة
غادة.. أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين…ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك. الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف… الآن أحسها ، هذه الكلمة التي وسخوها ، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري. إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه – ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت. أحسها الآن والشمس تشرق وراء التلة الجرداء مقابل الستارة التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاولة… أحسها وأنا أتذكر أنني لم أنم أيضا ليلة أمس، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أُجلد – أبكي بحرقة.بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يستطيعون فعل أيما شيء …وتساءلت: أكان نشيجاً هذا الذي أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل؟ لا..أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى وأنا أعْرَفُ منك بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب ، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهها ، وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ، وبالصخرة التي كتب علي ّ أن أجرها وتجرني إلى حيث لا يدري أحد …وأنا أعرف منك أيضاً بأنها حياتي أنا ، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الإنسان له ، وهو جزيرة لا يستطيع المنفيّ في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن…. ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضاً بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة ، وبأنه سيغير شيئاً من حقيقة الأشياء. أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقة؟ لست أدري..ولكن صدقيني يا غادة أنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذاباً أشك في أن أحدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمة وبدت لي حياتي كلها تافهة
رسالة اخرى
عزيزتي غادة.. مرهق إلى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع . سعادة الألم التي لا نظير لها . أفتقدك يا جهنم ، يا سماء، يا بحر. أفتقدك إلى حد الجنون . إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك . ما زلت أنفض عن بذلتي رذاذ الصوف الأصفر الداكن. وأمس رأيت كرات صغيرة منها على كتفي فتركتها هناك. لها طعم نادر كالبهار ….إنها تبتعث الدموع إلى عيني أيتها الشقية. الدموع وأنا أعرف أنني لا أستحقك: فحين أغلقت الباب وتركتني أمضي عرفت ، عرفت كثيراً أية سعادة أفتقد إذ لا أكون معك. لقد تبقت كرات صغيرة من الصوف الأصفر على بذلتي ، تتشبث بي مثلما أنا بك ، وسافرت بها إلى هنا مثلما يفعل أي عاشق صغير قادم من الريف لأول مرة. لن أنسى. كلا. فأنا ببساطة أقول لك: لم أعرف أحدا في حياتي مثلك، أبداً أبداً . لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبداً أبداً ولذلك لن أنساك، لا…إنك شيء نادر في حياتي. بدأت معك ويبدو لي أنني سأنتهي معك. سأكتب لك أطول وأكثر…لقد أجلوا المؤتمر إلى 30 ولكنهم سيسفروننا غداً ، الأحد إلى غزة كي نشترك بمآتم التقسيم. يا للهول. ويبدو أنه لن يكون بوسعي أن أعود للقاهرة قبل الرابع . وسأكون في بيروت يوم 6 كانون الأول على أبعد تعديل…إلا إذا فررت من المؤتمر وأتيتك عدْواً.. حين قرأ أحمد بهاء الدين حديثك لي خطفه، بل أجبرني على التعاقد معه لأكتب له مواضيع مماثلة ……قال لي وهو يهز رأسه: أخيراً أيها العفريت وجدت من يُسكت شراستك. سينشر الموضوع في (المصور) التي علمت أنها توزع في كل البلاد العربية أعداداً هائلة وتحوز على ثقة الناس واحترامهم …ولكنني بالطبع لا أعرف متى.. وزعت كتبك.تحدثت عنك كثيراً .فكرت بك.بك وحدك..وأنت لا تصدقين..وأنت حين (أعذب نفسي في المساء) موجودة في الماي فير مع الناس والهواتف والضحك.. حاولي أن تكتبي لي: فندق سكارابيه شارع 26 يوليو .القاهرة فسيكون أحلى ما يمكن أن يلقاني حين عودتي رسالة منك لأنني أعرف أنك لن تأتين..
