عرض مشاركة واحدة
قديم 10-22-2010, 05:48 PM   رقم المشاركة : 36
يحيى العلي
وحداتي مميز
رقم العضوية :  7998
يحيى العلي غير متواجد حالياً
افتراضي القرضاوي الشاعر !!!

القرضاوي الشاعر !!! - القرضاوي الشاعر !!! - القرضاوي الشاعر !!! - القرضاوي الشاعر !!! - القرضاوي الشاعر !!!

القرضاوي الشاعر !!!
________________________________________ ___




هذا العالم الجليل عرفه الناس خطيباً ومحاضراً .. عرفوه كاتباً ومؤلفاً .. وعرفوه داعية ومربياً وفقيهاً ومفتياً .. ولكن قليلاً من الناس عرفه شاعراً مع أنه بدأ حياته وعرف بين زملائه وإخوانه بالقرضاوي الشاعر ..

الدكتور القرضاوي أديب معاصر وشاعر إسلامي من شعراء الدعوة الاسلامية في العصر الحديث الذين عايشوا الحركة الأسلامية في الصميم وتفاعلوا معها ورافقوها في طريقها الطويل المحفوف بالمكاره والمحن ..

شاعر نظم قصائد وأناشيد شدت بها الألسن وهفت إليها الأنفس ، فأيقظت القلوب بالإيمان وأشعلت الأرواح بالجهاد وغدت نشيداً للشباب المعتصم بالله الحامل لواء الحق السائر على درب الكفاح ..

نشأ القرضاوي منذ صغره مفطوراً على الفصاحة وحب اللغة العربية وآدابها ، وإنشاء الشعر في عهد مبكر فقد اشتهر به منذ كان طالباً بالمعاهد الأزهرية ...
كانت أول محاولة للتأليف عنده ( مسرحية شعرية ) عنوانها ( يوسف الصديق ) وكان وقتها طالباً بالسنة الأولى من المرحلة الثانوية ..

نشأته الريفية ودراسته في الأزهر وارتباطه بالحركة الإسلامية قد مكّن للثقافة العربية الأصيلة في نفسه ...لذلك جاء شعره نقي العبارة ، جميل الصورة ، فصيح الأسلوب ، عذب البيان ، قوي النسج ... شعره شعراً صادقاً منبثق من خلال الواقع ...فكرة ،وتجربة ، وأسلوباً .. شعر يحمل معاناة إنسانية من خلال المفاهيم والتصورات الإسلامية ...

وتميز شعره بالسلاسة والتدفق والصدق ، والأسلوب القصصي والالتزام بعقيدة التوحيد وبالفكر الاسلامي ... فالقرضاوي شاعر عبقري البيان ..ذو خيال خصب ..تتجلى في شعره روح : رجل العلم والفكر والدعوة ...

واشتهر بقصائده الطوال الفريدة موضوعاً وحجماً مما يدل على شاعرية فياضة مما يجعله مؤهلاً للقصة والملحمة .

للقرضاوي شعر في معظم أغراض الشعر ومجلاته :

- له افي لتأمل : كقصيدة السعادة ، و " مناجاة القبر "

- له في الوطنية والحماسة : مثل قصيدته الشهيرة " يا أزهر الخير " نظمها سنة 1951 م في توديع كتائب الأزهر إلى القناة للاشتراك في معارك ضد الانجليز المحتلين ، وقال فيها :

دع المداد وسطر بالدم القاني ********* وأسْكِت الفم واخْطُب بالفم الثاني

فم المدافع في صدر العُداة له ******** مــــن الفصاحة مــا يُزري بسحبان

-له في المناسبات الإسلامية : كقصيدته " النونية في ليلة القدر " التي ألقاها في معتقل الطور في رمضان 1369 هـ . وقصيدته " الرائية في ذكرى الهجرة " والتي مطلعها :

سَهِرتُ لَيْلي حتى ملَّني السهرُ ****** وشفَّني ذِكْرُها والصَّبُّ يّدَّكِرُ

- وله القصصي .. كما في قصيدته " ثورة لاجيء " التي نظمها عام 1962 م .

-وله الشعرالمسرحي : مسرحية " يوسف الصديق "

-وله الشعر الملحمي .. قصيدته " النونية "

-وله في الرثاء ..كقصيدته " دمة وفاء " في رثاء المجاهد زكي الدين أبوطه .

-وله مجموعة من الأناشيد كنشيد "مسلمون " و" العودة " و " فتى القرآن "

وله في غير ذلك من الأغراض ، لعل الغرض الوحيد الذي لم يطرقه شعره هو المديح .. وسبب ذلك واضح لأنه بطبيعته يكره الإطراء والملق ، والتعلق بالأشخاص ...

كان يمكن أن يكون القرضاوي شاعراً ملء الأسماع والأبصار لو أنه تفرغ للشعر و الأدب ... ولكنه ترك الشعر وتفرغ في مجالات الدعوة المتعددة فقد للأمة ذخائر من الفكر و الدراسات الإسلامية أنارت الطريق أمام الأجيال المسلمة ..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الموضوع تم تلخيصه من ديوان الدكتور يوسف القرضاوي " نفحات ولفحات " .
للكاتب حسني أدهم جرار .


