ثلاثون ربيع مرت بثلاثون عاما كانت مليئه باوراق الخريف ....ثلاثون صيف مرت بثلاثون عاما كانت مليئه بشتاء قارص لهيب ..ثلاثون عاما مرت بايام اعتراها شجى الضنون... لحظات العمر كله مرت بسنوات حبلى بالمئاسي وايام معدودات مرت الافراح بها كرام المرور.... ..ثلاثون عاما قضيتها على الكرسي جالس انظر الى عالم كله هموم ... لم تبقى شجره الا وازهرت من نبع فراغاتي....لم يبقى شارع الى هام على وتر مسيراتي.....لم يبقى قمر الى خطت عليه خطوات اقدامي.......لم يبقى عاشق الى حسدته بعيون نظراتي.......حتى اولاد الطفوله رمقتهم بلهوهم وانا اتمنى ان معهم الهو واكون و اطفئ نار حسراتي .
وذات مساء... بليله غابت عنها الغيوم .....وسطع البدر وانار النور....وانا جالس كما دوما جلست على الكرسي القديم...وكالعاده امامي فنجانين من القهوة السوداء ... احدهم ينتظر رشفاتي... والاخر ينتظر رشفاته......ولكن لا انا ولا الفنجان نعرف لمن سيكون ....بهذا المساء.....دخلت طفلة لا تتعدى بعمرها العشر سنوات....حضرت كما ورده يانعه تفتحت قبل الاوان ....حضرت تستجدي القليل من المال والكثير من الطعام ..انا كعادتي اضيق ذرعاً من هذه الامور... وجل جواباتي ان اذهب من هنا يا من نسجت من جسدك براعة الاحتيال....اذهب ولا تعود واترك الامر لمن ابتلاه الله بنعمة الانعدام......ولكن هذه الطفلة حطمت ما في قلبي من انفعالات. ...قلبت بعقلي الافكار وبعثرت ترانيم الانغام ....وذكرتني بان الله قد ابتلاني بعدم الانجاب ...عمري الان ثلاثون خريفا بصيفهم وشتاءهم وباوراق ربيعهم وبانهار ليال الايام ....ثلاثون عاماً وصدى الطفوله يصدح باسطح اذان الجدران.... باذان الابواب والشبابيك ....باذان النسمات ومراجيح شقى الاطفال ....نظرت الى وجهها الطفولي....وبتصرف لا ارادي مددت يدي واعطيتها خمسة دنانير لا تسمن من وجع الاسعار....شكرتني الطفلة وذهبت وذهب معها وجه ابتسامتها بهذه الورقة الحمراء .....واذا بي انادي عليها ان تعالي ايضا خذي ديناران ولا تخبري من شغلوك بقذارة التسول و الاستجداء .....اصبح مجموع ما اعطيتها سبعة دنانير ..ورقة حمراء واثنتين من اللون الاخضر ....اصبحت بعدها محفظتي فارغة الا من وجع فواتير اثقلت حياتي بكثرة الطلبات.....هام بي السرحان بعيداً نحو اطفال يرتعوا من امام ساحة الدار....وهامت بي الدعوات ان يا الهي اكرمني بنعمة الاطفال...ما هي الا لحظات بين ابتعاد الطفلة وبين انتهائي من الدعوات والاطفال ما زالوا يخلعون بلعبهم ابواب الدار......اذ بزوجتي بدمعاتها تتمتم وهي عائده من عند طبيبة النساء ....ان لماذا لا زلت جالسا على كرسيك ....لماذا لا زلت هائماً بعالم الاحزان.....قم اخرج والعب مع الاطفال......قم واخرج فبعد سبع سنوات سيمن الله علينا بروائع الاطفال.
يا رجل ، والله أحرقت قلبي وأشعلت النيران في جسدي .
