تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل!
تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل! - تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل! - تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل! - تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل! - تحليل | المدارس اللاتينية وانعكاسها على الكلاسيكو المُمل!
منقول
خاص بـ Goal العربي
بقلم | محمود ماهر
لو سألت عن استمتاع المشاهد العادي بمباراة كلاسيكو الكرة الإنجليزية ومدى تلهفه وتشوقه لمتابعتها عن قرب أو عن بُعد، ثق تمام الثقة في أن إجابته ستكون مختلفة عن إجابته على نفس السؤال عندما يتعلق الأمر بكلاسيكو الكرة الإسبانية أو كلاسيكو الكرة الإيطالية أو حتى الكلاسيكو الأرجنتيني أو الكلاسيكو الاسكتلندي.
من النادر أن تتابع مباراة ممتعة أو سجالاً ما بين الطرفين حين يواجه مانشستر يونايتد جاره ليفربول، فهذه المباراة كانت ولا زالت رغم كل محاولات تجميلها الأكثر كلاسيكية وتعقيدًا في البريميرليج وأوروبا، لما يحيط بها من مشاكل وذكريات وشد وجذب وعداوة تاريخية بين الطرفين.
شخصيًا لم أستمتع قط بأي مباراة بين الطرفين على مدار الـ17 عامًا الماضية، دائمًا ما تكون ممتلئة بالالتحامات القوية والتدخلات العنيفة ومكتظة بالبطاقات الملونة، أو تصطدم بحكم ضعيف الشخصية أو بحكم عصبي مُعجب بصافرته، وإذا سارت الأمور على ما يُرام إما يكون اللقاء مغلقًا أو من طرف واحد.
قد ينتصر فريقك المفضل في هذه المواجهة وتشعر بالسعادة، لكنك لن تستمتع في نهاية اليوم لأن اللعبة كانت من طرف واحد، وما أكثر المرات التي انتصر فيها اليونايتد ولم يُقدم ليفربول أي شيء يذكر على الأرض وحتى في الهواء (باعتباره اختصاصي كرات طولية في لسنوات)، وما أكثر المرات التي فاز فيها ليفربول ويكون اليونايتد خارج تركيزه، كما حدث في مباراة أولد ترافورد بشهر مارس 2009 حين سجل ليفربول أربعة أهداف لهدف. لا يحدث إلا نادرًا جدًا رؤية مباراة متكافئة بينهما وتنتهي بالتعادل 3/3 أو بفوز طرف على الآخر 4/3 كما نشاهد بين ريال مدريد وبرشلونة دائمًا في إسبانيا.
الملل حالة اقترنت بالكلاسيكو الإنجليزي، حاول السير أليكس فيرجسون ورافائيل بينيتيز استئصال هذه الحالة عن طريق استعانتهما بمواهب من «مدارس لاتينية»، لعل وعسى تنجذب العيون والأنظار إلى المباراة، وتحقق ولو نصف أرباح كلاسيكو إسبانيا من مشاهدات وبث واعلانات تلفزيونية، لكن هيهات، فحتى اللاعب الإسباني أو الفرنسي أو القادم من أميركا اللاتينية تأثر بالجو العام في هذا الكلاسيكو الذي صار يوصف بكلاسيكو الملل، بينما كلاسيكو إسبانيا يوصف بكلاسيكو الأرض في كل وسائل الإعلام.
ومن بعد وصول «بريندان رودجرز ولويس فان خال» للإشراف على الفريقين، عملا على طرد اللاعبين الكلاسيكيين والتركيز على التمرير القصير والأرضي بالإضافة للاختراق من العمق بالتسديدات البعيدة والمراوغات الذكية بدلاً من الإصرار العجيب على الكرات العرضية والركلات الثابته.
