شهادة إسرائيل له - شهادة إسرائيل له - شهادة إسرائيل له - شهادة إسرائيل له - شهادة إسرائيل له
شهادة إسرائيل له
الأحد، 22 تموز 2012
فهمى هويدي
السبيل
لا أجد مبررا للمبالغة في الحديث عن دور اللواء عمر سليمان وتبييض صفحته بعد وفاته، ذلك أن الرجل كان أحد أركان نظام يسجل إحدى مراحل الانحطاط في التاريخ المصرى. وأخشى أن تؤدي المبالغة الإعلامية في الإشادة بدوره «الوطنى» إلى تزييف التاريخ، ومن ثم إثارة البلبلة والحيرة في أوساط الأجيال الجديدة التي شوهت ذاكرتها، بحيث ما عاد البعض يميزون بين من خدم الوطن وخدم الحاكم وخدم نفسه أو خدم العدو.
للرجل فضائله الشخصية التي يشهد بهار من عرفوه، لكنى معنى بمواقفه السياسية. والأخيرة هي «الموضوع» الذي يهمنى في الوقت الراهن.
وهو في السلطة، في 19/12/2009 كتب يوسي ميلمان خبير الشئون الأمنية في صحيفة «هاآرتس» تحليلا موسعا كان عنوانه: عمر سيمان الجنرال الذي لم يذرف دمعة خلال حملة الرصاص المصبوب. (يقصد اجتياح غزة) وفي تحليله الذي سبق أن أشرت إليه قال ما يلي:
منذ تولى اللواء عمر سليمان منصبه كرئيس لجهاز المخابرات المصرية عام 1993، فإنه أقام علاقات وثيقة مع معظم قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية. وبعض هؤلاء سألوه عما إذا كانت حماس التي فازت في الانتخابات التشريعية يمكن أن تكون عنصر استقرار إيجابيا في الحكومة الفلسطينية، فإنه رد بسرعة قائلا: «لا بكل تأكيد. أنا أعرف هؤلاء «الإخوان» فهم كذابون، واللغة الوحيدة التي يفهمونها هى القوة» في دعوة صريحة للإقصاء والسحق.
ذكر ميلمان أيضا أنه استنادا إلى معرفة الإسرائيليين به، فإنه لم يذرف دمعة واحدة على مئات الفلسطينيين الذين قتلوا خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أواخر عام 2008، ثم نقل عن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيليين قوله إنه التقاه في بداية الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وسمعه وهو يسب الرئيس الراحل ياسر عرفات بأقذع الشتائم، لأنه لم يستمع لنصائحه بالعمل على وقف الانتفاضة. وأضاف ذلك القائد أن سليمان انتقم من عرفات أشد الانتقام لاحقا. ذلك أنه حين شنت إسرائيل حملة «السور الواقي» في عام 2002، اتصل أبو عمار باللواء سليمان ورجاه أن تتدخل مصر وتقوم ولو بإجراء رمزي للتعبير عن رفضها للسلوك الإسرائيلي، لكن سليمان تجاهل عرفات ورفض الرد على اتصالاته، وسمح بتوافر الظروف التي أدت إلى حصار عرفات وانهيار السلطة في ذلك الوقت.
نقل ميلمان عن قادة الاستخبارات الإسرائيليين قولهم إن عمر سليمان أسهم بشكل واضح في الحرب الأمريكية على «الإرهاب»، حيث قام بتزويد المخابرات الأمريكية بمحققين مصريين لاستجواب عناصر تنظيم القاعدة، وهو ما جعل المجمع الاستخباري الأمريكي يوجه إليه الشكر، ويعتبر المخابرات المصرية حليفا استراتيجيا شأنها في ذلك شأن الموساد.
أكد ميلمان أيضا أن سليمان كان أحد الأشخاص الذين أسهموا في عقد صفقة بيع الغاز المصري بسعر بخس. وقد لجأ إليه رئيس الموساد الأسبق شفتاي شفيت (يميني متطرف يصف العرب بالكلاب الضالة) لتسهيل التوصل إلى صفقة بين الحكومة المصرية وشركة إسرائيلية يملك شفيت جزءا كبيرا من أسهمها، وقد تحقق له ما أراد.
