أنت استشهدت في هذه الآية أعلاه على أساس أن فعل الصلاة على النبي هو فعل مضارع وأنه لا يجوز أن نخاطب ذات الله وجلاله بصيغة فعل الأمر ؟!.
عموما ، ما تفضل أخونا أبو أوس وقدّمه باستحضاره لإجابة وتفسير صديقه المختص، فيه ما يوضح لك وللإخوة المتشككين المعاني البليغة لفعل الأمر والتي أرجو أن تتفكّر بها وتعيها، وأن تعلم بأن لغتنا فيها من البلاغة والنضوج ما تجعل من حرف واحد في كلمة ما يغير معنى كاملا وغرضا برمّته .
وعارفك ، هههههههههههههه .. مش رح تقتنع
لأنك بدكاش أحاديث .. بدّك نص من القرآن ..
فَ إيش قولك في هالآيات هاي :
حقيقة لقد سرني هذا السجال اللغوي المفيد، وأحببتُ أن أُدلِيَ بدلوي، وأقول:
في ما يتعلق بدلالات(صيغ) فعل الأمر السياقية:
أولا: وللتوضيح الجليِّ، يجب أن نعلم أن المعنى الحقيقي للأمر هو طلب الفعل على وجه الإلزام والوجوب، ويكون الخطاب من الأعلى شأنا إلى الأدنى شأنا من مثل الأوامر الالهية، ويفيد فعل الأمر معنى (الأمر الواجب والملزم) من مثل قوله تعالى:
(أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا)
(الاسراء :78).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (النساء :59).
في الآيتين السابقتين أفعالٌ أمر تفيد معنى ( الأمر- الإلزام والوجوب) فهو فعل أمر موجّه من الأعلى( الله عز وجل) إلى المؤمنين- الناس وغير ذلك).
مثال آخر : قال تعالى: (سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ) (الحديد 21)
ومن أمثلة الأوامر من الأعلى إلى الأدنى والتي يفيد فيها فعل الأمر معنى (الإلزام والوجوب) ما يأتي:
1- الأوامر الملكية السامية.
2- أوامر الحكام والسلاطين والأمراء.
3- الاوامر الإدارية والرئاسية.
ثانيا: وللعلم، ترد دِلالاتُ فعل الأمر السياقية في ستة وعشرين موضعا، لن نفصلها جميعها، ولكن سنعرج على دلالاتٍ بعينها، وسنفصل في دِلالة (الدعاء)، سيما وأنها موضع النقاش هنا.
فلنبدأ بتبيان بعض الدلالات( المعاني البلاغية لفعل الأمر)، ومنها ما يأتي:
1- التمني: نحو { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ). ( فصلت :29).
2- الإباحة: نحو (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) ( الملك :15).
3- التهديد : (نحو ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ( (الحجر: 3)
4- الإكرام: نحو ) ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آَمِنِينَ (.(:46 الحجر)
5- التعجيز: نحو وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) ( البقرة23(.
6- الالتماس: نحو ) فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ). (الكهف: 19)
7- التسوية: نحو اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) ( الطور :16)
8- الدعاء: وهنا، أرجو النظر في الآيات القرآنية، وتفهُّمَ معنى فعل الأمر البلاغي المراد من سياق الآيات الكريمات.
لنعلمْ أن (فعل الأمر) يفيد معنى الدعاء، إذا كان الخطاب موجهًا من الأدنى شأنا إلى الأعلى شأنا، وهذا دائما يكون في (الجملة- الآية) التي تحتوي خطابًا موجها إلى الله -عز وجل- من مثل قوله تعالى:
(إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)
( الكهف:10).
ولا حرج في الدعاء بلفظ النداء، مع أسماء الله الحسنى كلها، كأن نقول: يا رحيم، يا غفور، ويجوز أن نقول أيضًا: اللهمَّ يا الله ارحمنا، اللهمَّ أصلحنا، وأن نقول: اللهمَّ يا ربَّ العالمين اغفر لنا، وهكذا....
وفي الإجابة عن سؤال تمّ تداوله عبر الواتس أب، وقد ورد كالآتي:
أيهما الصواب في التأمين على الدعاء(اللهمَّ آمين أم آمين فقط).
