المنتدى الفلسطينيمنتدى متخصص بالتراث والفلكلور والتاريخ الفلسطيني
الذهاب إلى الصفحة...
عرض العنوان (الأحدث أولاً)
02-18-2012 01:27 PM
ابو ادهم الادهمي
جزاك الله خيرا
01-24-2012 02:28 PM
أبو عدي داوود
10-12-2011 06:53 AM
البعد الثالث
الأسير المقدسي عبد الجواد يوسف عبد الجواد شماسنة
في عتمة الليل وتساقط المطر داهمت قوات كبيرة من شرطة الاحتلال منزل الأسير عبد الجواد شماسنة (مواليد 23/2/1963)، وقامت بإخراج أفراد العائلة من المنزل ثم فتشت المنزل بدقة وبعثرت محتوياته، واعتدت بالضرب المبرح عليه ثم اعتقلته وزوجته الحامل وحماته وابنتها.
تصف زوجة الأسير عبد الجواد ليلة الاعتقال التي حفَرت في الذاكرة ذكريات مؤلمة وقاسية لا يمكن أنْ تمحى، بقولها: "لو بعد مائة سنة لن أنسى تلك الوجوه التي حقّقت معي، فلن أستطيع أنْ أنسى طوال عمري تلك الأيام التي قضيتها في السجن حيث كنت حاملاً بالشهر السابع بابني يوسف وعانيت الكثير وأولادي بسبب بعدي عنهم وسجن جدّتهم حيث لم يبقَ أحدٌ ليرعاهم، وانتابتني حالة من الذعر والخوف من قدوم المتطرّفين في أيّ لحظة إلى المنزل للانتقام من الأولاد، وفي عتمة الزنزانة لم أكنْ أعرف الليل من النهار ولا أوقات الصلاة، حيث سُجِنت وحماتي وشقيقتي في زنزانة واحدة مساحتها متريْن في ثلاثة أمتار وبداخلها حمام صغير مكشوف، لقد عشت الـ12 يومًا من الاعتقال في سجن المسكوبية وكأنّها دهر، ولم أتوقّع أنْ أخرج من الزنزانة".
وقالت: "لم يكترثْ المحقّقون بأنّي حامل بل قام المحقّقون بممارسة الضغط النفسي عليّ، وقاموا بتسجيل صوتٍ مشابه لصوت زوجي يعترف بمشاركتي معه في عمليات قتل يهود، ثم هدّدوني بخطف وقتل ابني أحمد إذا لم أعترف".
أمّا زوجها عبد الجواد الذي اعتُقِل في 12/10/1993 كانت معاناة مضاعفة حيث بقِيَ لمدة 48 يومًا في أقبية التحقيق، تعرّض خلالها للتعذيب، حيث شاهدته زوجته لدى خروجه من التحقيق وجسده مليء بالجروح، وأثناء محاكمته اعتدى عليه الحراس بالضرب المبرح أمام زوجته.
ووُجِّهت للأسير عبد الجواد تهمة قتل أربعة مستوطنين داخل مدينة القدس بالتعاون مع شقيقه محمد وشقيق زوجته إبراهيم، وحُكِم أربع مؤبّدات وعشرين عامًا، قضى منها حتى الآن قرابة خمسة عشرة عامًا، والجدير ذكره أنّ المتهمين الثلاثة ينحدرون من قبرية قطنا شمال غرب القدس، ويحملون هوية الضفة الغربية ولكنّهم اعتُبِروا من أسرى القدس لأنّ عملياتهم نفذت داخل مدينة القدس، كما أنّ قطنا تعتبر من قرى القدس.
والأسير عبد الجواد متزوّج ولديه ثلاثة أولاد وأربع بنات، وكان قد تعلّم حتى الصف السادس قبل اعتقاله، ثم حصل على التوجيهي في السجن، ولكنْ لم تظهرْ نتيجته في القوائم الناجحة، وحين سألت أسرته عن ذلك أبلوغها أنّهم لا يعرفون عن ذلك شيئاً ولا يوجد ملف باسمه.
وقد أصيب الأسير منذ تسع سنوات بمرضٍ مزمن في يسمّى "البهج" حيث أصابته تقرّحات في جسده، وقد أثّر هذا المرض على شبكيّة عينيه وأُجرِيت له عملية زراعة عدسة في عينه ويعاني حاليًا من ضعف نظر.
والأسير عبد الجواد معتقل حاليًا في سجن "رامون" المجاور لسجن نفحة، ومحروم من زيارة عائلته له، حيث لم تزرْه زوجته منذ عامٍ بسبب رفض سلطات الاحتلال إعطاءها تصريحاً لزيارته بدعوى أنّها مرفوضة أمنيًا، وقد قدّم لها زوجها طلبًا ولكن لا حياة لمن تنادي، وناشدت بدورها الصليب الأحمر ونادي الأسير عدة مرات من أجل مساعدتها في الحصول على تصريحٍ ولكن طلبها يُرفَض أمنيًا، كما أنّ ولديْه أجود وأحمد محرومان من زيارته منذ ستّ سنوات، ومنال وسناء لم تزراه منذ ثلاث سنوات.
وأمام هذا الواقع السيّئ لم يبقَ للزوجة إلا التضرّع والدعاء إلى الله أنْ يفكّ أسْره وأسْر كلّ معتقل في سجون الاحتلال، ويزيح هذه الغمامة عنهم وتراهم قريبًا محرّرين، مناشدةً كافة المسؤولين وكلّ إنسانٍ لديه ضميرٌ حيّ أنْ ينظر لقضية الأسرى بعين الاعتبار وبشكل جديّ.
07-18-2011 09:42 PM
البلوي
مشكووووووووووووور
07-09-2011 08:14 PM
البعد الثالث
اسرى القدس
الأسير المقدسيّ محمود محمد أحمد عطون
بطل وحكاية
غرفته، سريره، مكتبته، صوره، أصبحت الحقائق الملموسة التي تثير شجون والدة الأسير محمود عطون، وتحنّ دومًا إليها عندما تشتاق لولدها الذي يفارقها بجسده، ولكن ذكرياته ووجوده الدائم في المنزل يجدّد الأمل والحياة والصبر في قلب والدته أم أحمد.
ما زالت غرفة محمود تنتظر عودته وسريره وصوره وشهادة التوجيهي وطاولته ومكتبته موجودة منذ 15 عامًا ولم يتغيّرْ عليها شيء منذ أنْ تركها لحظة اعتقاله.
وُلِد الأسير محمود محمد أحمد علي عطون بتاريخ 25/9/1970، واعتُقِل بعد مطاردةٍ في شارعٍ بين بيت لحم والقدس بتاريخ 3/6/1993، وتعرّض لتعذيبٍ استمرّ شهرين، وقضى 15 عامًا من مدة محكوميته البالغة ثلاثة مؤبدات و40 عامًا.
