جميل جدا
هناك ايتان في سورة القيامة استخدمت اهداهما بالضاد واخرى بالظاد وهما :{وجوه يومئذ ناضرة *الى ربها ناظرة }
فما هو الاختلاف ولما استخدم الحرفين مع ان المعنى واحد وهو النظر ¿
لا بنيتي " أم يحيى " ،، المعنى ليس واحدًا !.
فالوجوه الناضرة ( بالضاد ) هي وجوه المؤمنين الناعمة الحسنة المستبشرة ، التي تنظر إلى جلال الله تعالى فلا يحجبها حاجب عن نور وجهه الكريم فهي الناظرة ( بالظاء ) ..
اللهم ارزقنا نظرة إلى نور وجهك الكريم واجعلنا من المؤمنين الذين تُعرف في وجوههم نضرة النعيم ..
موضوع شائق أخي ياسر.. واسمح لي إدراج الإضافة التالية والتي تبين سر تسمية لغتنا العربية الجميلة بلغة الضاد
لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟
وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟ ومتى كان ذلك؟
أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.
جميل جدا
هناك ايتان في سورة القيامة استخدمت اهداهما بالضاد واخرى بالظاد وهما :{وجوه يومئذ ناضرة *الى ربها ناظرة }
فما هو الاختلاف ولما استخدم الحرفين مع ان المعنى واحد وهو النظر ¿
أختي الكريمة أم يحيى
أكاد أجزم أنك تعلمين أنه ليس هناك حرف من حروف الأبجدية العربية يُطلق عليه حرف ((الظاد))، فإما ((الضاد)) وإما ((الظاء)) وهما اللذان أشار إليهما أستاذنا الكبير ياسر ذيب.
وهنا لا بد من الثناء على ما أورده الأستاذ جمال نشوان في التفريق بين ((ناضرة)) و ((ناظرة)).. فالوجوه الناضرة الموصوفة بالنضرة - بفتح النون وسكون الضاد - وهي حسن الوجه من أثر النعمة والفرح ، وفعله كنصر وكرم وفرح ، ولذلك يقال : ناضر ونضير ونضر ، وكني بنضرة الوجوه عن فرح أصحابها ونعيمهم قال تعالى في أهل السعادة ( (تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) لأن ما يحصل في النفس من الانفعالات يظهر أثره .
وأخبر عنها خبرا ثانيا بقوله ((إلى ربها ناظرة)) وظاهر لفظ ((ناظرة)) أنه من نظر بمعنى : عاين ببصره إعلانا بتشريف تلك الوجوه أنها تنظر إلى جانب الله تعالى نظرا خاصا لا يشاركها فيه من يكون دون رتبهم ، فهذا معنى الآية بإجماله ثابت بظاهر القرآن وقد أيدتها الأخبار الصحيحة عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - . فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن أناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ؟ قلنا : لا ، قال : فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما .
وإن شاء الله واحد فيكم يخطئ ويكتب حرف الظاء في كلمة ما ضادا أو العكس.
لأني بصراحة مش حابب (يظيع) تعبي هيك...
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jamal nashwan
وأنت أيظًا أخي ياسر عليك المواضبة على مثل هذه الدروس وأن لا تقطعنا لحضة واحدة !.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jamal nashwan
بس ( لحضة ) كثيييير هيك آه !.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام يحيى
جميل جدا
هناك ايتان في سورة القيامة استخدمت اهداهما بالضاد واخرى بالظاد وهما :{وجوه يومئذ ناضرة *الى ربها ناظرة }
فما هو الاختلاف ولما استخدم الحرفين مع ان المعنى واحد وهو النظر ¿
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة jamal nashwan
لا بنيتي " أم يحيى " ،، المعنى ليس واحدًا !.
فالوجوه الناضرة ( بالضاد ) هي وجوه المؤمنين الناعمة الحسنة المستبشرة ، التي تنظر إلى جلال الله تعالى فلا يحجبها حاجب عن نور وجهه الكريم فهي الناظرة ( بالظاء ) ..