ليفربول، حرص خلال تعاقداته على جلب اللاعبين المهرة مثل كوتينيو الذي يُجيد الاختراق من العمق والمراوغة والتمرير من خلف المدافعين، الشيء نفسه خص آدم لالانا، وتعاقد مع دانيال ستوريدج، وقام بتطوير مهارات لاعبين صغار السن مثل سترلينج وجوردون إيبي، ودعم الطرفين بكلاين ومورينو وجوميز، ومن قبل مجيئ رودجرز، انضم لويس سواريز وراؤول ميريليش في عهد كيني دالجليش، فضلاً عن الثلاثي الإسباني «تشابي ألونسو ولويس جارسيا وفرناندو توريس» في عهد بينيتيز.
مانشستر يونايتد، منذ بداية الألفية يحاول تطوير نفسه بصفقات من مدارس لاتينية، فتعاقد مع فيرون وفورلان وكيلبرسون وتيفيز وكريستيانو رونالدو وأنطونيو فالنسيا وأنخل دي ماريا وفالكاو وروخو وأندير هيريرا وخوان ماتا، واشترى عناصر متأثرة بالكرة اللاتينية مثل بيرباتوف وكاريك وشنايدرلين، ووصل الأمر لحد التعاقد مع حارس إسباني بدلاً من حراس اسكندنافيا وبريطانيا وشمال أوروبا.
الفكر تغير في الناديين بغرس مواهب قادرة على خلق المتعة والاثارة والجمالية في الأداء، لكن التجربة لم يُكتب لها النجاح الكامل إلى الآن لعدة أسباب سنحاول تفنيدها معكم.
فهل تكون الانطلاقة الحقيقية من مباراة السبت المقبل 12 سبتمبر؟ أم ننتظر من جديد؟.
والتالي .. حكاية اللاتينيين مع كلاسيكو الإنجليز في السنوات الـ15 الأخيرة:
السجين
بدايات فورلان مع مانشستر يونايتد لم تكن مبشرة بالخير، ففي مطلع عام 2002 أضاع هدفًا مؤكدًا أمام باير ليفركوزن في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب باي آرينا، ليودع اليونايتد البطولة، ويجد ابن مونتفيديو نفسه في الموسم التالي حبيس دكة البدلاء بسبب التألق الكبير لروود فان نيسلتروي وبول سكولز وسولسكاير في الخطوط الأمامية وبسبب هفوته التي لم ينساها فيرجسون.
لكن إصابات ديفيد بيكهام وجيجز وفيرون، أجبرت الاسكتلندي على الاستعانة بصاحب أجمل هدف في مونديال كوريا واليابان كأساسي في كلاسيكو ديسمبر 2002 الذي أقيم على ملعب آنفيلد روود.
فورلان حالفه التوفيق وتمكن من هز الشباك في مناسبتين، ليصبح أول لاعب لاتيني يُسجل في كلاسيكو مانشستر يونايتد وليفربول على مر التاريخ.
المباراة كانت كئيبة للغاية، لعبت في أجواء مُشمسة في الظهيرة، ليفربول لعب على التمرير الطولي، ومانشستر يونايتد ركز على العرضيات وطوليات سكولز، وبالصدفة البحتة سجل فورلان هدفين بفضل هفوات عجيبة اقترفها الحارس البولندي الجديد «يرسي دوديك» بعد انتصاف الوقت الأصلي للقاء بأربع دقائق، ليحتفل كين مع جيجز على طريقة لاعبي المصارعة الحرة والراجبي، وفورلان لا يُصدق ما فعله!.
*معلومات المباراة | 1 ديسمبر 2002. الحكم "آلان ويلي"، البريميرليج، الملعب آنفيلد روود، الأهداف: فورلان 64، 67 ، سامي هيبيا 82. عدد اللاتينيين: لاعب واحد “دييجو فورلان”.
الأباتشي
أثر الأرجنتيني «كارلوس تيفيز» على الحيوية الهجومية للشياطين الحمر بوضوح، وكان من أهم اللاعبين الذين اعتمد عليهم السير أليكس فيرجسون لمدة عامين أمام ليفربول.