آه.. يا عزيزة
غسان كنفاني
ورسالة اخرى
إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهراً كالإعصار الذي لا يُفهم ، كالمطر، كالنار، كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد الجنون وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ، وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عينيّ ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد . وكان هذا فقط ما يعذبني …إنني أعرفك إنسانة رائعة ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد: لا يا غادة لم تكن الغيرة من الآخرين…..كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، و لم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك . لا يا غادة ….لم يكن إلا ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابة أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ما قلتِه هذه الليلة. إن الشروق يذهلني ، رغم الستارة التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل - أمامي – مجرد شرائح….وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معك ، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي . ببساطة لأني أحبك. وأحبك كثيراً يا غادة، وسيُدَمرُ الكثير مني إن أفقدك، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي: تلتهب كلما هبت عليها الريح . أنا لا أريد منك شيئاً وحين تتحدثين عن توزيع الانتصارات يتبادر إلى ذهني أن كل انتصارات العالم إنما وزِعَت من فوق جثث رجال ماتوا في سبيلها أنا لا أريد منك شيئاً ، ولا أريد- بنفس المقدار- أبداً أبداً أن أفقدك. إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، بعد، أن تغيّبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع. ولا أريد أن أفقد ( الناس) الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروّع مع الحقائق التي نعيشها…ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا . ظلي هنا أنت فأنا الذي تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي … ولكنني هذه المرة سأمضي وأنا أعرف أنني أحبك، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها معاً..
هذه الرسائل تؤكد لنا ان جانبا اخر وهاما من حياة الروائي الفلسطيني الشهير غسان كنفاني وانا سعيد ان هذه الاستضافة شهدت هذا الحوار الادبي الرائع في كثير من مشاركاتها
اعدتيني من جديد الى حكاية الشهيد غسان كنفاني والادبية السورية غادة السمان قصة رسائل غسان لغادة تم نشرها بعد 20 عاما من استشهاده .. ولقد نشرته غادة في كتابها .. كان غسان في هذه الرسائل يظهر كشخصية مختلفة .. شخصية العاشق والذي كتب كل حروف رسائله بدقات قلبه , وهذه بعض المقتطفات من رسائل غسان الى غادة
غادة.. أعرف أن الكثيرين كتبوا إليك، وأعرف أن الكلمات المكتوبة تخفي عادة حقيقة الأشياء خصوصا إذا كانت تُعاش..وتُحس وتُنزف على الصورة الكثيفة النادرة التي عشناها في الأسبوعين الماضيين…ورغم ذلك، فحين أمسكت هذه الورقة لأكتب كنت أعرف أن شيئا واحدا فقط أستطيع أن أقوله وأنا أثق من صدقه وعمقه وكثافته وربما ملاصقته التي يخيل إلي الآن أنها كانت شيئا محتوما، وستظل كالأقدار التي صنعتنا: إنني أحبك. الآن أحسها عميقة أكثر من أي وقت مضى، وقبل لحظة واحدة فقط مررت بأقسى ما يمكن لرجل مثلي أن يمر فيه ، وبدت لي تعاساتي كلها مجرد معبر مزيف لهذه التعاسة التي ذقتها في لحظة كبريق النصل في اللحم الكفيف… الآن أحسها ، هذه الكلمة التي وسخوها ، كما قلت لي والتي شعرت بأن علي أن أبذل كل ما في طاقة الرجل أن يبذل كي لا أوسخها بدوري. إنني أحبك: أحسها الآن والألم الذي تكرهينه – ليس أقل ولا أكثر مما أمقته أنا – ينخر كل عظامي ويزحف في مفاصلي مثل دبيب الموت. أحسها الآن والشمس تشرق وراء التلة الجرداء مقابل الستارة التي تقطع أفق شرفتك إلى شرائح متطاولة… أحسها وأنا أتذكر أنني لم أنم أيضا ليلة أمس، وأنني فوجئت وأنا أنتظر الشروق على شرفة بيتي أنني – أنا الذي قاومت الدموع ذات يوم وزجرتها حين كنت أُجلد – أبكي بحرقة.