يا بركتنا ، منعتُ نفسي قدر المستطاع من الدخول لموضوعك هذا لأجل ما أدرجتَه في مقدمته ، ومنعتُها من الامتناع عن الدخول لأجل إقرار التلميذ بحق الأستاذ على تلميذه وواجبه نحوه ..
أنت أستاذي أبا محمد ، وأنا أول التلاميذ العاجزين عن الإجابة ، ووالله لو عرفتُها ما دخلتُ ولا أجبتُ !.
بعد البحث في مجموعة من المعاجم والقواميس وصلت إلى التالي:
أولا : بَرئ (فعل)(بكسر الراء):
1.بَرِئتُ مِنَ المرَضِ أي شفيت منه . بَرِئَ إِذا تخَلَّصَ، وبَرِئَ إِذا تَنَزَّهَ وتباعَدَ، وبَرِىءَ، إِذا أَعْذَرَ وأَنذَرَ؛ ومنه قولهُ -تعالى-:" بَراءة مِن اللّهِ ورسولِهِ". سورة التوبة (1). لسان العرب .
2. ويقال: برئتُ منك ومن الدُّيون والعيوب براءةً. العباب الزاخر.
ثانيا : براء.
1. وأهلُ الحجاز يقولون: أنا بَرَاءٌ منك، وغيرهم يقول أنا بريءٌ منك. قال الله تعالى في لغة أهل الحجاز: "إنَّني بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ"[الزخرف 26]. ويقولون: نحن البَرَاءُ والخَلاَء من هذا.
ثالثا: بريئون جمع بريء
رابعا : أبرياء جمع بريء أيضا كما في نَصِيبٍ وأَنْصِباء.
خامسا : برآء أيضا جمع لبريء مِثل فقِيه وفُقَهاء.
وبإمكانك التوجه إلى هذه الصفحات ففيها الإجابة الشافية والأوفى أيها الطيب.
أخي وأستاذي الكبير صاحب القدر الرفيع الذي كلما مررت بكلماته الأنيقة استوقفتني لأنتشي بجمالها الأخاذ.. أستاذي الفاضل جمال نشوان
أرجو أن تسمح لي يا أخي وصديقي الكريم أن أقول ما هو ليس بجديد على كيس فطن مثلك، حيث علم المرء لا يُقاس بسني عمره.. ولك في نبي الله عيسى الذي تتلمذ على يديه الحواريون، على نبينا محمد وعليه أفضل الصلاة والسلام، خير مثال.. وأسأل الله أن يصدق ظني فيك لأنني أحسبك من الذين أوتوا الحكمة إن شاء الله تعالى.. ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا.
أخي وأستاذي الفاضل حسن الأخلاق سوا ربينا
أكرمك الله وأرضاك بما تحب، وطيب الله أنفاسك وعطرها بذكره..أسأل الله العلي القدير أن يثقل موازينك لجدك واجتهادك في البحث عن المعلومة الدقيقة القيمة التي تشكل في مجملها منهلًا يرتوي منه الظامئون للمعرفة.. فما جئت به كنز يعجز اللسان وصاحبه عن الشكر ورد الجميل لما تفضلت به.. وهنا أقر أنني لا أملك لك سوى دعوة بظهر الغيب أسأل الله فيها أن يكون لك في كل حرف خططته حسنة كاملة.. آمين!
أما عن سؤالي عن الفرق في المعنى فيرجع إلى حقيقة أنني كلما مررت ببعض آي الذكر الحكيم التي ورد فيها مثل هذه اللطائف الأدبية تبادر لي قول الله سبحانه وتعالى : "ربنا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار"!
ولن أزعم يا صديقي أن ضيق وقتي كان السبب الحقيقي وراء طرح تساؤلي واستفساري هنا في هذا الركن من منتديات الوحدات نت.. وإنما أحببت أن أتشارك مع أحبتي في الله البحث والتمحيص وكلي رجاء أن تعم الفائدة.. فأيما رجل أتاه الله علمًا وكتمه (أخاله علم الدين.. والله أعلم)، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار – أعاذنا الله وإياكم من نار وعذاب جهنم.. إن عذابها كان غرامًأ.. ولست أخفي عنك أو أي من الأخوات والأخوة أنني مذ طرحت استفساري شرعت في البحث عن أسباب ورود تلك الكلمات بأشكالها وصورها المختلفة في كتاب الله.. ونتيجة لذلك فقد وفقي المولى سبحانه وتعالى إلى الوصول إلى موقع الدكتور صلاح عبدالفتاح الخالدي الذي أورد بعض لطائف القرآن الكريم والتي كان من بينها
((بين البرئ والبراء))
يقول الدكتور صلاح :
من روائع التتعبير المعجز ، دقته المقصودة في اختيار الكلمة المناسبة للآية والسياق ، واختيار الصيغة الاشتقاقية المناسبة ، بحيث لا يمكن أن تغني عنها أية صيغة اشتقاقية أخرى . ومعنى هذا نفي الترادف والتناوب والتكرار والزيادة في القرآن !!
