* قبل بدء القراءة أحب أن انوه بأن كل فرق العالم تقوم بالتدوير في مباريات الكأس حين يكون جدول المباريات مضغوطاً.. وذلك لتجنب الإرهاق وللحفاظ على جاهزية الفريق والفوز بأقل مجهود ممكن.. خصوصاً في مباراة ذهاب من مباراتين.. فالوحدات يكفيه الآن التعادل بأي نتيجة في مباراة الإياب أمام الصريح للتأهل.. وقد تم ذلك بأقل مجهود ممكن.. وهو أمر نسبياً جيد.. الآن وقد وضحنا ذلك.. نضيف الـ "ولكن"..

مجموعة تساؤلات:

* ألم يكن الثلاثي الهجومي الوحداتي أكثر نجاعة بكثير بالثلاثي منذر زعترة بهاء من الثلاثي الهجومي منذر زعترة مالك؟ مع كل التقدير لأداء مالك العالي.. أنا أتحدث عن الأداء الجماعي والفعالية الهجومية في الثلث الأخير من ملعب الخصم..

* في حال الرغبة في إشراك سمير رجا كلاعب ارتكاز صريح (وقد أدى أداء جيداً ومبشراً).. هل يستحق عامر ذيب أن يكون أساسيا على حساب نجم الوحدات الأول في المباريات السابقة كلها صالح راتب؟ قد يكون الهدف هو إراحة صالح الذي لم يرتح منذ فترة طويلة جداً.. وهو أمر مفهوم.. ولكن عامر ذيب لم يرتح أيضاً وهو أكبر سناً.. تبقى هذه النقطة قابلة للجدل..

* هل يستحق منذر رجا أن يكون أساسيا على حسب عمر طه؟ وهل العمق الدفاعي للفريق مطمئن؟

* ألا يستحق رامي الردايدة التجربة في مركز الظهير الأيسر الذي بات يؤرق الفريق حين لا يؤدي باسم فيه بمستواه كما في المباراة السابقة؟

* ماذا كان سيحدث لو لم يسجل أبو عمارة من الضربة الحرة التي أتيحت لنا والتي فتحت المباراة؟

الآن عودة للمباراة..

* دخل الوحدات المباراة بطريقة 4-3-2-1.. أو بالأحرى 4-2-1-2-1.. بالرباعي مطالقة الباشا منذر فراس.. خلف سمير رجا.. واحمد الياس.. وبتأرجح عامر ذيب بين ثلاثي الوسط والثلاثي خلف المهاجم.. مع منذر أبو عمارة ومالك.. خلف مهاجم صريح وحيد زعترة.. طريقة كانت تتحول في كثير من الأحيان إلى 4-1-4-1..

* كثير من عيوب المباريات السابقة استمرت.. تخبط تكتيكي.. وعشوائية كبيرة لحساب لا المركزية غير المدروسة بشكل جيد.. أثمرت شوط أول عقيم.. أنقذه الهدف الوحيد الذي حرك الملعب من الطرفين وسمح للوحدات بفكفكة دفاعات الصريح وبالتالي تحسن الأداء.. في مقابل ندية كبيرة وغير مقبولة من الصريح الذي بادلنا الهجمات في كثير من فترات المباراة بل كان أخطر لولا يقظة الحوت في أكثر من مناسبة..

* في الشوط الثاني استمر الأداء على ما هو عليه.. ولكن بأداء أفضل للوحدات نسبيا بسبب انفتاح دفاع الصريح لمحاولته إدراك التعادل مما فتح المباراة التي كانت مغلقة أمام تحركات الثلاثي الهجومي للوحدات.. أمر لم يكن ليحدث لولا هدف أبو عمارة.. إذ كانت المباراة في رأيي في طريقها لتكرار مباراة الحسين بكل ما فيها من عقم بكل أسف..

* التبديل الأول لأبو زمع كان بالزج ببهاء فيصل مكان مالك.. تبديل جيد وفي مكانه في رأيي.. بل إنه تأخر كثيراً.. وكان تبديل لاعب بلاعب بدون تغيير خططي.. طبعا أداء بهاء لم يكن كما هو مطلوب... بل إن هناك كرة عجيبة غريبة قطعها من أبو عمارة المندفع باتجاه المرمى بطريقة غريبة جدا استفزت أبو عمارة.. مباراة في الأنانية في ذلك المشهد.. طبعا لا ألوم بهاء فيصل الذي كان يستحق الحفاظ على مكان الأساسي كجناح هجومي أيسر.. ولكن يتم الزج بمالك بدلا منه بشكل غير منطقي كمهاجم جناح في مكان لا يجيد فيه ويضم دائما ليلعب في العمق مع زعترة..