في سابقة غريبة.. الكنيست يفتح يوم السبت للإعلان عن اعتقال خليةٍ لحماس:
اعتُقل محمود لمشاركته في خلية الوحدة الخاصة لعز الدين القسام التابعة لحركة "حماس"، والتي قامت بخطف ضابط حرس الحدود "نسيم طوليدانو" من الرملة، وأحضروه لمنطقة الخان الأحمر في طريق أريحا، وذلك بهدف الإفراج عن أسرى حماس من سجون الاحتلال، وفي مقدّمتهم الشيخ أحمد ياسين –رحمه الله-، وذلك عن طريق إبلاغ مجموعة هيئة الصليب الأحمر بعملية الخطف وشروطهم، في حينها رفضت سلطات الاحتلال طلبهم، وبعد يوميْن قتلت المجموعة الجنديّ، ثمّ استمرّت المجموعة في محاولات خطف الجنود، حيث قامت بقتل شرطيّيْن في الخضيرة بوادي عارة، ثم حاولوا خطف قائد حرس الحدود في بيت ليد في الداخل الفلسطينيّ المحتلّ عام 1948، وقد فشلت المحاولة حيث أطلقوا عليه الرصاص وأصابوه بعدة طلقات نارية، واستمرّوا على هذا النهج من أجل القيام بعمليات تبادل أسرى، وبعد مدةٍ تمّ إلقاء القبض على أفراد المجموعة، حيث كانت أول عملية خطف قامت بها المجموعة في تاريخ 21/11/1992، في حين تمّ اعتقال الخلية في عام 1993، مع العلم أنّه وللمرة الأولى في تاريخ حكومة الاحتلال تفتح الكنيست أبوابها يوم السبت من أجل الإعلان عن اعتقال الخلية.
ووصف والده أبو أحمد -الذي اعتُقِل عام 1998 لمدة عام على خلفية حيازته سلاحاً- أنّ قتل الجندي "نسيم طوليدانو" بأنّها العملية الأولى النوعية في تاريخ دولة الاحتلال والجهاد الفلسطينيّ التي تمّت على أيدي المجاهدين البواسل، فمن شدّة خطورتها هزّت الكيان في الداخل والخارج، وكان لها صدى كبير على مستوى التنظيمات المجاهدة والمقاومة في فلسطين، لأنّها عملية قام بها أبطال بواسل بشكلٍ فردي، فالمجموعة لم تقتلْ يهوداً مدنيين وإنما جنوداً يلبسون الزي العسكري في القدس والداخل.
مطاردة شرسة لبطل
وفي يوم اعتقال محمود، قدم عددٌ كبير من أفراد المخابرات إلى منزله، وقاموا بمداهمته وتفتيشه بشكلٍ دقيق جدًا، وتدمير كافة محتوياته وزجاج نوافذه والأثاث وألقت نحو عائلته الغاز المسيّل للدموع واعتدوا على أفرادها بالضرب المبرح.
ولكن حينها لم يكنْ محموداً في المنزل، وقد اعتقلوه بينما كان يقود سيارته نوع "فورد سيرا" في "رامات راحيل" بتل بيوت، حيث كانت جميع الشوارع حينها مرصودة من قِبَل أفراد المخابرات والشرطة، ففوجىء بسيارتيْ مخابرات تقوم بتعطيل حركة السير، ثم قامت بمحاصرته من كافة الجهات وألقت القبض عليه.
والأسير محمود معتقل حاليًا في سجن "إيشل" في بئر السبع، ويتعرّض للنقل من سجنٍ لآخر كلّ عام أو كلّ 15 شهرًا، وذلك منذ أنْ جرت عملية الهروب من سجن عسقلان من قِبَله ومن قِبَل محمود عيسى وماجد أبو قطيش ومروان ابو ارميلة وحافظ قندس، من وقتها لم يرَوْا بعضهم البعض حيث قامت إدارة السجن بتوزيعهم على سجونٍ مختلفة، فيما تعرّض محمود لعزلٍ انفرادي بعد ستّ سنوات من اعتقاله لمدة ثلاث سنوات في بئر السبع .ويعاني حاليًا من أوجاعٍ في المفاصل، ويعاني من مشكلةٍ في الرجل اليسرى (الركبة).
ومن الجدير ذكره أنّ الأسير محمود هو شقيق الأسير النائب أحمد عطون عن دائرة القدس والمعتقل منذ تاريخ 29/6/2006، وشقيق الأسير إياد الموقوف حاليًا في مركز شرطة المسكوبية منذ تاريخ 11/12/2007.
06-18-2011 03:52 PM
R@MI 3ID
الله يعيطك العافية على المجهود الاكثر من رائع
يا قدس يا مدينة الســـــلام
05-22-2011 10:40 PM
ALQISI
" يا أيها الذين آمنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم "
05-19-2011 11:52 PM
البعد الثالث
أسرى القدس
علي شلالدة .. أسير مقدسي يصارع الموت منذ 19 عاماً
"نفحة، عسقلان، جلبوع، هداريم، النقب، عوفر، ريمون، الدامون، شطة، مجدو، بئر السبع، أوهلي كيدار، وهشارون والرملة ..." تعددت الأسماء والسجون واحدة، من حيث الشكل والمضمون، وتقودها عقلية واحدة أيضاً ذات هدف واحد هو تحطيم الأسرى والقضاء عليهم نفسياً ومعنوياً، وحتى جسدياً إن أمكن، والأخطر إعدامهم عشرات المرات على طريقة إدارة سجون الاحتلال، وما أبشعها من طريقة.
وما يُسمى مستشفى سجن الرملة، هو واحد من تلك السجون، لا يختلف عنها بشيء، بل ربما هو أقسى في بعض الأحيان، فإدارة السجون تطلق عليه اسم "مستشفى "، وهو في حقيقة الأمر أبعد ما يكون عن ذلك، وتشبيهه بذلك يعتبر إهانة لقدسية مهنة الطب، فإدارة سجون الاحتلال تمارس من خلاله أشد أنواع التعذيب وتعتبره إحدى محطات الانتقام بهدف التضييق على الأسرى المرضى ومساومتهم واستغلال آلامهم وليس معالجتهم، بل تصل الأمور إلى استغلال "المشفى" للانتقام منهم وتحطيم معنوياتهم ومفاقمة معاناتهم وتركهم فريسة للأمراض الفتاكة والخطيرة.
وتلك المعاملة السيئة واستغلال أمراض الأسرى أدت إلى استشهاد العديد من الأسرى الذين رحلوا عنا وللأبد بعد رحلة عذاب شاقة داخل ذاك "المستشفى"، وهناك العشرات ممن يقبعون هناك منذ سنوات طويلة تجاوزت العشر سنوات ... بانتظار المجهول.
علي حسن عبد ربه شلالدة أسير مقدسي تجاوز الستين عاماً من العمر، وهو واحد من الأسرى القدامى، اعتقل منذ التاسع من آب / أغسطس 1990، وصدر بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة ( 25 ) عاماً، واليوم يدخل عامَه العشرين ويقترب من تدوين اسمه قسراً على قائمة الشرف والبطولة قائمة " عمداء الأسرى " .
قضى شلالدة تسعة عشر عاماً في الأسر متنقلاً ما بين هذا السجن وذاك، بدأها في سجن "المسكوبية" بالقدس المحتلة، ليمر على سجون "السبع والرملة وشطة"، ومن ثم "عسقلان وهداريم ونفحة"، إلى أن أصبح وأمسى زائراً كثير الحضور في عيادات السجون الكثيرة، الفقيرة إلى الأدوية، ومع تدهور وضعه الصحي أضحى مقيماً دائماً في ما يُسمى "مستشفى سجن الرملة" منذ قرابة اثني عشرة عاماً.
