قصة قصيرة - قصة قصيرة - قصة قصيرة - قصة قصيرة - قصة قصيرة
في صحراء من الرمال الساخنة و رياح لا تحمل عبق الحياة و سماء بلون البرتقال تودع قرص الشمس على أمل أن تراه بعد موعد مع قمر كامل يزهو كملك على عرش من النجوم ، سألني من أحب أن ادعوه صديقي : لماذا اليأس؟ طبع ساخر و ابتسامة بلهاء تحجرت شفتاك على هيأتها لا تدل على اليأس ؟؟ لم تنسب الضد لنفسك ؟
قلبت الصفحة و همست له ثلاث كلمات : سمراءٌ خضراء العينين.
ضحك و كأن الأمر مستحيل، أعدتها عليه بصوت حازم كمن يفرض الحقيقة في غابة من الأكاذيب، سمراءٌ خضراء العينين، قلتها كأن حياتي مخفية بين أحرف تلك الكلمات الثلاث، تبدأ من السين و تنتهي عند النون.
سمراء خضراء العينين قال لي و قد استعار ابتسامتي، ألقيت الكتاب و التفت إليه قائلاً:
سمراء خضراء العينين، عندما تضحك تتوسع عيناها كمد البحر، يضم الشاطئ بحرارة العشاق، صوت ضحكتها سحر قديم يخافه الكهنة و تهرب منه الشياطين، ترفع يدها بحياء الأميرات تحاول أن تلجم ضحكتها الفاتنة دون جدوى و هي لا تعرف أن ملامسه شفاهها الوردية قد أزم الموقف و أخرج الأمور عن السيطرة.
ابتسامة ببراءة الأطفال على وجه امرأة كاملة الأنوثة، صوتها أجش ذو نبرة خافتة يجعل حديثها همساً فينخفض صوتك مجبراً من خجله.
تصور امرأة بعيون فارسية و جسد لاتيني و سمار يغازل الشمس و أصول فلسطينية، كاملة قلت له، رد باستهجان الكمال لله، إنها أثينا بل هي أفروديت ... إنها عشتار ... كليوبترا و نفرتيتي رددت أنا.
لذلك تحمل قلادة نفرتيتي في عنقك ؟
هل تعرف معنى نفرتيتي ؟؟ إنه أجمل نساء الأرض، و مثل تلك النساء لا توضع سوى قرب القلب لتسمع نبضه، و تعرف أنك تعيش لأجلها.
أين هي الآن قل لي ؟؟ قالها بابتسامة صفراء لا تخلو من التعاطف.
اشتراها من يملك أكثر، رددت أنا، ثلاث سنين كانت أجمل ما عشته في سجن تسمونه أنتم الحياة. اعتزلت بعدها النساء فمن يذوق العسل لا يرضى بعده بالسكر بديلاً.
سمراء خضراء العينين، أحببتها أنا و قسمت لغيري ... لم تترك لي سوى ذكريات يئست انا من أن تتكرر .
ملاحظة : الأحداث السابقة لم تحدث في أبريل 2010 و هي من وحي خيال الكاتب ، و الشخصيات أعلاه وهمية و لا تمت للواقع بصلة