يعتبر اليهود عليهم لعائن الله المتوالية -أكثر الأمم فساداً وأعظمها ظلماً و طغياناً ،فالفساد سجية لهم ، وطبيعة في نفوسهم وأخلاقهم ، وقد بلغ من فسادهم أن حرفوا كتاب الله وبدلوا نعمة الله وقتلوا أنبياءهم ، والذين يأمرون بالقسط من الناس .
ولا يزالون يكيدون للأمة الإسلامية ويسعون في حربها ، ويحاولون تمزيقها ، وإلحاق الفتن بها . وما إن ظهر الإسلام وقامت دولته إلا وبدأ اليهود الحرب والكيد ، فلقد عانى منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نقضوا عهده ، وحاولوا قتله ، وحاربوه ، وحزبوا الأعداء ضده .
وفي هذا العصر تتنوع أساليبهم وطرقهم في حرب الإسلام ، وإبادة المسلمين ، فما يصيب المسلمين من مصيبة إلا و اليهود غالباً وراء ذلك . ووجودهم في فلسطين المحتلة ، نوع من أنواع الفساد في الأرض .
وفي الحياة العامة يظهر فسادهم وإفسادهم ،احتكارهم لحركة الاقتصاد فى العالم وتدبيرهم لمؤسسات الإعلام ، وتهديدهم لكل المنافع والمصالح والحريات .
من صفاتهم الإفساد والتدمير والحقد والغدر والخيانة ، ونقض العهود ، واستحلاء الباطل ، وليسوا على وجهة صحيحة ، وإنما تؤزهم الشياطين ، وتحكمهم المعتقدات الفاسدة ، كفى الله الأمة شرهم وشرارهم وطهر المسجد الأقصى من كيدهم ورجسهم ، إنه على كل شئ قدير .
اللهم انصرنا ولا تنصر علينا ، وامكر لنا ولا تمكر علينا ، وانصرنا على
من بغى علينا ، واهدنا ويسر الهدى لنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
ـ بالعدل تنتظم مصالح الناس وأمورهم ويحيون الحياة الفاضلة ، التي تضمن لهم السلامة والرخاء وصلاح الحال والبال . والعدل يشمل عدل الأقوال والأفعال ، كما قال تعالى (( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ، ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى)) . وعدل الأقوال يكون بالاعتصام بالحق ، وقول الصدق ، وعدم الكذب والبخس والغش والمجاوزة .
وعدل الأفعال يكون بالتزام النهج الصحيح . والسير على بصيرة ، و الخلو من الظلم والشطط والانحراف . ويشمل العدل عدم ظلم النفس ، ومن ظلمها الحياد بها عن الاستقامة ، وزجها في براثن المعصية ، ومن العدل إنصاف الناس في الحكم عليهم ، وفي معاشهم وشؤونهم ، ومن العدل رحمة الأبناء والتسوية بينهم في العطايا والهدايا .
قال صلى الله عليه وسلم ( اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم )
فيجب العدل في كل شيء ، واجتناب الظلم والحيف ، وسائر ألوان الباطل والبهتان ، ولو مع ذوي القربى ، يُنصف منهم الغرباء ، والفقراء والمساكين . وما قامت الشريعة الإسلامية إلا بالعدل في المعتقدات والأقوال والأفعال والأحكام ولأهل العدل ،وحسن مقامهم ، جعلهم الله من أصحاب الظلال في يوم الكرب الشديد ، ففي السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ، إمام عادل كمافي الصحيحين
وفي صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال رسول صلى الله عليه وسلم : " إن المقسطين عند الله على منابر من نور : الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وماولُّوا "
نسأل الله تعالى من رحمته وانعامه ، إنه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينامحمد
ليس في الناس أحد أحق بحسن الصحبة ، وطيب المعروف وتمام الرحمة والرعاية من الأبوين . لقد قرن الله حقهما بحقه في آيات عديدة ، قال تعالى ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )
وقال ( أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير )
إن حق الأبوين لعظيم لمن تأمل حقهما شرعا وواقعا،فقد استفاضت النصوص في الحث على الإحسان إليهما . و الرحمة بهما لا سيما وقت الاحتياج . ولا يزال الأبوان في محبه شديدة لابنهما ، جعلها الله فطرة يحتملان معها الجوع والنصب والمشقة ، ويقدمون سعادة الأبناء على سعادتهم وراحتهم .
