إبتذال رمضان ( 2 ) - إبتذال رمضان ( 2 ) - إبتذال رمضان ( 2 ) - إبتذال رمضان ( 2 ) - إبتذال رمضان ( 2 )
إبتذال رمضان (2)
بقلم : هديل أبو غالي
شهر من مجموع إثني عشر شهرا من العام ، نترك في نهاره عادات محللة أسسا للإنسان و هي جزء من تفاصيل حياته اليومية ، و ذلك تقربا من الله ، هذا هو منطلق شهر رمضان و هدفه الواضح
إذا كنت ستشغل نهار رمضان بالبرامج التلفزيونية و ما في أغلبها من مشاهد لا تحل رؤيتها أساسا ، و عند الإفطار ستبالغ في أصناف الطعام " لأنك كنت صائما " ، هكذا تكون و كأنك تقدم لنفسك تعويضا عما قدمته لله ،و تكون بدلا من ان تشعر نفسك بأنك تقربت لله بشيء من تفاصيل حياتك ، تشعرها أن الساعات التي " تحملتها " في بداية اليوم " عوضتها " في نهايته ، و أن الساعات التي تقضيها في الصوم هي ساعات ترفيه تلفزيوني " تقلل من شعورك بالجوع "
هكذا أنت تزيد من تعلق نفسك بالدنيا بدلا من أن تقلله و هكذا أيضا لا تصل إلى الشعور الحقيقي بمعاني شهر رمضان العظيمة ، فليس من الحكمة زيادة تعلق النفس بالطعام عن طريق المبالغة فيه بعد الإفطار و كأنه تعويض ، و لا من الحكمة أيضا الإنشغال عن العبادات في هذا الشهر الفضيل بملهيات التلفاز ليل نهار و كأن شهر رمضان شهر فراغ ، هناك العديد لتفعله في هذا الوقت مما كنت غافلا عنه في الشهور الأخرى ، و ربما لم يحظ بنصيب مسلسل أو برنامجا تلفزيونيا كنت تداوم على متابعته في أيام السنة الأخرى ، و لا يجدر أن يصل بك الحال في رمضان إلى أنك تمتنع عما هو محلل أساسا و تداوم على متابعة المحرمات على شاشات التلفاز
جاء رمضان ككل عام ، لكن هل ستحترم رمضان هذا العام ؟!
كل الظواهر السلبية التي ذكرتها في الموضوع أعزوها - ومع الأسف الشديد - إلى عدم إدراك الكثير من الصائمين الحكمة من هذه العبادة العظيمة ، وبالتالي يختل لديهم مفهوم الصيام ما يترتب عليه جميع هذه الظواهر المتناقضة مع الشهر الفضيل