من كتاب إبطال الحيل لابن بطة - من كتاب إبطال الحيل لابن بطة - من كتاب إبطال الحيل لابن بطة - من كتاب إبطال الحيل لابن بطة - من كتاب إبطال الحيل لابن بطة
من كتاب إبطال الحيل لابن بطة
الإمام ابن بطة ( - 387هـ )
قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ما بال أقوام يلعبون بحدود الله، ويستهزئون بآياته؟!
قال رسول الله (ص) : لا ترتكبوا ما ارتكبت اليهود، فتستحلّوا محارم الله بأدنى الحيل.
قال عيسى بن مريم : يا معشر الحواريين، الحق أقول لكم : إن الدنيا لا تصلح إلا بالملح، والطعام لا يطيب إلا به، فإذا فسد الملح فسد الطعام، وذهبت المنفعة به. وكذلك العلماء ملح الأرض لا تستقيم الأرض إلا بهم، وإذا فسد العلماء فسدت الأرض.
قال علي رضي الله عنه : يوشك أن لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ومن القرآن إلا رسمه.
فلان لا يفقه ولا ينقه، معناه : لا يفهم ولا يعلم.
إن العالم إذا زلّ عن المحجة، وعدل عن الواضحة، وآثر ما يهواه على ما يعلمه، وسامح نفسه فيما تدعوه إليه، زلّ الناس بزللـه، وانهمكوا مسرعين في أثره، يقْفون مسلكه، ويسلكون محجته (...). فالمقتدون به كالسفينة إذا غرقت غرق بغرقها خلق كثير!
الفتوى عند أهل العلم تعليم الحق والدلالة عليه (...). وأما من علّم الحيلة والمماكرة في دين الله، والخديعة (...) حتى يخرج الباطل في صورة الحق، فلا يقال له ( مفت )، لأن من كان على ملة إبراهيم وشريعة محمد (صلى الله عليه وسلم)، ومن شرح الله صدره للإسلام، فقد تيقن علمًا وعلم يقينًا أن هذه حيلة لإباحة ما حظره الله، وتوسعة ما ضيّقه الله، وتحليل ما حرمه، ولفظ حق في ظاهره أريد به باطل في باطنه.
علم المؤمنون والعلماء الربانيون والفقهاء الديانون أن الحيلة على الله، وفي دين الله، لا تجوز، وأن فاعلها مخادع لله ولرسوله، وما يخادع إلا نفسه لا مَن يعلم السرّ وأخفى!
أصل الحيلة في شريعة الإسلام خديعة، والخديعة نفاق، والنفاق عند الله عز وجل أعظم من صراح الكفر!
الحيلة في الدين محرمة في الكتاب والسنة، فكل حكم عمل بالحيلة في طلاق أو خلع أو بيع أو شراء، فهو مردود مذموم عند العلماء الربانيين والفقهاء الديانين.
لا يجوز شيء من الحيل.
يحتالون لنقض سنن رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
من أفتى الناس بالحيلة فيما لا يجوز بتأول الرأي والهوى بلا كتاب ولا سنة فهذا من علماء السوء. وبمثل هذا هلك الأولون والآخرون. ولهذا ثلاث عقوبات يعاقب بها في عاجل الدنيا : يبعد علم الورع من قلبه ويضيع منه، وتزين له الدنيا ويرغب فيها، ويفتن بها ويطلب الدنيا تضييعًا، فلو أعطي جميع الدنيا في هلاك دينه لأخذه ولا يبالي!
إذا سألك الرجل عن مسألة فلا يكن همّك أن تخلصه، ولكن ليكن همّك أن تخلص نفسك!