(فألفاظ التأمين متعددة، والأمر فيها واسع، فلو قال الشخص: اللهمَّ آمين، أو آمين يا رب، أو نحو ذلك، فلا بأس، لأنه يؤدي المطلوب، وهو سؤال الله إجابة الدعاء، سواء كان التأمين على دعاء نفسه أو دعاء غيره، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال بخطأ لفظ: اللهم آمين ـ بل هو جار على ألسنتهم، ويستثنى مما ذكر ما إذا أكمل الشخص الفاتحة في الصلاة، فالسنة حينئذ أن يقتصر على ما ورد فيها وهو قول: آمين ـ كما رواه مسلم وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإذا كبر فكبروا، وإذ قال: غير المغضوب عليهم ولا الضالين ـ فقولوا آمين، يجبكم الله...)
أما يتعلق في الأحكام الفقهية في الصلاة على النبي: فيمكن الرجوع إلى الرابط:
http://almoslim.net/node/268842
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نقاش رائع يفيدنا لعلنا نستفيد ولكن ايها الاخوة انتم تتحدثون عن فعل الامر الرجائي وانا اتحدث عن فعل امر طالبنا به جل جلاله وهو الصلاة على سيد الخلق فكيف لي ان اترجى من الله ان يصلي على نبيه وهو يأمرنا بالصلاة عليه فهنا الفرق وارجو ان تدققوا في ذلك
نقاش رائع يفيدنا لعلنا نستفيد ولكن ايها الاخوة انتم تتحدثون عن فعل الامر الرجائي وانا اتحدث عن فعل امر طالبنا به جل جلاله وهو الصلاة على سيد الخلق فكيف لي ان اترجى من الله ان يصلي على نبيه وهو يأمرنا بالصلاة عليه فهنا الفرق وارجو ان تدققوا في ذلك
دقّقنا، دقّقنا كثيـــــــــــــــــــــــــــــــــــر .. وأكثر مما تتوقع، وأكثر كمان مما ترجوه منا في هذا التدقيق حتى نخرج بالفائدة التي تطلبها ونطلبها جميعنا .. دقّقنا، أويلااااااااااااه شو دقّفنا، بسّ أنت تِـنِح يا ختيار، بدّكش تقتنع .
هسّة أنا لما بصيغة الأمر بطلب من ربنا أن يرحم أبويّ، أو أن يهدينا الصراط المستقيم ، أو أن يغفر لي ذنوبي .. شو أَفْرَقَـت يا ختيار عن طلبي منه تعالى أن يصلي على نبيه ، وقد وضّحتُ لك المعنى الاصطلاحي للصلاة عليه، وهو الرحمة والثناء والامتنان له على ما بلّغ به عن ربه وجعلنا مسلمين .. شو أَفْرَقَـت آه ؟!!.
بل بالعكس، بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. والأدعى والأوجب والأوْلى أن أطلب المدح والثناء والرحمة لنبّيي قبل أبُويْ وأمّي.
ومن هسّة أوْعى تقولّي أن الرسول (اللهم صلِّ عليه) مِشْ مستنّي منّا هذا الطلب .. لأ، مستنّي ونُصّ كمان، وهو أمر من ربنا، أمرنا به وأصبح لزاما ووجوبا أن نتوجّه به برجاء وبتمنٍّ على الله تعالى أن يثني على نبيه . ولا تقولّلي كمان : هُو الرسول مستنّي منّا ندعيلُه بالرحمة؟!. آه مستنّيها .. لأنه قال:
سدِّدوا وقارِبوا وأبشِروا، فإنه لا يُدخِلُ أحدًا الجنةَ عملُه، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟. قال: ولا أنا، إلا أن يَتغمدَني اللهُ بمغفرة ورحمة .
صلَّى عليك الله ياخيرَ الورى
تعداد حبات الرمال وأكثرا
صلَّى عليك الله ما غيثٌ همى
فوق السهول وبالجبال وبالقرى
يا خير مبعوث بخير رسالةٍ
للناس يا خير الأنام وأطهرا
نفديك بالأرواح وهي رخيصة
ونحارب الغرب الدنيء الأغبرا
لا لن يضرك شتمه وسبابه
والله جل جلالـه قد طهرا
فسأل صفا البحر ماذا ضره
كلب مشى في شطه وتعثرا
صلى عليك الله في عليائه
ما صاح داع للأذان وكبرا
يا رب صلّ على النبي وآله
ما فاض نبع بالجداول أو جرى
يا رب صلّ على النبي محمد
ما شُج جرح في سبيلك وانبرى
صلّوا على المختار أحمد إنّه
أزكى الأنام وخير من وطِيءَ الثرى