وفي مقال نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» لوزير الداخلية الإسرائيلي الأسبق عوزي برعام (بتاريخ 2/2/2011) ذكر الرجل فيه أنه خلال لقاءاته مع اللواء سليمان وجد أن كراهيته للمقاومة الإسلامية تفوق بكثير الحماس الإسرائيلي والأمريكي. ولاحظ أنه يحاول التودد للمسئولين الإسرائيليين من خلال التعبير عن حماسه الدائم لقمع الإخوان.
نقل الوزير الأسبق عن أحد قادة الاستخبارات الإسرائيلية قوله إنه شعر بالتقزز من حرص سليمان على إحاطة نفسه بمظاهر الأبهة والفخامة التي اتسم بها مكتبه الخاص. وأشار المسئول الإسرائيلي إلى أنه كان جالسا مع سليمان في أحد الفنادق بحضور مسئول للمخابرات المركزية الأمريكية، وفجأة رفع الرجل أصبعه بعلامة «ڤي»، فإذا بأحد مساعديه يخرج من مكان ما ويضع بين أصبعيه سيجارا فاخرا.
صحيفة إسرائيل اليوم نشرت أيضا في 31/1/2011 مقالة للدكتورة ميرا تسوريف المحاضرة من مركز «ديان» بجامعة تل أبيب قالت فيه إن تولى عمر سليمان مقاليد الأمور بعد إذا قدر لها أن تتم فإنها تمثل بالنسبة لإسرائيل «استمرارية لمبارك»، مشيرة إلى أن طريقة حكم مصر حينئذ لن تتغير، وإنما ستصبح أكثر لينا ومرونة.
أدعو الله أن يغفر له ما قدمت يداه.
«الجيش الحر» يعلن رسميا مسئوليته عن اغتيال عمر سليمان
2012-07-22 10:45:51
سرايا - كشفت مصادر رسمية بالجيش السوري الحر أن اللواء عمر سليمان - نائب الرئيس المصري السابق ورئيس الاستخبارات المصرية السابق - قد قتل في تفجيرات دمشق، حيث كان سليمان حاضراً في اجتماع "خلية الازمة" السورية، قبل أيام.
وأكدت المصادر أن "سليمان" قد تم نقله مصابا بإصابات بالغة إلى الولايات المتحدة الأميركية، فى محاولة لإنقاذ حياته، قبل أن يلقي حتفه هناك.
جدير بالذكر أن "فيصل القاسم" كان أول من فجر نبأ اغتيال اللواء عمر سليمان، إلى جانب زعير شومير - رئيس الاستخبارات الاسرائيلي السابق وعدد من كبار قيادات النظام السوري فى عملية للجيش السوري الحر.
(وكالات)
الشيخ محمد العريفي يدعو على عمر سليمان: يا رب أهلكه
قصة الإسلام - وكالات
14/04/2012
دعا الداعية السعودي البارز الشيخ محمد العريفي على مرشح الرئاسة سيئ السمعة في مصر اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع، بـ الهلاك وأعرب عن قناعته بأن ترشح سليمان لهذا المنصب هو نوع من الوقاحة.
وشنّ الداعية السعودي محمد العريفي في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هجومًا على سليمان نائب الرئيس المصري السابق حسني مبارك، ووصف دخوله معترك انتخابات الرئاسة المصرية بأنه "جرأة وقحة واستخفاف بدماء الثورة، واستمرار لحرب الفلسطينيين، وهدية لليهود، وفرحة لأعداء الإسلام".
وختم العريفي تغريدته بالدعاء على سليمان قائلا: "يا ربّ أهلكه".
جدير بالذكر أن الداعية المصري الشيخ فوزى سعيد خطيب مسجد التوحيد برمسيس في مصر، أكد أن عمر سليمان كان العقل المدبر للطاغية حسني مبارك، وكان مندوب اليهود فى مصر، وقام بتعذيب مئات المسلمين من أجل إرضاء اليهود، وشدد على أن سليمان أشد قسوة وعداوة على المسلمين من نتنياهو، منتقداً تدعيم المجلس العسكرى له.