" أبو حسن" أسير مقدسي مجموعة كبيرة من الأمراض منذ سنوات طويلة، دون رعاية تذكر، ودون تحسن ولو طفيف، بل على العكس أوضاعه الصحية تزداد سوءاً وتدهوراً، وأصبح جسده فريسة سهلة لمداهمة الأمراض بمختلف أسمائها ومسمياتها، فالظروف المعيشية السيئة والأوضاع الصحية الأسوأ وطول سنوات الاعتقال كفيلة بأن تجعل من الأصحاء مرضى، وتضع المرضى في مواجهة وصراع دائم مع الموت، وأسيرنا يعاني من أمراض عدة، فهو يعاني من أزمة قلبية حادة، وأكثر من ثلثي الرئتين عاطل عن العمل حسب تقرير طبيب "المستشفى"، وهو مصاب بمرض السكري، والضغط، وانتفاخ دائم في الرجلين، كما يعاني من التهابات مزمنة في اللثة والأسنان وتحديداً في الفك الأيسر .. وربما أكثر وأخطر من ذلك فيما لو أتيح له إجراء فحص طبي شامل.
الولادة والنشأة والانتماء:
ولد الأسير " علي شلالدة" في الخامس من يناير عام 1948، وتزوج مرتين وله ثمانية أبناء وأربع بنات، اعتقل في التاسع من آب / أغسطس عام 1990، بتهمة الإنتماء لحركة فتح، والمشاركة في عمليات المقاومة، وأصدرت إحدى المحاكم العسكرية بحقه حكماً بالسجن الفعلي لمدة ( 25 عاماً) قضى منها (19 عاماً)، وخلال فترة اعتقاله تزوج بعض أبنائه وبناته وأصبح جداً وله أكثر من عشرين حفيداً.
بانتظار المجهول، والبحث عن أمل مفقود:
الأسرى المقدسيون فلسطينيون في الزنازين وفي غرف السجون يعانون ما يعانيه باقي الأسرى، و"إسرائيليون" في صفقات التبادل وفي إطار الإفراجات السياسية، هكذا تتعامل معهم سلطات الاحتلال، التي اعتبرت سجنهم والأحكام الصادرة بحقهم "شأناً داخلياً"، ولا يحق لأية جهة فلسطينية كانت أم عربية المطالبة بهم ، فاستثنتهم من صفقات التبادل وقفزت عنهم في المفاوضات، وبقيت قضيتهم رهينة في قبضة الاحتلال يتحكم بها كيفما تشاء.
علي شلالدة .. أسير يصارع الموت وسلطات الاحتلال ورغم عشرات المناشدات وتدهور صحته ترفض إدارة السجون الإفراج عنه، وهو ليس الأسير الأول الذي بات دائم الزيارة أو دائم الإقامة لسنوات طويلة في ما بات يسمى بـ"مستشفى سجن الرملة" ، فمن قبله الكثيرين أمثال رفاقه في الأسر وأبناء القدس المحتلة "اسحق مراغة، وعمر القاسم ومحمد أو هدوان ومجدي موسى وغيرهم " اقتيدوا سيراً على الأقدام وعادوا على الأكتاف محمولين جميعهم فارقوا الحياة والتحقوا بقائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة دون أن ينعموا ولو بيوم واحد من الحرية.
اقتيدوا سيراً على الأقدام وعادوا لبيوتهم ، لأحبتهم ، لقدسهم الحبيبة على الأكتاف محمولين، وكان آخرهم الشهيد الأسير المقدسي مجدي موسى "أبو إسماعيل" الذي عاد للقدس شهيداً في ديسمبر من العام الماضي بعد إقامة دائمة استمرت قرابة ثلاث عشرة عاماً في مستشفى سجن الرملة.
وفي النهاية نأمل أن لا يكون مصير " أبو حسن" كمصير رفاقه المذكورين آنفاً .. ونأمل أن يعود لبيته وأسرته سيراً على الأقدام كما اقتيد قبل تسعة عشر سنة، وينعم بقضاء ما تبقى له من العمر بين أهله وأحبته متنقلاً بين أزقة وشوارع القدس، وان ينال الشهادة فوق تراب القدس لا داخل سجون الاحتلال.
05-03-2011 09:33 PM
د. محمد
يعطيك الف عافية
04-27-2011 01:35 PM
ام حذيفة
المسجد الأقصى المبارك والهيكل اليهودي المزعوم (1)
مقدمة: الحمد لله رب العالمين، حمداً كثيراً طيّباً مباركاً فيه منذ بدء الخليقة إلى يوم الدين، كما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله، ربّ اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء. ربنا اغفر لي ولوالدي وللمؤمنين يوم يقوم الحساب، والصلاة والسلام على نبي الهدى والسلام محمد رسول الله إمام المتقين، المبعوث رحمة للعالمين. ربّ أوزعني أنْ أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأنْ أعمل عملاً صالحاً ترضاه، وأدخلني في عبادك الصالحين. ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، أما بعد،
أولاً: أهمية فلسطين تتمتع فلسطين بأهمية متعددة الأشكال في مختلف المجالات على النحو التالي: 1- الأهمية الدينية: تشكّل فلسطين مهد الأديان السماوية الثلاث: اليهودية والنصرانية والإسلام. فتعتبرها هذه الأديان الأرض المقدسة أو المباركة، وبالتالي تجذب الاهتمام الروحي العالمي من أتباع الديانات الثلاث. فقد احتضنت هذه البلاد في قلبها عدد من الأنبياء، مثل: إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ولوط، ويعقوب ويوسف وداود وسليمان، وعيسى ومحمد (في معجزة الإسراء والمعراج) عليهم السلام جميعاً وغيرهم. وتضمّ فلسطين مقابر الأنبياء: قبر إبراهيم عليه السلام في الخليل وزوجته سارة، وقبر شعيب عليه السلام في حطين، وقبر يونس عليه السلام في حلحول، وقبريْ زكريا ويحيى في سبسطية قرب نابلس، وقبر راحيل أم يوسف عليه السلام في بيت لحم. وفي فلسطين الكنائس النصرانية الثلاث: البشارة في الناصرة والمهد في بيت لحم، والقيامة بالقدس التي يحجّ إليها النصارى من جميع أنحاء العالم. كما أنّها تشكّل أهمية كبرى للمسلمين، فبيت المقدس أولى القبلتين وفيها المسجد الأقصى المبارك ثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين وارتبطت بها معجزة الإسراء والمعراج بالرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى السماوات العلى وفرض الصلوات الخمس على الأمة الإسلامية فهي بوابة الأرض إلى السماء. كما أنّ اليهود يتطلّعون لها في العالم كونها احتضنت مملكتيْ داود وسليمان ورفاتهما عليهما السلام.
