قلبت الفلسطينية ريم الرياشي موازين قوات الاحتلال حيث كانت أول فدائية تنفذ عملية ولديها أطفال وأول فدائية من قطاع غزة ومن كتائب القسام التي غيرت لأول مرة من سياستها تجاه تنفيذ المرأة لعمليات بعد رفض دام طويلاً.
وكانت ريم الرياشي فتاة متوسطة الطول قوية البنية بيضاء البشرة،مليحة الوجه صاحبة عزيمة قوية متزوجة وأم لطفلة (ضحى- سنتين) والطفل الرضيع (محمد - سنة)، تقدمت في صباح يوم الأربعاء 14 يناير 2004 نحو معبر إيريز الذي يعتبر أكبر محطة إذلال لآلاف العمال يومياً وفجرت نفسها في مجموعة من جنود الاحتلال مما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة آخرين بجراح خطرة.
وامتدت حالة الذهول إلى أسرة الرياشي فكانت تخط أبرز خطوطها على وجه والدتها الذي تسللت إليه معالم التقدم في السن وحركت أم أيمن شفتيها بعد إقناعها بضرورة أن تحدثنا عن ريم وقالت لـ" الوطن ":" كانت ريم ابنة وأماً عادية مثلها مثل أي فتاة في الوجود تحب زوجها وأطفالها". أما زوجها زياد عواد "25 عاما " فتغلب على الذهول والمفاجأة بالإعراب عن فخره واعتزازه بالعمل الذي نفذته زوجته ريم الرياشي"22 عاما " التي فجرت نفسها في غرفة للفحص الأمني في معبر إيريز.
وقال عواد الذي يعمل في بلدية غزة كمنقذ على شاطئ البحر: "ما قامت به زوجتي هو عمل يشرفنا ويشرف الأمة الإسلامية ويرفع رؤوسنا".
وتقول والدتها أم أيمن ( 50 عاماً ): "ريم هي الرقم 8 من أبنائي العشرة (أربع بنات وستة أولاد) لأب متوفى منذ سبع سنوات".
وتصف حياة ابنتها بالعادية حيث ترعرعت في أسرة محافظة ومتدينة مثلها مثل باقي إخوتها عاشت طفولة عادية لا تعاني من أي أنواع الحرمان المادي أو المعنوي، وكانت مجتهدة ومن الأوائل في مراحل دراستها المختلفة، حيث أنهت الثانوية العامة لتتزوج بعدها من زياد - وهي ربة بيت وسعيدة في حياتها الزوجية معه وذلك بتأكيد جميع أفراد أسرتها. وتصفها خالتها أم ياسر(42 عاما) قائلة: "لا يحكمها في حياتها إلا الحلال والحرام، فهي مؤمنة هادئة محبة للناس مرحة تهتم بصلاتها وصيامها وقراءة القرآن قبل كل شيء".
وأبلغت والدتها "الوطن" عن طبيعة حديثها معها فقالت إنها أحاديث الحياة العامة وأكدت أنها لم تسمع ابنتها تخوض في الحديث عن السياسة "فحياتها كانت كلها دين"، كما نفت هي وابنها أمين( 30 عاما) ويعمل في بيع قطع الغيار أن يكون لأي من أفراد العائلة أية انتماءات سياسية مؤكدين أنهم مواطنون عاديون, وأن ريم كانت تتمتع بعقل وفكر راجح وصحة جيدة موضحين أن آخر مرة رأوها فيها كانت في زيارتها لهم قبل أسبوع من استشهادها. ورغم خطورة المكان نجحت ريم في الوصول إلى هدفها بعد أن خدعت جنود الاحتلال الموجودين للتفتيش والفحص الأمني المشدد.
وعن خبر استشهادها الذي أنكرته العائلة للوهلة الأولى ورفضت تصديقه تقول الأم: "أخبرني أخي بأن ريم نفذت عملية فكذبته وتشاجرت معه قائلة " ألم تجد مزحة غير هذه تمازحني بها" موضحة أن خبر استشهاد ريم وقع كالصدمة عليها وعلى أفراد عائلتها مخلفا حالة من الذهول "باقية حتى اللحظة". من جانبه ذكر شقيق الفدائية أمين:"بأنهم لم ينكروا ابنتهم أو يتبرأوا منها كما أشاع البعض ولكنهم أنكروا الخبر أول ما سمعوه لما عهدوه من صفات ريم الطبيعية وحياتها العادية التي لم تشر أو تلمح ولو حتى تلميحا بتفكيرها بالشهادة كحلم يراودها منذ الصغر حتى تيقنوا من الخبر برؤية الشريط الذي أذاعته شبكات التلفزة العالمية والذي يتضمن وصيتها. وقال: عندما رأينا صورة ريم وهي تتحدث في الشريط ووجدنا أن ريم لم تظهر حتى اللحظة سلمنا بصدق خبر تنفيذها للعملية وأخذنا العزاء في بيت زوجها".. مشيرا للآلام والأحزان التي سكنت عائلتها بعد سماعهم لوصيتها حيث تقول أختها فاتن( 35 عاما ):" بالتأكيد أفتقد أختي " موضحة أنها مثل أي أخت شهيد تفتخر بأختها الشهيدة.
