أسرى الحرية - أسرى الحرية - أسرى الحرية - أسرى الحرية - أسرى الحرية
حملوا لواء الجهاد والمقاومة نيابة عن الأمة فكيف لا نذكرهم وندعوا لهم
كيف لا نفخر بهم ونرفع لواء نصرتهم
إنهم أسرانا البواسل في سجون الإحتلال البغيض
منارات الحرية وسواري الصمود
قامات شامخة لا تركع إلا لربها
جباه شريفة لا تتذللل إلا لخالقها
عار علينا أن ننسى من
ضحوا بسعادتهم وحريتهم لأجل حريتنا وسعادتنا
من حُرموا من بسمة أطفالهم
من بذلوا كل ما هو ثمين لأجل وطنهم ومقدساتهم
من استبدلوا رغد العيش بعتمة الزنازين
من فقدوا حضن الأم الدافىء وأُلقي بهم في زنازين جدرانها قاسية صماء موحشة باردة
لا أحد يزايد عليهم فهم في كبد الحقيقة
ونحن في زيف العيش
إنهم فرسان هذا الزمان وبجومه البراقة
هرمنا في حريتنا المزعومة وما هرموا
\\\\\
الكلمات أصغر من مقامهم
الحروف بلا دلالات أمام عظمتهم
مهما كتبنا لن نوفيهم حقهم
في هذا الموضوع لكم مطلق الحرية بذكر اسم أسير بطل , بالدعاء لهم , بالتعريف بهم
المهم أن نبقى ندور في افلاكهم
اليوم سأبدأ التعريف بأسد من اسود فلسطين
رجل بألف رجل
صاحب أعلى حكم لأسير فلسطيني في التاريخ
أمير الظل
المقاوم الصلد
المهندس المثقف
الروائي القدير
القائد العبقري المحنك
المجاهد الأسير عبد الله غالب البرغوثي
ولد في الكويت سنة 1972
وسافر إلى كوريا الجنوبية لإكمال تعليمه الجامعي، فدرس الأدب الكوري بعد إتقانه لهذه اللغة، ثم انتقل إلى الهندسة الإلكترونية في مجال تصميم وتصنيع اللواقط الفضائية، دون أن يستطيع إنهاءها، وتزوج من أحد الفتيات الكوريات، ومكث هناك خمس سنوات
عاد إلى عمًان عام 1988 وعمل في أحد شركات تصنيع التلفزيونات كمهندس إلكتروني، تزوج بثانية ورزقه الله من زواجه الثاني ببنتين هما تالا وصفاء وولد أسماه أسامه ومن ثم استقر به المقام في قريته بيت ريما قضاء رام الله.
نجح عبد الله البرغوثي في تدبير عدد من العمليات التي أسفرت عن قتل نحو 66 صهيوني وجرح أكثر من 500 آخرين في إطار الدفاع عن قضيتة العادلة.
تم الايقاع بالمجاهد البرغوثي عن طريق أحد الخونة عملاء اليهود القذرين لعنة الله عليه أينما حل وارتحل
حكمت عليه محاكم الإجرام الصهيونية ب 67 مؤبد و 5200 عام.
البرغوثي ألف عدة روايات
مهندس على الطريق - أمير الظل
المقصلة
الماجدة
فلسطين العاشقة والمعشوق
المقدسي وشياطين الهيكل المزعوم
من اقواله القائد المجاهد عبد الله غالب البرغوثي
"لا تنسوا المهندس في عتمة عزلتة لقد كان فيكم للحرية عنونا"
فك الله أسرك أيها البطل وأسر إخوانك جميعا
وأقر عينك بلقيا من أحبتت
ولد مروان البرغوثي في 6 يونيو 1958، في قرية كوبر إلى الشمال الغربي من مدينة رام الله. وانخرط في حركة “فتح” في سن الخامسة عشرة، وفي الثامنة عشر من عمره عام 1976 اعتقل لدى الاحتلال الإسرائيلي.
التحق بعد إطلاق سراحه في العام 1983 من السجون الإسرائيلية، بجامعة بير زيت، وترأس مجلس الطلبة فيها، وتخرج منها بعد أن درس التاريخ والعلوم السياسية.
