ابن الأحمر وملك قشتالة ومعاهدة الخزي والشنار
في نفس العام التي سقطت فيه جيان، وفيسنة 643 هـ= 1245 م وحماية لحقوق وواجبات مملكة قشتالة النصرانية وولاية غرناطة الإسلامية، يأتي فرناندو الثالث ملك قشتالة ويعاهد ابن الأحمر الذي يتزعم ولاية غرناطة، ويعقد معه معاهدة يضمن له فيها بعض الحقوق ويأخذ عليه بعض الشروط والواجبات.
وقبل أن نتحدث عن بنود هذه الاتفاقية وتلك المعاهدة، نتعرف أولا على أحد طرفي هذه المعاهدة وهو ابن الأحمر، فهو محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر، والذي ينتهي نسبه إلى سعد بن عبادة الخزرجي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن شتّان بين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا، وبين سعد بن عبادة الخزرجي، وقد سُمّي بابن الأحمر لاحمرار لون شعره، ولم يكن هذا اسما له، بل لقبا له ولأبنائه من بعده حتى نهاية حكم المسلمين في غرناطة.
وكانت بنود المعاهدة التي تمت بين ملك قشتالة وبين محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر هذا هي:
أولا: أن يدفع ابن الأحمر الجزية إلى ملك قشتالة، وكانت مائة وخمسين ألف دينار من الذهب سنويا، وكان هذا تجسيدا لحال الأمة الإسلامية، وتعبيرا عن مدى التهاوي والسقوط الذريع بعد أفول نجم دولة الموحدين القوية المهابة، والتي كانت قد فرضت سيطرتها على أطراف كثيرة من بلاد الأندلس وإفريقيا.
ثانيا: أن يحضر بلاطه كأحد ولاته على البلاد، وفي هذا تكون غرناطة تابعة لقشتالة ضمنيا.
ثالثا: أن يحكم غرناطة باسم ملك قشتالة علانية، وبهذا يكون ملك قشتالة قد أتم وضمن تبعية غرناطة له تماما.
رابعا: أن يسلمه ما بقي من حصون جيّان- المدينة التي سقطت أخيرا- وأرجونه وغرب الجزيرة الخضراء حتى طرف الغار، وحصون أخرى كثيرة تقع كلها في غرب غرناطة، وبذلك يكون ابن الأحمر قد سلم لفرناندو الثالث ملك قشتالة مواقع في غاية الأهمية تحيط بغرناطة نفسها.
خامسا: وهو أمر في غاية الخطورة، وهو أن يساعده في حروبه ضد أعدائه إذا احتاج إلى ذلك، أي أن ابن الأحمر يشترك مع ملك قشتالة في حروب ملك قشتالة التي يخوضها أيا كانت الدولة التي يحاربها.
محاكم التفتيش وأهوال تشيب لها الولدان
"هدفت إلى تنصير المسلمين بإشراف السلطات الكنسية، وبأشد وسائل العنف، ولم تكن العهود التي قطعت للمسلمين لتحول دون النزعة الصليبية، التي أسبغت على السياسة الإسبانية الغادرة ثوب الدين والورع، ولما رفض المسلمون عقائد النصارى ودينهم المنحرف وامتنعوا عنه وكافحوه، اعتبرهم نصارى الإسبان ثوارًا وعملاء لجهات خارجية في المغرب والقاهرة والقسطنطينية، وبدأ القتل فيهم وجاهد المسلمون ببسالة في غرناطة والبيازين والبشرات، فمزقوا بلا رأفة ولا شفقة ولا رحمة، وفي يوليو 1501 م= ذي الحجة 906 هـ أصدر الملكان الكاثوليكيان أمرًا خلاصته "أنه لما كان الله قد اختارهما لتطهير مملكة غرناطة من الكفرة، فإنه يحظر وجود المسلمين فيها، ويعاقب المخالفون بالموت أو مصادرة الأموال". (دولة الموحدين - الصلابي نقلًا عن مصادر أخرى)
لم يقف الأمر عند حد التهجير والتنصير، وإنما تلى ذلك أن قام رئيس الأساقفة الأسباني كان يُدعى كِنِّيس وكان صليبيا حاقدا قام بحرق ثمانين ألف كتاب إسلامي من مكتبة قرطبة وإشبيلية وغرناطة في يوم واحد.
