النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا
النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا - النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا - النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا - النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا - النيجر لم يفوز خلال سنتين الا على مصر بطلة افريقيا
الوضع المذري الذي ظهر عليه منتخب مصر يضع العديد من الأسماء في الطريق السريع إلى متاحف كرة القدم، و يطرح العديد و العديد من علامات الإستفهام عن الإطار الإنضباطي الذي وضعه الجهاز الفني لرحلة المنتخب إلى النيجر، و يضغط بقسوة على جرح التراجع المدوي الذي أصاب الكرة المصرية منذ نهاية كأس الأمم الأفريقية الأخيرة، لقد تراجعنا في النصف الثاني من 2010 بشكل مذهل و غريب، فها هو حسن شحاته يفشل في الفوز بثاني مواجهاته الرسمية بعد أنجولا 2010، و ها هو الأهلي بصحبة الزمالك و الإسماعيلي يتجرعون اللطمات القاسية محلياً و أفريقياً وسط عالم كروي لم يعد يضم ضعفاء على الإطلاق، عالم أضحت فيه كل مباراة مقامرة على المصير و طرد من محتوياته لقب "حصالة المجموعه" الذي خسرنا أمامه منذ دقائق قليلة ..!
لا توجد عندي أية مشكلة في الخسارة، فهي البند الثاني من عقد مهنة كرة القدم، و على كل من يريد أن ينتمي لهذه المهنة و يوقع ذاك العقد أن يدرك ذلك، و لكنني في ذات الوقت أقف بقوة ضد التشفير، فما فعله حسن شحاته بصحبة لاعبيه اليوم لا يمكن أن أسميه إلا "تشفيراً" لمنتخب كان كبيراً، و تحدثاً باللغة اليونانية وسط جمع من العرب، لم نفهم و لم ندرك بعد هل لعبنا 4/4/2 أم 3/5/2؟، لم نعرف لماذا دفعنا بهذا العدد من المدافعين طالما أن مهمتهم داخل الملعب قد تحولت من الدفاع عن مرمى الفريق إلى صناعة فرص التهديف الحقيقية و صناعة النجوم داخل القارة الأفريقية، كما لم نعد نعرف أيضاً لماذا تفرغنا لصناعة المبررات قبل المباراة بدلاً من خطط اللعب، الجهاز الفني يشكو من الحرارة .. الجهاز الفني يشكو من الرطوبة .. الجهاز الفني يشكو من "المعزة" التي إستقبلت الفريق بالمطار، كلها أعذار لا تناسب فريقاً يفترض أنه البطل في قارته، و الأكثر أسفاً أنهم وجدوا من يصدقهم و يسوق لهم لدى الجماهير، و كأن مصر تقع على حدود النرويج أو أيسلندا أو أنها دولة تطل على المحيط المتجمد الشمالي، رغم أن درجة الحرارة التي يتحدثون عنها أضحت سمة من سمات الحياة في مصر، كما أن لاعبي النيجر ذاتهم لم يصطحبوا أجهزة التكييف معهم داخل الملعب، و مع ذلك فقد أدى كل لاعب منهم ما هو مطلوب منه بالضبط ..!
لعبنا للفوز .. و كيف نفوز بلا تسديدات و لا ضغط و لا جمل تكتيكية و لا دفاع منظم، لعبنا للفوز بدفاع مستأنس و أطراف مكسورة و وسط تائه و هجوم كوميدي، فعمرو زكي يبدو أنه لن يتألق إلا في المباريات التي يديرها حمدي شعبان فقط، و أحمد علي مازال غارقاً لأذنيه في المحليات، و مكي الحدود لم يشعر به أحد، أما أبوتريكة و محمد فضل فلم يحضرا المقابلة من الأساس، في حين إكتفى وليد سليمان باللعب الفردي العتيق، كلما تحصل على الكرة ركض و ركض و ركض حتى ينقض عليه أحد مدافعي الخصم أو يعود به حكم الراية من حدود نيجيريا، فتحي و غالي لم يلمسا الكرة، كل ما فعلناه هو تدريب حارس المرمى المتواضع على كيفية إلتقاط الكرات العالية، كما ساهمنا في ترشيح مهاجمين جديدين إسميهما موسى أمادو و داودا كاميلو بعد الأخوين بانجورا للدخول في سباق الأهلي للحصول على خدمات محترف أفريقي حقيقي، لتصبح مهمة المنتخب الجديدة في أفريقيا هي البحث عن مهاجم أفريقي للنادي الأهلي ...!
و في النهاية .. لكل من ينادي بالتغيير و التخلص من العواجيز .. القادم أسوأ .. لقد خسرنا اليوم بالأسماء التي من المفترض أن تقود مصر في الفترة المقبلة، خسرنا بفتح الله و عبدالشافي و أحمد علي و أحمد مكي و حسام غالي و أحمد فتحي و المحمدي و شريف عبدالفضيل، و هي أسماء لم يتخطى أكبرهم عامه السابع و العشرين، فحتى لو تخلصنا من الحضري و وائل جمعه و أبوتريكة .. ما هو الحل مع هؤلاء الكباتن الذين لا نعرف هل سيحافظوا على منجزات هذا الجيل أم سيعودون بنا مائة عام كروي إلى الخلف؟ .. بعد الخسارة من النيجر المتواضع .. أصبحت كل الإحتمالات مفتوحة أمام مستقبل المنتخب الملبد بالغيوم ..!