عرض مشاركة واحدة
قديم 01-28-2011, 09:19 PM   رقم المشاركة : 1
حنان عبد الرحمن عز
مراقبة المنتدى الأدبي
 
الصورة الرمزية حنان عبد الرحمن عز
رقم العضوية :  7977
حنان عبد الرحمن عز غير متواجد حالياً
النادي المفضل Alwehdat
افتراضي لكل من بدأ صبره بالنفاذ....

لكل من بدأ صبره بالنفاذ.... - لكل من بدأ صبره بالنفاذ.... - لكل من بدأ صبره بالنفاذ.... - لكل من بدأ صبره بالنفاذ.... - لكل من بدأ صبره بالنفاذ....



بسم الله الرحمن الرحيم

ما من طريقه لأن تكون راضياً عن كل احوالك ...ان الرضا المباشر والكامل غاية لا وجود لها الا انك قد تقر بقبول بعض ما يمر بك من امور..غير ان هذا القبول الجبري ليس هو الرضا الحقيقي حتى وان كنت احياناً تشعر بنوعٍ من الارتياح المؤقت لما تم انجازه من شؤون حياتك ظاناً او مدعياً ان ارادتك او مشيئتك هي سبب ذلك الانجاز ...
دخل على الامام علي (رضي الله عنه وارضاه) احد " المجادله " ممن يؤمنون بحرية الاراده لدى الانسان وجادله مطولاً ولما فرغ سأله الامام قائلاً: هل جئت الى هذه الدنيا بمشيئتك ام بمشيئة الله ؟ قال: بمشيئة الله ، هل تحيا في هذه الدنيا بمشيئتك ام بمشيئة الله؟ قال: بمشيئة الله ، هل تموت بمشيئتك ام بمشيئة الله؟ قال : بمشيئة الله ، فقال له : قم فلا مشيئة لك.
ومهما يكن من امر فإن الجدل حول هذا الموضوع ما زال قائماً حتى يومنا هذا... اذاً لا امل ان تتكم بإرادتك على نحوٍ يحقق لك كل ماتريد حتى لو حشدت طاقاتك كلها كما ان الرضى تتفاوت درجاته وقد تكون في وضعٍ سيئ جداً ومع ذلك تحس بالرضى عندما تتحسن حالك الى الافضل ، كالسجين مثلاً عندما تخفض مدة محكوميته فإنه يحس بالرضى فعلاً رغم انه ما زال في السجن...كذلك مثلاً لوكنت في حافله وانقلبت تلك الحافله لاسمح الله ونجوت انت مع من نجوا لأحسست ليس بالرضى فحسب بل وبالسرور ايضاً بالرغم مما قد الم بك من رضوض واوجاع وهكذا حتى لو رفعوا البنزين لاعلى قيمه وبعد فتره انزلوه قرش واحد سنقنع انفسنا بأننا الرابحون وسنكون من السعيدين بذلك هكذا تعودنا والحمد لله انهم قادرون على اقناعنا ..جميعنا يأمل عبثاً ان ينال الرضا ممن حوله وان يكون هو نفسه راضياً عمن حوله...لكن امله لا يتحقق بالرغم من تمتعه بالعقل والاراده وبعد النظر والخبره والعلم ..الخ
اذاً لابد من الصبر كي يتحقق بعض الامل...ان الامل يسري في دمك بل ويمتزج بأفكارك وعقلك في جميع تصرفاتك...انه ورقة الحياه التي تتمسك بها دائماً وتحملها بين طيات اوراق حياتك علها تكون الورقه الرابحه التي تحقق لك كل ما تتمناه..لكن هذا لا يعني في نهاية الامر تحقيق كل ما تصبو اليه...على ان الامل يعاني من آلام مزمنه في ساقيه وليس له غير الاتكاء على الصبر في جميع مراحل مساراته ، لاشيئ يحافظ عليه مثل الصبر..ان الصبر منشط فعال يجعل الامل يقظاً على الدوام فإذا فقد الصبر تبدد الامل انه وعاء الامل الذي يمنعه من التسيب والضياع ..انك مجبر على ان تتحمل ولو فوق طاقتك ..الاثنين معاً ومجبر ايضاً على ان يطول بالك اكثر مما ينبغي لأن الظروف التي تحيط بك هي المسؤوله عن تحديد مسارك وسلوكك فما الذي بمقدورك ان تفعله؟ ليس بيدك ان تفعل غير ذلك...
دمتم بحفظ الله ورعايته