وهو نفسه الذي قام بعد ذلك بما سُمّي في التاريخ بمحاكم التفتيش؛ وذلك للبحث عن المسلمين الذين ادّعوا النصرانية وأخفوا الإسلام، فكانوا إذا وجدوا رجلا يدّعي النصرانية ويخفي إسلامه، كأن يجدوا في بيته مصحفا، أو يجدوه يصلي، أو كان لا يشرب خمرا، أقاموا عليه الحدود المغلظة، فكانوا يلقون بهم في السجون، ويعذبونهم عذابا لا يخطر على بال بشر، فكانوا يملأون بطونهم بالماء حتى الاختناق، وكانوا يضعون في أجسادهم أسياخا محمية، وكانوا يسحقون عظامهم بآلات ضاغطة، وكانوا يمزقون الأرجل ويفسخون الفك، وكان لهم توابيت مغلقة بها مسامير حديدية ضخمة تنغرس في جسم المعذب تدريجيا، وأيضا أحواض يقيّد فيها الرجل ثم يسقط عليه الماء قطرة قطرة حتى يملأ الحوض ويموت.
كانوا أيضا يقومون بدفنهم أحياء، ويجلدونهم بسياط من حديد شائك، وكانوا يقطعون اللسان بآلات خاصة.
كل هذه الآلات الفتاكة وغيرها شاهدها جنود نابليون حين فتحوا أسبانيا بعد ذلك، وقد صوروها في كتاباتهم، وعبروا عن شناعتها بأنهم كانوا يصابون بالغثيان والقيء، بل والإغماء من مجرد تخيل أن هذه الآلات كان يُعذّب بها بشر، وقد كان يُعذّب بها مسلمون، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله.
"ومما يذكر.. أن هناك عذابًا اختص به النساء وهو تعرية المرأة إلا ما يستر عورتها، وكانوا يضعون المرأة في مقبرة مهجورة ويُجلسونها على قبر من لقبور، يضعون رأسها بين ركتيها ويشدون وثاقها، وهي على هذه الحالة السيئة، ولا يمكنها الحراك، وكانوا يربطونها إلى القبر بسلاسل حديدية، ويرخزن شعرها فيجللها وتظهر لمن يراها عن كثب كأنما هي جنّية لا سيما إذا ما أرخى الليل سدوله، وتُترك المسكينة على هذه الحال إلى أن تجن أو تموت جوعًا ورعبًا.
احسنتي يا ام يحيى في وصف سبب ضياع الاندلس
قال صلى الله عليه وسلم " اذا تبايعتم بالعينة واخذتم اذناب البقر وتركتم الجهاد في سبيل الله سلط الله عليكم ذلا ، لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا الى دينكم "
بيع العينة معروف ومشهور وهو ان يبيع الشخص سلعة بمبلغ مؤجل وعندما ياتي تاريخ السداد يكون المشتري لا يمكلك الثمن فيعرض عليه البائع ان يعيد السلعة له ويدفع له مبلغا
يقول الله تعالى مخبرا عن حال الأشقياء الذين كفروا بلقاء الله يوم القيامة ولا يرجون في لقاء الله شيئا ، ورضوا بهذه الحياة الدنيا واطمأنت إليها أنفسهم .
قال الحسن : والله ما زينوها ولا رفعوها ، حتى رضوا بها وهم غافلون عن آيات الله الكونية فلا يتفكرون فيها ، والشرعية فلا يأتمرون بها ، بأن مأواهم يوم معادهم النار ، جزاء على ما كانوا يكسبون في دنياهم من الآثام والخطايا والإجرام ، مع ما هم فيه من الكفر بالله ورسوله واليوم الآخر .
قد يكون هناك اناس مؤمنون بالله وباليوم الاخر لكنهم ركنوا الى الدينا واهل الدنيا من الفساق والفجار كما قال تعالى : " ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون "فيه أربع مسائل : الأولى : قوله تعالى : ولا تركنوا الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به ، قال قتادة : معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم . ابن جريج : لا تميلوا إليهم . أبو العالية : لا ترضوا أعمالهم ; وكله متقارب . وقال ابن زيد : الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم .
الثانية : قرأ الجمهور : تركنوا بفتح الكاف ; قال أبو عمرو : هي لغة أهل الحجاز . وقرأ طلحة بن مصرف وقتادة وغيرهما : " تركنوا " بضم الكاف ; قال الفراء : وهي لغة تميم وقيس . وجوز قوم ركن يركن مثل منع يمنع .