وفي تسليم من الأم بالقضاء والقدر قالت: " كل ما أقوله إن الله اختار ريم لتكون شهيدة وإنني لأدعو لها في صلاتي" مبينة أن الحزن والصدمة ما زالا يسكناها وأن نار اشتياقها لابنتها تأججت حين جاء عيد الأضحى ولم تأت ابنتها لزيارتها ثاني أيام العيد كما اعتادت عليها لكنها تواسي نفسها برؤية طفلي ريم اللذين يربيان في كنف والدهما الحنون والهادئ والمحب لزوجته على حد وصفها.
ونفى زوجها زياد أي علم له بنية ريم تنفيذ العملية وقال: " لم أعرف ولم أشعر بأي شيء فلم تقل لي أي شيء ". وتابع يقول: في آخر فترة أنا لاحظت أنها أكثرت من الطاعة فكانت تقوم الليل وتصوم النهار فهي امرأة مسلمة عادية والحمد لله ". وعن آخر حوار جمعه مع زوجته ذكر عواد: " قالت لي سامحني إذا أنا ضايقتك أو قصرت معك في أي حاجة فقلت لها: لماذا تقولين ذلك؟ قالت لي: أنا أريد أن تسامحني فقلت لها الله يسامح الكل وسامحتها ". وفي رده على سؤال يتعلق بالدافع الرئيسي وراء تنفيذ ريم هكذا عملية أجاب الزوج عواد: كانت عندما تشاهد في التلفاز أبناء شعبها وإخوانها يقتلون ويحاصرون ويذبحون تبكي وتقول أين الأمة الإسلامية؟ أين الدول العربية؟ فكنت أخفف عليها بالقول ربنا إن شاء الله ينصر المسلمين
إسمحوا لي أن أخاطبكم الخطاب الأخير قبل العملية التي أنوي تنفيذها راجية الله أن يتقبل مني شهادتي وأن يعينني على قتل أكبر عدد من جنود الصهاينة المحتلين .
أتوجه إليكم من دون الرجال لأنني لم أعد أرى رجالا في أمتنا سوى بقايا منهم في فلسطين والعراق , فأنتم الأمل الباقي لهذه الأمة بعد أن خلت من الرجال , وأنتم المسؤولون عن قيادة هذه الأمة إلى النصر وإلى العزة والكرامة بعد أن أوصلها أشباه الرجال إلى هذا الذل والعار الذي يجللها من مشرقها إلى مغربها , أنتم الذين ستحملون راية هذه الأمة وترفعونها خفاقة بين رايات الأمم التي تعيش فوق كوكبنا هذا بعد أن نكس راياتها أشباه الرجال من الحكام والعلماء والمثقفين ومن يسمون أنفسهم النخب . من أرحامكن يا نساء الأمة سيخرج الأطفال الذين سيعيدون مجد هذه الأمة يكتبونه بدمائهم وأشلائهم , من أطفال هذه الأمة سيخرج من تربى على رمي الحجارة ومواجهة الدبابات بصدره العاري ليخلص هذه الأمة أولا من حكامها ثم من المخذلين والمنافقين والمرائين والمعوقين وأخيرا ليخلصها من اليهود المغتصبين , ! ; وليعيد لها مكانتها أمام الحاقدين من الغربيين والشرقيين . أما أشباه الرجال فأوصيهم بأن يتخلوا عن الكلام الذي لم يعد يسمن ولا يغني من جوع وعن المداراة والنفاق والدعاء للحكام بالصلاح والتوفيق , وأن يعتزلوا منابرهم التي يقفون عليها فهم ليسوا أهلا ً لها ," وأوصيهن بإلحاق نون النسوة بصفاتهن وأسمائهن وتاء التأنيث بأفعالهن , فهن أحق بها وأهلها" .
