تصادف اليوم الأحد، السادس والعشرين من كانون الثاني، الذكرى السادسة لرحيل حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش.
واستذكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ذكرى الراحل الذي غيبه الموت عام 2008، وقالت "إن الحكيم كان أول أمين عام تنظيم سياسي فلسطيني وعربي يتخلى عن كرسيه وموقعه ديمقراطياً في المؤتمر الوطني السادس للجبهة الشعبية، مع أنه أبدى هذه الرغبة قبل ذلك بكثير، رغم مطالبة رفاقه له بالاستمرار، ليعطي بذلك درساً في الديمقراطية، ويفتح الباب واسعا أمام شباب المستقبل".
وأضافت "وفي الوقت نفسه حرص دائما سواء ذلك في مواقعه التنظيمية المتعددة كأمين عام لحركة القوميين العرب، الجبهة الشعبية، وفي لقاءاته الثنائية أو الجماعية العديدة على البعد العربي والإنساني للقضية الفلسطينية في النضال الوطني الفلسطيني، وأكد للجميع أن ميزان القوى مع المحتل لن يتعدل إلا بنهوض حركة التحرر الوطني العربية، ومعها حركة التحرر العالمية، ووقوفهما إلى جانب الشعب الفلسطيني وثورته".
ولد الدكتور جورج حبش (الحكيم) في 21 آب 1926 في مدينه اللد، لعائلة مسيحية ميسورة الحال مؤلفة من سبعة أفراد، كان والده تاجرا مشهورا في فلسطين.
تعرض الدكتور حبش للتهجير عام 1948 كبقية أبناء الشعب الفلسطيني، إثر النكبة، أنهى دراسته الابتدائية في مدينه اللد، وتابع دراسته الثانوية في مدينتي يافا والقدس. تخرج من مدرسة ترسنطا في القدس، وعاد إلى يافا مدرساً قبل التحاقه بالجامعة.
انتقل إلى بيروت عام 1944 للالتحاق بكلية الطب في الجامعة الأمريكية، وتخرج فيها طبيباً عام 1951.
كرس الدكتور حبش حياته للقضية الفلسطينية، وخلال مرحلة دراسته الجامعية، تبلورت أفكاره وتعزز انتماؤه القومي، فساهم بإعادة صياغة جمعية "العروة الوثقى" وتحويلها إلى منتدى سياسي وفكري، لتناول الحالة السياسية الفلسطينية، وتعزيز العلاقات بين الشباب العرب، وكان مؤمنا بأن الكفاح المسلح هو الطريق المركزي لتحرير فلسطين.
قام بتشكيل "كتائب الفداء العربي" حيث التف حولها جمع من الشباب العرب ونفذت عدة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية في الأرض المحتلة.
هجر الدكتور حبش الطب واتجه إلى ميدان السياسة والمقاومة، فأسس، ومجموعة من رفاقه عام 1951 "حركة القوميين العرب" وكان من بين المؤسسين وديع حداد وهاني الهندي، وكانت الحركة تسعى لخلق حالة نهوض عربي شامل.
قام الدكتور حبش بتأسيس "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" وأعلن عن انطلاقتها في 11/12/1967، وتشكلت الجبهة كنواة لحزب ماركسي لينيني، مع التركيز على البعد القومي العربي كميدان ورابطة للعمل الجبهوي.
تعرض الدكتور حبش عامي 1973، و1983، لمحاولاتي اختطاف من قبل جهاز الموساد الإسرائيلي.
واصل قيادته للجبهة الشعبية، أمينا عاما حتى عام 1999، وترك موقعه طوعا وخلفه مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى)، الذي اغتيل في 2000.
عاش الدكتور حبش بعد استقالته في العاصمة الأردنية عمان متفرغا للإشراف على مركز للدراسات والأبحاث إلى أن توفي يوم 26 كانون الثاني 2008، في عمّان ودفن فيها.
في عام 1970 قام وزير الخارجية الأمريكي "وليام روجرز" بتقديم مبادرة لجمال عبد الناصر الرئيس المصري أنذاك،تهدف لوقف إطلاق النار الموجه نحو الكيان من جانب الفدائيين المتمركزين في غور الأردن ،فما كان من عبد الناصر إلا الموافقة على ما سمي "بمادرة روجرز" تلا ذلك الموافقة الأردنية ،فمثلت تلك الموافقات أسلوب ضغط على الفدائيين،وبالتالي القضاء على المقاومة المسلحة إلى الأبد.
كان على الطرف الثالث من المبادرة ،وهم الفدائيين،تقديم الطاعة لقرارات الأنظمة العربية وإلا القضاء عليها بقوة السلاح،فجائت ردة الفعل من قبل حكيم الثورة"جورج حبش" الذي أرسل برسالة إلى وديع حداد يمكن اختصارها بكلمتين هما"أشعل المنطقة"،فأشعل وديع حداد المنطقة فعلا، عندما خطط ونفذ أحد أضخم العمليات الفدائية في تاريخ القضية وهي عملية مطار الثورة،التي قام فيها باختطاف ثلاث طائرات ،وأجبارها على الهبوط في مطار مهجور _سمي لاحقاً بمطار الثورة_ يقع بين مدينتي الزرقاء والمفرق،لتنتهي العملية بالإفراج عن جميع الرهائن،مع بدء أحداث أيلول الأسود،ليقضي على كل الأحلام التي كانت معلقة بالعملية.
المقاومة لن تموت ،ذلك أن الحكيم ووديع حداد لم يمت أحدهم بعد،ولن تنتهي المطارات حتى نقول أن الثورة قد أنتهت!
نحن نقاتل من أجل قضية عادلة منتصرة، وإذا كان العدو يريد إخافتنا بالحديث عن صواريخه عابرة القارات... فإننا نخيفه بالحجر، بل إنه يخاف من مجرد التوالد الفلسطيني، والذي وصل خلال فترة الانتفاضة إلى خمسة وعشرين ألف طفل في الضفة والقطاع.
سنواجه العدو الصهيوني بالتوالد، ليس في الضفة والقطاع فقط، بل وفي الجليل وبئر السبع واللد وكل مدن فلسطين، وجميع التجمعات الفلسطينية أينما كانت.
سنواجه إسرائيل بالحجارة والبندقية، وبكل الأسلحة بما في ذلك الأدب والفن... حتى يندحر الاحتلال.
وليكن شعارنا ومحور نضالنا وعملنا نحن وجميع القوى التقدمية العربية،.. الانتفاضة... الانتفاضة.
لكل ثورة حكيم . . و جورج حبش حكيم الثورة الفلسطينية . . كم نفتقدك في هذا الزمن الرخيص ايها القائد يا أيها الاحياء تحت الأرض عودوا . . فإن الناس فوق الأرض قد ماتو ...
لكل ثورة حكيم . . و جورج حبش حكيم الثورة الفلسطينية . . كم نفتقدك في هذا الزمن الرخيص ايها القائد يا أيها الاحياء تحت الأرض عودوا . . فإن الناس فوق الأرض قد ماتو ...
نفتقد لهذا الرجل الذي هو بمثابة 100 رجل .. اي رجل خسرنا بخسارتك يا حكيم