الموضوع: مقالات مختارة
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-22-2017, 01:04 PM   رقم المشاركة : 106
يحيى العلي
وحداتي مميز
رقم العضوية :  7998
يحيى العلي غير متواجد حالياً
افتراضي 16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين

16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين - 16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين - 16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين - 16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين - 16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين

16 عاما على رحيل الشيخ ابن عثيمين
عمّان ـــــ خاص

لم يكن رحيله قبل 16 عاما رحيلا عادياً في مسيرة الأمة الإسلامية، فهو أحد أعلامها المحسوبين على الخط السلفي السعودي وأحد أركان الخطاب السني المعاصر.

اختلف معه كثيرون وأحبه كثيرون أيضاً، وأثارت بعض فتاويه السياسية منها تحديدا لغطاً حول مدى ملائمتها للواقع وخدمتها للأمة المكلومة.

كان متجردا، يصفه محبوه بالمتواضع والكريم والحريص على ترجيح الحق فكان يقول دوماً "أنا أنصحكم من الآن وبعد الآن، أن لا تجعلوا الحق مربوطاً بالرجال، الرجال أولاً يضلّون.. وإذا جعلتم الحقّ مربوطاً بهم يمكن الإنسان يغترّ بنفسه ويسلك طرقاً غير صحيحة".

ولد الشيخ محمد صالح بن عبد الرحمن العثيمين عام 1929 لأسرة تعمل في التجارة بين الرياض وعنيزة مسقط رأسه، في تلك الفترة كانت السعودية تعيش صراعات قبلية لتثبيت نمط الحكم فيها، ولم يكن البترول مكتشفا بعد، فلم يعرف المجتمع تمايزا طبقيا أو اجتماعيا ملحوظا، وكانت أبرز الأحداث السياسية والتجارية مرتبطة بمكة المكرمة والمدينة المنورة.

تعلم الشيخ علوم القرآن على يد جده وانضم إلى مجتمع الكتاتيب لتعلم العلوم الأساسية كاللغة والرياضيات وعلوم الدين الأساسية، وبقي يتعلمها بشكل مبسط إلى حين افتتاح المعهد العلمي بالعاصمة الرياض، حيث التحق به وتعلم على يد أساتذة كبار كان منهم الشيخ محمد الأمين الشنقيطي.

وبعد ذلك بأعوام قليلة كانت الدولة السعودية قد استقرت بقيادة الملك الراحل عبد العزيز آل سعود وبمساعدة من الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وأصبحت آراؤه الفقهية بمثابة المذهب الرسمي أو الأكثر انتشارا في هذا البلد بفعل التحالف الذي نشأ بين النظام السياسي وبين رجال الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

في تلك الأثناء شب العثيمين على دروس محمد بن عبد الوهاب وكتبه التي بدأت تنتشر انتشار النار في الهشيم وتعرف خلال تلك الفترة على الشيخ عبد العزيز بن باز الذي كان المعلم الأبرز له في تلك الفترة وبقي هو الأقرب له حتى وفاته، وكان يتلقى دروسه ويعمل بذات الوقت كمعلم في المعهد العلمي بعنيزة.

مع الثورة النفطية التي شهدتها البلاد مطلع السبعينات وانتشار الجامعات فيها انتسب الشيخ لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض وتخرج منها وبدأ صيته يعلو من خلال البرامج الدينية التي كانت تبثها إذاعة القرآن الكريم السعودية وكان يلقي دروسه في مسجد عنيزة وهناك بدأ الطلاب يحضرون إليه من داخل المملكة وخارجها.

مع ترقيه في علوم الدين المختلفة التي لم ينقطع عن تحصيلها تم تكليفه بوضع مناهج المعاهد العلمية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما أنه قام بتأليف بعض تلك المناهج الدراسية، وتم تعيينه عضواً في هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وبقي يواصل دروسه في السعودية وخارجها حتى مع تقدمه في السن.

أصيب في آخر حياته بمرض الالتهاب الرئوي الحاد إضافة لمرض السرطان، حيث وافته المنية في 11 كانون ثاني من عام 2001 بعد أن سقط مغشيا عليه وهو يلقي أحد الدروس وصلي عليه في الحرم ودفن في مكة المكرمة.

رحل الشيخ بعد أن ترك خلفه عشرات المؤلفات ولا يزال علمه وفتاويه تدرس في الجامعات والكليات المختلفة بالمملكة السعودية، ورغم أن له من الأتباع والمحبين الكثير، إلا أنه كشخصية عامة لم ينجوا من بعض الانتقادات التي طالته بسبب الفتوى الشهيرة التي أصدرها شيخه ابن باز في حياته حول دخول الجيش الأمريكي للجزيرة العربية والعراق عام 1990، عدا عن مخالفيه من باقي المذاهب، إلا أن شخصيته بقيت استشثنائية ولا تزال تؤثر في واقع العالم الإسلامي اليوم.

(البوصلة)







  رد مع اقتباس