ومن عقوبات الذنوب : أنها تزيل النعم ، وتحل النقم ، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب ، ولا حلت به نقمة إلا بذنب ، كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - : ما نزل بلاء إلا بذنب ، ولا رفع إلا بتوبة .
فأخبر الله تعالى أنه لا يغير نعمه التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يغير ما بنفسه ، فيغير طاعة الله بمعصيته ، وشكره بكفره ، وأسباب رضاه بأسباب سخطه ، فإذا غير غير عليه ، جزاء وفاقا ، وما ربك بظلام للعبيد .
فإن غير المعصية بالطاعة ، غير الله عليه العقوبة بالعافية ، والذل بالعز .
وفي بعض الآثار الإلهية ، عن الرب تبارك وتعالى أنه قال :وعزتي وجلالي ، لا يكون عبد من عبيدي على ما أحب ، ثم ينتقل عنه إلى ما أكره ، إلا انتقلت له مما يحب إلى ما يكره ، ولا يكون عبد من عبيدي على ما أكره ، فينتقل عنه إلى ما أحب ، إلا انتقلت له مما يكره إلى ما يحب .
وقد أحسن القائل :
إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم [ ص: 75 ] وحطها بطاعة رب العبا د فرب العباد سريع النقم
وإياك والظلم مهما استطع ت فظلم العباد شديد الوخم وسافر بقلبك بين الورى لتبصر آثار من قد ظلم فتلك مساكنهم بعدهم شهود عليهم ولا تتهم وما كان شيء عليهم أض ر من الظلم وهو الذي قد قصم فكم تركوا من جنان ومن قصور وأخرى عليهم أطم صلوا بالجحيم وفات النعي م وكان الذي نالهم كالحلم
من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
للعلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله
من الظلمات الى النور اليك هذه السطور المتواضعة
كتبت بقلمك وحبك وعنفوان احساسك العالي
بلهفة قلمك على الكتابة وشجن الحروف بالاناقة
يشتعل نارا من يدخل بين كلماتك نار الشوق الكبير
حروفك ملتهبة بشموع احساسك العالي
تخطف من يراك الى عالم الابداع لهيب شوقك
الزهر والاشجار تبتسم عندما ترى كلماتك
لانها تشعر بنشوى تملأ دنيتها وتتالق
كتبت الاحساس العالي كله والرقة باشكالها
وتتوافد العطور من عباراتك التي توجتها بحروفك المضيئة
عاش قلمك الحساس الرقيق
وعاشت كتاباتك الانيقة الرقيقة
دمت لنا ودام صرير قلمك الرائع