في كل عام، ليل و نهار ،في كل حين، قصف وصواريخ ودمار ،كبار و صغار،شباب وشابات
يستهدفون ويقتلون ،واليوم في رمضان يحاربون صائمين،وفي المساجد ساجدين
،في فلسطين الكل يئن والكل تتخطفه الأهوال ،والحال ليس على ما يرام .
غزة . . .
أنين مدوي وجرحٌ مؤلم نازف، وصرخات تُسمِعُ الصمّ والأموات ، غزة ،ألم فلسطين الكبير ،
وما يجري لها هو بصمة عار تضاف للعرب في تاريخيهم الذليل .
في فلسطين ، الأنوار هي ابتسامات الأطفال رغم الحروب، هي شعلات الأمل في قلوب
أبنائها ،هي الحلم والطموح في نفوس شبابها، هي شرار العزيمة والإصرار في كبيرها
وصغيرها... ،غزة تنام في الظلام،غزة بلا ماء ولا طعام ،غزة بلا دواء ،غزة بلا مستشفيات
تداوي الأنام، غزة ، تنام فيها عيون أطفالها على قصف الأحلام،لتصحو على دمار وهدم بنيان،
غزة لا تلبث أن تنام،وكيف لها أن تنام ؟!
غزة تناضل بأسلحة تُنشأ بالأرحام ،غزة تعاني تصارع لكنها تراوغ تقاوم ، غزة تبتسم !،
غزة تبتسم لأنها قطعة من فلسطين ،لأنها حضنت أبطالا مجاهدين ،لأنها سطرت للمجد
ملايين العناوين ،لأنها سطرت الكبرياء في كتاب العار الذي غرق العرب بين سطوره،
غزة تبتسم لأنها روت ظمأها بدماء شهدائها ،لأنها أنجبت أبناءً فدوها ويفدوها بأرواحهم
الغالية الثمينة في كل آن وكل حين .
غزة ... تملك شعبا جبار ،بل براكين لا تسكين ،جمرا لا يبرد،فولاذ لا يلين ، في غزة بل
في كل فلسطين ... الأطفال رجال ، والنساء الرجال ، والرجال فيها رجال ،وكلهم أبطال أشداء،
في غزة ... مقاومة لا تيأس ،عزم لا يتخاذل ،و روح فداء لا تتقاعس ،وصبر لا يقتله يأس،
وأمل لا يهزمه فشل ،أمل بالغد لا يحبطه الأمـس .