وقال الشيخ السعيد، خلال خطبة الجمعة أمس: "من يرشح سليمان ويؤيده، فهو يساعد على عدم تطبيق الشرعية الإسلامية، والقضاء على الإسلاميين، وعودة الطغاة والفلول للحكم مرة أخرى، من أجل تعذيب المسلمين".
وأضاف: اللواء حبيب العادلي وعمر سليمان كانا عبارة عن حاشية الطاغية مبارك الفرعون، كما أن رجال الأعمال الذين كانوا ينزلون مبارك هم منزلة قارون، والعادلي بمنزلة هامان.
وانتقد فوزي السعيد الهجوم الذى تعرض له الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل من قبل العلمانيين والليبراليين والشيوعيين، وقال: الله نصر أبو إسماعيل على هؤلاء، وهو لم يكذب كما ادعى البعض، وحتى إن كذب فهذا مباح، لأن الحرب خدعة، والمنافسة بين أبو إسماعيل وغيره من المرشحين العلمانيين هي حرب بين الحق والباطل.
منذ البداية كنت قد شككت في الأمر
و الى الآن فالحقيقة غير واضحة
لكن الكثير من الاشارات تشير الى مقتل سليمان في سوريا
لكن هل كان هناك أشخاص من دول أخرى
فقيل أنه ضابط رفيع المستوى من العسكر التركي "ضد اردوغان"
قد أعلن وفاته في أحد الدول الأوروبية في أجواء غامضة!!
الله أعلم ، لكن ما هي إحتمالية وجود سليمان في سوريا
و ما الهدف من تلك الزيارة
و هل للاسد "من باب تصفية الأوراق " علاقة في ذلك التفجير، لكن الجيش الحر نسبه لنفسه؟!!
هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول - هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول - هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول - هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول - هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول
هلاك عمر سليمان .. عدو فلسطين الأول
شريف عبد العزيز
23/07/2012
ليس على فلسطين يوم أسعد ولا أبشر من ذلك اليوم، وكذلك ليس على الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين يوم أسود ولا أتعس من ذلك اليوم.. إنه يوم هلاك عمر سليمان.
عمر سليمان الذي ظل ترسًا من أهم تروس الهيمنة الأمريكية على المنطقة، وأحد أهم أضلاع آلة التعذيب الجهنمية التي لم تدع مجاهدًا ولا معارضًا ولا حرًّا إلا تتبعته وحاربته وآذته في نفسه أو ولده أو أهله، عمر سليمان هلك؛ في ضربة من ضربات القدر السعيد وبعد ساعات من سقوط عتاة وكبار مجرمي النظام البعثي الأسدي في سوريا، لتخسر أمريكا و"إسرائيل" في أقل من 24 ساعة مجموعة من أخلص رجالها في المنطقة.
ولد عمر سليمان عام 1935م، وتوجه للقاهرة عام 1954م، ولم يكن عمره قد تجاوز 19 عامًا ليلتحق بالكلية الحربية، وبعد تخرجه أوفده جمال عبد الناصر لما لمحه فيه من عنف وقسوة وسيادية، للحصول على تدريب مُتقدم في أكاديمية "فرونز" العسكرية بموسكو. وفي مُنتصف الثمانينيات حصل على درجتي البكالوريوس والماجستير في العلوم السياسية من جامعتي عين شمس والقاهرة، بعدها تولى إدارة المخابرات الحربية، قبل أن يتولى لاحقًا رئاسة جهاز المخابرات العامة الذي يتبع رئاسة الجمهورية مباشرة سنة 1992م، ليلمع نجمه ابتداء من سنة 1995م بعد حادثة أديس بابا بعد أن نصح المخلوع مبارك باصطحاب سيارته المصفحة بناء على معلومات استخباراتية أمريكية الذي كان سليمان وقتها من أبرز وأهم عملائها في المنطقة.
ولو كان هناك وصف نستطيع أن نختصر به جميع صفات عمر سليمان وتاريخه العملي والمهني، فلن نجد وصفًا أفضل من وصف "عدو فلسطين الأول"؛ فعمر سليمان بحق واحد من ألد أعداء الفلسطينيين، فتاريخه المهني والعملي سواء في الجيش أو المخابرات أو السياسة عبارة عن سلسلة متواصلة من خدمة الصهاينة وعداوة الفلسطينيين. ورغم جرائمه الكثيرة بحق مصر والمصريين، إلا إن جرائمه الأبرز كانت بحق فلسطين والفلسطينيين.