في موضوع البراءة من الكافرين على سبيل المثال ، اختار القرآن صيغتين اشتقاقيتين من مادة ((بَرْءٌ)) في صيغة المفرد وصيغة الجمع ، وكان الاختيار مقصوداً وعجيباً .
الصيغة الأولى : ((بريء)) وجمعها : ((بريئون)) .
والصيغة الثانية : ((براء)) وجمعها ((برءاء)) .
فما الفرق بين الصيغتين ؟ وأيهما أكثر براءة ؟
- ((بريء)) : صفة مشبهة على وزن ((فعيل)) ، بمعنى اسم الفاعل ((بارئ)) ، والبارئ هو الذي يتبرأ من الآخرين وأعمالهم ، ويفارقهم ويفاصلهم ، وينفصل عنهم ، فهو بريء متبرئ منهم ..
وقد ورد المفرد ((بريء)) وجمعه ((بريئون)) مرات عديدة في القرآن . ومن روائع ورودهما في القرآن ورودهما معاً في قوله تعالى : {وإن كذبوك فقل لي عملي ولكم عملكم ، أنتم بريئون من ما أعمل ، وأنا بريء من ما تعملون.} –يونس : 41- .
- أما ((بَراءٌ)) فإنها مصدر على وزن ((فَعال)) ، وهو بمعنى البراءة الخالصة الصافية الكاملة الشاملة ، التي لا يخالطها أي شيء من الولاء والاتفاق .
والوصف بالمصدر أبلغ بكثير من الوصف بالصفة المشبهة ، وهذه قاعدة لغوية قرآنية اشتقاقية ملحوظة مطردة . فهناك فرق بين قولك لخصمك : أنا بريء منك ، وبين قولك : أنا براء منك !!
وقد ورد المصدر : ((بَراءٌ)) مرة واحدةً في القرآن ، حيث وصف إبراهيم عليه السلام به نفسه ، وهو يحاجج قومه وأباه ، ويعلن براءته منهم ومن ما يعبدون من دون الله . قال تعالى : {وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء من ما تعبدون.} –الزخرف:26- .
((براء)) : خبر ((إن)) مرفوع . أي : أنا في غاية البراءة منكم ومن معبوداتكم الباطلة .
وجمع ((براء)) هو ((برءاء)) ، على وزن ((فعلاء)) ، والوصف بجمع التكسير أكثر توكيداً من الوصف بجمع المذكر السالم . فقولك : نحن برءاء ، أكثر توكيداً على البراءة من قولك : نحن بريئون .
وقد ورد جمع التكسير ((برءاء)) مرة واحدة في القرآن ، في سياق الحديث عن براءة إبراهيم وأتباعه المؤمنين من قومهم الكافرين . قال تعالى : {قد كانت لكم أسوة حسنه في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومن ما تعبدون من دون الله ، كفرنا بكم ..} –الممتحنة : 4-.
المؤمن بريء من الكافرين ، والمؤمنون بريئون من الكافرين .
أما ابراهيم عليه السلام فإنه ((براء)) منهم وليس مجرد ((بريء)) وأتباعه المؤمنون ((برءاء)) ، وليسوا مجرد ((بريئين)) !
وفرق بين براءة وبراءة ، والسياق القرآني هو الحكم ! وسبحان منزل هذا القرآن المعجز !!
أما أنا ففي كل رد من ردودكم وجدت الحكمة والمنفعة وفي كل حقل وجدت سنبلة
وما أروع أن تتعامل مع أناس يبذلون الجهد من أجل غيرهم ومنفعتهم
أسأل الله تعالى دائماً أن يحفظكم ويكرمكم ويجزيكم خير الجزاء على ما تقدموه هنا من علم نافع ...