فالواجب تقوى الله تجاه الأبوين، وتقواه تكون بحبهما والإحسان إليهما ومزيد الحنو عليهما .
قال تعالى ( واخفض لهما جناح الذل من الرحمة ، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ) وصاكم الله بالإحسان فلا تبغوا ، ووصاكم بالحنان فلا تحيدوا .
من الإحسان محبتهم ورحمتهم ، ورعايتهم وتعاهدهم ، والأدب معهم والإنصات ، ( فلا تقل لها أف . ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما )
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف رجل أدرك أحد أبويه ، أو كلاهما عند الكِبَر ، ولم يدخل الجنة )
اللهم وفقنا لطاعتك ، وجنبنا معصيتك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
08-17-2015 03:32 PM
يحيى العلي
51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً
51 ـ قال تعالى : " فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدّاً " (84)
( سورة مريم )
ـ قد يستبطئ بعض الأخيار نصر الله ، وتدميره للكفرة الظالمين من اليهود والنصارى والملحدين وأشباههم ، ولهؤلاء : اتعظوا بهذه الموعظة . فمهما بغوا فإنما نعد لهم ونحصي لهم ومهما طغوا وتمادوا ، فإنما نمتعهم قليلا ، ومهما أسرفوا وتوسعوا فإنما ليزدادوا إثما .
قال تعالى : ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) وقال تعالى ( إنما نملي لهم ليزدادوا إثما )
وقال تعالى : ( نمتعهم قليلا ثم نضطرهم الى عذاب غليظ ) .
فالله تعالى ليس بغافل عن ظلمهم وفسادهم ، وإنما يؤخرهم لأجل محدود مضبوط ، وفي ذلك التأخير فتنة لهم يزدادوا به إثما وعصيانا ، ويصيبوا به شهواتهم ، حتى يأتيهم العذاب وهم لا يشعرون كما قال تعالى ( حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذنا هم بغتة ) .
فلا تستعجل أيها المؤمن هلاك الظالمين ، فإن لهم يوما مرصودا وزمنا محدودا ( إنما نعد لهم عدا )
ولا يكن علوهم في الأرض ، سببا للحزن والتقاعس ( إنما نعد لهم عدا ) ، ولا يكن بطشهم وتمردهم سبباً للإياس ( إنما نعد لهم عدا ) . وفي المتفق عليه من حديث أبى موسى قال : قال رسول الله : " إن الله ليملي للظالم ، فإذا أخذه لم يفلته ثم قرأ : وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد ( هود : 102 ) 0
اللهم عليك بالكافرين الظالمين ، فإنهم لا يعجزونك ، اللهم أحصهم عددا واقتلهم بَدَدا ، ولا تغادر منهم أحدا . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
08-05-2015 09:00 AM
يحيى العلي
50 ـ قال تعالى : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)
( فاطر )
ـ ابن آدم ما أحوجك إلى ربك ولو أغتنيت ، وما أفقرك ولو ملكت ، وما أضعفك ولو قويت ، أنت العبد الفقير المحتاج ، والله هو الغني الحميد .
لا تتعاظم بمالك ، ولا تتفاخر بجاهك ، ولا تتباهى بحرسك ، فالله الغني الذي أعطاك وأكرمك وأعلاك . وإنه لقادر على سلبه وحرمانك ، فاتق الله ولا تطغ .
( يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله ) صفتكم الفقر والاحتياج وهو لازم لكم كما أنه الغني بذاته سبحانه وتعالى
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله فيما كتبه إلى تلميذه العلامة ابن القيم رحمه الله:
أنا الفقيرُ الى رب السمـواتِ أنا المسيكينُ في مجموع حالاتي
والفقر لي وصفُ ذاتٍ لازم أبداً كما الغنى أبدا وصـف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمعهم وكلهم عنده عـبــد له آتي
كل المخلوقات فقيرة وذليلة عند غناه وعزته وكماله تبارك وتعالى . هي فقيرة في ذاتها وفقيرة في رزقها وفقيرة في خلقها ، وفقيرة في إحتياجها . فلماذا تتجاوز حدودها ، وتسرف في تصرفاتها وأفعالها .
