عرض مشاركة واحدة
قديم 11-13-2010, 07:10 PM   رقم المشاركة : 1
حنان عبد الرحمن عز
مراقبة المنتدى الأدبي
 
الصورة الرمزية حنان عبد الرحمن عز
رقم العضوية :  7977
حنان عبد الرحمن عز غير متواجد حالياً
النادي المفضل Alwehdat
افتراضي عادات سيئه...بالمجتمع

عادات سيئه...بالمجتمع - عادات سيئه...بالمجتمع - عادات سيئه...بالمجتمع - عادات سيئه...بالمجتمع - عادات سيئه...بالمجتمع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا بد ان لك عددا من الاصدقاء والمعارف، فهل تعاملهم جميعا على نسق واحد من الاهميه والاحترام ؟ ام ان لكل واحد منهم مكانه معينه من التقدير تختلف عن غيره؟
لن احرجك بالرد لعلمي بأنك لست ضد النظام الاجتماعي المعاش ، فأنت متعدد النظرات والاحكام على من تتعامل معهم من الاصدقاء . كل حسب قيمته الاجتماعيه.ولكن كيف وعلى ماذا تقيس مكانة معارفك واصدقائك ؟ وكيف تقيم كلاً منهم لتعرف مقدار نصيبه من احترامك وتقديرك؟ .... اغلب الناس يقيمون اصدقائهم ومعارفهم حسب حسن احوالهم الماديه ، فاذا افتقروا فترت علاقتهم بهم ومن ثم تخلوا عنهم وقاطعوهم ، هكذا هي طباع من لا مروءه عندهم يظنون بأنفسهم انهم احسن شأناً من غيرهم ، ثملون بما تطفح به نفوسهم من غرور وانانيه ....سوف سوف لا نتطرق الى ما نصت عليه الكتب السماويه حول هذا الشأن ، حتى المتدينين فالكثير منهم لا يهتمون بتطبيق النصوص التي تحث على مكارم الأخلاق.
ان النبل والوفاء من شيم الشرفاء هل ثمة ما هو اجمل من الوفاء والنبل؟ فلماذا يرفض العديد من الناس الاتصاف بمثل هذه الصفات الجمبله الراقيه ، وماذا يتبقى للانسان اذا تجرد من مثل هذه القيم؟
القليل من الناس من يتصفون بمثل هذه الفضائل ، الكثير منهم يقيمون الناس حسب ما لديهم من اموال وممتلكات فلو خطب احدهم فتاه لابنه فسيكون دافعه الاساس مصاهرة العائلات العريقه فالمال والجاه هما عراقة الاصل فاذا كانت العائله فقيره فمن اين تأتيها العراقه ؟ المال هو ميزان الصلة بين الناس الآن.
ان العلاقات الاجتماعيه بينهم تسير على اسس المعادلات الرياضيه فلو كنت بحاجه لمبلغ من المال تستلفه من صديق فان لم يكن متأكدا من ان لديك اكثر مما لديه فلا تأمل في مساعدته وسيقف منك موقف البنوك التي لا تمنح قرضاً مالم يثبت المدين ان لديه اضعاف ما يود اقتراضه. كذلك فان العلاقات التجاريه بين المستهلك والتاجر غير مريحه فبعض التجار يميلون الى الجشع فالمستهلك لا يثق بالتاجر ولابد له من مماحكته بالمساومه معتقداً بأنه ان لم يساومه فسيستلب منه ماله. هذه العاده اكتسبها المستهلك وراثة واستقرت في وجدانه بحكم قانون التعود لذلك لا يمكن استنبات الثقه بين الاثنين.
اما مسألة الدعوات فهي ايضا تسير حسب المكانه الاجتماعية للناس فلو كان لديك مناسبه ما وقمت بدعوة بعض الوجهاء والمتنفذين من الذين يحظون باهتمامك اجتماعيا وماليا سيكون في بالهم انهم انما يقومون بالتفضيل عليك عندما يلبون دعوتك اذا كنت اقل شأناً منهم وسوف لا يهتم احدا منهم برد دعوتك.....اما في الافراح فالامر مختلف قليلاً فعندما يكون الداعي بحاجه الى حشد مناسب من الناس من اجل احياء الفرح فانه لا يمانع في تعدد طبقات مدعويه مع الحفاظ على المقانات عند ترتيب المقاع ...اما في المآتم فان اول ما يطالعه المرء في جريدة الصباح صفحة الوفيات فإن وجد من الاموات من له صله به او كان من الوجهاء او المتنفذين لبى العزاء دون ابطاء وعادة ما تكون هذه المآتم عباره عن عرض للازياء يجدد فيها المعزون صلات المعرفه بينهم ويتبادلون الضحكات والاحاديث وقد يأتي بعضهم على ذكر مساوئ الميت كيف انه فعل كذا وعمل كيت ويختم بقوله( يله... على كل حال لا تجوز على الميت الا الرحمه). لوقدر للمرحوم ان يقوم من رمسه لأتى وصرخ في وجوههم واستنكف ان يموت نكايةً بهم.
مناسبات المآتم والافراح غالبا ما يخضع معظمها لقانون التعامل بالمثل وهي لا تخلو من دوافع الغيظ والتشفي فاذا لم تدع احدهم لفرح اقمته فإنه سيظل يتربص بك الى ان يقيم هو فرحاً فلا يدعوك اليه كذلك فانه لن يأتي الى تعزيتك اذا لم تكن عزيته باقاربه فالعين بالعين والسن بالسن....واذا كنت اقل شأنا منه سوف لا يتعب نفسه بالحضور لتعزيتك حتى وان كنت قد قمت بواجبك نحوه واذا تصادف ان التقيت به اقسم لك انه لم يكن يعلم وقد يؤنبك بكل صلافه بحجه معزتك عنده فإذا بك انت الملام...
مساوئ المجتمع كثيره لا يمكن حصرها ولو رسمت فوق الارض خطأ مستقيما ليمشي فوقه الناس لما استقام منهم احد.
دمتم بحفظ الله