2- الأهمية التاريخية: لفلسطين أهمية تاريخية مميزة حيث اهتمّ بالسيطرة عليها مختلف الشعوب والأمم عبر التاريخ القديم والحديث والمعاصر، بدءاً من الشعوب المهاجرة إليها سلماً وانتهاءً بالدول العظمى التي احتلتها عنوةً عبر العصور والأزمان منذ بداية التاريخ، من العرب الكنعانيين والفلسطينيين والعبرانيين والبابليين والكلدانيين والآشوريين والرومان والفرس والمسلمين والمصريين والبريطانيين والصهاينة مع بقاء أهلها الأصليين في جميع الحقب الزمنية المذكورة. وفي فلسطين أقدم المدن العالمية كأريحا ويبوس (بيت المقدس).
3- الأهمية الجغرافية الاستراتيجية: تتمتع فلسطين بموقع استراتيجي هام بين مختلف قارات العالم القديم والحديث. ففلسطين هي قلب الوطن العربي، والوطن العربي يشكّل قلب العالم. وبهذا فإنّ فلسطين ملتقى القارات بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
4- الأهمية الاقتصادية: كون فلسطين تشكّل ملتقى قارات العالم، فإنها تتمتع بمكانة اقتصادية تجارية، فهي محور التجارة البرية بين البحر الأبيض المتوسط غرباً والخليج العربي شرقاً. كما أنها سوقٌ استهلاكيّة للسلع الأجنبية عبر التجارة البرية الأوروبية والأمريكية لتصل إلى الهند والمناطق المجاورة لها خاصة في العصور القديمة والحديثة. والبحر الميت بفلسطين غنيّ بالبوتاس والأملاح الأخرى والنفط بعد اكتشافه حديثاً، وساحل غزة غني بالغاز الطبيعي.
5- الأهمية المناخية: فلسطين منطقة معتدلة المناخ صيفاً وشتاءً يتراوح متوسط درجات الحرارة فيها ما بين 5-30 درجة مئوية في تعاقب فصول السنة الأربعة.
6- الأهمية العسكرية: تتمتع فلسطين بموقعٍ عسكري هام في العالم، فموقعها الجغرافي يتيح لها توسّط منطقة كبيرة وهامة. وكل دولةٍ تسيطر عليها أو تحتفظ بقواعد عسكرية أو بوجودٍ عسكري فيها تتمتع بنفوذ قوي في المنطقة والعالم، وهذا ما ثبت عبر التاريخ البشري القديم والحديث والمعاصر.
04-27-2011 01:15 PM
ام حذيفة
ثبات تاريخ بناء المسجد الأقصى المبارك وترجيح أن يكون آدم عليه السلام هو أول من بناه
قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" (الإسراء1)،
قال تعالى: "ونجّيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين (الأنبياء 71)،
قال تعالى: "وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم" (البقرة 127)
قال تعالى: "ربنا إني أسكنت من ذريتي بوادٍ غير ذي زرع عند بيتك المحرم" (إبراهيم 37).
كما هو واضح من هذا الحديث الصحيح أنّ بناء المسجد الأقصى تمّ بعد بناء المسجد الحرام بأربعين عاماً، فإذا حدّدنا زمن بناء المسجد الحرام فإنّنا نستطيع أنْ نحدّد زمن بناء المسجد الأقصى، فمن الذي بنى المسجد الحرام؟ ومتى بُنِي المسجد الحرام؟
هناك روايات تؤكّد أنّ أول من بنى المسجد الحرام هو آدم عليه السلام، وعليه، فإنّ أول بناءٍ كان للمسجد الأقصى على عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أبنائه. قال ابن حجر: "فقد روينا أنّ أول من بنى الكعبة آدم ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس"، وقال ابن حجر: "وقد وجدت ما يشهد ويؤيّد قول من قال: إنّ آدم هو الذي أسّس كلاً من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": أنّ آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأنْ يبنيه، فبناه ونسك فيه". وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى بُنِي قبل إبراهيم وداود وسليمان عليهم السلام، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى كان أول بناءٍ بُنِي في كلّ أرض الشام بشكلٍ عام، وكان أول بناء بُنِي على أرض القدس الشريف بشكلٍ خاص، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى بُنِي في القدس الشريف قبل وجود أي كنيسٍ أو كنيسة أو مسجد فيها، وهذا يعني أنّ المسجد الأقصى كان قبل وجود تاريخ بني إسرائيل بشكلٍ عام، وكان قبل وجود قبيلة يهودا، وتاريخ اليهود بشكلٍ خاص، وهذا يعني أنّ المستحيل في تفكير كلّ عاقل أنْ يكون هناك بناء حجر أو بناء كان تحت المسجد الأقصى.
* * *
قد يظنّ ظانّ أنّ أول من بنى المسجد الحرام هو نبي الله إبراهيم عليه السلام، قد يفهم أنّ المسجد الأقصى بُنِي على عهد نبي الله إبراهيم عليه السلام، نقف على بطلان هذا الظنّ، بل على العكس نجد أنّ الأدلة تؤكّد أنّ نبي الله إبراهيم عليه السلام، كان بعد بناء المسجد الحرام، أيْ بعد بناء المسجد الأقصى، وأنّ ما قام به نبي الله إبراهيم عليه السلام هو رفع قواعد المسجد الحرام التي كانت موجودة من قبْل، بمعنى أنّه لم يكنْ أوّل من بنى المسجد الحرام وبمعنى آخر أنّه لم يكنْ هو الذي بنى المسجد الأقصى.
* * *
فواضح أنّ الرواية تعود وتؤكّد على مصطلح "المسجد"، فجائز أنْ يكون هو "مسجد" آخر غير المسجد الأقصى، وجائز أنْ يكون هو المسجد الأقصى المبارك، ووفق الاحتمال الثاني فهذا يعني أنّ نبي الله سليمان عليه السلام قام ببناء وتوسعة للمسجد الأقصى الذي كان قائماً منذ آدم عليه السلام، ولم يقمْ نبي الله سليمان عليه السلام ببناء تأسيسيّ للمسجد الأقصى المبارك، فكما أنّ إبراهيم عليه السلام قام برفع قواعد المسجد الحرام بعد أنْ كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام، فإنّ سليمان عليه السلام قام بتجديد وتوسعة للمسجد الأقصى بعد أنْ كان موجوداً أصلاً منذ آدم عليه السلام.
فهذه النقولات التي اقتبسناها من الحديث الصحيح، تدلّ على أنّ البيت الحرام كان أساسه موجوداً قبل إبراهيم عليه السلام، وأنّ الله أمر إبراهيم برفع أساسه وتهيئته للعبادة. فمن الذي وضع أساس البيت الحرام؟
هناك روايات كثيرة، تتعاضد على أنّ الذي وضع أساس البيت الحرام، آدم عليه السلام (الفتح 6/406 و409)
وعلى هذا فإنّ بناء المسجد الأقصى كان في عهد آدم عليه السلام، أو في عهد أولاده: قال ابن حجر: "فقد روينا أنّ أوّل من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس".
* * *
وقال ابن حجر: وقد وجدت ما يشهد ويؤيّد قول من قال: إن آدم هو الذي أسس كلاً من المسجدين، فذكر ابن هشام في كتاب "التيجان": "أنّ آدم لما بنى الكعبة أمره الله بالسير إلى بيت المقدس، وأن يبنيه، فبناه ونسك فيه".