أدعوا الله لي يا إخوتي أن يتقبلني شهيدة غدا , فأنا أتمنى لقاءه , وأتشوق للشهادة أمامه على أمتي وعصري وزماني , أتحرق للشهادة على حكام الذل والخيانة . أريد أن أشهد أمامه سبحانه على كل حاكم تخلى عن قدسنا وفلسطيننا وعن أهلنا , أشهد أمامه سبحانه على كل من قطع المعونات البائسة الشحيحة عن أطفالنا طاعة لمولاه في البيت الأبيض , أشهد أمامه سبحانه على كل من مد يده ليهود وقطعها عن إخوانه من المسلمين , أشهد أمامه سبحانه على كل من حارب شعبه وترك حرب أعدائه , أشهد أمامه سبحانه على كل من عاش لعرشه بدل شعبه وكل من باع وطنه مقابل حكمه , أشهد أمامه سبحانه على كل من شرد الشرفاء من أمته ورعيته واستبدل بهم المطبلين والمزمرين والمسبحين بحمده ليستتب الأمر ليهود ومن والاهم , أشهد أمامه سبحانه على كل من يتحجج بعدم القدرة وهو يصفي الأمة من القادرين على التغيير خوفا! أن يطاله التغيير , أشهد أمامه سبحانه على كل من سرق أموال الأمة وحولها لحسابه الخاص وحساب أسرته وأقربائه وأعوانه وترك شعبه يلهث وراء الفتات حتى لا يستطيع أن يفكر في المصائب التي تنهال على رأس هذه الأمة .
أتوق لأن أصل إلى ربي شهيدة على علماء هذه الأمة الذين شغلتهم فتاوى الزواج والطلاق عن طلقات المدافع والصواريخ التي تهطل علينا كالمطر , وشغلتهم فتاوى الربا وتحليله عن تحليل اليهود لدمائنا وأعراضنا وبيوتنا وأشجارنا , وشغلتهم فتاوى طاعة الحاكم وعدم الخروج عليه والدعاء له بالصلاح عن خروج الأمر من يد الأمة وعن طاعة الحاكم وولايته للعدو . أريد أن أشهد عليهم بأنهم شياطين خرس لا يقولون إلا ما يديم عليهم مناصبهم ويديم عليهم رزقهم ويديم عليهم عافيتهم , يتأولون ما لم يعد فيه مجال للتأول , ويسكتون عن الحق حيث لا مجال للسكوت , ويدرؤون الفتنة بزعمهم حيث لم يعد هناك فتنة بل وصلنا إلى الكارثة وهم نيام ينظرون , ويحاربون بعضهم بعضا يكفرون ويفسقون ويبدعون ويضللون من شاؤوا من إخوانهم في العقيدة ثم يسكتون عن الحاكم وآثامه البغيضة ويأمرون الناس بالسمع والطاعة ويصرخون في وجوه المنتقدين : هذا أهون الشرين .
أريد أن أشهد شهادة خاصة بشيخ الأزهر طنطاوي عبد المبارك لن أطلعكم عليها لآنها سر بيني وبين خالقي .
أريد أن أشهد على من يسمون مثقفي هذه الأمة ونخبها , الذين تقوم قيامتهم ولا تقعد عندما يشير الحاكم بأصبعه فتنطلق ألسنتهم كألسنة العضاة يصل طولها إلى ثلاث أمثال طول جسمها ينهشون في لحوم المخلصين من أبناء الوطن الذين سولت لهم أنفسهم ذكر كلب كلب الحاكم بسوء , ثم تعود ألسنتهم إلى حلوقهم ليبتلعوها إذا أشار الحاكم إشارة أخرى . النخب التي ضاعت بين مداراة الحاكم وقول الحق , بين حفظ النفس وحفظ الكرامة .
بعد استشهادي غدا بإذن الله , ستسمعون كلاما كثيرا عن أنني ألقيت نفسي في التهلكة , وقد يخرج من يقول عني منتحرة , وقد يخرج من يقول عني حمقاء تركت أبناءها ولم ترع حرمة زوجها وأهلها ولهؤلاء أقول : دعوكم من لحمي المسموم ويكفيكم الفتات الذي يلقي به الحاكم إليكم لتأكلوه والنفايات التي تربون عليها أولادكم , أما أنا فمؤمنة بأن رازقي ورازق أولادي من بعدي هو ربي الذي رباني وسيتولى تربية أولادي من بعدي , أما أنتم فتعتقدون أن صاحب الجريدة التي تكتبون فيها هو الرزاق , وأن صاحب المحطة التي تتكلمون منها هو الرزاق , وأن وزير الأوقاف الذي عينكم هو الرزاق , وأن الحاكم الذي يدير مزرعة العبيد التي تعيشون فيها هو الرزاق , فهنيئا لكم عقيدتكم هذه وهنيئا لكم إيمانكم هذا وستعرفون يوما ما من هو الرزاق الحقيقي ومن هو المرب! ي الحقيقي ومن بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه .
أخيراً أقول لشيراك الذي يريد منع الحجاب في فرنسا على المسلمين : أرجو منك بعد منع المسلمات من الحجاب أن تفرضه على رجال المسلمين, بدءا بحكامهم , وأن تفرض عليهم أيضا أن يغطوا وجوههم الذليلة لأنها أصبحت عورات لا يجوز أن يراها أحد لا في المشرق ولا في المغرب .
في الختام أرجو منكم دعوة صالحة في ظهر الغيب وأوصيكم بفلسطين وبالأقصى وبالعراق وببلاد المسلمين كلها فهي أمانة في اعناقكم جميعا .
يعتبر محمود أبو هنود المسؤول عن تجنيد الاستشهاديين الخمسة الذين فجروا أنفسهم عام 1997 وتبين أن معظمهم جاء من قرية عصيرة الشمالية شمال نابلس الخاضعة للسيطرة الأمنية الإسرائيلية فيما تخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية. وتشير مصادر أمنية إسرائيلية إلى أن أبو هنود تمكن من فن الاختفاء والمراوغة مستغلاً عيونه الزرقاء وشعره الأشقر.
سطع نجم أبو هنود عام 1996 عندما اعتقل إلى جانب نشيطي حماس الآخرين في حملة شنتها أجهزة الأمن الفلسطينية التابعة لحركة فتح في ذلك الوقت إلا أن أبو هنود أطلق سراحه وقيل أنه فر من السجن في شهر أيار 1996. وخلال الانتفاضة الفلسطينية شارك محمود أبو هنود في فعالياتها وأصيب في العام 1988 بجراح خطيرة جراء طلق ناري خلال مواجهة مع جنود الاحتلال وتم اعتقاله لاحقاً لعدة شهور في سجن مجدو.
وبعد إطلاق سراحه أصبح عضواً ناشطاً في حركة حماس في منطقة نابلس وفي شهر كانون الأول عام 1992 كان هو وخمسة آخرين من بلدته عصيرة الشمالية من بين 400 عضو في حركة حماس والجهاد الإسلامي أبعدوا إلى جنوب لبنان. ولم تثنِ عملية الإبعاد أبو هنود عن مساره في الانخراط في الحركة الإسلامية بل إنه واصل نشاطه العسكري في الحركة وأضحى بعد استشهاد محي الدين الشريف المطلوب رقم واحد لأجهزة الأمن الإسرائيلية و أجهزة أمن السلطة على حد سواء.
كانت الصحف الإسرائيلية قد أسهبت سابقاً في التقارير الخاصة التي نشرت عن أبو هنود وقالت مجلة - جيروزلم بوست - قبل عامين أن على الكيان الإسرائيلية مهمة ملحة جداً وهي القبض عليه.
ويفتخر والده بأن نجله محمود عشق التدين منذ نعومة أظافره، وحسب أقرانه فإن محمود كان يحب أن يلعب دور الطفل المحارب حيث كان يصوب بندقيته البلاستيكية عليهم ويلاحقهم في حقول الزيتون الممتدة في الجبال المحيطة بالقرية وكان يحظى بمحبة جميع أهالي القرية.
ويؤكد محللون سياسيون أن اعتقال أبو هنود إن صح ذلك لن يغلق الباب عن ميلاد قادة جدد في الجناح العسكري لحركة حماس حيث أثبتت التجارب صحة ذلك.
قائمة بعملياته العسكرية وعلى صعيد آخر نشرت الصحف الإسرائيلية نبذة عن حياة محمود أبو هنود الذي استهدفته عملية قوات الاحتلال الفاشية ليلة السبت 23/11/2001 والذي تقول أجهزة الأمن الإسرائيلية أنه قائد الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة، وتصنفه على أنه المطلوب الأول لها في الأراضي الفلسطينية منذ أربع سنوات.