إن المسلم الذي يستحضر وصف الفقر في ذاته أمام الله وغناه ، يتعاظم التوحيد في نفسه ويصدق توكله، ويستحلي التواضع والإخبات ، ويعاف التجبر والسخط على إخوانه المسلمين وإذا اجتمع فقر الذات مع فقر الحال أثبت قلباً مؤمناً ونفساً مطمئنة ،دائمة الذكر والابتهال ، وثيقة الصلة بربها ورازقها وإلى هذا يشيرصلى الله عليه وسلم بقوله : " ربَّ أشعث أغبر ، مدفوع بالأبواب ، لو أقسم على الله لأبره " رواه مسلم في صحيحه
اللهم إنا فقراء إليك فأغننا ، وضعفاء فقونا ، ومساكين فارزقنا إنك أنت الغني الحميد ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
06-08-2015 02:54 PM
يحيى العلي
49ـ قال تعالى : وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (44)
سورة ص
ـ اشتد البلاء على نبي الله أيوب عليه السلام ، وتضاعف المرض ، وأصيب في أهله وماله ، ولم يبق له رد ء ولا مساعد ، فقابل ذلك بالصبر الجميل ، بات صابرا ليله ونهاره لم يعرفه الجزع ، ولم يشمت به الضجر ، فكافأه الله بأن فرّج عنه ، فكشف عنه ضره ، ودفع عنه ما لاقاه من نصب ومشقه ، فقال تعالى مثنياً عليه ، ومظهرا لشرفه وفضله ( إنا وجدناه صابراً )
لم نجده شاكياً ، ولم نره جازعاً ولم نره ساخطا . لقد التحف الصبر ، وسلا بحلاوته، واحتمل فيها كل ألوان الشدة والحرمان والمرارة . وحين التجأ إلى الله لم يصرح بشكواه عليه السلام ، بل عرض بذلك فقال :
( أني مسني الشيطان بنصب وعذاب ) أي بنصب في بدني ، وعذاب في مالي وولدي وفى موضع آخر من القرآن ( أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين ) فكان مؤدبا ولطيفا في إبراز شكايته ومع ذلك فقد استجاب له أرحم الراحمين ، لصبره وحسن عبادته ( إنا وجدناه صابرا ، نعم العبد إنه أواب )
وهكذا كل من يُبتلي في نفسه وماله وولده ، ليتأسَ بأيوب عليه السلام ، وليتذكر بلاءه وليتأمل قصته ، والمدة الطويلة التي قضاها تحت هذا البلاء ، فإن فيها عبره للمعتبرين ، ومن شرف ابتلاء المؤمن الحديث الذي رواه الترمذي في سننه قال : حديث حسن صحيح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مايزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله ، حتى يلقى الله تعالى ، وماعليه خطيئة " 0
وفي الصحيح قال صلى الله عليه وسلم : " مَن يُرد الله به خيراً يصب منه " 0
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل 0
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
03-12-2015 10:15 AM
يحيى العلي
48 ـ قال تعالى : وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132)
( سورة طه )
ـ سعيدٌ ذلك البيت الذي يشع منه الإيمان ، وتبزغ منه الخيرات ، ويتواصى أهله بالحق والبر والتقوى فيقوم سيده كالمنارة المضيئة التي تتلو القرآن ، وتبث الخير ، وتشيع الصلاة ، فإن هذا النهج إيذان بإشراقة النور ، والتربية الجادة ، والفكر السليم . لذا على الآباء والأولياء القيام بوظيفة الدعوة والتربية ، ليس في الجامعات ، ولا الأماكن النائية ، وإنما في منازلهم ودورهم ، قال تعالى : ( وأمُرْ أهلك بالصلاة ) أي يا محمد حضَّ أهلك على أفضل الطاعات وأعظم الأركان بعد الشهادتين ، واستنقذهم بفعل الصلاة من النار ، فهي رشدهم وفلاحهم ، وعزهم وسعادتهم .