وفي منتصف شهر ديسمبر 2007، كان الأباتشي على موعد لأن يكون اللاعب اللاتيني الثاني الذي يُقدم لمحات لن تنسى في هذه المباراة، حيث قاد الشياطين الحمر للفوز على ملعب آنفيلد روود حين سجل الهدف الوحيد في الدقيقة 45 ليؤكد جدارته وأحقيته في مشاركة واين روني لخط الهجوم.
غلب على اللقاء عصبية ملحوظة من عناصر ليفربول بالذات ستيفن جيرارد وخافيير ماسكيرانو في خط الوسط، وفقدوا السيطرة على المباراة لفترات طويلة أمام الرائع «أوين هارجريفز» والوافد الجديد من بورتو «أندرسون».
وتسبب انضمام ديميتار بيرباتوف بحوالي 30 مليون إسترليني وانحياز فيرجسون له خوفًا من فشل الصفقة، في مغادرة تيفيز إلى مانشستر سيتي، وكانت ضربة قوية لهجوم الشياطين تزامنًا مع رحيل رونالدو إلى الريال وتقدم جيجز وسكولز في العمر.
*معلومات المباراة: 16 ديسمبر 2007، الحكم “مارك هالسي”، البريميرليج، الملعب آنفيلد روود، الأهداف: تيفيز 45. عدد اللاتينيين: 8 لاعبين «بيبي رينا وآربيلوا وخافيير ماسكيرانو وفرناندو توريس وفابيو آوريليو من ليفربول. كارلوس تيفيز وكريستيانو رونالدو وأندرسون من مانشستر يونايتد».
البرتغال
أظهرت إدارة ليفربول إيمانًا كبيرًا في الاستراتيجية الجديدة التي وضعها رافائيل بينيتيز بتغيير شكل فريقه عن طريق الاعتماد الكلي على المدرسة اللاتينية الإسبانية، والسماح له بشراء فرناندو توريس بأكثر من 20 مليون جنيه إسترليني من أتلتيكو مدريد.
لكن تفوق لاتينيين مانشستر يونايتد استمر أمام لاتينيين ليفربول في مباراة مارس 2008 وبثلاثية نظيفة على ملعب أولد ترافورد في حضور 76 ألف متفرج.
ويسلي براون افتتح مهرجان الأهداف بعد انتصاف الشوط الأول، وفي آخر 10 دقائق من اللقاء أضاف كريستيانو رونالدو الهدف الثاني وتبعه مواطنه لويس ناني القادم من بورتو آنذاك بـ17 مليون إسترليني.
*معلومات المباراة | 23 مارس 2008، الحكم “ستيف بينيت”، البريميرليج، الملعب أولد ترافورد، الأهداف: براون 34، كريستيانو رونالدو 79، لويس ناني 81. عدد اللاتينيين 10: «آندرسون وكريستيانو رونالدو ولويس ناني وكارلوس تيفيز من مانشستر يونايتد. بيبي رينا وآربيلوا وفابيو آوريليو وخافيير ماسكيرانو وتشابي ألونسو وفرناندو توريس من ليفربول».
توليفة رافا
في مباراة كلاسيكو سبتمبر 2008 على ملعب آنفيلد روود، جنى بينيتيز ثمار ما زرعه منذ عام 2006 بتخليص ليفربول من كلاسيكيته وطريقته المملة في اللعب.
الريدز لعبوا مباراة ممتعة، تحكموا في إيقاع اللعب، تمرير أرضي سلس وجميل بين الأقدام، آربيلوا على الطرف الأيمن يصعد باستمرار، ونفس الشيء يطبقه فابيو آوريليو من على اليسار، ووجود تشابي ألونسو القادم من ريال سوسيداد أضاف الكثير من الدقة في خط الوسط ومنح آلبيرت هيريرا وديريك كاوت حرية التحرك.