قلت: وهذا تفسير ما جاء في حديث أبي ذر الذي رويناه في بداية الكلام "قلت: كم بينهما؟ قال: أربعون سنة".
وبهذا يتحدّد زمن بناء المسجد الأقصى، وأنّه بُنِي قبل داود وسليمان عليهما السلام بآلاف السنين.
وحلّ الإشكال الذي وُجِد من تعارض مفهوم الحديثيْن: حديث أبي ذر، الذي رواه البخاري ومسلم، وحديث النسائي الذي رواه عبد الله بن عمرو بن العاص (إن صحّ متنه) أنّ الإشارة في حديث الصحيحين إلى أوّل البناء، ووضع أساس المسجد وليس إبراهيم أول من بنى الكعبة. وليس داود أو سليمان أول من بنيا بيتاً في الأقصى، فهناك بيت قبلهما فأول من بنى الكعبة آدم، ثم انتشر ولده في الأرض، فجائز أنْ يكون بعضهم قد وضع بيت المقدس بعد ذلك بأربعين سنة...
وأنّ سليمان بنى مسجداً للعبادة أي مسجد، وليس هو المسجد الأقصى، وإنْ كان له في الأقصى عمل ربما زاد فيه ووسّعه وهيّأه للعبادة، ويدلّ على ذلك الرواية الموقوفة على حذيفة بن اليمان التي رواها الحاكم، حيث قال في الخبر "إنّ داود أراد أنْ يزيد في البيت المقدس..".
وربما كان المقصود بما جاء في الحديث الذي رواه النسائي "لما بنى سليمان بيت المقدس" أنّه أعده وهيّأه للعبادة، ونظّفه وطهّره، ورمّم سقفه وجدرانه، فلعلّ سكان بيت المقدس قبل داود وسليمان كانوا من غير الموحّدين، فلم يعتنوا بالمسجد، وطال الزمان على بنائه السابق، وأثّرت فيه الأمطار وتراكمت فيه الأتربة والأوساخ، فكان محتاجاً إلى من يهيئه للعبادة، بإدخال الإصلاحات فيه. وملخّص ما يقال في قصة بناء المسجد الأقصى:
أنّ بقعة المسجد الأقصى، بقيت على مرّ العصور والدهور هي البقعة التي أوحى الله إلى الأنبياء باختيارها للعبادة منذ آدم عليه السلام، ومن جاء بعده من الأنبياء والأولياء والعباد، وأنّ أساس البناء الأول ثابت في هذه البقعة المباركة، وكلّ من تتابع على إعمارٍ، أو بناءٍ، أو إصلاحٍ، أو تطهيرٍ لهذه البقعة، إنّما يفعل ذلك على الأساس القديم.
وقداسة هذه البقعة (المسجد الأقصى) لم تكنْ لنبيّ من الأنبياء، ولا أمة من الأمم، فقد اختارها الله منذ خلق الخلق لعبادته، أنْ تكون معبداً للمؤمنين الموحّدين. ويدلّ على قِدَم التقديس ما جاء في حديث أبي ذر، أنّها ثاني موضعٍ اختاره الله للعبادة. وقول الله تعالى في قصة إبراهيم وهجرته إلى فلسطين "ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين" ومعنى هذا أنّ البركة كانت فيها قبل إبراهيم عليه السلام. كما أنّ قوله تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" .. يدلّ على أنّ الله باركه منذ الأزل، وأنّ الله تعالى أسرى بعبده إليه ليجدد تذكير الناس ببركته وتقديسه.
04-19-2011 08:13 PM
العرابي
تقديم رائع اختي ام حذيفه عن المسجد الاقصى
نتمنى ان تشرق علينا شمس الحريه و العوده لديارنا و الصلاة بالمسجد الاقصى
حرية الاقصى مرهونه بمقدار الدماء التي نهبها لقناديله لتنير بها طريق النصر
04-19-2011 02:07 PM
ام حذيفة
الأوقاف على القدس.. تاريخ من الإهمال وصحوةٌ متأخّرة تحتاج مساندة
تكاد البلدة القديمة في مدينة القدس وأكنافها المعروفة أنْ تكون كلّها وقفيات بمقدّساتها وبجميع مبانيها وعقاراتها، ولكنْ مشكلة هذه الوقفيات هي بعثرة الوثائق الدالة عليها بين إدارات المحفوظات وإدارات الوثائق في العديد من الأقطار العربية والإسلامية، وتمتدّ أوقاف القدس في دائرةٍ متداخلة في أقطابها الأقطار المصرية والسورية والأردنية والتركية إلى غير ذلك. وفي كتاب "الأوقاف على القدس" للصحافي والباحث المصري الدكتور مصطفى عبد الغني؛ محاولةٌ جادّة لرصد مصير هذه الأوقاف خصوصاً في ظلّ المحاولات الشرسة التي تقوم بها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" لتغيير واقع الأقصى والمقدسات الإسلامية بكل ما فيها من أوقاف تحمل رمز الهوية. لقد سعى الباحث طويلاً للوصول إلى أوقاف القدس وأكنافها في كثير من الأقطار العربية وواجه صعوبات -سجلها في مقدمته- وأخطر ما في هذه الصعوبات الجهل بقيمة الوثائق.
والوقف الذي هو حبس العين على حكم ملك الله –تعالى- والتصدق بالمنفعة حالاً أو مالاً، لا يجوز التصرف به، بالبيع والرهن، بالهبة أو التوريث. وهو في شكلٍ عام ينقسم إلى مسقوفات واستغلال، والمسقوفات هي الأراضي التي أنشئت عليها الأبنية أو التي خصصت للبناء الوقفي. كما يقسم الوقف من حيث شرعيته إلى قسمين صحيح وغير صحيح، والوقف الصحيح هو العقارات العائدة لشخص ما التي حصل عليها بالإرث أو الشراء ثم أوقفها وحكم القاضي بصحة الوقف ويمكن التمثيل على هذا الوقف من السجلات الشرعية. أمّا الوقف غير الصحيح فهي الأراضي المفروزة من الأراضي الأميرية التي أوقفها الأمراء -بإذنٍ من السلطان- بحيث تخصص منافعها مثل أعشارها ورسومها لجهة ما وقد كان من هذا النوع في القدس أمثلة كثيرة تذكر. والوقف نوعان، ذري وخيري، الذري هو ما حبسه الواقف على نفسه وأبنائه وأسباطه إلى أن ينقرضوا فيؤول إلى جهة خيرية بحسب شروط الواقف (مثل: فقراء المدينة المنورة ومكة المكرمة والصخرة المشرفة والمسجد الأقصى)، وهذا الوقف يسجل في محكمة شرعية وقد أطلق عليه «الوقفية» أو «حجة الوقف». والخيري هو ما أوقفه السلاطين والأمراء وأهل الخير وما يتحول من الوقف الذري نتيجة انقطاع نسل الواقف وعقبه بحسب شروط الوقف ويصرف ريعه في أوجه الخير المختلفة كالمساجد والمدارس والبيمارستانات والزوايا. وتتكون إدارة الوقف من جهاز إداري يتألف في شكل عام من كل من: ناظر الوقف ومتولي الوقف ثم الجابي.
