لا أدري لم أسميتها أو نسميها جميعنا بسطة
و لا أدري هل التسمية كانت من الإنبساط أي الفرح
و لا أعرف إن كانت بالأصل موجودة في اللغة
كما لا أدري هل كانت التسمية من بسط ما لديك أي عرضه امام الناس ؟؟؟
أم هي من البسط في الرزق ؟؟ لا أعتقد ذلك
المهم انها في نظري ليست هذا ولا ذاك
ففي نظري هي جملة من الملامح البشرية تدركها وتراها دون ان تحاول حتى لملمة أشلاء الصورة
تعيدك إلى المربع الأول في الرقعة و كأن كل المربعات بعده صارت لوناً واحداً
فهي نفس ملامح والد صاحبها حين رحل
و كأن لا أحد عاش بعده
و هي نفس الإبتسامة و نفس عقدة الحاجب
و كأن التاريخ في وجهيهما وحدهما توقف
و كأن المرآة التي نظر والده فيها عند زفافه في قريته بعثت اليوم من جديد لتعكس نفس الصورة
فاختزلت أعوام و أعوام من التهجير و الإبعاد و أبت إلا أن تعكس نفس الصورة
خلفها يقف من آثر الجهد و العرق في كسب قوته
خلفها رجل هزم تاريخه و حاضره و هزم نفسه
خلفها رجل فتح مدرسة و جامعة
خلفها رجل عبد بجسده طريقاً لمن هم خلفه
فجيل فينا يسلم جيل
و جيل فينا عتبة أعلى لجيل
خلفها علامة فارقة في تاريخ الأمة، ضحى بفترة ولايته ليجعل ممن بعده شرفاء
خلفها سيد نبيل تسيد مملكته في بيته
ما خلفها أكثر من بائع فنان
و أكثر من رأس و جسد تحمله العظام
من خلفها شرف و عزم تشكل في هيئة إنسان
وأقترح هنا أن تبعثوا برسالة لمدير المنتدى نصها الآتي:
( احجبوا عن العضو " الأخضر لي " عضويته إذا لم يلازم الأدبي )
أنا يا سيدي من أولئك الذين افترشوا البسطات في المخيم، حينها كان عمري أحد عشر عاما، كنت أقف على بسطتي أبيع الموز، وأشترى بما يعطيني إياه صاحب البسطة " معلمي" أشياء صغيرة، قليلة، بسيطة، ولكنني كنت أراها كبيرة كبر برج إيفل، وعظيمة عظم أهرامات مصر.
واليوم حين أستذكر تلك الأيام أجدني أحن إلى بسطتي وإلى عربة الخشب، وإلى نداءات البائعين في سوق المخيم،وأسعد كثيرا حين أصطحب أولادي إلى تلك البقعة في المخيم وأروي لهم حكايا البسطات، وقصص " الكد والتعب والحرمان" تترقرق الدموع في عينيَّ حينا، ولكنني أظل مبتسما لأنني أصبحت اليوم في عيون أولادي رجلا ذا قيمة.
أما أنا فقد كنت أحمل بسطة متنقلة من الملابس
أجوب فيها شوارع الحي والبلدة
ولا أتوسل الصدقات
أخي ياسر
شعور فاق الخيال ذلك الذي يتذكر فيه صاحبه ركائزه الأولية في حياته !!!
