يضيق بعضُ العلماء والدعاة ويحزنون من طول الدعوة وكثرة المواعظ والخطب ، في حين تقل الاستجابة ، ويضعف التأثير ولا ينتفع إلا القليل !!
وقد يكون الجهد المبذول والوقت المخزون للدعوة (أضعافاً مضاعفة) على حصيلة الإنتاج وثمرة العمل والمجاهدة ، وهذا مسلك التفت إليه عدد غير قليل من الدعاة المصلحين ، وباعثه قلة الفقه والجهل بدعوات الأنبياء والصالحين المقصوصة علينا في القرآن .
فهذا نوح عليه السلام ، أول نبي إلى أهل الأرض ، من أجلِّ دروس قصته قوله تعالى : (وما آمن معه إلا قليل) هل تأملنا الزمان الذي مكثه نوح عليه السلام في قومه ؟! ( ألف سنةٍ إلا خمسين عاما ) وهل فكرنا في الجهد والدأب لأجل هداية قومه وإنقاذهم من النار ؟! (قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا). ثم ما هي الوسائل والطرق التي استنفدها هذا العبد الصالح للتأثير في قومه ؟!
ومع ذلك كله كانت النتيجة الربانية (وما آمن معه إلا قليل) .
يحرص كثيرون على الثمار والنتائج في مدة وجيزة ، وعمل ضعيف ، ويغفلون عن هذا الملحظ للداعية . ينبغي للداعية إلى الله ألا يفكِّر في نتائج عمله ، ولا في قلة المستجيبين أو كثرتهم ( إن عليك إلا البلاغ ) وقال تعالى ( ليس عليك هداهم). والأب في بيته ما ينبغي أن يستعجل هداية ابنه أو زوجه في شهر أو شهرين ، بل ينبغي الصبر وكثرة المعاودة وكذلك الشاب مع إخوانه وزملائه ، لا يستعجل هدايتهم بل يصبر صبراً جميلا ، وينوع الوسائل ويحرص على دوام النصح والتبليغ .
ومن أخطار التفكير في النتائج : الحزن والإحباط ، وضعف العمل بل ربما تركه في بعض الأحيان لاسيما إذا كانت الثمار ليست بحسنة .
وما يؤكد عدم حرص الداعية على النتائج ويسليه ويقوي عزمه ، كقوله صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنها (( عُرضت على الأمم ، فرأيت النبيَ ومعه الرُهَيط والنبي ومعه الرجل والرجلان ، والنبي وليس معه أحد )) .
فهل هناك أحد أشرف على الله من هؤلاء الأنبياء ؟!!
اللهم ارزقنا الفقه في دينك وأيدنا بتأييدك وتوفيقك .
صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
من الايات التي تعطيني دافع من جديد
في كل مرة ابقى 4 ساعات وانا اتحدث عن الله
وتكون هناك استجابة في نفس اللحظة فقط
يصيبني الم شديد ولكن تاتي هذه المواسة الربانية
لنا كدعاة اليه نسير على نهج انبيائه