وتوزعت معظم الأوقاف في القدس بين الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى في أعداد هائلة يليها بالنسبة لدرجات الإفادة والكم الحرم الإبراهيمي وبعدها مما يقع في دائرة القدس وأكنافها المدارس وبناءات ملكية وجوامع كثيرة كانت منتشرة بالقدس بوجه خاص. ويشير عبد الغني إلى أنه كما كانت للمسلمين أوقاف معروفة كذلك كانت لأهل الذمة أوقاف، ولكن شهوة الاستحواذ "الإسرائيلية" طاولت كل شيء. فقد كانت لأهل الذمة أوقاف منها وقف المسيحيين (الروم الكاثوليك): دار بمزرعة الزراعنة، مقبرة في بيت لحم، أرض زراعية بالقرب من دير مار إلياس، ووقف المسيحيين الأقباط: وقف المعلم يعقوب المصري ترجمان الإفرنج، وقف منصور الإفرنجي وحاكورة في بيت لحم، ووقف بعض اليهود العرب وإن كان قليلاً.
ويرصد الباحث تاريخ الأوقاف الإسلامية في القدس في العصور الأولى: الخلافة، الأموي، العباسي، وهكذا... إلى الدولة العثمانية، ويأسف لأنّ الدولة العثمانية لم تستطعْ أن تجعل من الوقف رسالة إسلامية تليق بالوعي والنص الإسلامي الحثيث إلى تبني القيم النبيلة التي تقوم بها مؤسسة الوقف في العالم الإسلامي، ويرجع ذلك لغياب الإدارة الواعية أكثر منه غياب الوازع الديني. وعلى هذا النحو كانت مؤسسات الأوقاف تمضي وكأنها قطاع خاص أو قطاع جماعي للنخب الدينية والسياسية وتتمتع بمكانة خاصة تراوح النظر إليها بحسب التطور التاريخي. ويُعتَرف بأن العثمانيين أضافوا إلى الأوقاف الكثيرة التي وجدوها بفلسطين قبل استيلائهم عليها أوقافاً جديدة وأنشأوا منشآت خيرية تستدعي ربطها بأوقاف تكفل استمرارها، غير أن أوسع الأوقاف هي التي كانت خاصة بالحرمين الشريفين وكانت منتشرة في مناطق كثيرة في فلسطين وفي شكل خاص في القدس واللد والرملة ونابلس.
كان القصور إذن عند الباحث أكثر من التقصير لتفسير موقف الدولة العثمانية من أوقاف القدس وهو ما يمكن أن يقال إدارياً في شكل ما بالنسبة للبريطانيين الذين جاؤوا بعد ذلك فلم يكونوا يمتلكون الوازع الحضاري فضلاً عن عدم وجود السجلات العلمية في ذلك الوقت مما أكّد أن الأوقاف على القدس وأكنافها لم تكن لتلقى عناية خاصة على الرغم من أن القانون العثماني كان يمنع جميع الأجانب من الحصول على ممتلكات غير منقولة من الإمبراطورية العثمانية. ولم يملك حاكم مصر محمد علي باشا عند الفترة التي هيمن فيها على القدس الأداة العلمية الصحيحة التي تدار بها أوقاف القدس وأكنافها. وتشير الوثائق على سبيل المثال إلى رفض محمد علي باشا السماح ليهودي أجنبي أن يمتلك قطعة أرض قرب القدس. وتزخر دور الوثائق خصوصاً المصرية بما يثبت المحاولات المستمرة من المحاولات اليهودية أو حتى المطامع الأميركية بالاستيلاء على الأرض المقدسة التي تنتشر حول القدس أو التي تقترب من الرصيف الذي يؤدي إلى حائط البراق (الموقع المرتقب للسفارة الأميركية في القدس هو وقف الخليلي صادرته "إسرائيل" عام 1948 ويعود أصله إلى الشيخ محمد بن الشيخ محمد الخليلي). وترينا الوثائق أن اليهود في عهد محمد علي لم يتوقفوا عن أخذ أراضي أوقاف إسلامية والعمل بها بـ«التبليط» و«التغيير» لئلا تصبح وقفاً إلا عليهم فقط فضلاً عن أنهم يتمسكون بعادة تتكرر دائماً حين يقفون عند الأوقاف الإسلامية ويرتلون إنشادهم بما يوحي لغيرهم -هكذا اعتقدوا- أن كل هذا ملك لهم وبخاصة في منطقة المغاربة في الحرم الشريف حيث لم يتوقفوا عن السعي لتبلّي (زقاق البراق) على حدّ شهادة وتسجيل أرباب مجلس القدس الشريف.
وتكررت الكتابات إلى الدولة العليا في ثلاثينات القرن التاسع عشر حيث كان محمد علي قد هيمن على الشام فإذا بنا نلاحظ توالي الكتابات إلى الوالي من شيخ المغاربة بخصوص تبليط اليهود (من طائفة السكناج الذين هم حماية الإفرنج) زقاق البراق الكائن بحارتهم بقرب دور ووقف سيدي أبي مدين الغوث الملاصق لسور الحرم الشريف... (و) وأنه ليس للمذكورين به حق. هؤلاء اليهود القادمون من الغرب مدفوعون بعرائض مناشدات القناصل الغربيين لولاة الأمر في بلاد المسلمين لم يتوقفوا عن فعل أي شيء للاستيلاء على أوقاف القدس ضمن الأراضي الإسلامية في فلسطين. وتشير أحداث العشرينات والثلاثينات في القرن العشرين إلى تواطؤ بريطاني ضدّ المقدسات الإسلامية وممثليهم، فهذه الفترة شهدت اعتداءات يهودية على الأماكن الإسلامية ليفرضوا وجودهم بعنف أمام الحائط مما أسهم في كثير من الاضطرابات بين اليهود القادمين من الخارج والذين يحملون الحماية البريطانية أو الغربية وبين المسلمين الذي يعيشون في القدس. وعلى الرغم من أي شيء، فإن نظام الوقف الإسلامي أو حتى المسيحي الشرقي شهد تطوراً وتضامناً محموداً ومركزية واضحة حققت أمام أصحاب الوقف أهدافهم من إقامة الوقف وأغراضه. بيد أن هذا النظام النوعي لم يعدْ كذلك مع اقتراب الأربعينات إلى نهايتها حين واجهت مناطق الوقف في القدس وجوارها أوضاعاً سيئة زادت سوءاً مع نهاية القرن.