كنت أرى دائما حبات عرقهم تتصبب من جباه الشرفاء كلما تجولت في شوارع ذلك المخيم...كانت تخبرني أن لكل واحد منهم قصة معاناه وقصة عشقٍ لا تنتهي...كنت ارى التعب في ابتساماتهم ...أرى اطفالاً ينتظرون عودتهم
أرقوا احلامي مراراً واخبروني كم من السنين يحتاج البعض ليصلوا الى الشرف المتساقط مع حبات عرقهم
ابدعت يا ابن الدار ...ابدعت بحق كما كنت دائماً
دمت بحفظ الله
غريب الدار علي جار بكلامه البسطه وما ادراك ما البسطه وكنا ولله الحمد والفضل والمنه من الميسورين ماديا بالمدرسه او عفوا بالصف اكثر من عشرين طفلا وكان من معنا بنفس الصف اخا لنا وصديق ولديع عزة نفس لم اراها باي شخص اذا رن الجرس للرواح ركض الى البيت بسرعه ولا نعلم لماذا يركض بسرعه وكان الاول على الصف ومن ثم الاول على المدرسه في احدى الايام دخلت الى المخيم مع امي اطال الله عمرها بالخير وعرجنا الى سوق الخضار بالمخيم لنشتري بعضا من الخضار واذا بي ارى ابن صفي وصديقي ينادي ابو ريحه يا موز وبصوت عالي جهوري عندما راني احسست انه شعر بالخجل وعرفت ذلك تاني يوم بالمدرسه عندما لم ياتي ليلعب معنا على الفرصه كرة قدم هذا الشخص مدير بنك بعمان من اكبر البنوك ولو قلت اسمه لعرفتموه جميعا البسطه صنعت هذا العملاق والمال الذي كان بين يدي البعض لم يصنع منهم الا الفشل
شعور فاق الخيال ذلك الذي يتذكر فيه صاحبه ركائزه الأولية في حياته !!!
ليت هذا وحسب يا صديقي،فمن صينية حلاوة السميد الحمراء إلى سدر الحاملة يا ملان إلى سحبة البلالين والسحبة بقرش إلى براد الأسكيمو "والفنة على الغطاء الألومنيوم" إلى باكيتات علكة المخدات" شعراوي" إلى عرباية الدراية إلى صينية عنبر الشام الأحمر إلى سطل الترمس إلى سدر القشطة بالعسل حكايات عن مغامرات البيع والشراء والكد والكسب الحلال، ومعاونة الأب الكبير في توفير متطلبات البيت، كلها ممارسات حلال في حلال غلفتها الكرامة واحتواها عرق الجبين، وأفرزتها العفة وعنفوان الصغار.
أرأيتم كما خرج من وراء البسطات رجالا
أيضا خرج منها كل هذا الكلام الجميل المتناسق كتناسق حبات البرتقال والتفاح واللوز الأخضر
شكرا غريب الدار أبدعت كالعادة وهذا عليك ليس بغريب
لا أدري لم أسميتها أو نسميها جميعنا بسطة
و لا أدري هل التسمية كانت من الإنبساط أي الفرح
و لا أعرف إن كانت بالأصل موجودة في اللغة
كما لا أدري هل كانت التسمية من بسط ما لديك أي عرضه امام الناس ؟؟؟
أم هي من البسط في الرزق ؟؟ لا أعتقد ذلك
المهم انها في نظري ليست هذا ولا ذاك
ففي نظري هي جملة من الملامح البشرية تدركها وتراها دون ان تحاول حتى لملمة أشلاء الصورة
تعيدك إلى المربع الأول في الرقعة و كأن كل المربعات بعده صارت لوناً واحداً
[/COLOR][/SIZE]
كلماتك زادت الفكرة بهاءً...فشكرا لك وطيب الله انفاسك
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر ذيب
أنا يا سيدي من أولئك الذين افترشوا البسطات في المخيم، حينها كان عمري أحد عشر عاما، كنت أقف على بسطتي أبيع الموز، وأشترى بما يعطيني إياه صاحب البسطة " معلمي" أشياء صغيرة، قليلة، بسيطة، ولكنني كنت أراها كبيرة كبر برج إيفل، وعظيمة عظم أهرامات مصر.