استلم عمر سليمان الملف الفلسطيني بناءً على أوامر أمريكية صريحة للمخلوع مبارك، ولم تكن هذه الأوامر الأمريكية من فراغ، فقد خضع سليمان لتدريبات مكثفة خلال ثمانينيات القرن الماضي بمعهد ومركز جون كينيدي الخاص للحروب في فورت براغ بنورث كارولينا؛ من أجل التصدي للجماعات الإسلامية، وبصفته مديرًا للمخابرات العسكرية، تبنَّى سليمان برنامج الـ"سي آي إيه" لتسليم معتقلي ما يسمى الإرهاب الذين كانوا ينقلون إلى مصر وبلدان أخرى، حيث يستجوبون سرًّا دون إجراءات قانونية. يقول "جاين ماير" صاحب كتاب (الجانب المظلم): إن عمر سليمان كان رجل "سي آي إيه" بمصر في هذا البرنامج؛ لذلك لم يكن مستغربًا أن تختاره مجلة فورين بوليسي على رأس قائمة أخطر وأقوى رجال المخابرات في العالم، بل يسبق مائير داجان رئيس الموساد نفسه، وكفاءته في إدارة هذا الملف ونجاحاته فيه هي التي رشحته لاستلام ملف فلسطين والصهاينة، وهو من أهم وأخطر ملفات العصر الحديث.
في ظل هذه الأجواء أشرف "عمر سليمان" على الملف الفلسطيني في واحدة من أكثر المراحل حساسية خلال العقود الأخيرة، فبدأت خدماته التي لا تقدر بثمن للصهاينة ضد فلسطين، فهو الذي منح الطرف "الإسرائيلي" فرصة اغتيال ياسر عرفات دون ضجيج، فقد كان عمر سليمان ينصح عرفات بضرورة وقف الانتفاضة ضد الصهاينة، ولما رفض انتقم من عرفات أشد الانتقام، فعندما شنت "إسرائيل" حملة (السور الواقي) عام 2002م، اتصل عرفات بسليمان واستعطفه أن تتدخل مصر وتقوم بأي إجراء ولو كان رمزيًّا؛ للتعبير عن رفضها السلوك "الإسرائيلي"، لكن عمر سليمان تجاهل عرفات ورفض الرد على اتصالاته، وسمح بتوفر الظروف التي أدت إلى حصار عرفات وانهيار السلطة في ذلك الوقت. ومن ثَمّ مرر الخلافة بسلاسة للذين حاولوا الانقلاب عليه، كمحمود عباس ودحلان، ولا شك أن ذلك كان تابعًا لمساعي وأد انتفاضة الأقصى التي سببت إرهاقًا بالغًا للصهاينة.
بعد ذلك توالت جرائم عمر سليمان على فلسطين والفلسطينيين، ابتداءً من الانتخابات التشريعية الفلسطينية، إلى الترتيبات التالية المتعلقة بمحاصرة حماس وحكومتها، وصولاً إلى الحرب (الرصاص المصبوب) على قطاع غزة التي ناضل عمر سليمان نضالاً مريرًا من أجل أن تنتهي بهزيمة شاملة لحماس، حيث ضغط على مفاوضيها بشكل مجنون؛ من أجل أن يعلنوا وقف إطلاق النار من طرفهم لكي يظهروا بمظهر المهزوم ويقبلوا بالشروط "الإسرائيلية"، الأمر الذي فشل كما يعلم الجميع؛ مما اضطر "الإسرائيليين" إلى إعلان وقف النار من طرفهم.
في هذه الأثناء، كان عمر سليمان يشرف ويتابع المسار الذي يريده الصهاينة ممثلاً في برنامج الدولة المؤقتة الحبيسة منزوعة السلاح، ويضغط على الطرف الفلسطيني من أجل أن يفي بالتزاماته على صعيد التعاون الأمني ووقف التحريض، إلى جانب العمل اليومي من أجل خنق قطاع غزة وتدجين حركة حماس على خطاب جديد عبر الضغوط وسائر أشكال الابتزاز، بخاصة ما يتصل منها بمعبر القطاع الوحيد على العالم الخارجي. لذلك وصفه كبار الساسة الصهاينة بالكنز الإستراتيجي لـ"إسرائيل"، والرجل الذي لا يمكن الاستغناء عن خدماته في حفظ أمن وسلامة الصهاينة وكيانهم الغاصب.