اللهم ارزقنا نظرة إلى نور وجهك الكريم واجعلنا من المؤمنين الذين تُعرف في وجوههم نضرة النعيم ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف شاكر
موضوع شائق أخي ياسر.. واسمح لي إدراج الإضافة التالية والتي تبين سر تسمية لغتنا العربية الجميلة بلغة الضاد
لماذا سميت لغتنا بلغة الضاد؟.....ومتى كان ذلك ؟
وحرف الضاد أحد حروف الهجاء العربية وله منزلة فريدة بينها ولذلك اختاروه ليكون مميزا للعرب عن غيرهم في لغتهم وأطلقوا اسم الحرف على اللغة العربية ,فقالوا : لغة الضاد ولسان الضاد والناطقون بالضاد ومنذ الصغر ونحن نردد:
بلاد العرب أوطانـــــــــــــــــي من الشـــــــــــــــــام لبغدان
ومن نجد إلى يمـــــــــــــــــــن إلى مصـــــــــــــــر فتطوان
لسان الضاد يجمــــــــــــــــعنا بعدنان وقحطــــــــــــــــان
فلماذا خصوا هذا الحرف بهذه الميزة؟ ومتى كان ذلك؟
أما لماذا خصوا حرف الضاد من بين الحروف , فذلك لأسباب أذكر منها
1-صعوبة نطق حرف الضاد لدى غير العرب بل وبعض القبائل العربية .
2-خلو اللغات غير العربية من صوت الضاد تماما
3-عجز الناطقين بغير العربية عن إيجاد الصوت البديل الذي يغني عن صوت الضاد في لغاتهم
ولكن هذا الاصطلاح لم يكن قديما قدم اللغة العربية ولم يكن معروفا في الجاهلية وصدر الإسلام بل والعصر الأموي ,لأن التنبه إلى قيمة الضاد في لغة العرب برز منذ تعرب العجم وعجز هذه الأفواج الجديدة والطارئة على اللغة العربية في نطق هذا الحرف مما جعل علماء اللغة العربية يولونه الاهتمام ويخصونه بالدراسة ولعل أقدم النصوص التي وصلتنا الحديث الذي روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم (( أنا أفصح من نطق بالضاد , بيد أني من قريش )) وهذا الحديث من جهة المعنى صحيح لا شك فيه ولكن هذا الحديث أدرج ضمن الأحاديث الموضوعة ونحن لسنا بصدد دراسة سند ومتن الحديث لأننا لم نستشهد به على موضوع ديني يخص العقيدة وحتى لا يخص فضائل الأعمال.
أما ما نحن بصدد توضيحه فهو التأريخ لمصطلح لغة الضاد فكان في نهاية القرن الثاني وبداية القرن الثالث وقت تدوين وتقعيد اللغة .
وهذه الفترة الافتراضية هي الفترة التي برز فيها الخليل وسيبويه والأصمعي وغيرهم وهي الفترة التي بدأ علماء اللغة يتحدثون فيها عن حرف الضاد فهذا سيبويه (183هـ)يقول يعد حرف الضاد ضمن الأصوات غير المستحسنة ولا الكثيرة في لغة من ترتضى عربيته ولا تستحسن في قراءة القرآن ولا في الشعر) ذلك أن بعض العجم بل وبعض العرب يخلطون بين الظاء والضاد في النطق, وقال الأصمعي( 284هـ) ليس للروم ضاد.