فيرجسون لعب في تلك المباراة بثلاثة لاعبين يجيدون الأدوار الهجومية لتعويض غياب كريستيانو رونالدو، فأشرك تيفيز جنبًا إلى جنب واين روني وديميتار بيرباتوف من البداية، ومن خلفهم سكولز وكاريك وأندرسون.
كان للاسكتلندي ما أراد بتسجيل هدف صدم 44 ألفًا من محبي ليفربول، حمل إمضاء تيفيز، لكن هدف بنيران صديقة من ويسلي براون أنهى الشوط الأول بالتعادل 1/1.
وفي الشوط الثاني سجل ريان بابل هدف الفوز في الدقيقة 77 بعد حوالي 10 دقائق من نزول ستيفن جيرارد بدلاً من بن عيون.
هكذا كان أول فوز لليفربول بكلاسيكو الكرة الإنجليزية بعد اقتحام المدرسة اللاتينية لجميع خطوط الفريق بدءً من حراسة المرمى والدفاع إلى الوسط والهجوم.
*معلومات المباراة | 12 سبتمبر 2008، الحكم “هوارد ويب”، الملعب آنفيلد روود، الأهداف: تيفيز 3، ويس براون (بالخطأ 27)، ريان بابل 77. عدد اللاتينيين 9: «آندرسون وكارلوس تيفيز ولويس ناني من مانشستر يونايتد. بيبي رينا وآربيلوا وآوريليو وماسكيرانو وتشابي ألونسو وآلبيرت ريرا من ليفربول».
القُبلة
وصلت التوليفة اللاتينية في ليفربول لأبهى وأجمل صورها في كلاسيكو مارس 2009، عندما أشتدت المنافسة بينه وبين مانشستر يونايتد على صدارة لقب البريميرليج، وكان أستون فيلا وآرسنال يحاولان بين الفينة والأخرى الانقضاض على الصدارة، كانت أجمل أيام البريميرليج، فالمنافسة مفتوحة على مصراعيها وأخيرًا ليفربول هنا بعد سنوات من الغياب. لا زلت أتذكر تصدر أستون فيلا بشكل مؤقت مطلع نفس العام واقتراب ليفربول من حسم اللقب الأول له منذ عام 1990 قبل أن يخطفه اليونايتد بفضل نزيف نقاط الليفر!.
نفس سيناريو كلاسيكو شهر سبتمبر 2008، مانشستر يونايتد تقدم بهدف حمل إمضاء كريستيانو رونالدو من علامة الجزاء، لكن هذه المرة الرد كان صارمًا بتسجيل رجال بينيتيز لرباعية كانت قابلة للزيادة أمام دفاع مهرتل مشتت سواء قبل أو بعد طرد نيمانيا فيديتش.
ليفربول لم يلعب مباراة بهذا الجمال في كلاسيكو إنجلترا طوال فترة عمل فيرجسون مع مانشستر يونايتد، أنهى الشوط الأول متقدمًا بهدفين لتوريس وجيرارد الذي طبع قُبلة على الكاميرا فرحًا بهدفه، فصارت علامة مسجلة في ألبوم صور الاحتفالات والانتصارات الكروية.
وفي الشوط الثاني انهار اليونايتد تمامًا بسبب طرد فيديتش وتراجع لياقة عدد من اللاعبين، هنا المدرسة اللاتينية لليفربول استعرضت قوتها كاملة بالذات حين سجل فابيو آوريلو الهدف الثالث في الدقيقة 77 ثم سجل الإيطالي دوسينا الهدف الرابع في الوقت الضائع.
