غرفة صغيرة المساحة كبيرة بكل معاني الإنسانية والوفاء وبراءة اثنتين وأربعين سنة ،، سرير بسيط لكنه مرتب تحت النافذة ، وإلى اليسار عند الحائط خزانة فيها ملابس وفوقها مجموعة من الأكياس ، حتى اللحظة لا أدري ما الذي كان مخبئا فيها ، وإلى جانب تلك الخزانة مجموعة ما تبقى من رائحتها العبقة.
على ذلك السرير الذي يحاكي في دفء مشاعره شقائق نعمانية ، كانت تتوسد إبر السكّر وتلتحف آلام الضغط وتتنفس مرارة انحباس الهواء الذي عاندها كثيرا في تلك الليلة .
في كل مرة كنت أزورها في الإجازة الصيفية كانت تستقبلني بدموع حبيسة عام كامل في عينيها الغائرتين ، تخبئها لهذه اللحظة ، في موقف تتداخل فيه المشاعر وتسقط على وريقاتها لآلئ استثنائية لتعلن عناقا طال انتظاره.
وفي مرة وعلى غير العادة كانت الرحلة الأخيرة التي خطفت آخر إشراقة لوجهها في حياتي ، قبلتها قبيل الرحيل بساعتين ، وعانقتها – في داخلها كان عناقا قصيرا–وكأنها كانت تشعر بأنه العناق الأخير ولكنها لم تقدر على البوح بذلك ،، وقبل عدة أيام أخذوها إلى المشفى عنوة ، وكأنها أيضا كانت تشعر بأنها اللحظات الأخيرة في حياتها ، فيأتيني الخبر مطلقا رصاصة الآه الأكثر وجعا من كل الرصاصات التي أصابتني طيلة حياتي ، فكان العناق الأشد والأقوى تحت الثرى ، كان العناق الأخير الذي حمل بين جوانحه كل القهر والتحسر على فراقها.
طفولتك يا رائدة كانت زائفة ، وشبابك كان ضربا من الخيال ، حتى مرضك كان مغطى بلا شيء ، لكن حياتك بأكملها كانت فصلا حقيقيا ، وقلبك لم ينبض يوما إلا بالآلام ، لكنني لم أستطع الفهم إلا عندما كان العناق الأخير..
أرجوك ، أسعفيني بضحكة ولو مزيفة حتى أكمل ما تبقى من حروف يتيمة!!
رحمها الله وجعل مثواها الجنة
هذه هي الدنيا أخي أبو آدم
كلنا زوار
ولكن تختلف تاشيرة الزيارة من شخص إلى آخر
مدة الزيارة ومكان الزيارة في هذه الارض
أللهم أحسن خاتمتنا
رحمها الله وجعل مثواها الجنة
هذه هي الدنيا أخي أبو آدم
كلنا زوار
ولكن تختلف تاشيرة الزيارة من شخص إلى آخر
مدة الزيارة ومكان الزيارة في هذه الارض
أللهم أحسن خاتمتنا
اللهم آمين
رحمهم الله جميعا وجعل مثواهم على ضفة نهر مع النبي صلى الله عليه وسلم
شكرًا لك من القلب على هذا الدعاء
ذاك القاتل الصامت تسلل خلسة واستل ما جاء إليه ثم ولى مدبرا دونما اكتراث
لصهيل الوجع الذي يركض في أرواحنا
لم يعبأ لسخونة دمعة تدحرجت أسى وعجز
ولى مدبرا ولم يعقب
ضرب فأوجع ورحل معه الأحبة دونما جدال وكأنه حمل وديع استلطفه من رحل معه
ياهذا أما علمت أنك سحبت البركة عندما سحبت الروح
أما علمت انك حرمتني طيب الدعاء حين أخرست اللسان
أما علمت أنك قتلتني بدل ان تقتلها
واه منك فلا أحد ينجو منك
:
أخي لعمري أنها دار ممر
وكلنا سائر في وداع من سبقه فاليوم لغيرنا وغدا نحن
فلا تبتئس واحتسب عند رب الكون وادعوا وتصدق حتى لا تُحرم بركة الوالدين
جعلها الله خاتمة الأحزان
وأثابكم الله في مصيبتكم وأخلفكم خيرا منها
أنه سميع مجيب
ذاك القاتل الصامت تسلل خلسة واستل ما جاء إليه ثم ولى مدبرا دونما اكتراث
لصهيل الوجع الذي يركض في أرواحنا
لم يعبأ لسخونة دمعة تدحرجت أسى وعجز
ولى مدبرا ولم يعقب
ضرب فأوجع ورحل معه الأحبة دونما جدال وكأنه حمل وديع استلطفه من رحل معه
ياهذا أما علمت أنك سحبت البركة عندما سحبت الروح
أما علمت انك حرمتني طيب الدعاء حين أخرست اللسان
أما علمت أنك قتلتني بدل ان تقتلها
واه منك فلا أحد ينجو منك
:
أخي لعمري أنها دار ممر
وكلنا سائر في وداع من سبقه فاليوم لغيرنا وغدا نحن
فلا تبتئس واحتسب عند رب الكون وادعوا وتصدق حتى لا تُحرم بركة الوالدين
جعلها الله خاتمة الأحزان
وأثابكم الله في مصيبتكم وأخلفكم خيرا منها
أنه سميع مجيب
:
كما الحرف يشد عضد الحرف نشد بعضنا بعضا
إنه الرحيل خلسة أبا أنس
إنه الذي يوجع كثيرا ؛ لتبقى آثار الألم ما حيينا ، ولتظل ( الآه ) دائمة الوقوف في قلب القلب تماما.
وعزاؤنا أن لنا ربا لا يمكننا ولا بأية حال الاتكال على غيره.
منذ الوهلة الأولى والتي رأيت فيها حروفا لك ، قلت في نفسي إنني تحت وطأة سيف حاد.
يضرب هنا وهناك بقدر
يجول بيننا بطاقية الإخفاء ليُبقي لنا الأمل في الحياة لكنه في النهاية يدنوا ولا مناص
يتفرس في وجوهنا
حتى بات يحفظها عن ظهر قلب
ينتظر لا رأفة ولا رحمة بنا إنما لأن لكل أجل كتاب
وهو عبد مأمور لايتقدم عن أمر آمره ولا يتأخر
وحينما يضرب يوجع بالفقد وهذا ديدن المصائب موجعة مزلزلة
بالأمس كان هناك واليوم زار أخ لنا وصديق في هذا الملتقى
وغدا سينطلق خلف من وقع عليه القول وحانت لحظتة
:
أكثر ما يؤلم العجز
وأكثر ما يواسي رحمة مرتجاة من رب رحيم