ذكر الماء في القرآن الكريم .. ~ أصل ماء الأرض ~ - ذكر الماء في القرآن الكريم .. ~ أصل ماء الأرض ~ - ذكر الماء في القرآن الكريم .. ~ أصل ماء الأرض ~ - ذكر الماء في القرآن الكريم .. ~ أصل ماء الأرض ~ - ذكر الماء في القرآن الكريم .. ~ أصل ماء الأرض ~
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
حضرت يوم الأربعاء في الرابع والعشرين من شهر أكتوبر الماضي محاضرة في الجامعة للأستاذ الدكتور زغلول راغب النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية وهو أحد كبار علماء العالم الإسلامي ومختص في علوم الأرض والجيولوجيا ويعلم بعدة مجالات أخرى، والمادة هي مادة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، ويُدرّسها الدكتور زغلول في الجامعة منذ سنتان، وكان موضوع المحاضرة عن ذكر الماء في القرآن الكريم، وأن الماء في هذا الكون له مصادر عديدة بقدرة الله عز وجل في هذا الكون، تم التحدث في المحاضرة عن أصل ماء الأرض وعن ماء السماء، وسأقوم بتجزئة هذه المحاضرة إلى عدة مواضيع، لكي أكتب بشكل جيد ولكي تكون القراءة ميسّرة وبشكل أفضل، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والنفع والسداد..
أصل ماء الأرض..
يقول ربنا عز وجل في محكم تنزيله في سورة النازعات: {والأرض بعد ذلك دحاهآ * أخرج منها مآءها ومرعاها}.
كانت الأرض عندما خلقها الله عز وجل عبارة عن كوكب كله رماد، أي لا توجد عليه حياة كسائر الكواكب، والأراضين كما هو معروف سبع كما هي السموات سبع.
أنزل الله عز وجل بعد ذلك الحديد فوق طبقة الرماد على سطح الأرض فإختلطلت ببعضها البعض حتى إنصهرت طبقة الرماد بقدرة الله عز وجل، فبدأت عملية نشأة الأرض شيئاً فشيئاً.
ومن عجائب الأرض أن كل محيط من محيطات الأرض اليوم في وسطه حافة، وتسمى تلك الحافة "بالحافة في وسط المحيط" وهذه الحافة كانت في بداية ظهورها فوق الماء، ومن ثم كانت أول يابسة خلقها الله عز وجل على سطح الأرض وهي مكة المكرمة.
قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (بنيت الأرض من تحت مكة المكرمة، ولذلك سيمت بأم القرى).
ومن دلائل الإعجاز أن الله عز وجل بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين كافة، كما في قوله تبارك وتعالى:{ وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}، وفي آية كريمة أخرى يقول تبارك وتعالى: {ولتنذر أم القرى ومن حولها}، أي لتنذر به يا محمد أهل مكة ومن حولها وهم سائر أهل الأرض، أي العالم كله، وهذا يؤكد على صدق القرآن الكريم والسنة النبوية في بعث الرسول صلى الله عليه وسلم للإنس والجن، أي للخلق أجمعين، ومن العجائب أيضاً أن أم القرى مكة المكرمة هي المركز الرئيسي في الكرة الأرضية.
والمقصود في {والأرض بعد ذلك دحاها} أي مدّها بعميلة مد وإلقاء وبسط، ليس تكويراً كما يظن البعض، بل مدّها اللعه عز وجل وبسطها، فمدّ الأرض الأولى ومنثم جاءت الكتل القارية التي مدّها الله عز وجل من فوهة بركانية واحدة، وهذه الأرض هي أرض مكة المكرمة.
وبذلك يريد الله جل جلاله أن يقول لنا أن الأرض التي تعيشون عليها كانت قشرة رماد، ثم حصلت فيها البراكين، وبعد ذلك خرج الماء من بطن الأرض وهو موضوعنا، والذي توضحه الآية الكريمة {أخرج منها مآءها ومرعاها}، إذن أصل ماء الأرض من البراكين التي حدثت في الأرض.
إن كل ما في الأرض أخرجه الله من باطنها {أخرج منها مآها ومرعاها}، فالمرعى هو الخضرة والزع والنباتات، فالله عز وجل أعط لكل بذرة القدرة على أن تصبح نبتة وأن تأخذ هذه النبتة من عناصر الأرض كل ما تحتاجه من مركبات الأرض، أي أن تأخذ المركبات الكيميائية والمواد العضوية من التربة والصخور الموجودة في الأرض.
إن هذه قدرة هائلة أعطاها الله لكل نبتة في الأرض بأن تأخذ كل ما تحتاجه من عناصر الأرض، وأن تنتشر الخضر بعد ضلك في الأرض، والمرعة ليس الخضرة لوحدها فقط كما فسر ذلك البدوي ببساطته حينما سمع الآيات التي قرأها الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومن عجائب القدرة الإلهية أن ثمار النباتات التي تنبت في الأرض تتغاير وتتنوع في حجمها وفي رائحتها وفي مذاقها وفي طعمها.