الانتفاضة الأولى
يعد البرغوثي من القيادات الفلسطينية خلال فترة الانتفاضة الأولى (1987-1994)، ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية. ولدوره في الانتفاضة، ألقت إسرائيل القبض عليه، وأبعدت إلى الأردن التي مكث فيها 7 سنوات.
وفي عام 1989، وخلال تواجده منفيا خارج فلسطين، انتخب البرغوثي عضوا في المجلس الثوري لحركة فتح، من بين 50 عضوا، في المؤتمر العام الخامس للحركة الذي عقد في العاصمة التونسية. وكان في ذلك الوقت العضو الأصغر سنا الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي الرفيع.
في نيسان/أبريل عام 1994 عاد البرغوثي على رأس أول مجموعة من المبعدين الفلسطينيين إثر اتفاق أوسلو للسلام، الموقع بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل. وبعد ذلك بأسبوعين، وفي أول اجتماع لقيادة “فتح” في الضفة الغربية تم انتخاب البرغوثي بالإجماع، في منصب “أمين سر” الحركة في الضفة الغربية.
انتفاضة الأقصى
خلال انتفاضة الأقصى التي اندلعت في العام 2000، عقب اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي في حينه أرئيل شارون المسجد الأقصى، قاد البرغوثي “الانتفاضة” وبات أحد أبرز رموزها. ويقول مقربون منه، إنه تعرض لمحاولات اغتيال من قبل إسرائيل، ونجا منها، وفي إحداها أُطلقت عليه وعلى مساعديه صواريخ موجهة، كما تم إرسال سيارة ملغومة له خصيصاً.
وألقى الاحتلال الإسرائيلي القبض على البرغوثي في الـ15 إبريل/ نيسان 2002. وحينها قال (شارون)، إنه “يأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكان يفضل إن يكون رمادا في جرة”.
مررت من هنا بعد غياب طويل عن احب الاماكن الى قلبي كل ركن في هذا المكان كان يلومني على الغياب ،عتاب المواضيع المهجورة اول ما قال لن ي عند الدخول واحساس بالذنب يقتلني، لم اعرف انك طوال تلك الشهور تنادي في كهف مهجور لا تسمع فيه الا صدى صوتك ، اعذرني و اقبلني شريكة لك في محاولة احياء المكان من جديد..
تحياتي
في يومي الأوّل في سجن الرملة، انتزعوا الدّبابيس التي أثبّت بها حجابي، وبعد رجوعي من محكمتي الأولى أخبروني أن معاصم يديّ ممنوعة في السجن بحجّة أنّها زيادةٌ عن اللباس، أخذتها منّي السجّانة وألقتها في سلّة القمامة القريبة، استطعت أن أتجاوز أمر المعاصم؛ إذ أن أكمام جلبابي كانت ضيّقة ممّا يغنيني عن المعاصم.<br>
وذات ليلة بينما كنت عائدة لزنزانتي بعد يومٍ طويلٍ في البوسطة، ولم أكد أغمض أجفاني، حتّى تمّ استدعائي للتحقيق، جهزّت نفسي وكنت قد غسلت جواربي، فلبستها مبتلّة، ولما قيّدت السجّانة قدميّ قالت لي عند عودتك ستخلعين جواربك!
عدت من التحقيق بعد الواحدة ليلاً والسجانة تنتظرني، أخذت جواربي ورمتهما في سلّة القمامة.
مرّت عشرة أيّام على الاعتقال، وأنا في زنزانتي معزولةً عن الجميع، بين صلاتي وقرآني ودعائي ومناجاتي وبكائي لله عزّ وجلّ بأن يرفع هذه المحنة.
كنت مثالاً للهدوء والاتزّان في السّجن، بينما كان يعجّ قسم العزل بالصراخ والشتائم والجنون.<br>
خرجت لمحكمتي الخامسة، وعندما عدت للسجن، ناداني مسؤول السجن، وأخبرني من اليوم فصاعداً يُمنع عليك ارتداء الحجاب والجلباب داخل القسم! لم أعرف حينها بأيّ لغةٍ أخاطبه لأفهمه أنّ ذلك غير معقولٍ أبدا، فلم تسعفني أي كلمة، وأنا القوية دومًا، أنا التي لا أبكي أمام سجّاني حتى لا يشمت بي، وحتى لا ينتشي بقوته!<br>
مع ذلك كلّه لم أتمالك دموعي ذلك اليوم، بكيت أمامه بحرقة، لا يمكنني أن أفعل ذلك، ولن تفعل أنت!