* التبديل الثاني كان من خلال الزج بأبو كبير مكان زعترة.. تبديل مهم جدا في رأيي لجهة إعادة الثقة لأبو كبير بعد تبديل المباراة السابقة.. التبديل شهد لعب أبو كبير مكان بهاء فيصل.. وتقديم بهاء للعب دور المهاجم الصريح.. وأيضا دون تغيير الشكل الخططي..

* التبديل الثالث والأخير كان من خلال سحب الكابتن عامر ذيب في تبديل متأخر.. والزج برجائي عايد في غايب كامل وتام لصالح راتب (النجم الأول في وسط الوحدات تقريباً) عن المباراة ككل.. لتتحول الطريقة لتصبح أقرب إلى 4-2-3-1 من أي وقت مضى أثناء المباراة..

* بشكل عام بعد منتصف الشوط الثاني تسيد الوحدات المباراة.. وذلك بسبب منسوب اللياقة البدنية العالية.. وهو أمر يحسب لأبو زمع.. فعلى مستوى اللياقة البدنية أبو زمع متفوق جداً ودائما ما ينهي الفريق المباراة بنفس الرتم الذي بدأها به.. والوحدات يعيش أفضل فتراته في تاريخه على هذا المستوى..

* مباراة جيدة جدا قدمها سمير رجا كارتكاز صريح.. وهو أقرب من صالح راتب لهذا الدور الذي كان يقوم به محمد جمال.. ولكن صالح راتب أقدر لاعبي الوحدات على ربط خطوط الفريق حالياً.. طبعا مع مراعاة أنها المباراة الأولى لسمير رجا ولا يقاس عليها.. ولكن يبقى أن صالح راتب رقم صعب يجب الحفاظ عليه بشكل استثنائي..

* للمباراة الثانية على التوالي يثبت أحمد الياس أنه رقم صعب في وسط الوحدات دفاعاً وهجوماً.. الـ "جريدر" القادر على جرف وتعبيد الملعب أرض الملعب أمام زملائه بقوته البدنية وتحركاته وسرعته وتوازنه الدفاعي والهجومي.. لاعب مثل الياس يحتاج لاعبين مثل صالح وعامر لضبط إيقاعه المندفع وكرته ذات الرتم العالي طوال التسعين دقيقة (ما شاء الله)..

* كدنا ندفع ثمن سوء التفاهم الدفاعي عدة مرات.. اخطاء كثير من منذر رجا ومن فراس شلباية والمطالقة في أكثر من كرة.. وبنسبة أقل من محمد الباشا الذي قدم مستوى أفضل بقليل.. طبعا للحق كان هناك تدخلات جيدة للثلاثة الآخرين في كثير من الكرات.. ولكن المدافع غير مسموح له بالخطأ.. مهما كان مستواه جيدا في بقية المباراة.. خطأ واحد كفيل بالنقد والتنويه.. فما بالك بكمية الأخطاء التي حدثت اليوم؟؟؟؟ بصراحة وبدون مجاملة.. آن الأوان لمنح الفرصة لعمر طه.. وبصفة أقل لـ عمر قنديل في الجهة اليمنى.. والردايدة في اليسرى.. هناك مشكلة جذرية في الخط الخلفي.. طبعا علينا ألا ننسى بأن الخط الخلفي يتغير في كل مباراة في ظاهرة خطيرة جدا.. فأهم سمات خط الدفاع هي التفاهم والانسجام اللذين لا يتأتيان سوى بالثبات ومواصلة اللعب معاً!!! وهو أمر مستحيل مع أبو زمع على ما يبدو..

* زعترة ومالك لا زالا يقدمان مستوى ممتازاً جداً.. ولكن يجب إيجاد حل لتوظيف مالك.. لأن فعالية الوحدات في الثلث الهجومي أقل من صفر.. ليس هناك جمل مدروسة للاختراق.. ومالك يلعب في غير مركزه.. وأبو عمارة يلعب لوحده دون أن يستطيع التفاهم مع مالك أو زعترة.. فكأنما نحن نلعب بجناح واحد ومهاجمين اثنين.. خصوصا في ظل عدم اسناد الجهة اليسرى الكافي (الياس والظهير) لحساب الدفاع في ظل الخلل الدفاعي الواضح دائما في ميسرتنا الذي يعاني الياس لترقيعه بالاضافة لمساهمته في الدفاع في عمق الوسط.. ومساهماته الهجومية..