وعداوة عمر سليمان للفلسطينيين لم تفارقه حتى بعدما طارت أحلامه وتبخرت آماله في ثورة 25 يناير المباركة، فقد ظل حربًا عليهم، حتى إنه قد اتهمهم صراحة في شهادته في محاكمة مبارك بقتل الثوار، اتهم حركة حماس والفلسطينيين بأنهم هم الذين قتلوا الثوار وفتحوا السجون ونشروا الفوضى، وبعد أن أنهى دوره ككارت إرهاب ووسيلة ضغط على الإسلاميين في مصر، اتجه إلى الإمارات ليستلم ملف المعارضة الإسلامية هناك، هو والشيطان الآخر محمد دحلان؛ لإحكام الرقابة والمتابعة للنشاطات المساعدة للفلسطينيين، والقضاء على مراكز مساعدة وتمويل المقاومة الفلسطينية هناك.
بالجملة مصيبة غياب عمر سليمان على الصهاينة أشد من مصيبة فقدهم لمبارك ورفاقه من طواغيت العرب، وسعادة الفلسطينيين برحيله ربما تفوق سعادتهم برحيل مبارك.
ومن الأمور التي تجعلنا نقف ونتدبر ونتعظ في هلاك عمر سليمان، أن هلاك هذا المتصهين قد جاء جزاءً وفاقًا ومن جنس عمله، فقد أصيب فجأة بمرض عضال في رئته، فامتلأت بالماء وأجريت له عدة عمليات لشفط الماء من رئتيه، حتى بلغت كمية الماء المشفوطة من رئتيه أكثر من عشرين لترًا، كما صرَّح الأطباء..
والعبرة هنا والذي قد لا يعلمه كثير من الناس أن عمر سليمان هو الذي اخترع تقنية الإيهام بالغرق لتعذيب المعتقلين السياسيين والمجاهدين، وهي التقنية الأشد فتكًا وتعذيبًا والأسرع إجبارًا في الاعتراف ولو بالكذب، وقد حدثت ضجة في أمريكا عندما تسربت هذه التقنية للمعتقلات الأمريكية، وأجبروا وزير الدفاع وقتها رامسفيلد على وقفها لبشاعتها.
عمر سليمان يموت بنفس الطريقة التي كان يعذب بها المسلمين، يمتلئ صدره بالماء حتى يكاد يختنق، وذلك طيلة ثلاثة أسابيع حتى كان هلاكه، وما ربك بظلام للعبيد.
مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط
مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط - مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط - مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط - مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط - مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط
مجلة «فورن بوليسي»: عمر سليمان كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط ووفاته المفاجئة شكلت صدمة لأعدائه ومحبيه
السبت، 28 تموز 2012 02:20
ستيفن كوك - "فورين بوليسي"
"أنا مسؤول عن استقرار مصر"، قالها اللواء عمر سليمان وصوته يرتفع بينما تهوي قبضته الكبيرة على الطاولة ليعضد وجهة نظره. كانت هذه أول خبرة لي مع سليمان الذي كان وقتها رئيس جهاز مخابرات مبارك وعينه الساهرة التي لا يفوتها شيء. حدث هذا في ربيع عام 2005، وكنت أجلس حول طاولة اجتماعات في قلب مدينة واشنطن مع مجموعة من الأشخاص أقدم منّي بكثير. كانت المحادثات التي تم تبادلها مع المخبوزات غير الطازجة والقهوة الرديئة في ذلك الصباح تتعلق في الأغلب بالصراع الفلسطيني - "الإسرائيلي"، أمّا واقعة القبضة التي هوت على الطاولة فقد حدثت في نهاية الساعة حين تحدّث أحد الأشخاص بشكل كاد أن يكون عابراً عن إمكانية التغيير الديمقراطي في مصر.