أوصلني إلى باب القسم، وأمر السجّانة أن تنزع حجابي فنزعته!
وطلب منّي أن أخلع جلبابي وإلّا خلعوه بالقوة! فاضطررت لخلعه أمامهما!
أدخلوني زنزانتي أجرّ أذيال قهري، فانفجرت باكيةً لا ألوي على شيء، حاولتُ ضبط دموعي، والله كانت تسيل رغماً عنّي!
أنا التي بلغتُ الأربعين ولم أخلع حجابي مذ كنت في السابعة!
ولم يرني أيّ أجنبي دون جلبابي مذ كنت في الخامسة عشرة!
واليوم يراني الأنجاس وأراذل الخلق بلا حجاب أو جلباب!
بكيت كما لم أبكِ من قبل، صرخت، كبّرت، ناديتُ المعتصم وصلاح الدين، قلت واربّاه، واغوثاه واإسلاماه وامعتصماه!
لم تجبني سوى جدران الزنزانة بصدى الصوت.<br>
بكيت ما يقارب الساعتين، صليت يومها بلا حجاب أو جلباب ودعوت الله أن يلقيَ عليّ النّوم حتى لا ينفطر قلبي من البكاء، فنمت حتى الفجر، ليدخل عدد من السجانين للعدد، وليعود البكاء وأنا أخبئ رأسي بين يديّ.
ولما جاء الظهر، دخل سجانون ذكور لتفتيش الزنزانة؛ فانفجرت باكية مجددًا، حاولت إقناعهم بأنّ حجابي وجلبابي هما جزء منّي، وانتزاعهما كما انتزاع جلدي وسلخه، ولا تصح صلاتي بدونه، ولا يجوز أن يراني الرجال بدونه.
يومها نقلوني من زنزانتي لأخرى، ولا أعلم السبب، ظننت أنّها أفضل حالاً، ولمّا صرت فيها، وجدتها مترين بمترين، ومياه المرحاض تسيل على أرضيتها، فقلت أتفقد الفراش، فرفعت الفرشة لأجد تحتها الصدأ والماء وصراصير ميتة، فقلت أتفقد المرحاض، فإذا به يمتلأ بالفضلات والأوساخ ومناديل ورقيه، فقلت أفتح مضخة المرحاض حتى يبتلع ما فيه من القرف والنجس، يبدو أنه ابتلع، ولكن بقيت مضخة المرحاض مفتوحة طوال الليل، بصوت يصرع المتواجد في الزنزانة.
وكامرتين ترصدان مكان النوم والمرحاض وباب الحمام زجاجي شفاف منخفض يصف ما خلفه، والزنزانة مقابل غرفة السجانة وكل داخل وخارج يتفقد من السجانين يتفقد الوافد الجديد في هذه الزنزانة القذرة.
لم يكن حماما في زنزانة؛ بل زنزانة في حمّام.<br>
توضأت لأصلي العشاء ، صليت بلا حجابي وجلبابي وبلا سجود لأنّ الأرض نجسة.
وفي اليوم التالي ، عند الخامسة فجراً أعطوني حجابي وجلبابي لأخرج بهما إلى المحكمة. وصلت المحكمة منهكة من السفر والبكاء المتواصل، ومن السهر الإجباري بسبب صوت مياه المرحاض، فبدوتُ شاحبةً حزينة كئيبة على غير العادة.
في الصورة؛ كنت أبثّ للمحامي كيف انتزعوا حجابي وأجبروني على خلع جلبابي؛ وعن وضع الزنزانة الجديدة وقذارتها؛ وكيف أنّه للمرة الأولى في حياتي يراني الرجال بلا لباسي المستور وأنّني أصل ست دون سجود ولا لباسٍ ساتر.
يومها اجتمع قهر الدنيا كلّه في ملامح وجهي وتعابيره.