في ميزان حسناتكم بإذن الله...
أخي وأستاذي الكبير صاحب القدر الرفيع الذي كلما مررت بكلماته الأنيقة استوقفتني لأنتشي بجمالها الأخاذ.. أستاذي الفاضل جمال نشوان
أرجو أن تسمح لي يا أخي وصديقي الكريم أن أقول ما هو ليس بجديد على كيس فطن مثلك، حيث علم المرء لا يُقاس بسني عمره.. ولك في نبي الله عيسى الذي تتلمذ على يديه الحواريون، على نبينا محمد وعليه أفضل الصلاة والسلام، خير مثال.. وأسأل الله أن يصدق ظني فيك لأنني أحسبك من الذين أوتوا الحكمة إن شاء الله تعالى.. ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرًا.
أستغفر الله العلي العظيم مما يعلم وأعلم ما في نفسي ، ومما لا تعلمون ..
* * *
وكيف إذا جمعتَ في سنينك علمًا وحكمة وفضلًا أخي الكبير أبا محمد .. فبالله عليك لا تنكر على نفسك ذلك وهو ظاهر ومعلوم لدينا ..
فيك الوقار سجيةً وطبعًا ، ولك التوقير مني في كل لحظة من لحظات سنينك تلك ، فامنن عليّ بحسنة تقبّلك عرفاني ، ففي ذلك الأجر لي بتوقير الكبير ، وفيه لك إيفاء لحقك يا كبير القدر والعلم .
أما أنا ففي كل رد من ردودكم وجدت الحكمة والمنفعة وفي كل حقل وجدت سنبلة
وما أروع أن تتعامل مع أناس يبذلون الجهد من أجل غيرهم ومنفعتهم
أسأل الله تعالى دائماً أن يحفظكم ويكرمكم ويجزيكم خير الجزاء على ما تقدموه هنا من علم نافع ...
في ميزان حسناتكم بإذن الله...
حنان الفاضلة.. نحن المقصرون.. فوالله إن من تمام سعادتي التواصل معكم والإنصات لعذب كلامكم وأنتم تصولون وتجولون في باحات هذا الركن المميز من منتديات الوحدات الذي يضم بين جنباته خيرة الخيرة من الأحبة أصحاب الذوق الرفيع.. تمنياتي لك بالتوفيق وأرجو الله لكم دوام الصحة والعافية.
أستغفر الله العلي العظيم مما يعلم وأعلم ما في نفسي ، ومما لا تعلمون ..
* * *
وكيف إذا جمعتَ في سنينك علمًا وحكمة وفضلًا أخي الكبير أبا محمد .. فبالله عليك لا تنكر على نفسك ذلك وهو ظاهر ومعلوم لدينا ..
فيك الوقار سجيةً وطبعًا ، ولك التوقير مني في كل لحظة من لحظات سنينك تلك ، فامنن عليّ بحسنة تقبّلك عرفاني ، ففي ذلك الأجر لي بتوقير الكبير ، وفيه لك إيفاء لحقك يا كبير القدر والعلم .
ما أجمل أن تستهل ردك بالاستغفار ليكون لك نصيب ومساحة بين من أمرهم رب العزة بقوله : "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا".. فهأنذا أقتبس من فضلِك الذي استهللت به كلامك أخي أبا أحمد وأردد معك فأقول أستغفر الله العلي العظيم مما يعلم وأعلم ما في نفسي ، ومما لا تعلمون سائلًا مولاي أن يتقبلنا قبولًا حسنًا يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. وأشهده سبحانه وتعالى أنني لا ولن أزكي نفسي عنده على أحد من عباده فهو أعلم بمن اتقى :
النفسُ تبكي على الدنيا وقد علمت ... أن السعــادة فيـهــا تـرك مــا فيـهـــا
لا دارٌ للمرءِ بعـد الموت يسكُنهـــا ... إلا التي كانَ قـبـــل المـوتِ بانيـهـــــا
أستغفر الله أيها الطيب عظيم القدر أن أكون أستاذا بحضرتك ، كل حروفي وأقلامي ومحابري يبطل مفعولها عند عتبات حروفك.
وما جئنا به لا وجه مقارنة بينه وما بين ما تفضلت به علينا وأتحفتنا به.
ردودك استثنائية على ضيوفك أيها الألق !!!