في التاسع عشر من شهر تموز مات سليمان بأزمة قلبية بينما كان يجري فحوصاً طبية في مستشفى بكليفلاند. كان يعاني من مرض مزمن يتعلق بترسبات غير طبيعية في نسيج يؤثر على القلب والكبد، وجاءت وفاته المفاجئة لتشكّل صدمة لأعدائه ومحبيه على وجه سواء.
كان رفض سليمان للإصلاح مثيراً للدهشة بنفس الدرجة، ليس فقط بسبب صوت قبضته العريضة وهي ترتطم بالطاولة الخشبية، ولكن لأن نبذه للفكرة كان شديد الصراحة، فحتى في السابق في الأيام التي اقترح فيها الرئيس جورج بوش "أجندة الحرية" كان المسؤولون المصريون ماهرين في المراوغة وفي شق طريقهم وسط المحادثات عن التغيير السياسي. كانت المحادثات لعبة رفضوا أن يقولوا فيها نعم أو لا، لكن سليمان، الرجل الأقرب لرأس السلطة في مصر باستثناء أفراد من أسرة مبارك نفسها، لم يكن يلعب تلك اللعبة.
كان منظور عمر باشا، اللقب التشريفي الذي يعود تاريخه لحقبة مصر العثمانية، متسقاً للغاية مع كل ما قرأته (ليس بالكثير)، أو سمعته (تغلب عليه الشائعات)، ثم لاحقاً علمته عن هذا الرجل هو، مثله مثل الرئيس الذي كان يعمل لصالحه، كان يؤمن بشكل قاطع أنّه فهم مصر أكثر من أيّ أحد. هذه القناعة والتي طالما تم التعبير عنها بالتلاعب، بالقسر، وباللجوء للعنف سوف تصبح لاحقاً سبباً في سقوطه السياسي.
سليمان وأنا كنّا بالكاد أصدقاء، وبكل تأكيد لم أكن أعرفه بشكل شخصي، لكنه تقبّل متكرماً طلباتي لعقد اجتماعات معه. بين ربيع 2005 والرابع والعشرون من كانون الثاني 2011، ليلة الثورة وآخر مرة رأيته فيها، قابلت سليمان أربع مرات، مرتان في لقائين منفردين، مرة في لقاء مع زميل، ومرة في لقاء جماعي. كذلك قبل سليمان متكرماً طلباتي لإجراء حوارات ليست للنشر بمساعدة من أصدقاء مصريين لأصدقائي ومن أمريكيين يعرفونه بشكل شخصي. تطلّب هذا أن أسعى لأكون على قدر من الحظوة، وإن لم أدعها أبداً تهدد بوصلتي الأخلاقية.
غاية ما أستطيع أن أخبر به أحداً عن مكان جهاز المخابرات العامة، جهاز المخابرات المصرية الداخلية والخارجية والذي كان مقر سلطة سليمان، هو أنّه يقع في ضاحية هليوبوليس الأنيقة، فعلى عكس الأفلام التي تعرّض زواراً يتم تغطية رؤوسهم قبل دخولهم لمواقع سرية وحساسة، فإنّ المصريين على ما أعتقد ظنّوا أنّهم يمكنهم إرباكي قبل أول مقابلة شخصية لي مع عمر باشا، ولقد نجحوا في ذلك، قادوا بي السيارة لمدة ثلاثين دقيقة مضاعفة ذهاباً وإياباً، يسيرون في دوائر، ويسرعون في أحياء غير مألوفة حتى فقدت القدرة على تمييز المكان تماماً. وحين مرذت السيارة أخيراً عبر البوابات الحديدية العملاقة، وصلنا لمجمع مبان عتيق محاط بالنجيل والأشجار، كان هناك مبان أخرى، لكن لم يكن هناك إنسان على مرمى البصر.