بمرارة لم أعرفها حتى أيام الجوع الحقيقي ، بملوحة البحار كلها وبغربة كل الموتى الذين لا يستطيعون فعل أيما شيء …وتساءلت: أكان نشيجاً هذا الذي أسمعه أم سلخ السياط وهي تهوي من الداخل؟ لا..أنت تعرفين أنني رجل لا أنسى وأنا أعْرَفُ منك بالجحيم الذي يطوق حياتي من كل جانب ، وبالجنة التي لا أستطيع أن أكرهها ، وبالحريق الذي يشتعل في عروقي ، وبالصخرة التي كتب علي ّ أن أجرها وتجرني إلى حيث لا يدري أحد …وأنا أعرف منك أيضاً بأنها حياتي أنا ، وأنها تنسرب من بين أصابعي أنا ، وبأن حبك يستحق أن يعيش الإنسان له ، وهو جزيرة لا يستطيع المنفيّ في موج المحيط الشاسع أن يمر بها دون أن…. ورغم ذلك فأنا أعرف منك أيضاً بأنني أحبك إلى حد أستطيع أن أغيب فيه ، بالصورة التي تشائين ، إذا كنت تعتقدين أن هذا الغياب سيجعلك أكثر سعادة ، وبأنه سيغير شيئاً من حقيقة الأشياء. أهذا ما أردت أن أقوله لك حين أمسكت الورقة؟ لست أدري..ولكن صدقيني يا غادة أنني تعذبت خلال الأيام الماضية عذاباً أشك في أن أحدا يستطيع احتماله ، كنت أجلد من الخارج ومن الداخل دونما رحمة وبدت لي حياتي كلها تافهة
رسالة اخرى
عزيزتي غادة.. مرهق إلى أقصى حد : ولكنك أمامي ، هذه الصورة الرائعة التي تذكرني بأشياء كثيرة عيناك وشفتاك وملامح التحفز التي تعمل في بدني مثلما تعمل ضربة على عظم الساق ، حين يبدأ الألم في التراجع . سعادة الألم التي لا نظير لها . أفتقدك يا جهنم ، يا سماء، يا بحر. أفتقدك إلى حد الجنون . إلى حد أضع صورتك أمام عيني وأنا أحبس نفسي هنا كي أراك . ما زلت أنفض عن بذلتي رذاذ الصوف الأصفر الداكن. وأمس رأيت كرات صغيرة منها على كتفي فتركتها هناك. لها طعم نادر كالبهار ….إنها تبتعث الدموع إلى عيني أيتها الشقية. الدموع وأنا أعرف أنني لا أستحقك: فحين أغلقت الباب وتركتني أمضي عرفت ، عرفت كثيراً أية سعادة أفتقد إذ لا أكون معك. لقد تبقت كرات صغيرة من الصوف الأصفر على بذلتي ، تتشبث بي مثلما أنا بك ، وسافرت بها إلى هنا مثلما يفعل أي عاشق صغير قادم من الريف لأول مرة. لن أنسى. كلا. فأنا ببساطة أقول لك: لم أعرف أحدا في حياتي مثلك، أبداً أبداً . لم أقترب من أحد كما اقتربت منك أبداً أبداً ولذلك لن أنساك، لا…إنك شيء نادر في حياتي. بدأت معك ويبدو لي أنني سأنتهي معك. سأكتب لك أطول وأكثر…لقد أجلوا المؤتمر إلى 30 ولكنهم سيسفروننا غداً ، الأحد إلى غزة كي نشترك بمآتم التقسيم. يا للهول. ويبدو أنه لن يكون بوسعي أن أعود للقاهرة قبل الرابع . وسأكون في بيروت يوم 6 كانون الأول على أبعد تعديل…إلا إذا فررت من المؤتمر وأتيتك عدْواً.. حين قرأ أحمد بهاء الدين حديثك لي خطفه، بل أجبرني على التعاقد معه لأكتب له مواضيع مماثلة ……قال لي وهو يهز رأسه: أخيراً أيها العفريت وجدت من يُسكت شراستك. سينشر الموضوع في (المصور) التي علمت أنها توزع في كل البلاد العربية أعداداً هائلة وتحوز على ثقة الناس واحترامهم …ولكنني بالطبع لا أعرف متى.. وزعت كتبك.تحدثت عنك كثيراً .فكرت بك.بك وحدك..وأنت لا تصدقين..وأنت حين (أعذب نفسي في المساء) موجودة في الماي فير مع الناس والهواتف والضحك.. حاولي أن تكتبي لي: فندق سكارابيه شارع 26 يوليو .القاهرة فسيكون أحلى ما يمكن أن يلقاني حين عودتي رسالة منك لأنني أعرف أنك لن تأتين..
