في يوم جمعة كأحد أيام جمعنا الباردة ، وفي الخطبة الموحّدة ،،
اعتلى الشيخُ المنبر .. وقام يتحدثُ عن الصبر !.
قاطعه أحدُ المصلِّين في مهنة عامل وطن - عامل نظافة ، وقال :
يا سيدي ،
أتيتَ إلينا بسيارة فارهة ، وبملابس راقية ، وبعطر يفوحُ عبيرُه أركانَ المسجد .
يا سيدي ،
رافقني يومًا واحدًا ، أريدك أن تصحوَ معي قبل الفجر وتمسكَ المكنسةَ لتنظفَ الشارع في هذا البرد ، ولتعرف حينها معنى الصبر .
يا سيدي ،
أنا أقوم بهذا العمل كل يوم لأستلمَ نهاية الشهر مبلغًا زهيدًا لا يساوي قيمة زجاجة عطر من العطور التي تشتريها ..
يا سيدي ،
إنها الجمعة الثانية في شهرك الفضيل ،
وقد أنعمتَ علينا ببلوغها ، فأعطِ يا رب كلَّ ذي حاجة حاجتَه
إن لك عبادا يتوقون فرجا قريبا منك فبشِّرهم
وعبادا يسألونك الشفاء فشافِهم واعفُ عنهم
وعبادا يرجون رحمتك ويخشون عذابك فارحمهم
كلمـــا غـرّد طيرٌ في خميلة
وصفت للحب دنياه الجميلة
سَبَّحَتْ نفسي لأنـــوارك في شَدْوِ الطيورِ
وَنَهَلْتُ السحر والإيمان من عطر الزهورِ
ورأيتُ الحبَّ ينساب دعـاءً من شفاهي
وغناءً من صفاء الروح يجري يا إلهي
كلما قبَّـلَ ضوءُ الشمسِ زهرَهْ
وانحنى الغصنُ لها يَنْقُـلُ سرَّهْ
لاح لي وجهك فى كل شعاع يتجلى
يملأ الأيــام عطـرًا وأنـاشيدًا وظلا
فاسقني يا رب لا تحرم من النور شفاهي
لأُغني ربي سبحـــــانك دومًـــا يــــا إلهي
كلّمــا أشرق بالإيمــان صدري
وَسَرَتْ أشواقُه الكبرى بثغري
نَظَرَتْ عيني فأبصرْتُك في كل زمانِ
ورنا قلبي فشــاهدْتُك في كل مكــانِ
فلك الحمدُ نشيـدٌ كلّــما غنت شفـاهي
ردَّدَتْه الروحُ تسبيحًا وشكرًا يا إلهي
إِن يكن ذنبي توارى عن ضميري
وخُطى التوبة تــاهَتْ في المسيـرِ
فأنا في كل خطوي لك حمدٌ وصلاةُ
وسنا وجهك في قلبي ضياءٌ وحياةُ
فاسْكُبِ النُّورَ لقلبي وارْوِ بالسحر شفاهي
لأُغني ربي سبحــــــانك دومًـــا يـــا إلهي