تم توصيلي للمبنى الأول وقيل لي أن أنتظر بالسيارة، ثم أخيراً قابلني رجلان لم أرهما من قبل يرتدون زيًّا رسميًّا وقالا لي أن أتبعهما نحو المبنى، سلّماني حينئذٍ لضابط آخر بزي رسمي اقتادني بالمصعد لبضعة أدوار علوية، حيث قابلت عندها رجلاً لطيفاً يرتدي حلة زرقاء شديدة الأناقة، اقتادني الرجل لغرفة انتظار واسعة ذات أضواء ساطعة وأثاث مبهرج وبها جدارية كبيرة تسجّل انتصارات الجيش المصري منذ العصور القديمة وحتى عبور قناة السويس في أكتوبر عام 1973. بعد مرور وقت بدا وكأنه لا نهائي، اصطحبني نفس الرجل ذو الحلة الزرقاء لما يمكن وصفه بأنّه مكان لا يلفت الانتباه، غرفة معيشة أمريكية الطراز بها رفوف للكتب، أريكة، كرسي كبير وثير، وكرسيان موضوعان في نهاية طاولة منخفضة. طلب مني أن أجلس على الأريكة بقرب الكرسي الوثير. ودخل عمر باشا بعدها بلحظات يتبعه اثنان من المساعدين وقال بصوت عميق: "صباح الخير". تركّزت محادثتنا بشكل كاد أن يكون كليًّا على العلاقات الخارجية. كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط، واشتكى بمرارة أنّه كلما اعتقد أنّه توصّل لاتفاقية بين السلطة الفلسطينية وحماس قام السوريون والإيرانيون بإحباطها. عرض سليمان أيضاً رؤيته أنّ الولايات المتحدة، مصر، والدول الأخرى الصديقة في المنطقة يجب أن يعملوا سويًّا من أجل أن تظل "إيران مشغولة بنفسها"، كان تلميحه واضحاً، يجب على المخابرات المصرية، السي آي إيه، الموساد، المخابرات السعودية، وآخرين أن ينخرطوا في عمليات سريّة لزعزعة استقرار نظام الحكم الديني في طهران.
لغة سليمان الصارمة كانت جزءاً لا يتجزأ من تحوُّل في الخطاب المصري في نهاية عهد مبارك. في هذه الأعوام، كان المصريون دائماً ما يبحثون عن طرق أخرى لجعل أنفسهم أكثر فائدة لواشنطن بوسائل تزيد عن مجرد الاشتباك مع حماس، المشاركة في عمليات الترحيل السري للمشتبه في كونهم إرهابيين، ورعايتهم للمحادثات الفلسطينية – "الإسرائيلية" من حين لآخر. لم تفلح محاولاتي مع عمر باشا لإغرائه بالحديث عن السياسات الداخلية المصرية، وحين انتهت الساعة المخصصة لي استأذن في الانصراف مصطحباً معه مساعديه. بعدها اصطحبني الرجل ذو الحلة الزرقاء للمصعد ثم تكرر كل شي بشكل عكسي.
سارت زياراتي التالية على نفس النسق تماماً، كان سليمان يقود المحادثة بثبات تجاه العلاقات الخارجية، كان مستفيضاً في الكلام عن التحديات المختلفة على الصعيد الفلسطيني، ضعف الرئيس محمود عباس وصلة حماس بالإخوان المسلمين الذي اشتهر على لسانه نطقه الخاطئ لاسمهم بالإنجليزية. وبسبب علمه بعلاقته الوطيدة مع "الإسرائيليين"، فقد ذكر محتدًّا في أحد اجتماعاته معي أنّ "الإسرائيليين" يشكّلون وجهة نظر معادية لمصر في الكونجرس بعرضهم لفيديوهات التهريب على حدود مصر مع غزة. هو أيضاً استاء من المساعي التركية للتوسط بين حماس والسلطة الفلسطينية، متذمراً أنّ الأتراك لا يفهمون حماس. ربما يكون ذلك صحيحاً، لكن سليمان كان منزعجاً بشكل واضح من زحف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على المضمار المصري.