آه.. يا عزيزة
غسان كنفاني
ورسالة اخرى
إن قصتنا لا تكتب ، وسأحتقر نفسي لو حاولت ذات يوم أن أفعل ، لقد كان شهراً كالإعصار الذي لا يُفهم ، كالمطر، كالنار، كالأرض المحروثة التي أعبدها إلى حد الجنون وكنت فخورا بك إلى حد لمت نفسي ذات ليلة حين قلت بيني وبين ذاتي أنك درعي في وجه الناس والأشياء وضعفي ، وكنت أعرف في أعماقي أنني لا أستحقك ليس لأنني لا أستطيع أن أعطيك حبات عينيّ ولكن لأنني لن أستطيع الاحتفاظ بك إلى الأبد . وكان هذا فقط ما يعذبني …إنني أعرفك إنسانة رائعة ، وذات عقل لا يصدق وبوسعك أن تعرفي ما أقصد: لا يا غادة لم تكن الغيرة من الآخرين…..كنت أحسك أكبر منهم بما لا يقاس ، و لم أكن أخشى منهم أن يأخذوا منك قلامة ظفرك . لا يا غادة ….لم يكن إلا ذلك الشعور الكئيب الذي لم يكن ليغادرني ، مثل ذبابة أطبق عليها صدري ، بأنك لا محالة ستقولين ذات يوم ما قلتِه هذه الليلة. إن الشروق يذهلني ، رغم الستارة التي تحوله إلى شرائح وتذكرني بألوف الحواجز التي تجعل من المستقبل - أمامي – مجرد شرائح….وأشعر بصفاء لا مثيل له مثل صفاء النهاية ورغم ذلك فأنا أريد أن أظل معك ، لا أريد أن تغيب عني عيناك اللتان أعطتاني ما عجز كل شيء انتزعته في هذا العالم من إعطائي . ببساطة لأني أحبك. وأحبك كثيراً يا غادة، وسيُدَمرُ الكثير مني إن أفقدك، وأنا أعرف أن غبار الأيام سيترسب على الجرح ولكنني أعرف بنفس المقدار أنه سيكون مثل جروح جسدي: تلتهب كلما هبت عليها الريح . أنا لا أريد منك شيئاً وحين تتحدثين عن توزيع الانتصارات يتبادر إلى ذهني أن كل انتصارات العالم إنما وزِعَت من فوق جثث رجال ماتوا في سبيلها أنا لا أريد منك شيئاً ، ولا أريد- بنفس المقدار- أبداً أبداً أن أفقدك. إن المسافة التي ستسافرينها لن تحجبك عني ، لقد بنينا أشياء كثيرة معا ً لا يمكن ، بعد، أن تغيّبها المسافات ولا أن تهدمها القطيعة لأنها بنيت على أساس من الصدق لا يتطرق إليه التزعزع. ولا أريد أن أفقد ( الناس) الذين لا يستحقون أن يكونوا وقود هذا الصدام المروّع مع الحقائق التي نعيشها…ولكن إذا كان هذا ما تريدينه فقولي لي أن أغيب أنا . ظلي هنا أنت فأنا الذي تعودت أن أحمل حقيبتي الصغيرة وأمضي … ولكنني هذه المرة سأمضي وأنا أعرف أنني أحبك، وسأظل أنزف كلما هبت الريح على الأشياء العزيزة التي بنيناها معاً..
هذه الرسائل تؤكد لنا ان جانبا اخر وهاما من حياة الروائي الفلسطيني الشهير غسان كنفاني وانا سعيد ان هذه الاستضافة شهدت هذا الحوار الادبي الرائع في كثير من مشاركاتها
أخي هيثم أشكرك على طرح الموضوع ....
و لكن إذا امعنا النظر و محصنا العلاقه الجبرانية و الكنفانية نجد أن هناك أختلافات واسعه بينها الا أنها تشترك في مفهوم الكتابة الادبية و الرسائل .. و لا تشترك فيما بينها بدرجة العشق .... حيث أن حالة العشق الجبرانية وصلت الذروة و بشعور متبادل ... و نجد أن مي هي من بادرت بالاعتراف لعدم مقدرتها على الصمود أكثر.. على البعد و الجفاء.
أما في الحالة الكنفانية نجد أن هنالك حالة من العشق أيضاً و لكن أخف توهجاً .... و لربما كانت من طرف على حساب طرف ... و أكاد أجزم بأن الكنفاني أشد إخلاصاً في حبه ... و ما كانت غادة ترجوه من حالة الحب الظاهرة.. هو شيء من الشهرة و إشباع غرور المرأة من خلال العلاقة بذلك الاديب المناضل حيث أن الانثى تزهو بتكتم أحياناً عندما يتم ملاطفة كبرياء الانوثه لديها .. و تبين ذلك جلياً عندما بررت غادة السمان نشر رسائل كنفاني في كتابها بقولها الاقتباس الاتي :
’’ها أنا أستجوب نفسي في لحظة صدق وأضبطها وهي تكاد تتستر على عاملٍ نرجسي لا يستهان به: الفخر بحب رجلٍ كهذا أهدى روحه لوطنه وأنشد لي يوما ما معناه:
مولاي و روحي في يده .. إن ضيعها سلمت يده " غادة السمان "
و لكن إذا امعنا النظر و محصنا العلاقه الجبرانية و الكنفانية نجد أن هناك أختلافات واسعه بينها الا أنها تشترك في مفهوم الكتابة الادبية و الرسائل .. و لا تشترك فيما بينها بدرجة العشق .... حيث أن حالة العشق الجبرانية وصلت الذروة و بشعور متبادل ... و نجد أن مي هي من بادرت بالاعتراف لعدم مقدرتها على الصمود أكثر.. على البعد و الجفاء.