ولمّا ترافع عنّي المحامي، ووصف لهم ما يحدث لي في السجن، وانتزاعهم حجابي وجلبابي، أصيب الحاضرون بالوجوم والقهر!
ونجح المحامي باستصدار أمرٍ من المحكمة بعدم انتزاعهما منّي وإعادتي لزنزانتي الأولى.
عدت من محكمتي ليعاودوا قهري وانتزاع جلدي مرة أخرى ووضعي في مسلخهم القذر.<br>
لكنّي قررت أن أنتزع حقّي ولو بأسناني، فقمت بالصراخ والتكبير لأربع ساعات ، حتى جاؤوني بمدير السجن، وأريته قرار المحكمة، فاضطر للالتزام به.
امرأة في افغانستان نادت وامعتصماه اوصلها اليه جندي مخلص جهز لها جيشا
المرأة الفلسطينية اليوم تنادي واعرباه واسلاماه لا من مجيب ولا جندي مخلص يوصل الرسالة
ما أكثر قنايل فلسطين
لله در أبطالك فلسطين ما أروعهم
أسير آخر ,بطل من أبطال القافلة نستميحه عذراً عن قصورنا بحقه وحق إخوتة قبل أن نبحر في سيرتة العطرة
\\
بطاقة التعريف بهذا الأسد
الأسير البطل إبراهيم جميل حامد
صاحب ثاني أعلى حكم في تاريخ النضال الفلسطيني بعد البطل البرغوثي
من قرية سلواد قضاء رام الله معتقل منذ تاريخ 23/5/2006،
أصدرت المحكمة الصهيونية بحقه حكما بسجنه لمدة (54 مؤبدا)
\\
الأسير البطل تخرج من جامعة بيرزيت في تخصص العلوم السياسية، وعمل في مركز الأبحاث التابع لها، كما انتقل كباحث في قضايا اللاجئين الى جامعة القدس المفتوحة برام الله ، فاصدر العديد من المؤلفات والأبحاث حول القضية الفلسطينية، واصدر اول دراسة عن القرى الفلسطينية المُدمرة عام 48 تحت اسم
(قرية زرعين ) وعمل في مركز خليل السكاكيني ضمن سلسلة أبحاث ودراسات في ذكرى أحياء النكبة
متزوج ولديه علي 7 سنوات وسلمى 4 اعوام
كان للأسير البطل نصيب من سجون جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني ولم يخرج منها إلا عندما بدأت سلطات الاحتلال بقصف مجمعات السلطة الفلسطينية في انتفاضة الأقصى، فخرج ابراهيم رغما عن إرادتهم.
بدأت قصة ملاحقة حامد عام 98 ومن أجل القبض عليه اعتقلت قوات الإحتلال الصهيوني المجرمة زوجتة اسماء لمدة ثمانية اشهر ومن ثم إبعادها للإردن وكذلك حدث مع شقيقها حمزة ولم تكتفي سلطات الإجرام بهذه الإجراءات بل قامت باعتقال اشقائه الاربعة في خطوة للضغط عليه وعلى اسرتة بهذه الإجراءات القذرة والتحقيق مع أطفاله علي وسلمى وهو دون سن العاشرة
لكن محاولاتهم فشلت وذهبت أدراج الرياح رغم الترهيب الذي مارسوه
حتى تم اعتقاله صباح الثلاثاء 22/5/2006
\\
أبرز ما قاله الإدعاء بحقه
وإذا سألتم من نظم البرغوثي اقول لكم انه ابراهيم حامد ... إذن كل العمليات الاستشهادية التي خرجت من رام الله هو من يتحمل مسؤوليتها
مررت من هنا بعد غياب طويل عن احب الاماكن الى قلبي كل ركن في هذا المكان كان يلومني على الغياب ،عتاب المواضيع المهجورة اول ما قال لن ي عند الدخول واحساس بالذنب يقتلني، لم اعرف انك طوال تلك الشهور تنادي في كهف مهجور لا تسمع فيه الا صدى صوتك ، اعذرني و اقبلني شريكة لك في محاولة احياء المكان من جديد..