آخر مرة رأيت فيها عمر باشا كان في الرابع والعشرين من كانون الثاني عام 2011، في ليلة الثورة المصرية. كنت مع مجموعة من خبراء السياسة الخارجية، كبار رجال الأعمال، والشخصيات الخيرية والتقينا في قاعة كبيرة في المقر الرئيس للجي آي إس. كان من الصعب تجاهل صوت الموسيقى الفظيعة التي كانت تأتي من المكبرات. حين وصل سليمان جلس بمفرده على منصة وتحدث في ميكروفون، على الرغم من أنّ الوفد لم يتجاوز خمسة وعشرين شخصاً يجلسون في الصف الثاني من القاعة. خلف مجموعة من العاملين في الجي آي إس. في خلال هذا الاجتماع علمنا أنّ الولايات المتحدة قد أمدّت مصر بالتكنولوجيا اللازمة لقطع الإنترنت وهو الشيء الذي سيوظفه المصريون بإخلاص، وإن لم يكن بشكل فاعل لدرجة كبيرة، في أقل من الأربع وعشرين ساعة التالية.
بحلول يوم الرابع والعشرين من كانون الثاني كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد سقط بالفعل وتسببت موجة من إشعال المواطنين المصريين النار في أنفسهم في انتشار التكهنات بشكل كبير عمّا إذا كانت الثورة تتجه نحو الشرق. ولهذا فقد كان من الطبيعي أن يسأل أحد أعضاء وفدنا سليمان عن إمكانية تكرار الثورة التونسية في مصرن ولكن حتى في هذه الساعة المتأخرة فإنّه كان لا يزال يحمل نفس الازدراء للتغيير الذي حمله منذ ستة أعوام، حين هوى بقبضته على طاولة غرفة اجتماعات واشنطن. "لا"، أجاب سليمان، "الشرطة لديها خطة والرئيس قوي"، حتى في ذلك الوقت كانت غطرسته مدهشة.
بعد ذلك بأكثر من أسبوعين بقليل، كان سليمان بوجهه الرمادي هو الذي جلب نهاية رسمية لعهد مبارك في خطاب تليفزيوني قصير: "أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخلّيه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلّف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدراة شؤون البلاد"، أعلن سليمان.
لا يزال بعض أصدقائي المصريين يجدون صعوبة في التعامل مع حقيقة أنّ سليمان كان غير قادر على قمع الثورة المصرية. بالنسبة لهم كان هذا رجلاً، برغم إحاطته بالسريّة، شديد الخطورة. ألم يكن هو أمير الدهاء والرجل المهاب؟ فهو قد تمكّن برغم كل شيء من كبح زمام الإخوان المسلمين، من قمع معارضي النظام الآخرين، من لعب دور المحاور الذي يحظي بثقة الأمريكيين و"الإسرائيليين" على السواء، ومن أن يضع اسمه على القائمة القصيرة لخلفاء مبارك المحتملين. يصعب على بعض المصريين أن يعقلوا حقيقة أنّ سليمان لم يكن بالخطورة التي تخيّلوها.
فشل عمر باشا في إيقاف الثورة كان نتيجة مباشرة لكبريائه وغطرسته التي صوّرت له أنّ قوة الشعب لا تستطيع أبداً تهديد النظام. قناعته العسكرية أنّه وحده الذي يستطيع تحريك مقاليد السلطة في مصر كانت في غير محلها في نهاية المطاف. ففي النهاية، أساء سليمان فهم شعبه الذي رفض الاستسلام لأساليب القمع التي عمل جيداً على إتقانها.
لا أستطيع القول: إنني سأفتقد عمر باشا، ولكن لسبب هام أنا سعيد أنّي قابلته. بموافقته على مقابلتي، بكونه دائم التهذيب، بإجابته لأسئلتي، ألقى لي بعض الضوء على الطريقة التي يفكر بها، وبالتالي ألقى الضوء على الطريقة التي يفكر بها النظام ويبرر بها أفعاله. أنا أعلم أنّه اعتقد أنّ محاولاته الحثيثة للتلاعب والقهر لم تكن إلاّ عملاً وطنيًّا، لكن هذا يصعب تبريره حين يوضع في الاعتبار تورطه في الجرائم والانتهاكات المتعددة لنظام مبارك.
موت سليمان أثار شعوراً بالارتياح، وحتى البهجة، بين البعض من معارضي نظام مبارك. هذا أمر مفهوم، لكن السعادة ليست في محلها. هو كان فقط نتاجاً لنظام لم يتم إسقاطه بعد، لذا فأيًّا كانت الطاقة التي تنفق على الاحتفال بموته، تظلّ طاقة مهدرة على حساب بناء نظام سياسي جديد.