الثالثة : قوله تعالى : إلى الذين ظلموا قيل : أهل الشرك . وقيل : عامة فيهم وفي العصاة ، على نحو قوله تعالى : وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا الآية . وقد تقدم . وهذا هو الصحيح في معنى الآية ; وأنها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم ; فإن صحبتهم كفر أو معصية ; إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة ; وقد قال حكيم :
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي
فإن كانت الصحبة عن ضرورة وتقية فقد مضى القول فيها في " آل عمران " و " المائدة " . وصحبة الظالم على التقية مستثناة من النهي بحال الاضطرار . والله أعلم .
الرابعة : قوله تعالى : فتمسكم النار أي تحرقكم بمخالطتهم ومصاحبتهم وممالأتهم على إعراضهم وموافقتهم في أمورهم .
يقول شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله ،،، ان الله ينصر الدولة الكافرة على الدولة المسلمة ان كانت الكافرة تعدل والمسلمة لا تعدل
والعدل في الامور كلها سواء في الدين او الدنيا والاستقامة على الرشد ،، اما ان فشى الظلم واكل حقوق الناس سينشأ عن ذلك تضييع الحقوق ثم انتشار المعاصي ثم الفواحش والتي تؤدي الى تفكك المجتمع فيسلط الله علينا بذنوبنا من ينتصر علينا الى ان نرجع للدين
لاحظي لم يقل في الحديث الاول صلى الله عليه وسلم " اذا تبايعتم ... " ان الحل ترجعوا للجهاد ... لا
بل قال صلى الله عليه وسلم حتى ترجعوا الى دينكم والرجوع الى الدين اقسام متينة مبنية بعضها فوق بعض ،، فالرجوع الى الدين يعني :
الرجوع الى التوحيد ونبذ الشرك وفهم الدين كما فهمه الاسلاف الصالحون قال الامام مالك رحمه الله " لن يصلح حال هذه الامة الا بما صلح به اولها " فلتتأملي اختاه
الاعتصام بحبل الله جميعا والتزام جماعة المسلمين وليس التفرق والتشرذم تحت رايات حزبية مارقة
اقامة الدين والاستقامة عليه والامر بالمعروف والنهي عن المنكر قال تعالى مقبحا لبني اسرائيل " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون "
العدل ،، والعدل كلمة كبيرة لا يتسع المقام للشرح عنها ،، فهي تدخل في حياتنا اليومية بشكل كبير فالاب يجب ان يعدل في بيته والمدرس في مدرسته ...والحاكم في بلده ...الخ فاذا اختفى العدل الذي هو احد اهم اركان اي مجتمع ناجح وقوي ومتماسك لن يكون هناك عزة ولا نصرة
اعداد العدة لمواجهة الاعداء ،، واهم ما يعتد به هو " العلم " والتقدم العلمي يعني التفوق الصناعي الذي يجعلك مكتف ذاتيا تستطيع حينئذ ان تكون لك كلمتك ومكانك بين الامم والشعوب
جزاكم الله كل خير على طروحاتكم هذه وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله ,,,
لطالما تبادر إلى ذهني سؤال لا أدري إن كان بالإمكان الاجابة عنه هنا :
فترة فتح المسلمين للأندلس حوالى ال 800 عام بينما " احتلال فرنسا للجزائر" 132 عام !!!
لماذا ما زال الاحتلال الثقافي يسيطر على الجزائر الى هذه اللحظة أمّا الأندلس فلا؟؟؟
جزاكم الله كل خير على طروحاتكم هذه وفي ميزان حسناتكم ان شاء الله ,,,
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سكون الروح
لطالما تبادر إلى ذهني سؤال لا أدري إن كان بالإمكان الاجابة عنه هنا :
فترة فتح المسلمين للأندلس حوالى ال 800 عام بينما " احتلال فرنسا للجزائر" 132 عام !!! لماذا ما زال الاحتلال الثقافي يسيطر على الجزائر الى هذه اللحظة أمّا الأندلس فلا؟؟؟
عندما خرج الاستعمار من الجزائر عين له مندوبين ووكلاء له في الجزائر نالوا كل انواع الدعم فكانت لهم اليد العليا في البلد فخروجح الفرنسيين من هناك كان صوريا فقط لكن عندما خرج المسلمون من الاندلس تم اجتثاثهم هم وثقافتهم وكل ما يتعلق بهم وهنا الفرق اختنا الفاضلة
مندوبون و وكلاء نالوا كل أنواع الدعم !!!