* لا زال هناك سوء توظيف واضح للتخمة التي يعاني منها الوحدات في خطي الوسط والهجوم.. لاعبون كثر لا يجدون الفرصة للمشاركة ولو حتى لدقائق قليلة.. فحين سنحت الفرصة اليوم بالزج بسمير رجا.. كان ذلك على حساب صالح راتب.. طبعا لا بأس في ظل الحاجة للراحة مع ضغط المباريات.. ولكن التخمة قائمة دائما وهناك لاعبون كثر يستحقون المشاركة الفاعلة.. وهذا أمر ليس باليد.. لذلك أرى بأن 4-3-3 هي الطريقة المثلى.. فهي تسمح بإشراك أكبر عدد من هؤلاء اللاعبين وتوظيفهم بشكل جيد.. خصوصا لجهة وجود أكثر من لاعب يجيدون اداء البوكس تو بوكس..

* عامر شفيع رقم صعب في حراسة المرمى المحلية.. دائما ما يثبت ذلك في أصعب اللحظات..

* حصلنا على ما نريد من هذه المباراة.. وبأقل جهد.. ويجب أن نلتفت للقادم.. وأعاننا الله على تعب الأعصاب الذي صار مزمنا بخصوص الأداء.. والذي أتمنى من كل قلبي أن تثبت التشكيلة قليلاً (على الأقل في الدوري)... ليتحسن الأداء الجماعي للفريق..

* نصيحة والنصيحة زمان كانت بجمل.. إفراد وقت أثناء التمارين لأداء جمل تكتيكية مدروسة.. مثل محطات اللعب.. وطرق الاختراق.. وعمل المثلثات والمربعات الهجومية.. وللتدريب على التسديدات البعيدة.. ومحاولة الابتكار وعدم الاكتفاء بالتدريبات الكلاسيكية.. لياقة وكرات وتقسيمة..

* الوحدات ليس ولم يكن يوماً فريق نتائج فقط.. حتى في أيام دراغان مثلاً.. كان هناك أجواء حماسية.. وروح عالية جداً من لاعبين كثير منهم كبار السن.. كانت تغطي على عيوب الأداء.. اليوم ليس هناك ذرائع.. نتمنى أن يكون القادم أفضل..


(ملاحظة هامة مضافة: علمت بأن صالح راتب يعاني من إصابة ولذلك لم يكن في كشف المباراة، وعليه أقترح وأطالب اللجان الأعلامية الرياضية الوحداتية وعلى رأسها إعلامية الوحدات نت بالتالي كما يحدث في كل العالم، إعلان قائمة ال18 لاعب التي يختارها المدير الفني قبل كل مباراة، أي كشف المباراة، وفي حال خروج اسماء مهمة منها توضيح السبب لو كان إصابة أو ما شابه.. كيلا نقع في حيرة من أمرنا)

بعد تجربة العديد من طرق اللعب... فإن طريقة 4-3-3 وكما كنت أشير دائماً.. هي أفضل الطرق للوحدات الحالي..
فالوحدات الحالي لا يحتكم على لاعب ارتكاز صريح دفاعي كلاسيكي من نمط محمد جمال.. ولكنه يمتلك لاعبي ارتكاز مهرة يجيدون التمركز الدفاعي (صالح راتب وسمير رجا).. ولاعبي بوكس تو بوكس يجيدون الدور المزدوج هجوميا ودفاعيا لدعم هذا الارتكاز (رجائي والياس وعامر ذيب)..

والفريق لا يحتكم على صانع ألعاب كلاسيكي مهاري من نمط رأفت علي.. ولكنه يمتلك أجنحة هجومية سريعة وحديثة (نسبة لكرة القدم الحديثة) (مثل أبو عمارة وبهاء وأبو كبير والبشتاوي وأحمد هشام).. وتخمة كبيرة في خطي الوسط والهجوم.. لكل هذه الأسباب فطريقة 4-3-3 كما بدا واضحاً هي الطريقة الأنجع.. شريطة حسن توظيف ما نمتلكه من بنك لاعبين.. وخلق الانسجام بينهم..