( واصطبر عليها ) أي لا يشق عليك فعلها ، ولا تضجر من طولها ، أو عدم الانتفاع بها فإنها مفتاح الخير والأرزاق ولذا قال ( لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى )
وفى الحديث قال عليه الصلاة والسلام يقول الله تعالى : ( يا ابن آدم تفرغ لعبادتي املأ صدرك غِنىً وأسُدَّ فقرك وإن لم تفعل ملأت صدرك شُغلا ، ولم أسد فقرك ) 0رواه الترمذي و ابن ماجة من حديث أبي هريرة .
وليُعلم أن أمر الأهل بالصلاة والطاعة ، تربيه على شعيرة الأمر والنهي ، وتقلد للدعوة ، وحفظ للبيت من كل أسباب الانحراف والشقاوة ،وطريق للرزق والحياة الطيبة 0
اللهم وفقنا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، اللهم أصلح بيوتنا واملأها بالإيمان والتقوى ،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
02-26-2015 10:01 AM
يحيى العلي
47 ـ قال تعالى : قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (128)
( الاعراف )
ـ هذه الموعظة وأشباهها المدَدُ الرباني الزاخر ، والعناية الإلهية التامة ، القاضيةُ بنصر المتقين وظهورهم ، وتمكينهم. فمهما يكن من زلازل في الطريق ، وصدمات، وبلايا فإن العاقبة والخاتمة للرسل وأتباعهم المؤمنين .
وهكذا تُبتلى الفئة المؤمنة ، ثم تربّى وتمحص ، لتتهيأ لحمل القيادة وأداء الرسالة فلا يغرن بعض الناس تقلب الكافرين ، وصمود الظالمين ، وتفاخر المجرمين ، فإن دولتهم ساعة ودوله الحق إلى قيام الساعة.
( ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا . وأن الكافرين لا مولى لهم )
تسير الأمة المسلمة بكلاءة ربانية ، تحوطها وتحرسها ، وتمدها وتغيثها ، وتثبت أقدامها وتكتب لها النصر والغلبة . فلا تحزن يا أخي لضعف الأمة ، أو هوانها ، أو تفككها ، فإن لها ميعاداً تحيا فيه ، تعود فيه لربها ، وتعتصم بدينها ، وتؤكد وحدتها ، وحينئذ تستوجب نصر الله ومدده وتمكينه ، فقد عادت أمه الحق ، وأمة النصر ، وأمة البقاء .
إن الله تعالى يخبر أن ( العاقبة للمتقين ) والمتقون هم أنصار الله الموحدون المخلصون وليس من سمتهم الضعف أو التخاذل ، أو التفكك ، أو الجبن . فالتقوى وصف زائد على مسألة الإسلام ، فالمتقي هو المؤمن الخاضع لأمر الله وحكمه الراغب عن نهيه ومعصيته . ولقد كانت هذه الموعظة سلوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما لقي من التكذيب والمعاندة ما لقي من قومه ، فقال له ربه ( فاصبر إن العاقبة للمتقين ) .
وفي قصة هرقل مع أبي سفيان كما في الصحيح قال له : وكذلك الرسل تُبتل ثم تكون لها العاقبة ، والله الموفق
01-18-2015 11:20 AM
يحيى العلي
46 ـ قال تعالى : ( وان تطيعوه تهتدوا )
النور : 54
أكثر المسلمين يطلبون الهداية ، وينشدون السلامة . وغير محصول ذلك إلا باتباع الهدي وموافقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وإن تطيعوه تهتدوا ) طاعته صلى الله عليه وسلم هي ضمانة السلامة ، وعنوان الهداية والمأمن من الضلالة والانحراف . لأن في طاعته طاعة الله ، وفي اتباعه رضى الله ومحبته قال تعالى ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) .