*معلومات المباراة | 14 مارس 2009، الحكم “آلان ويلي”، الملعب أولد ترافورد، الأهداف: كريستيانو رونالدو 23، فرناندو توريس 28، جيرارد 44، فابيو آوريليو 77، دوسينا 90. عدد اللاتينيين 9: «آندرسون وكريستيانو رونالدو وكارلوس تيفيز من مانشستر يونايتد. بيبي رينا وفابيو آوريليو وخافيير ماسكيرانو وآلبيرت رييرا ولوكاس ليفا وفرناندو توريس».
ديل بييرو!
منذ تصعيد «رافائيل دا سيلفا» للعب مع الفريق الأول لمانشستر يونايتد، وهو يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب مردوده الدفاعي والهجومي غير المتوازن، واندفاعه غير المحسوب تجاه الخصم والذي كلفه الطرد في أهم مبارياته على الصعيد القاري عام 2010 أمام بايرن ميون.
لكن هذا الظهير الأيمن البرازيلي اليافع قرر في موسم 2013/2012 تقديم أفضل ما لديه، ومباراة ليفربول على ملعب آنفيلد روود كانت من ضمن الأفضل في مسيرته الكروية، لدرجة تسجيله لهدف على طريقة «أليساندرو ديل بييرو» وعباقرة التسديدة المقوسة وأمام حارس مرمى بخبرة وتجربة رينا.
هدف «رافا» أعاد اليونايتد إلى المباراة في وقت مهم للغاية من المباراة بعد التأخر بهدف ستيفن جيرارد في الدقيقة 46، ليبسط فريقه سيطرته على اللقاء بالطول والعرض مع تقدم مستمر منه -رافا- لتأدية الأدوار الهجومية، ليساهم في حصول أنطونيو فالنسيا على ركلة جزاء نفذها فان بيرسي بنجاح وانتصر اليونايتد.
تلك المباراة كانت من ضمن أجمل المباريات التي لعُبت في الفترة الماضية، لكن الحكم قلص من حلاوتها حين قرر طرد جونجو شيلفي قبل انتهاء الشوط الأول!. ألم أخبركم في البداية، عندما يكون المستوى ممتاز من الطرفين يتدخل حكم غريب الأطوار بقراراته ليفسدها.
*معلومات المباراة | 23 سبتمبر 2012، الحكم “مارك هالسي”، الملعب آنفيلد روود، الأهداف: ستيفن جيرارد 46، رافائيل دا سيلفا 51، روبن فان بيرسي 81. عدد اللاتينيين 6: «رافائيل دا سيلفا ولويس ناني وأنطونيو فالنسيا من مانشستر يونايتد. بيبي رينا ولويس سواريز وسوسو من ليفربول».
لوزيتو
اكتسح ليفربول في كلاسيكو أولد ترافورد 2014، سيطرته كانت بالطول والعرض، استفاد من الانهيار النفسي لمانشستر يونايتد مع المدرب دافيد مويس. تلاعب بكل الخطوط وأضاع فوز بالجملة كادت تقوده للفوز بخمسة أو ستة أهداف.
المدرب الآيرلندي الشمالي «بريندان رودجرز» لعب كرة جميلة في تلك الفترة بخطة 3-4-3، وساعده تناغم وتفاهم رحيم سترلينج ودانيال ستوريدج مع لويس سواريز، وقوة الطرفين في وجود فلاناجان وجلين جونسون. بنفس الأسلوب في تبادل الكرات بين الأقدام والتحرك من غير كرة فاز ليفربول وقتها على آرسنال ومانشستر سيتي، لكن سقوطه أمام تشيلسي وكريستال بالاس أفسد عليه كل شيء ليخسر اللقب بشكل غريب!.
لويس سواريز تألق أمام مانشستر يونايتد بصورة لا تُصدق في تلك الأمسية، حيث تسبب في هدفين سجلهما ستيفن جيرارد من علامة الجزاء، وسجل الهدف الثالث بطريقة رائعة من داخل الصندوق بعد أن خدع عناصر خط الدفاع.
