باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات
باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات - باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات - باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات - باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات - باحث يشرح تفاصيل هامة عن إشعاع "البولونيوم" الذي اغتيل به الرئيس ياسر عرفات
اسطنبول -خاص دنيا الوطن
كشف باحث فلسطيني يعمل في معهد جامعة اسطنبول في تركيا عن أن البولونيوم 210 المشع الذي تم بواسطته اغتيال الرئيس عرفات يتم تصنيع كميات قليلة جدا منه تقدر حوالي بـ 10 غرام في العام الواحد ، وتعتبر روسيا الأكثر نشاطا في تصنيعه ، والولايات المتحدة هي الأكثر استيرادا له ..
و بيّن الدكتور وليد خليلية خلال حديث مع دنيا الوطن أن مايكروغرام واحد من البولونيوم كافية لقتل عشرات الأشخاص.
وقد نبّه الدكتور خليلية إلى حدوث حالة تسمم في معهد وايزمان الإسرائيلي عام 1957 نتيجة تعرض علماء اسرائليين لإشعاع البولونيوم 210
وأوضح الدكتور وليد خليلية ان هذا العنصر – البولونيوم – غير ملموس بحيث تستعمل كميات لا تكاد ترى بالعين المجردة فهو مقسم إلى جزئيات صغيرة نانوغرام ومايكروغرام ، وأشار إلى انه يجب أن يغلف في شيء ما حتى يتم امتصاصه بدون توقف وهو يؤثر على كل أنحاء الجسم ولا توجد له خصوصية معينة .
وعن تسميم ياسر عرفات أكد خليلية أن نانو جرام واحد من البولونيوم المشع كافية لقتل الرجل , ويعمل البولونيوم على كافة أعضاء الجسم ولا يقتصر تأثيره على عضو واحد من الأعضاء .
ويضيف الدكتور خليلية بأن البولونيوم عنصر كيميائي عدده الذري 48 اكتشفته العالمة الفرنسية - بولندية الأصل - ماري كوري عام 1898 عن طريق عنصر نادر وكبير النشاط الإشعاعي ،يشع إشعاعات من نوع ألفا يستخرج من خامات اليورانيوم ويصنف من أشباه الفلزات ، وللبولونيوم عدد كبير من النظائر وجميعها مشعة النظير . هذا ويعتبر بولونيوم 210 الأكثر تواجدا وعمر النصف له 138.4 يوما تقريبا ، ويتم إنتاج ما يقارب من 100 غرام سنويا معظمها في روسيا ويحتاج إنتاجه إلى عمليات معقدة وتحتاج إلى مفاعلات نووية خاصة وتقنيات عالية لا يمتلكها إلا القليل من الدول وخاصة النووية منها.
سمية البولونيوم 210 :
ويوضح الدكتور خليلية انه لا يوجد للبولونيوم أي دور بيولوجي في الجسم ، وهو من العناصر الأكثر سمية حيث تبلغ الجرعة المميتة المتوسطة منه أقل من 1 ميكروغرام للشخص.
و ينبثق عن البولونيوم أشعة ألفا التي تعمل على تدمير جميع أنسجة وخلايا ومكونات الجسم خاصة المادة الوراثية وينتج عن ذلك العديد من الأمراض الخطيرة. بعكس كثير من العناصر المشعة يشع البولونيوم دقائق ألفا التي لا تسبب أي أضرار وهي خارج الجسم حيث أنها لا تستطيع من اختراق بشرة الجلد ولكن تبلغ خطورتها إذا دخلت الجسم عن طريق الجهاز التنفسي بالاستنشاق بقدر 10 نانوغرام أو الجهاز الهضمي بالبلع بكمية 50 نانوغرام أو بطريقة الامتصاص كافية للقتل.
ويؤكد الدكتور وليد بأنه من ناحية نظرية 1 غرام من البولونيوم 210 تسمم حوالي 20 مليون شخص يموت منهم 10 مليون تقريبا".
حالات تسمم بالبولونيوم المشع:
وفي ختام حديثه لدنيا الوطن يشير الدكتور وليد خليلية إلى وجود حالات وفاة وتسمم تشبه إلى حد كبير نفس طريقة تسمم الرئيس عرفات بالبولونيوم 210 ، ومنها حالة تسمم العميل الروسي ألكسندر ليتفينينكو عام 2006 في بريطانيا حيث فارق الحياة بعد أسابيع عدة من تسميمه بالبولونيوم بطريقة مطابقة لحالة الرئيس عرفات.
وقد لفت الدكتور وليد إلى حالة وفات العالمة كوري – مكتشفة هذا العنصر- بعد تعرضها للبولونيوم عن طريق الخطأ وهي تجري أبحاثا" في مختبراتها. وهناك أيضا حالة تسمم عدد من العلماء الإسرائيليين بالبولونيوم المشع بعد تسرب كمية منه من مختبرات البحث في معهد وايزمان الاسرائيلي وهذا ما يؤكد اهتمام إسرائيل بالأبحاث على مثل هذه العنصر النادر الذي لا يوجد إلا في قليل من دول العالم.