أما في الحالة الكنفانية نجد أن هنالك حالة من العشق أيضاً و لكن أخف توهجاً .... و لربما كانت من طرف على حساب طرف ... و أكاد أجزم بأن الكنفاني أشد إخلاصاً في حبه ... و ما كانت غادة ترجوه من حالة الحب الظاهرة.. هو شيء من الشهرة و إشباع غرور المرأة من خلال العلاقة بذلك الاديب المناضل حيث أن الانثى تزهو بتكتم أحياناً عندما يتم ملاطفة كبرياء الانوثه لديها .. و تبين ذلك جلياً عندما بررت غادة السمان نشر رسائل كنفاني في كتابها بقولها الاقتباس الاتي :
’’ها أنا أستجوب نفسي في لحظة صدق وأضبطها وهي تكاد تتستر على عاملٍ نرجسي لا يستهان به: الفخر بحب رجلٍ كهذا أهدى روحه لوطنه وأنشد لي يوما ما معناه: مولاي و روحي في يده .. إن ضيعها سلمت يده " غادة السمان "
يا عيني عليك
انا مثلك مقتنع تماما ان غسان احب غادة .. ولكن ليس هناك ما يثبت ان غادة بادلته هذا الشعور ... بعد 20 عاما نشرت غادة رسائل غسان لتعود هي الواجهة من جديد بعد ان خبت نجوميتها في عالم الادب
اما مي وجبران فكان عشقا لابعد الحدود ومي كانت واضحة جدا بينما راوغ قليلا جبران وحتى نكون منصفين فان جبران له رسائل مع اخريات قبل ان تبدا رسائله مع مي
إذاً و من خلال فترة فترة التحقيق الاوليه تبين أنك تحاولين السير على خطى جبران خليل جبران
و لكن أليس الاحرى بكِ أن تكوني كما مي زيادة ...
أولاً : من حيث الطبيعه و ثانياً كونها هي من بادرت و أعترفت بما يجول في خاطرها من مشاعر لجبران ....؟ صديق الأدب
اولا دعني اوجه لك الدعوة الى مواصلة النقاش هاهنا ..مقابل صدقي
ههه
نعم
انا تتلمذت على يدي جبران ..وعلنقت الكآبة العلوية التي تسكن روحه روحي ..وامتزجت كلماته بافكاري امتزاج الدم بالشرايين ...
اعتقتني الحياة من عالم الافراح ..حزنت بداية لكني ادركت ان في انعتاقي عالم آخر لا يدركه الكثيرون
سيدي الكريم :
ان الحزن يطهر القلوب ..ويريها العالم بأعين مغايرة ...
الحزن روح طيبة رغم شدة ايلامها ..وكما سبق وان قلت ..هو الرجل الوحيد الذي رافق طفولتي و آنس شبيبتي وآمل ان يشيعني ايضا بلا شيخوخة ...
احببت جبران ولم احاول ان اقلده كان حبا وفقط ...استطعت رغم موته ان ارى روحه الناظرة الى الامد البعيد
كنت استطيع ان أقرأ في كتاباته احياة مفتوحة على عكس اي اديب آخر
*****
صديق الأدب :
غدا وان غدا لناظره لقريب ..ستدرك اني كنت اكثر شجاعة من مي
حين تقرأ ذات يوم رسائلي غير المعنونة في الأغلب ..
سترى كم الحب اللامنتهي ..وستسمع ترانيم الاشتياق الابدية ..و ستكلمك حروف التيه في عالم العاشقين ...
لم اكن مجرد مي كنت .....او لحن الجراح ...لا يمكنني ان اصف نفسي والا قيل تبالغ وانت تعرف شرقيتنا التي ترى في البوح ضعفا
سالته يوما ان كان بوحي غير مباح ..اجابني اجابة ادركت من خلالها الحقيقة ..لكني كنت عاشقة
في رسائل مي شوق ملتهب
لكن في رسائل لحن الجراح شوق ملتهب وحزن محرق ورجاء مبك
...