تحياتي
صاحب البيت لا يحتاج إستئذان للدخول
دونك البيت
بيت كل فلسطيني غيور
بيت كل عربي حر
بيت كل شريف
للشهداء فينا مكانةً ، وعلى رؤوسنا تيجاناً , ولسلوكنا نماذجاً ، ولمستقبلنا قناديلاً ، فهم من ضحوا بحياتهم من أجلنا ومن أجل مستقبلنا ومستقبل أطفالنا ، فكانوا ولا زالوا منغرسين في أفئدتنا ، وإذا كانت الشهادة هي أعظم أشكال التضحية ، فإن الشهادة خلف القضبان يضاف لها عظمة خاصة .
وفي نيسان قدمت الحركة الوطنية الأسيرة العديد من الأسرى شهداءً ، وأذكر منهم الأسير خليل سلامة الرشايدة من بيت لحم ، والأسير سليم أبو صبيح من الخليل والذي استشهد في سجن جنيد بنابلس بعد أن أمضى اثنتي عشرة سنة ، والأسير الشهيد خليل أبو خديجة من رام الله ، والأسيرين ( جمال قبلان ، محمد أبو جامع ) خاطفي الباص رقم 300 واللذين تم اعتقالهما ومن ثم أعدما ، والأسير محمود فريتخ من نابلس واستشهد في سجن جنيد، والأسير طارق الحموري من الخليل ، والأسير ابراهيم الراعي من قلقيلية ، والأسير عبد الصمد حريزات من يطا واستشهد جراء التعذيب في معتقل المسكوبية ، والأسير معزوز أبو دلال من نابلس ، والأسير محمد الدهامين من الخليل ، والأسير بهاء الشرقاوي من بلدة الزبابدة في جنين حيث أنه اعتقل وقيدت يداه ثم أطلق عليه النار، والأسير حازم قبها " أبو جندل " من جنين والذي تم اعتقاله ومن ثم أعدم بدم بارد في ساحة المخيم في عام 2002 م ، فجميع هؤلاء استشهدوا في نيسان وقد لا يكون آخر من استشهدوا في شهر نيسان داخل السجون الإسرائيلية هو الشهيد الأسير سليمان محمد درايجة من الطيبة في المناطق التي أحتلت عام 1948 والذي استشهد في نيسان 2006 في سجن شارون ، فقد يشهد نيسان الحالي " لا سمح الله " استشهاد آخرين طالما بقيت الأوضاع في السجون على حالها المأساوية .
وقائمة شهداء الحركة الأسيرة ستستمر وتطول طالما بقيَّ الإحتلال جاثماً فوق أرضنا والسجون لا تزال قائمة بظروفها القاسية و الآلاف يقبعون خلف قضبانها ، ولا يزال التعذيب مشّرع في زنازينها والرعاية الطبية منعدمة في غرفها ، وبالمناسبة هذا كله أدى الى استشهاد ( 195 ) أسيراً منذ العام 1967 ولغاية يومنا هذا كان آخرهم الشهيد الأسير فضل شاهين الذي استشهد بتاريخ 29-2-2008 .
وأسرانا ورغم هذا كله شامخون ، وشهدائنا في قبورهم أحياء ، يمنحونا يومياً جرعات وجرعات من الصمود والتحدي والأمل في مستقبل مشرق .
وللشهداء أسمائهم والتي هي تيجانٌ على رؤوسنا وقصصٌ وحكايات نستوحي منها دروساً لتشكل لنا بوصلة سلوكنا وتضيء لنا طريقنا وإحدى هذه القصص هي قصة استشهاد الأسير ابراهيم محمود زيد الراعي " أبو المنتصر " الذي يعتبر أحد شهداء الحركة الأسيرة في شهر نيسان .. فمن هو الشهيد الأسير ابراهيم الراعي وما هي قصته ؟
ولد أبو المنتصر عام 1960 م في مدينة قلقيلية وكبر وترعرع في كنف عائلة أصيلة لم تبخل في تقديم أبنائها قرابين لحرية الوطن واستقلاله وأرضعته أمه حليباً ممزوجاً بحب الوطن ومقدساته وبالرفض لكل أشكال الذل والإحتلال ، فكبر وكبرت معه القضية فانغرست به وتعمق بها من خلال مطالعته ودراسته للعديد من الكتب والدراسات وبدأت ملامح الرجولة والبطولة ترتسم على شخصيته وفي العام 1978 م اعتقلته المخابرات الإسرائييلية ولم يكن قد تجاوز الثامنة عشر من عمره بعد ، وخاض أول تجربةٍ في التحقيق والتي استغرقت أربعة شهور وبالرغم من أنها الأولى إلا انه انتصر فيها ،وحكم عليه بالسجن خمس سنوات على تهم لم يعترف بها ، وكانت هذه السنوات الخمس محطةً للإعداد والبناء والتثقيف الذاتي فكان السجن له جامعةً تنقل بين فصولها وقرأ العديد من الكتب والدراسات والتجارب الثورية ومع الوقت أصبح أحد أبرز المثقفين في سجن نابلس القديم ويقدم المحاضرات ويدير الجلسات ، بل امتاز أيضاً بالكتابة حيث امتلك قلماً سيالاً يتسم بالسلاسة وترابط الأفكار والتحليل والكلمات الثورية المعبرة والمنتقاة ومع مرور الشهور والسنوات أصبح إبراهيم إسماً ذو مكانةٍ مميزةٍ بين رفاقه .