واليوم حين أستذكر تلك الأيام أجدني أحن إلى بسطتي وإلى عربة الخشب، وإلى نداءات البائعين في سوق المخيم،وأسعد كثيرا حين أصطحب أولادي إلى تلك البقعة في المخيم وأروي لهم حكايا البسطات، وقصص " الكد والتعب والحرمان" تترقرق الدموع في عينيَّ حينا، ولكنني أظل مبتسما لأنني أصبحت اليوم في عيون أولادي رجلا ذا قيمة.
حروفك اخي ياسر تحمل في ثناياها صدق التجربة....وما اجمل عبارتك التي انتهيت بها "ولكنني أظل مبتسما لأنني أصبحت اليوم في عيون أولادي رجلا ذا قيمة" مشاعر متضادة اتفقت على النهاية العظيمة....جميل
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنان عبد الرحمن عز
كنت أرى دائما حبات عرقهم تتصبب من جباه الشرفاء كلما تجولت في شوارع ذلك المخيم...كانت تخبرني أن لكل واحد منهم قصة معاناه وقصة عشقٍ لا تنتهي...كنت ارى التعب في ابتساماتهم ...أرى اطفالاً ينتظرون عودتهم
أرقوا احلامي مراراً واخبروني كم من السنين يحتاج البعض ليصلوا الى الشرف المتساقط مع حبات عرقهم
ابدعت يا ابن الدار ...ابدعت بحق كما كنت دائماً
دمت بحفظ الله
شكرا لعبورك الطيب اختي حنان
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة junaidi
غريب الدار علي جار بكلامه البسطه وما ادراك ما البسطه وكنا ولله الحمد والفضل والمنه من الميسورين ماديا بالمدرسه او عفوا بالصف اكثر من عشرين طفلا وكان من معنا بنفس الصف اخا لنا وصديق ولديع عزة نفس لم اراها باي شخص اذا رن الجرس للرواح ركض الى البيت بسرعه ولا نعلم لماذا يركض بسرعه وكان الاول على الصف ومن ثم الاول على المدرسه في احدى الايام دخلت الى المخيم مع امي اطال الله عمرها بالخير وعرجنا الى سوق الخضار بالمخيم لنشتري بعضا من الخضار واذا بي ارى ابن صفي وصديقي ينادي ابو ريحه يا موز وبصوت عالي جهوري عندما راني احسست انه شعر بالخجل وعرفت ذلك تاني يوم بالمدرسه عندما لم ياتي ليلعب معنا على الفرصه كرة قدم هذا الشخص مدير بنك بعمان من اكبر البنوك ولو قلت اسمه لعرفتموه جميعا البسطه صنعت هذا العملاق والمال الذي كان بين يدي البعض لم يصنع منهم الا الفشل
هي البسطة اخي الجنيدي...وهي الذكريات...وهي نشوة الانتصار
أرأيتم كما خرج من وراء البسطات رجالا
أيضا خرج منها كل هذا الكلام الجميل المتناسق كتناسق حبات البرتقال والتفاح واللوز الأخضر
شكرا غريب الدار أبدعت كالعادة وهذا عليك ليس بغريب
كلماتك الطيبة اخي يحي جعلتني اعيد قراءة القصيدة...شكراً لاطرائك الجميل
خلف البسطة
طفل صغير،شب وحتى زلمة كبير
وختيارة فوق الستين
خلف البسطة شب مرتب
لبسو مهندم
كنو من ولاد الوزير
الاعجب من هذا كلو
طفل بعمر زهور الورد
ملثّم بلفحة من البرد
وشارع النادي فاضي
من السكعة ما في حد
والناس بتركض عالموقف
منخفض الجوي بشتد
وصاحبنا هالطفل الصامد
واقف على بسطة الخس
اربع خسات بليرة
استأذنته بوحدة بس
شوف يا سامع هالرد!
عحسابك
وخليها علينا...
ذوق وأخلاق وكرامة
شعبي مين مثلو بنعد؟؟!!!
هذه الحادثة حصلت معي يوم السبت الماضي مقابل نادي الوحدات