وكان قرار التقسيم ثم إعلان "دولة إسرائيل" في 15 أيار (مايو) عام 1948 سبباً للتأثير الشديد في نظام الأوقاف القائم سواءً على مستوى المسؤولين أو الوعّاظ أو موظّفي المساجد، ومع نهاية عام 1948 أُغلِق الكثير من المساجد وهُجرت الأماكن الدينية وتعطلت الصلاة وغيرها من الشعائر الدينية كالجنائز، وحلّ بالقدس ضرر كبير وحدث اضطراب طاول الكثير من الأنشطة الدينية والعملية، منها تعطّل العمل في المناطق الإدارية مما نشأ عنه غياب غالبية الموظفين فتوقف نظام الأوقاف عن العمل، وأصيبت بعض مباني الأوقاف بأضرار. ومع الاضطراب الكبير الذي حلّ بفلسطين بخاصة وبالقدس على وجهٍ أخص بدأت "إسرائيل" رويداً رويداً تمارس إلى جانب العنف الشديد والمذابح طرقاً كثيرة عنيفة للسيطرة على موارد الأوقاف إمّا بأساليب إدارية بالية وإما بدمج إدارة الأوقاف أو استقطاب المسؤولين. ومنذ النكبة فإن أملاك الأوقاف الإسلامية في القدس تمت إدارتها بمعرفة الشؤون الإسلامية والدرزية داخل وزارة الشؤون "الإسرائيلية" استكمالاً لخريطة المخططات الصهيونية للسيطرة والهيمنة على مقدرات وتاريخ وتراث الحضارة العربية الإسلامية تمهيداً لتهويدها ومحو الذاكرة الثقافية للأمة وتذويبها في محيط الدولة العبرية. ولا توجد أرقام تتعلق بحجم الأملاك والأراضي الموقوفة على القدس نظراً لأن الكثير منها قد بيع وصودر إضافة إلى أنه لم يَجْرِ منذ عام 1948 إقامة أي أوقاف جديدة في القدس الغربية. وبعد نكسة 1967 سعت "إسرائيل" إلى فرض سلطتها على إدارة أملاك وأوقاف القدس خصوصاً في ظلّ غياب سلطة وطنية أو بلدية تمثّل مصالح السكان الفلسطينيين في المدينة وسعت الدولة "الإسرائيلية" إلى عدم السماح لإدارة أوقاف القدس بعدم توسيع دورها الاجتماعي والسياسي.
وكانت الخطوة الأولى إعلان الحكومة "الإسرائيلية" رفضها الاعتراف بسلطة إدارة الأوقاف والمحاكم الشرعية في القدس الشرقية. ولكن هذه الإدارة بالتحديد قاومت واتخذت مبادرات، وبإنشاء دائرة الآثار الإسلامية العام 1979 بوشر العمل ببرنامج أبحاث وترميم طموح يُعنى بالمباني الإسلامية الأثرية في المدينة القديمة، ولكن سلطة الاحتلال دأبت على عرقلة أعمال التجديد والترميم والصيانة، فيما اعترضت الدائرة على الكثير من أعمالٍ "إسرائيلية" لتغيير الطابع الإسلامي للمدينة، ومن ثم نشأت نزاعات عدة بين "الإسرائيليين" والدائرة، ثم كانت الخطوة التي وضعت "إسرائيل" بمقتضاها يدها على موارد الأوقاف في القدس الشرقية. وإذا كانت "إسرائيل" هدمت حارة المغاربة عقب الاحتلال مباشرة فإنها وسّعت الحي اليهودي في السبعينات، ولكن مع حقبة الثمانينات ظهر عدد من المجموعات المتطرفة بإيحاء من أعضاء في «جوش إيمونيم» وبدعمٍ زعماء سياسيين مثل ديفيد ليفي وأرييل شارون يريدون استبدال قبة الصخرة والمسجد الأقصى بهيكل يهودي، وهؤلاء هم الخطر الأعظم الذي تواجهه إدارة ونظام الأوقاف في القدس.
واعتباراً من منتصف التسعينات أصبحت سلطات الاحتلال مطلقة اليد في الآثار الإسلامية في القدس وبدأت سلسلة حفريات حول أساسات المسجد الأقصى، وشهدت مرحلة رئاسة شارون للحكومة (شباط / فبراير 2001) أخطر عمليات التهويد للمدينة المقدسة وكان أبرزها حفر نفق القدس وتوسيع بلدية القدس مع استكمال إقامة المستعمرات الاستيطانية الاستراتيجية وفي مقدمها مستعمرة أبو غنيم، وتوجت هذه المرحلة ببناء الجدار الفاصل.
ويشير الباحث إلى أنّه على الرغم من هذا الظلام الدامس إلا أنّ مؤسسة الأقصى بريادة مؤسسها الشيخ رائد صلاح التي ولدت بعد مخاضٍ صعب في عام 1991، بدأت بعمليات إعمار وترميم متواضعة اقتصرت على معسكرات عمل (وقفية) في المدن الساحلية الفلسطينية وبعض القرى المهجورة، والقيام بترميم ما يمكن ترميمه وتسييج المقابر المنتهكة. واتبع أعضاء المؤسسة في البداية نهج الطوارئ وذلك بالإسراع للموقع المنتهك ونصب خيام الاعتصام ومتابعة المسألة قانونياً. ثم تحوّل عملها إلى نظامٍ مؤسسي ونجحت في إيقاف الكثير من الاعتداءات على الأوقاف الإسلامية ومقدسات القدس، ونفذت مشروع الخريطة المفصلة للمقدسات في مسح شامل لكل المواقع الإسلامية في القرى المهجرة العام 1948 من "قيساريا" خط عرض حتى أقصى شمال فلسطين والتي يقدّر عددها بما يزيد على 1200 موقع ووضع الخطط المناسبة لصيانتها ومنع انتهاكها. وبالنسبة للمسجد الأقصى نفذت المؤسسة مشاريع عدة بالتعاون مع دائرة الأوقاف الإسلامية منها: إعمار المصلى المرواني، تبليط سطح المصلى المرواني، إعمار المسجد القديم، مصاطب العلم، صندوق المقدسات وطفل الأقصى، ومسيرة البيارق. ولدى مؤسسة الأقصى طموحات حالية ومستقبلية ولكن دائرة أراضي "إسرائيل" تقف عقبة في الطريق، حيث تضع أيديها على كثير من الأراضي الوقفية الإسلامية تحت ستار قانون أملاك الغائبين، كما تنتهك "إسرائيل" حرمة المساجد والمقابر بواسطة سلطة الآثار مع تخاذل الشرطة المتعمد عن القيام بدورها في منع الاعتداءات. الباحث يقول في النهاية إن الدراسات الوقفية في عالمنا الإسلامي تكاد تكون ضئيلة جداً قياساً مع قضايا مختلفة، وأهملت السنوات الخمسون الماضية معالم الوقف الإسلامي إلى حدٍّ كبير، وأنه بات من الضروري العمل من أجل أوقافنا ومقدساتنا في القدس وأكنافها والمهددة بالخطر.
04-19-2011 02:03 PM
ام حذيفة
الخاتمة
قد جاء هذا الكتاب مختصرا نظرا لما امكن ان يحوي من معلومات كثيرة ، وذلك بما مر على مسجدنا الاقصى المبارك من ازمان وحقبات تاريخية ، وهذا عطاء الامة الاسلامية بقياداتها الاولى لاولى القبلتين ، وهذه هي صيانة وترميمات معالم ثاني المسجدين ، وكذا حفاظ الجناح العسكري على ثالث الحرمين ، والحقبة التاريخية التي مر على مسجدنا صعبة شرسة ، إذ ابى أبى مسلمو العالم ان يحذوا حذو أبي طالب موقفه من ابرهة الأشرم ، يوم ان جاء ثاني القبلتين بدباباته (الفيلة) لهدمها وتحويل الناس عتها ؟!