وفي أوائل الثمانينات وفي خطوة يائسة من قبل الإحتلال لتلميع صورة روابط القرى المهترئة والتي شكلها كبديل عن م . ت . ف أقدم على الإفراج عن بضع عشرات من الأسرى فكان إسم إبراهيم من ضمنهم ولم يكن قد أمضى سنوات حكمه ، وخلال الحفل الذي أقيم خصيصاً لذك والذي ضم قيادات روابط القرى ورجال الحكم العسكري الإسرائيلي وشخصيات رخيصة وعميلة ، لم يتجرع إبراهيم المشهد ولم يقبل بحريته على حساب تعزيز مكانة روابط القرى العميلة وتلميع صورتهم القبيحة فوقف وبكل جرأةٍ ومبدئية أمام جموع الحاضرين يلقي كلمة الأسرى والمفترض أن يتحرروا ، و مما قاله بأن هؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم وأن م.ت.ف هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ... فما كان من سلطات الإحتلال إلا أن أعادته للسجن.. فعاد مرفوع الرأس ليكمل فترة حكمه .
أكملها وأطلق سراحه وانخرط في النضال مباشرة في ساحة النضال الأرحب وكان شعلةً من العطاء وتميز بقدرته العالية على التأثير والإستقطاب ومن ثم إلتحق بجامعة النجاح الوطنية فكان الطالب الملتزم والمتفوق والقائد النشط والمحرض وفي 29 يناير سنة 1986م ، اعتقل الشهيد بتهمة نشاطه المميز في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأطرها الجماهيرية والطلابية وصلته المباشرة بمجموعة اتهمت بقتل جنود اسرائيليين ، فخاض تجربة التحقيق الثانية بإرادةٍ أقوى خاصة بعدما تشرب جيداً كتاب فلسفة المواجهة وراء القضبان وصقلت شخصيته أكثر فأكثر فعجز الشاباك كالمرة الأولى في انتزاع أي سرٍ منه وحافظ على الصمت المقدس وأثبت أن الإنسان يمتلك طاقةً كبيرةً إذا ما كان متسلحاً بقضيةٍ ومبادئٍ وقناعةٍ بحتمية الإنتصار كما أثبت أن المناضل يستحيل فك عقدة لسانه اذا ما صمم وأراد مهما كانت حجم الضغوط النفسية والجسدية والأساليب الوحشية واللاإنسانية التي تستخدمها قوات الإحتلال ضده ، وكالسابق وكما يحصل مع المئات من المناضلين لفقت التهم له وحكم عيه بالسجن سبع سنوات ونصف.
لم يعرف الهدوء أو الإستكانة خلال فترة سجنه ولم يحد السجن من عطائه ونضاله و لم يستسلم للواقع ولم يسمح لحدود السجن الجغرافية وقضبانه الحديدية بأن تحدد مساحة نضاله وعطائه فكان حاضراً بإستمرار بين صفوف رفاقه خارج الأسر يراسلهم ويخاطبهم ، يوجههم ويقودهم في نفس الوقت... وكانت المخابرات الإسرائيلية تدرك جيداً خطورته كما كانت تدرك بأن بداخله أسراراً وأسراراً ولو أفشى عنها لاستطاعت اعتقال العشرات من رفاقه و تدمير وتفكيك مجموعات عديدة وحل ألغاز العديد من العمليات التي نفذت ضدها .