ربما يكون ما فعله سواريز أمام مانشستر يونايتد في ذلك الموسم (ذهابًا وإيابًا) من الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ارتفاع سعره في بورصة اللاعبين ليُباع للبرسا بـ80 مليون إسترليني في نفس السنة.
*معلومات المباراة | 16 مارس 2014، الحكم “مارك كلاتينبرج”، البريميرليج، الملعب أولد ترافورد، الأهداف: ستيفن جيرارد 34، 46، لويس سواريز 84. عدد اللاتينيين 7 «لويس سواريز وفيليب كوتينيو ولوكاس ليفا وياجو أسباس من ليفربول. دافيد دي خيا ورافائيل دا سيلفا وخوان ماتا من مانشستر يونايتد».
خوانيتو
ارتفعت قيمة وأهمية أبناء المدارس اللاتينية في الكلاسيكو خلال الموسم الماضي، فهم كانوا بحق كلمة السر خلال موسم 2015/2014. ماتا عرف كيف يكتشف العيوب الفاضحة في خط الدفاع المترهل لليفربول بمساندة من مواطنه «آندير هيريرا»، ليردوا اعتبار الفريق من هزيمتي موسم 2014/2013 بجمع ست نقاط عن طريق الأرضي والتمرير البيني خلف المدافعين واستغلال الثغرات والبطء الشديد بالذات على الطرفين وفي العمق.
في المباراة الأولى على ملعب أولد ترافورد، يوم 14 ديسمبر 2014، سجل روني في الدقيقة 12، وعزز ماتا التقدم في الدقيقة 40 واختتم فان بيرسي الثلاثية في الدقيقة 71، وأدار الحكم مارتن أتكينسون اللقاء الذي حضره 75 ألف متفرج.
ولأول مرة منذ عام 2005 يشارك أقل من ثلاثة لاعبين لاتينيين مع ليفربول في الكلاسيكو، حيث اكتفى رودجرز بالظهير الإسباني ألبيرتو مورينو وصانع الألعاب البرازيلي فيليب كوتينيو، أما فان خال فقام باشرك كل من «دافيد دي خيا وخوان ماتا وأنطونيو فالنسيا وآندير هيريرا ورادميل فالكاو».
وعلى ملعب ليفربول، يوم 22 مارس 2015، وبإدارة الحكم مارتن أتكينسون، انتصر مانشستر يونايتد بهدفين سجلهما «خوان ماتا» بطرق لاتينية مذهلة، فالهدف الأول جاء بعد تمريرة أرضية من آندير هيريرا ضرب بها خط دفاع ليفربول ليجد ماتا نفسه في مواجهة «رجل لرجل» أمام الحارس سيمون مينوليه، وفي لعبة الهدف الثاني مرر أنخل دي ماريا كرة من فوق الرؤوس قابلها ماتا بحركة أكروباتية طبيعية ذهبت على أقصى يمين المرمى، ولم ينفع هدف ستوريدج في الدقيقة 69 ليفربول لتعديل النتيجة والفضل لطرد الزعيم جيرارد بعد نزوله بثوان معدودة!.
وشارك في تلك المباراة 9 لاعبين من مدارس لاتينية مختلفة، من مانشستر يونايتد «دافيد دي خيا وآندير هيريرا وخوان ماتا وأنطونيو فالنسيا وأنخل دي ماريا ورادميل فالكاو وماركوس روخو» ومن ليفربول «فيليب كوتينيو وآلبيرتو مورينو»،
والآن..ننتظر أحدث التأثيرات التي ستطرأ على الكلاسيكو الإنجليزي من المدارس اللاتينية، لكن نرجو ألا تكون المباراة من طرف واحدة كالعادة، ونتوسل للحكم الشاب «مايكل أوليفر» ألا يُفسدها بتدخلات عجيبة مثل تدخلات هوارد ويب وأتكينسون وهالسي إلى آخره من الحكام الذين لم يوفقوا في إدارة هذه اللعبة.