تابعت سردك للمواقف التي مرت بك وكأنها لحظات برق ، وكنت أعتقد منذ الوهلة الأولى بأن الحديث كله سينتهي حيث الذكرى وحيث يلعب الأطفال ، وإذا به ينتهي عند لحظة "أن منّ الله بقدرته عليك وبعد سبع سنوات بمولود هو الأغلى على الإطلاق في حياتك". سبحان الله العظيم ، فبعد تساقط أوراق الخريف ، ,وبعد لهيب شمس صيف حارق ، وبعد كل هذا البرد القارص ، وبعد كل تلك السنوات الحبلى بالمآسي والهموم، وبعد كل هذا العمر جاءتك رفيقة الدرب - حفظها الله لك - لتزف لك خبرا انتظرته سبع سنوات. سبع سنوات وأنت تداعب أطفالا لست أنت والدهم ليمن الله عليك بواحد أنت والده.
في حكايتك هذه الكثير من الشكل والجوهر وما يدمي القلب سأفصح عنه عندما يحين دورها للاستلقاء تحت المجهر - بحول الله -.
حضرة الاخ سوا ربينا ،،،انا اسف جدا على عدم ذكري انها قصة غير حقيقية،،،انا جديد ابتدات المشاركه هنا وحبيت اني اشاركم الكلمات المعبرات فكتبت هذه الكلمات من وحي خيالاتي...ولكن صدقا انني وفي العديد من المواقف وعندما يكون الله ابتلاني ببعض المشاكل فانني ابحث عن ممن يبحثون عن لقمة عيشهم بحاويات القمامة واناولهم ما حباني الله به من نعمه تكاد لا تذكر من قلتها ...اعمل ذلك وانا متيقن بان الله سيفرج كربي وهذا ما يحصل بزمن يكون اقرب الى الخيال .
اسف مرة اخرى ويسرني جدا قبولكم اعتذاري ويسرني اكثر ارضاكم عن كتاباتي التي اهدف منها الى ما هو ابعد مما خطت به كلماتي
اخت حنان شكرا لك على هذا الرد الذي يشجع ويحفز الفرد ويصل به الى ذروة الابداع
اخت حنان شكرا لك لانه الموضوع اعجبك ووصفته بالموضوع الرائع
بالنسبة اني عضو قديم ولم اشارككم بالمنتدى فالشكر كل الشكر لمن دعاني ان اشارككم صياغة الكلمات.
ساحاول ان اخط كل ما هو جديد وباذن الله ينال من نصيبكم كل التقدير وكل عبارات الثناء...ومن جهتي ارسل لكم كل باقات الامتنان ونسمات الياسمين التي انتظر رائحتها الزكيه كل بدايات فصل الربيع بكل لهفات الانتظار
حياك الله دائماً أخي في بيتك وبدوري أشكر من دعاك لتشاركنا عشق الحروف
مرحب بك دائماً وبانتظار جديد قلمك دائماً فأنت مكسب حقيقي لهذا القسم
دمت بحفظ الله ورعايته
لكن بما أن القصة من وحي خيالك الرائع .. ونقلتَ لنا هذا الخيال بتلك الصور الشديدة التأثير في النفس ،، والقوية الوقع عليها .. أنا بالنسبة لي مسامحك وعذرك مقبول ..
وإنني أرجو أن تهتم لدروس الأخ سواربينا ،، والتركيز على اللغة ( نحو وإملاء ) ،، فكلماتك معبرة وأسلوبك شيق ومؤثر ،، ويشد القارئ ..
الاخ جمال نشوان شكرا على مسامحتك لي وشكرا على كلماتك الرائعه ،بالنسبة للنحو والاملاء فقط لاني اكتب الكلمات بوقت قصير فيوجد في الموضوع اخطاء وباذن الله ساتلافها في المرات القادمه
شكرا لك اخي المارد على كلماتك الجياشه
الاخت نور الهدى باذن الله تكون كل ايامك مليئه بالامومه سواء امومة الاطفال او امومة الوالدين