وإزاء هذه الظاهرة (غياب الضاد وإبدال الظاء بالضاد ) ألف بعض اللغويين رسائل تميز بين الحرفين ومنها أرجوزة في التمييز بين الضاد والظاء لابن قتيبة( 276هـ) ورسالة (الفرق بين الضاد والظاء للصاحب بن عباد (385هـ) ومقامة الحريري المكونة من تسعة عشر بيتا جمع فيها قدرا كبيرا من الألفاظ الظائية ومنها قوله
أيها السائلي عن الظــــــاء والضا د لكيلا تُضلّه الألفـــــــــــاظ
إن حفظت الظاءات يغنيك فاسمعـ ها استمـاع امرئ له استيقاظ
هي ظميـــــــــــاء والمظالم والإظ لام والظلم واللحــــــــــــــاظ
ورغم بروز هذه الظاهرة( ظاهرة التأليف في الضاد ) وإظهار خصوصية اللغة العربية بها إلا أنها لم تجعل لغتنا تسمى لغة الضاد بعد
وأغلب الظن أن أبيات المتنبي ( 303-354) التي يفخر فيها يقول:
لا بقومي شرفت بل شرفوا بي وبنفســــــي فخرت لا بجدودي
وبهم فخر كل من نطق الضـــا د وعوذ الجاني وغوث الطريد
كانت قد مهدت لهذا الاصطلاح فالمتنبي لا يريد بالضاد اللغة العربية وإنما أراد حرف الضاد بوصفه حرف الفصاحة وفخر كل عربي لأن الضاد كما يقول العكبري لم ينطق بها إلا العرب.
أما جعل الضاد مساوية للغة العربية فهذا في العصور اللاحقة عندما بدأت الحركات القومية تأخذ طريقها بين العرب فقد لقيت هذه الظاهرة عناية عند الأدباء في العصر الحديث ولا سيما قصيدة فخري البارودي التي بدأنا مقالتنا فيها.
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أشرف شاكر
أختي الكريمة أم يحيى
أكاد أجزم أنك تعلمين أنه ليس هناك حرف من حروف الأبجدية العربية يُطلق عليه حرف ((الظاد))، فإما ((الضاد)) وإما ((الظاء)) وهما اللذان أشار إليهما أستاذنا الكبير ياسر ذيب.
وهنا لا بد من الثناء على ما أورده الأستاذ جمال نشوان في التفريق بين ((ناضرة)) و ((ناظرة)).. فالوجوه الناضرة الموصوفة بالنضرة - بفتح النون وسكون الضاد - وهي حسن الوجه من أثر النعمة والفرح ، وفعله كنصر وكرم وفرح ، ولذلك يقال : ناضر ونضير ونضر ، وكني بنضرة الوجوه عن فرح أصحابها ونعيمهم قال تعالى في أهل السعادة ( (تعرف في وجوههم نضرة النعيم ) لأن ما يحصل في النفس من الانفعالات يظهر أثره .
وأخبر عنها خبرا ثانيا بقوله ((إلى ربها ناظرة)) وظاهر لفظ ((ناظرة)) أنه من نظر بمعنى : عاين ببصره إعلانا بتشريف تلك الوجوه أنها تنظر إلى جانب الله تعالى نظرا خاصا لا يشاركها فيه من يكون دون رتبهم ، فهذا معنى الآية بإجماله ثابت بظاهر القرآن وقد أيدتها الأخبار الصحيحة عن النبيء - صلى الله عليه وسلم - . فقد روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة أن أناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا ؟ قلنا : لا ، قال : فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما .
سبحان من سخر للغة قرآنه من يخدمها ويحافظ عليها
رائعون
بحق رائعون !!!!!
أما بالنسبة للضاد والظاء فما أنزعج منه هو لفظ كثيرين
لقوله تعالى : "غير المغضوب عليهم ، ولا الضالين" بالظاء وليس بالضاد !!!!
في قمة الروعة ما وجدت هنا وسعيدة جدا إخوتي بما تقدموه لنا من دروس قمة في الروعة وبكل صدق أجد بأن مثل هذه المواضيع يجب أن نوليها كل الاهتمام
أتمنى أن توافقني إدارة الموقع على ما أنوي القيام به
جزيتم كل الخير
ياسر ديب وعمي جمال وعمي أشرف وسوا ربينا
الأدبي يفخر بأن تنتمي له مثل هذه الأسماء بالفعل
كل الشكر لكم على كل شيء