وقالت صحيفة هارتس في تقرير تصدر العنوان الرئيس على صفحاتها الأولى قبل عام والتي منعتها الرقابة العسكرية الإسرائيلية كما باقي الصحف العبرية الصادرة عن نشر أي معلومات عن عدد قتلى وجرحى الجيش الإسرائيلي الذين أصيبوا خلال عملية الاشتباك في بلدة عصيرة في آب 99 :
"محمود أبو هنود رجل الذراع العسكري لحركة "حماس" كتائب عز الدين القسام، بدأ طريقه كمسؤول عن خلية محلية في قريته (عصيرة الشمالية) في منتصف التسعينات في عام 1995 نفذ أعضاء الخلية أول هجوم بالرصاص حينما أطلقوا النار وجرحوا طبيبا عسكريا إسرائيليا وسائقه على مقربة من مستوطنة ألون موريه.. وتضيف هارتس وبالتدريج احتل أبو هنود موقعا مركزيا أكثر في نشاطات الجناح العسكري لحركة "حماس" وأبو هنود هو الرجل الذي يقف وراء عمليتي التفجير الاستشهاديتين في القدس الغربية في صيف عام 1997 وقد قتل في هاتين العمليتين 19 إسرائيليا وخمسة انتحاريين فلسطينيين أربعة منهم من سكان بلدة عصيرة الشمالية.
ومنذ ذلك الحين أضحى أبو هنود – حسب هارتس- ضالعا في عمليات مختلفة وإقامة عدد من مختبرات المتفجرات التي عملت لحساب الجناح العسكري لحركة "حماس".
وفي نيسان من العام الحالي ارتبط اسم أبو هنود بعملية إطلاق نار وقعت بالقرب من مستوطنة الون موريه أسفرت عن إصابة مستوطنة إسرائيلية بجروح طفيفة وبحسب الصحيفة كان أبو هنود أيضا على صلة بإقامة مختبر المتفجرات الذي دمرته أجهزة الأمن الفلسطينية قبل حوالي شهر ونصف في نابلس، والذي عثر فيه على ما يقارب أربعة أطنان من المواد الكيماوية التي تستخدم في صناعة المتفجرات.
ولدت هنادي في الحي الشرقي من مدينة جنين شمال الضفة الغربية في 22/سبتمبر/1975 لعائلة مكونة من 12 فرداً، 8 فتيات وشابين،أكملت هنادي دراستها الجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرج منها عام 1999، وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعمل في ميدان المحاماة للدفاع عن المظلومين من أبناء شعبها، واستمرت في هذا المجال حتى أيامها الأخيرة وكانت نيتها تتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.
شاهد على جرائم الأحتلال
للحظة واحدة لم تتوقف هنادي عن البكاء فلا زالت دموعها تنهمر بغزارة من عينيها فهي كما تقول دموع الحزن والقهر لأنها لم تتمكن من انقاذ شقيقها وقريبها بعدما حاصرهما رصاص الوحدات السرية الخاصة يوم الخميس 13/6/2003 امام منزلهم الواقع في حارة الدبوس في شرق مدينة جنين.
ومنذ جريمة الاغتيال الجديدة التي طالت شقيقها الشهيد فادي تيسير جرادات وابن عمها صالح جرادات لم تتوقف هنادي عن البكاء والعويل وصور الجريمة البشعة تمر امامها وترافقها لتزيد من حزنها وحسرتها. فأخي تقول، كان أمامي ينزف امسكت بيده والدماء تغمر جسده كان يطلب مني مساعدته وانقاذه ولكنهم هاجموني والقوني أرضا وانتزعوا يدي من يده، واقتادوه مع صالح لعدة أمتار واطلقوا عليهما النار حتى استشهدا امام اعيننا.
لم تكن هنادي الشاهد الوحيد على ذلك المنظر المروع فإلى جانبها كانت زوجة الشهيد صالح جرادات وطفله الوحيد الذي لم يتجاوز الثانية من عمره وجميعهم عاشوا تلك اللحظات القاسية التي جعلت الزوجة غير قادرة على الكلام حتى بعد ثلاثة أيام من استشهاد زوجها.
في الحادي عشر من شهر اللوز يوم السبت هجم البرد على الشاطئ وأناخ الحر خرج فدائيو وطني من قلب الموج ودلال السمراء العربية انطلقت .. هتفت .. بلادي .. بلادي .. بلادي... لك حبي وفؤادي بلادي بلادي ..فتح ثورة عالاعادي فلسطين يا ارض الجدود اليك لابد نعود فتح ثورة ستسود والعاصفة امل بلادي رحمك الله يا عروس فلسطين...يامن زرعت بانوثتك ..معالم الرجولة ومعاني البطولة