وأين الدعوة الاسلامية وأين الدول الغنية لدعم هذه الدعوة وللحفاظ على حضارتنا ؟؟؟
ملاحظة : سعيدة لعودتك للمنتدى الاسلامي بعد انقطاع,,,
جزاك الله كل خير ,,,
اضحكتني جدا حد الالم هذه الكلمات يا سكون الروح
مين فاضي لمين؟؟
مين عنده هم الامة الاسلامية؟؟
مين اللي ما بتبع لاسرائيل ليحرك دعوة وتحرير ؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل هذا ما استطيع ان اقوله وحسب
عندما خرج الاستعمار من الجزائر عين له مندوبين ووكلاء له في الجزائر نالوا كل انواع الدعم فكانت لهم اليد العليا في البلد فخروجح الفرنسيين من هناك كان صوريا فقط لكن عندما خرج المسلمون من الاندلس تم اجتثاثهم هم وثقافتهم وكل ما يتعلق بهم وهنا الفرق اختنا الفاضلة
صدقت يا ابو فارس
ولي عودة مطولة لاثار سقوط الاندلس باذن الله
كان من السمات المميِّزة فى فترة حكم المسلمين للأندلس أن الإسبان بدءوا يُقَلِّدُون المسلمين في كل شيء؛ حتى أصبحوا يتعلَّمُون اللغة العربية التي يتكلَّمها الفاتحون، بل كان الإسبان النصارى واليهود يفتخرون بتعليم اللغة العربية في مدارسهم.
إبك مثل النساء ملكاً مضاعا...لم تحافظ عليه مثل الرجال"
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غريب الدار
كلمات سجلها التاريخ وستقال مرة أخرى لكل من باع فلسطين ولم يحافظ عليه كالرجال
اضرب بساعدك الهزيل تباعا...وهدّد فأنت وهم الى زوال فصفد يا هذا ما كانت مشاعا...ولا الجليل ولا هام الجبال
اه لو تعلم يا صقر قريش كيف ضاعت وماذا حل بها كانت الأندلس وحكاياتها تشدني دائماً ,, قرأت عنها الكثير وقبل 10 سنوات نجحت في زيارتها وكانت غرناطة وجهتي الأولى لزيارة قصر الحمراء الذي كان البكاء حاضراً وانا اتجول فيه فحقيقة بنى المسلمون حضارة وتاريخ في بلاد الاسبان وكانت الخسارة كبيرة , زرت اشبيلية وقرطبة والعامرية وكنت قريبا من جبل طارق بن زياد والذي يسميه الاسبان جبل طارق ,, في زمن حروب الطوائف كادت ان تسقط الاندلس ولكن يوسف بن تاشفين جاء من المغرب ومعه جيش المرابطين ونصر المعتمد بن عباد حاكم اشبيلية في معركة الزلاقة فانقذ حكم المسلمين في الاندلس ليمتد 250 عاما بعدها ,, وعندما بكى ابو عبد الله الصغير وهو يُسلم غرناطة اخر معاقل المسلمين في الاندلس كانت الحكاية تنتهي وكان حُلم الاموي وصقر قريش عبد الرحمن الداخل الذي فر الى الاندلس بعد سنوات من سقوط الخلافة الاموية ليجمع المسلمين ويؤسس خلافة اسلامية في اوروبا ليمتد حكم المسلمين ل 800 عاما حيث كانت حضارة تشهد كل اوروبا لها بعد سقوط الاندلس كانت محاكم التفتيش وكان التعذيب والقتل لكل من هو مسلم وتفاجئت في اخر زيارة لي قبل 15 يوما الى اسبانيا ان هناك من ارتدوا عن الاسلام في ايام العذاب والقتل والفتك حيث ان صديقي الاسباني الذي كنت في زيارة له من قرطبة ومعنى اسمه بالاسباني مفاتيح وابواب حيث تم تسمية من بقيوا يومها باسماء المهن وهم ما زال في داخلهم يعترفون ان اجدادهم كانوا مسلمين