وبعد حوالي عام ونصف وبالتحديد في منتصف عام 1987م ، نقل أبو المنتصر للتحقيق في سجن المسكوبية بالقدس لعلاقته بإحدى المجموعات والفعاليات خارج المعتقل واستمر التحقيق معه لعدة شهور وخلالها اعتقلت المخابرات الإسرائيلية أخته من أجل الضغط عليه لكنه ظل صامداً ولم يدلي بأية أسرارٍ وبعدها نقل إلى سجن نابلس للتحقيق أيضاً وخرج كالعادة من المعركة منتصراً وفي بداية عام 1988م نقل إلى سجن ايالون المخصص للعزل ليوضع في زنزانةٍ انفراديةٍ و يُمارس ضده أبشع أساليب التعذيب الجسدي والنفسي.
وفي الحادي عشر من نيسان من عام 1988 كان الموعد مع الشهادة ، ولم تسمح سلطات الإحتلال سوى لخمسة عشر شخصاً فقط من أهله بالمشاركة في جنازته ليلاً واستطاع أفراد العائلة الكشف عن الجثمان ووجدوا علامات الضرب المبرح في الرأس وفي أنحاء مختلفةٍ من الجسم ودماء نازفة من الأذن وجرح في الخاصرة وبقع زرقاء متورمة في الرأس ..
فمات إبراهيم جسداً لكنه حياً فينا ونموذجاً يُحتذى لكل الثوار الأحرار في الصمود الإسطورى والنضال المتواصل فعاش مناضلاً عنيداً معطاءاً ، أسيراً شامخاً صامداً ، منتصراً في كل المعارك التي خاضها ، ومات كالأشجار وقوفاً .
ويحضرني هنا ما حفره الشهيد على جدران زنزانته في معتقل المسكوبية عام 1987م " رفاقي ، قد يشنقوني وهذا ممكن وإن شنقوني فلن يميتوني ، فسأبقى حياً أتحداهم ولن أموت ، وتذكروني سأبقى حياً وفي قلوبكم نبضات " .
نعم سيبقى حياً في قلوبنا بطلٌ من أبطال فلسطين قاتل في ساحات المعارك المختلفة وحتى السجن لم يرهبه ، وأصبح أحد المعالم البارزة في الصمود لينضم للقافلة الطويلة في هذا المضمار و ليلتحق بالشهيد فريز طشطوش والشهيد محمد الخواجا والشهيد عون العرعيروالشهيد خليل ابو خديجة و..إلخ وإلتحق بقافلة الصمود من بعده الشهيد خالد الشيخ علي والشهيد عطية الزعانين والشهيد مصطفى العكاوي و...
هذا هو أبا المنتصر الذي كُتبت له الأناشيد والأشعار والقصائد ، وحملت العديد من العمليات العسكرية اسمه وزينت الشوارع والمواقع المختلفة داخل الأسر وخارجه بإسمه وصوره وتغنى بإسمه المقاتلين ، وصدق حينما قال " لن يميتوني " لأنه لا زال وسيبقى حياً فينا وأصبح اسمه رمزاً للصمود ودعوةً لشحن المناضلين عموماً ولرفاقه في الجبهة الشعبية خصوصاً " أُصمد أُصمد يارفيق مثل الراعي في التحقيق " .
ومما كُتب عنه قصيدةٌ بعنوان " نشيد الصمود " للأسير محمود الغرباوي في سجن نفحة عام 1990 م وسأورد جزءاً منها .
أبا المنتصر
هزمت الجنود
وداخ المحقق في الفكرة العاقرة
وصّيرت سجانك الوغد قفلاً وقيداً
ولم تتسع كل هذه الزنازين للمنتصر
وهل يُسحق الجرمق
بزنزانة
بقبر
بنقالة الموت والفكرة العاقرة !
أبا المنتصر
ما اتسع السجن والقبر
للشفة الصامتة
وللقبضة الصارمة
ولكنه اتسع القلب فينا
والفكرة الخالدة