وطاعته هي منارة الطريق ، ومطية السعادة والانشراح ، وبها تحقيق الفوز والفلاح ( وإن تطيعوه تهتدوا ) وطاعته تكون بالعمل بسننه وتنفيذ أوامره و نواهيه ، و الاستجابة لدعوته ، فإنها الصراط المستقيم والمنهاج القويم . والمخالف لسنته على شفا هلكة ، ويخشى عليه التعاب والخسار . قال تعالى : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب اليم ) .
في الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مثلي ومثلكم كمثل رجل استوقد نارا فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش وهذه الدواب التي في النار يقعن فيها ، وجعل يحجزهن ، ويغلبنه فيتقحمن فيها قال فذلك مثلي ومثلكم ، أنا آخذ بحجزكم عن النار ، هلم عن النار فتغلبوني وتقحّمُون فيها ) .
اللهم أحينا على الإسلام والسنة ، وتوفنا وأنت راض عنا
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
12-24-2014 08:52 AM
يحيى العلي
45 ـ قال تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4)
45 ـ قال تعالى : لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ فِي كَبَدٍ (4) ( البلد )
ـ لن تطيب حياة الإنسان في هذه الحياة إلا بالإيمان بالله ، والاعتصام بدينه ، إذ إن هذه الحياة حياة شقاء ونكد ، أوجد الله فيها الإنسان للابتلاء . لذا فهو يكابد أمورها ، ويعانى مشاقها ، ويقاسي شدائدها . إن أفرحت اليوم أحزنت غداً وإن سرت الساعة أبكت ساعة أخرى . لا تنقضي أفراحها المحزنة ، ولا أحزانها المفرحة . حُفت بالمحاسن و المساوىء وجَمعت المنن والفتن .
(( هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ))
فالإنسان في هذه الحياة في كبد شديد ، يُبتلى في دينه ، ويؤذى في دعوته ، ويحسد في طاعاته ويُضيّق عليه في رزقه ، وليس له إلا الصبر والتسليم ، والرضا بما كتب الله ، والالتجاء إلى الله تعالى كثيرا كثيرا ، فهو كاشف الكرب ، ومفرج الهم سبحانه وتعالى، وفي البرزخ ويوم القيامة يلاقي الإنسان شدائد وأهوال فلابد له من عمل صالح يريحه من تلك الشدائد . ولا يخفف من كبد الدنيا ومشاقها إلا الإيمان بالله ، والاهتداء بهديه . ولهذا كان أصفى الناس قلوبا ، وأحسنها سعادة وأقلها هموما هم المؤمنون بما حصل لهم من لذة الإيمان وحلاوة الذكر والمناجاة ، قال تعالى :
( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ، ألا بذكر الله تطمئن القلوب )
وقد يكون المعنى لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، وأتم خِلقه ، يقدر على التصرف في الأعمال الشديدة ومع ذلك فإنه لم يشكر الله على هذه النعمة ، بل بطر فيها وتجبّر على خالقه ، وظن بجهله وظلمه أن هذه الحال ستدوم له ، ولهذا قال بعدها ( أيحسب أن لن يقدر عليه أحد يقول أهلكت مالاً لبدا ) أي أنفقت مالا كثيرا في الشهوات والرغبات في هذه الحياة ، وهذا منه على سبيل الافتخار والتعالي، فكان مهلكة له ، حيث صُرف فى أسباب الخسارة والندامة ، ولم يكن في مراض الله و محابه . ومع ذلك فإن الله عليم به محيط بأعماله وخفاياه وسيحاسبه على ذلك ( أيحسب أن لم يره أحد )
فلا يظن أن الله غافل عنه ، بعيد عما يصنع ، بل هو بكل شيء عليم تبارك وتعالى
اللهم أحسن عاقبتنا في الأمور كلها ، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه .
11-30-2014 12:42 PM
يحيى العلي
44 ـ قال تعالى : ( وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4)
)
إن أعظم سلاح لصد كيد السحرة الأشرار هو التعوذ والدعاء ، فما غُلب من استعاذ بالله ، وفوض أمره إليه ، وجعله معاذه ووكيله و حسيبه . ولقد هُزِم وخُذِل من جابه الله ، أو آذى أولياءه وعباده الصالحين . لقد أمر الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة به من كل ما خلق ، ومن النفاثات ، وهن السواحر إذا رقين ونفثن في العقد ، ومن شر حاسد إذا حسد ، قال تعالى :
( قل أعوذ برب الفلق ) أي قل يا محمد أعوذ وأعتصم برب الفلق ، أي فلق الصبح كقوله ( فالق الإصباح ) ولا يصح حديث ( الفلق جب فى جهنم مغطى ) . ( من شر ما خلق ) أي من شر جميع المخلوقات . ( ومن شر غاسق إذا وغب ) أي الليل إذا أقبل ظلامه .
إنها لتعويذة عظيمة ، وحرز متين ، يدفع الله بها شر المخلوقات ، وعدوان السحرة ، وحَنَق الحسدة فهل من محافظة عليها ، وتأمل لمعانيها . وتدبر لما فيها ؟!! إنها لتسحق الشرور ، وتخذل الغرور ، وتحفظ الصبور . ما من ضر إلا دفعته ، ولا كيد إلا حلّته ، ولا تربص إلا أفنته ، لم يُرَ مثلهن في قوتها وشدتها ، ولم ير مثلهن في نفعها وحلاوتها ، ولم ير مثلهن في هداها وأثرها ، ما أعظمها من كلمات لمن قرأها وتدبرها واعتصم بها .
ثبت في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ألم تر آيات أُنزلت هذه الليلة لم يُرَ مثلهن قط ( قل أعوذ برب الفلق) ( وقل أعوذ برب الناس ))
اللهم إنا نعوذ بك من جهد البلاء ، ودرك الشفاء ، وسوء القضاء وشماتة الأعداء .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه 0
11-30-2014 12:38 PM
يحيى العلي
ابو راشد*
ماجد جامع
شكرا لكم اخواني الكرام لمروركم الجميل
ونسأله سبحانه وتعالى أن نكون جميعا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
11-29-2014 12:36 PM
ماجد جامع
جزاك الله كل خير اخي يحيى
11-06-2014 01:02 PM
ابو راشد*
جميل جميل جميل
استمر بارك الله بايمانك يا رب
11-05-2014 01:34 PM
يحيى العلي
43-قال تعالى " الله الصمد "
سبحان من خضعت له الرقاب ، وصمدت له الخلائق، وانقادت له الأفلاك ، لا إله إلا هو فاطر السموات والأرض ، لا رب سواه ، ولا معقب لحكمه ، وهو العزيز الحكيم .
يسمع كثيرون اسم الصمد ، ولا يدركون معناه ، والصمد هو من صمدت إليه الخلائق كلها محتاجة إليه في أحوالها ومسائلها ، وهو السيد الذي كمل في سؤدده ، والشريف الذي كمل فى شرفه والعظيم الذي كمل في عظمته وسائر صفاته كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنه وهو صمد غني عن عباده ، وكلهم فقراء إليه ، وهو الإله الحق الأحد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد.
فمن أراد التعرف على صفة الرحمن ، فليقرأ هذه السورة العظيمة التي عدلت ثلث القرآن ، وليحبَّها فإن حبه مؤذن بدخول الجنة كما صح بذلك الحديث في الصحيحين .
وفي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قـال :قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه (( أيعجز أحدكم أنْ يقرأ ثلث القرآن فى ليلة))؟ فشقَّ ذلك عليهم وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال (( الله الواحد الصمد ثلث القرآن ))
وعند أصحاب السنن بسند حسن عن عبد الله بن بُريدة عن أبيه رضي الله عنهما ، أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل يصلي يدعو : اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، قال :
( والذي نفسي بيده لقد سأله باسمه الأعظم الذي سُئل به أعطي ، وإذا دُعي به أجاب)
اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، أن تدخلنا الجنة ، وتعيذنا من النار
وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
هذا الموضوع لدية أكثر من 15 ردود.
اضغط هنا لعرض الموضوع بأكمله.