لقد كانت مي محظوظة اذ اكتملت قصة حبهما بالموت ..وما اجمل الموت ..هكذا
اما قصتي فقد كان الفراق لها عنوانا ..ليس هذا فحسب بل وكلما تعالى حبي شامخا ماجدا ..كان نصيب القلب في قلب الحبيب السابق يتضاءل واظنه يتلاشى
***
وللاسف ...الملائكة كما النوارس لا ترتبط بالضعف ...
هل يشكل لكِ جبران خليل جبران قصة عشقِ رومنسيه أم ظاهرة أدبية فذه تنقلت و جابت العديد من البلدان..؟ ادبيا : جبران كان اكثر من ظاهرة ..ولكن
جبران الانسان كان اقوى ..جبران العاشق الذي سطر قصة حب افتخر يوما اني مررت بطيف احلامه
جبران كان شرقيا ..ولكنه كان مثالا للحب الحقيقي
هل كانت مي زيادة فائقة الجمال ؟ هل رآها و لمس دفئ يديها ؟ هل نظر في عينيها وابحر
حاشا لجبران ان يهتم لهكذا امر...فلم يكن لديه سوى صورة غير واضحة حتى من احدى الجرائد
لقد كان نداء الحب العلوي ...لباه طائعا
جبران احب روح مي ومي احبت روحه ..وهذا هو الحب الذي لا يموت ...
لعلي لبيت نداء الحب واستمعت لنغمته الساحرة ..ولا اخفيك سرا اني على الرغم من عذاباتي لم اندم ..فانا بشر واصغيت الى وحي الروح وفقط...
هل تُعتبر النهاية التراجيدية التي أودت بحياة جبران هي البوصلة التي توجه أحزانك .. أو من منظور أخر هل تحاولين أن تصنعي لك كينونه تراجيدية من خلال كلماتك و تصرفاتك و حتى لقبكِ لتكوني أقرب ما يكون للحالة الجبرانية ..؟
[SIZE="5"ا [/SIZE]
أرجو الاجابه .... بوجود أو بعدم وجود المحامي ... و نكمل
[/QUOTE] ]صديق الأدب :
ما اكثر اطلاعك ..قل لي هل تجسدت روحي امامك في طيف ضبابي ذات شتاء ؟
وهل قرأت ملامحها ...و رايت تصوراتها ؟
أجبني لأجيب..فروحي شتوية بحتة ....الا الخريف الطيب الذي يبتسم لاحزاني ..وباقي الفصول كذب في تاريخ الهوى بالنسبة لي طبعا
يا عيني عليك
انا مثلك مقتنع تماما ان غسان احب غادة .. ولكن ليس هناك ما يثبت ان غادة بادلته هذا الشعور ... بعد 20 عاما نشرت غادة رسائل غسان لتعود هي الواجهة من جديد بعد ان خبت نجوميتها في عالم الادب
اما مي وجبران فكان عشقا لابعد الحدود ومي كانت واضحة جدا بينما راوغ قليلا جبران وحتى نكون منصفين فان جبران له رسائل مع اخريات قبل ان تبدا رسائله مع مي
انه الواقع المعكوس يا اصدقاء..
مسيحيين وفيين ..ومسلمة مراوغة ...
كان جبران آية في الوفاء ..وكذلك كانت مي ...
جبران لم يتحجج بالبعد..ولا غرته شقراوات امريكا ...ولا خان وهو الرجل..والشرقيون يبيحون للرجل كل شيء -عدم المؤاخذة- فانا اقصد زواجا لا غير
ولا غر مي من طلب يدها من الادباء والمفكرين وما اكثرهم ...
حب بني على قوة علوية ..ونظرة سليمة للارواح ..ولا قال احدهما للآخر يكفينا فالبعد يفرقنا ..ولا مات فيهما الحنين
اني ..لاتمنى احيانا لو كنت....وبامكان البعد الثالث ان يكمل العبارة
*
*
*
أما غادة فكانت تماما كما يفعل الكثير من ابناء الشرق الموبوء بعلله صبايا وبنات
اقول كانت غادة تستزل غسان الى حبها وتغره ببعض من ادبها حتى اذا احكمت عليه الاغلاق ..استنزفته
لترضي انوثتها المريضة -عذرا لمحبيها-
لكن ..
هي الحقيقة ..ولا الوم غادة طالما في شبابنا اليوم من يكسر حبيبه ..فقط ليرضي ذاته وينسى ان للعاشق نفسا
اخي هيثمن
اخي البعد الثالث
ارجو ان تواصلا الابانة ...
لدي الرسائل كاملة ..ولدي ايضا ديوان ابن زيدون ...ساسعد بمشاركتكما
دمتم بعز