أنا والشعر

نظم الشاعر هذه القصيدة عام 1950م… وبين فيها نظرته إلى الشعر ورأيه فيه…وتم نشرها في مجلة المباحث القضائية بالقاهرة بتاريخ 27/6/1950م

وتبلغ أبيات القصيدة تسعة وعشرين بيتاً :

أريـد لـه هجـرا فيغـلبـني حـبي
وأنـوي ولـكـن لا يـطاوعـني قـلـبي

وكيـف أطيـق الصـبر عنـه وإنمـا
أرى الشـعر للوجـدان كالماء للعشب

فكـم شـد من عـزم وبصـر من عـمى
وأيقـظ من نـوم، وذلـل من صعـب




لقـد بغضت لي الشعـر في مصر شلة
يبيعـونـه بالمـال للبـغـي والـنـهب

فكـم سـافـح قد لقـبـوه بـفـاتـح
وكم مسرف سمـوه ذا الكـرم الـرحب

وكـم فاجـر بـاغ مشـوا فـي ركابه
وسـمـوه ليثـاً وهـو أدنـأ مـن كلب

وكـم ولـغت في حرمـة النـاس كفـه
فغـطوا عليهـا كالخضـاب على الشيب

إذا كان هذا ديـدن الشعـر في الـورى
فما هو إلا الـسـم في المشرب العـذب

وثـلة سـوء ظنت الـشـعـر معـدنـاً
يصـاغ بجهـد كـالنحـاس وكـالصلب

فجـاءوا به وزنـاَ أجـف من الـصفـا
وأثقـل مـن هجـر على مهجـة الصب

لئـن نحـتـوه كالتـماثـيـل هيـئـة
فمن لهمو بالـروح، والـروح مـن ربي


وشرذمـة أخـرى سبـى اليـأس قلبهم
ولليـأس جنـد كـم يميت وكـم يسبى!

إذا عرضـوا للشـعـب قال قنـوطـهم
عليـل قـد استعصى على نطس الـطب

نسـوا ما بـه مـن مكـرمـات كوامن
كمون اللظى في الفحم والتبر في الترب

لـك الله شعـبـاً سامـه جمـع قـلـة
فيالـك مـن جمع ويـالـك من شعـب

يريـق دمــاه المـترفـون لينعمــوا
بها خمرة تحلو علـى الـلهـو والـلعب

يسـيـغـونـه لحمـاً فإذا ماتمـتـعوا
رمـوه عظامـاً كـاد يقضـي لها نحبي

يســاق إلـى مايـشـتـهـون كأنـه
قـطيـع، وويـل للقـطيـع من الـذئب


وطـائفـة أخـرى أطـاعـوا هواهمـو
فجـازوا إلى الـلذات دربــاً إلى درب

يقـولـون: ليـس المــرء إلا فـؤاده
وكيف يعيش المـرء جسـماً بلا قلـب؟!

فغـاصـوا به في الغيد والحب والهوى
كأن لم يكن في القلب معنى سوى الحب!

إذا لم يكـن فـي الـقـلب ديـن وهمة
وبـغض لطغـيـان فما هو بالـقـلـب


عجبـت لهم قالـوا: تماديـت في المنى
وفي المثل العليا وفي المرتقى الصعـب

فـأقصــر ولا تجهـد يـراعـك إنما
ستبـذر حبـا في ثرى ليس بالخصـب

فقـلت لهم: مهـلاً فمـا اليـأس شيمتي
سأبـذر حبـي، والـثـمار مـن الرب

إذا أنـا أبـلغت الـرسـالـة جـاهـداً
ولم أجـد الـسمـع المجيب فما ذنبي؟!


وقفتـك ياشعـري على الحـق وحـده
فإن لـم أنـل إلاه قلت لهم: حسـبـي!

وإن قال غـر: ثروتـي، قلت دعـوتي
وإن قال لي: حزبي، أقـول له: ربـي!

فعش كوكبـاً ياشعـر يهدي إلـى العـلا
ويـنقض رجمـاً للشيـاطين كالشهـب

أنا عائد أقســــمت اني عائدُ == والحق يشهد لي ونِعم الشاهدُ



ومعي القذيفة والكتاب الخالدُ == ويقودني الإيمان ، نِعم القائدُ






*****
أنا قد مللت الشعر يندب نكبتي == ورفضتُ أسمع غير شعر الثورةِ

فدعوا النحيب فليس يرجع بلدتي == إلا زئير النــــــــــار يوم الغارةِ

*****
لغة الدما لغتي وليس سوى الدما == أنا عن فنون القول أغلقت ُ الفما
وتركتُ للرشـــــــــاش أن يتكلما ــــــ ليحيل أوكار العدو جهنمــــــــــا
*****
صنم المخـــــاوف والهوى حطمته == ورتيب عيشي عفته وسئمته
والحقد في صدري المغيظ كتمته == حتي ينفس عنه ما صممتــــه
*****
يا ثالـــث الحرمين يا أرض الفدا == آليتُ أجعل منك مقبــــرة العدا
ذقتُ الردى إن لم أعد لكِ سيدا == طعم الردى دون الحياة مشردا
*****
أنا لا أهاب الموت إن هو أقبلا == بل أستحثُّ له خطاي مهرولا
فهو السبيل لنصر شعب مبتلى == ووراءه الفردوس طابت ْ منزلا
*****
يا إخوتي هــبوا ليــــوم الموعــدِ == هذي يدي فضعوا يديكم في يدي
لا تذكروا ليَ الأمس، نحن مع الغدِ == ولنا صــــلاح قـدوة فلنــقتـــــــدِ



شعر لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي







  رد مع اقتباس