فأولى القبلتين يتجه اليه شعب كامل كله ابرهة وكله جيش ابرهة ، وكل كتيبة منه تجرب أرذل الطرق لهدمه وبناء هيكل مزعوم مكانه ، وبداوا بذلك منذ ما يزيد على مائة سنة ، إذ اخذوا يدنون من جوانب المسجد ، وأداء الصلاة بالقرب من حائط البراق ، ثم أخذت تتكشف الحقيقة بعد ان أخذت دائرة هيمنتها تسيطر على العالم ، أخذت تدنو منه رويدا رويدا ، إلا ان الأمر ظهر جليا لكل البشر ، تماما كما أبداه الله تعالى في معرض دستوره الكريم، واخذ السلب يوجه للمسجد الأقصى المبارك ، فقد أخذت الحفريات منه كل مأخذ ، وعملت الحوامض الكيماوية ، التي صبت على أساسات المسجد الأقصى المبارك منذ عشرات السنين على إضعافها ، وحاولوا فرادى وجماعات تدنيس المسجد الأقصى المبارك وتهديد امن أميه ، فهذا معتوه يحاول حرق المسجد ، وذاك آخر ، بل قل آخرين ، يدخلون كميات من المتفجرات لساحات المسجد لتدميره ، في محاولات متكررة ، وقام آخرون وعلى فترات متقطعة بدخول ساحات المسجد وإطلاق الرصاص الحي على المصلين وفي كل اتجاه ، واثار ذلك بادية على الجرحى ، ومواطن عدة من ساحات المسجد الأقصى المبارك ومبانيه .
ولما لم تقطف الثمار التي رسمت للأمر بعد ذلك ، أخذت المؤسسة الحاكمة زمام الأمر بيدها وقررت تجريد المسجد او بعضه من أيدي المسلمين ، وقامت بمجزرة رهيبة ، ارتفع من جرائها شهداء قربهم الله تعالى منه ، ثم كان دخول احد القيادات في المؤسسة الحاكمة لباحات المسجد الأقصى المبارك ، إهانة صارخة لمسلمي العالم ، الا ان النتيجة كانت غير محسوبة ، وان شئت قلت ان حساباتهم للموضوع لم تكن دقيقة ، فقد ثار كل مسلم غيور في جميع أقطار الأرض ، وأنحاء الدنيا للأقصى الوحيد ، الذي تشد إليه الرحال ، وأصبح موضوع الساعة في كل قطر من أقطار الدنيا ، ورفع الشهداء بالمئات ، وجرح المسلمون بالآلاف ، ولا زالت القلوب مطمئنة ، والنفوس تواقة ، والعيون مراقبة ، لإتمام وعد الله تعالى في كل لحظة وأصحاب هذه القلوب والنفوس والعيون لا يالون جهدا في التفتيش في كل مكان ، وفي كل برهة عن المشاركة في اتمام وعد الله تعالى على أيديهم ، وهم يرددون قول الله تعالى :
(يسألونك متى هو قل عسى ان يكون قريبا)
انني وبهذا الجهد المتواضع ، أسأل الله تعالى ان يصل الى غايته المنشودة ، فان نقص فيه شيء فهو مني والا فذلك فضل من الله ، والله لا يضيع اجر من أحسن عملا ، وبالله التوفيق .
04-19-2011 02:01 PM
ام حذيفة
الجولة الرابعة
جولتنا الأخيرة في المسجد الأقصى المبارك وباحاته ، تختص بما يدور في صحن الصخرة من مبان ، بعد ان كنا قد سرنا في الجولة الثالثة مع حدود الصحن وما قام عليه من مبان ، جلها من الخلوات ثم البوائك الجميلة .
انظر مخطط الجولة الرابعة باللون الأخضر .
بئر رقم(30)
تقع هذه البئر في صحن الصخرة بين البائكة الشمالية والغربية وقبة الصخرة ، وفوهتها ظاهرة .
والبئر مستطيلة الشكل ، بلغ طولها أربعين مترا وعرضها سبعة أمتار وعمقها خمسة أمتار ونصف ، بناؤها أقواس منخفضة الارتفاع .
والبئر مقصورة الحيطان ، وهي مغلقة .
قبة الأرواح
تقع شرقي البائكة الغربية الشمالية ،دعيت بهذا لقربها من المغارة المعروفة بمغارة الأرواح يعتقد أن تاريخ بنائها يعود إلى القرن العاشر الهجري ( السادس عشر الميلادي ) .
وهي ثمانية الشكل ،عليها قبة واسعة ،وعند قواعد أعمدتها مدماك حجري واحد يلفها .
تقع في صحن الصخرة ،جنوبي غرب قبة الأرواح ،بلغ طولها اثني عشر مترا وعرضها ثمانية أمتار ،وعمقها عشرة أمتار ،للبئر فتحتان علويتان .
بئر رقم (31)
تقع في صحن الصخرة، جنوبي غرب قبة الأرواح، بلغ طولها اثنى عشر مترا و عرضها ثمانية أمتار، و عمقها عشرة أمتار، للبئر فتحتان علويتان. محراب أرضي
يقع هذا المحراب جنوبي قبة الخضر ،على الأرض وهو عبارة عن بلاطة سوداء مستطيلة ذات رأس ذي قوس ،داخل إطار أبيض اللون بشكل محراب .
مكتب لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك
يقع في صحن الصخرة ،شمال غرب قبة المعراج ،وهو عثماني الإنشاء ،دعي بهذا نسبة إلى استعمالها اليوم ،وكان استعمالها من قبل كخلوة للشيخ الخليلي ،وهو كذلك بانيها ،وكان قد اتخذها لقراءة الأوراد والإعتكاف ،وتعرف كذلك بقبة بخ بخ ،ومصلى الخضر ،ومسجد النبي .
أنشأ المبنى حاكم القدس في سنة 1112 هـ الموافق 1700 للميلاد .
كهف الأرواح
وهو كهف صغير ،يقع تحت مكتب لجنة الإعمار ،ينزل إليه بدرجات من داخله ، ظهرت فتحة منه لتهوية داخله ،وهي بمحاذاة حائط المكتب الجنوبي في شرقه .
بئر رقم (32)، بئر الخليلي
تقع هذه البئر في صحن الصخرة شرقي مكتب لجنة الإعمار مباشرة ،هي صغيرة الحجم ،وهي أشبه ما تكون بمخزن ،غير منتظمة بلغ عمقها الشرقي مترين ونصف ،دعيت بهذا نسبة لوقوعها بجوار قبة الخليلي .
بئر رقم(33)
تقع هذه البئر في زاوية مكتب لجنة الاعمار في زاويتها الجنوبية الغربية من الخارج ، مستديرة الشكل ، صغيرة الحجم ، بلغ قطرها أربعة أمتار وعمقها عشرة أمتار.
قبة المعراج
تقع القبة في صحن الصخرة ، شمالي غرب مسجد قبة الصخرة ، دعيت بهذا لاعتقاد انه من هذا المكان الطاهر تم عروج الرسول الكريم ، صلوات الله تعالى عليه وسلامه ، من المسجد الأقصى المبارك ، ولعل دعوتنا بهذا تيمنا بالحديث الجلل اولى من تعيين مكان العروج .
بناها الأمير الاسفسهلار عز الدين مكان قبة أقدم اذ أننا اليوم أمام القبة التي أعيدت عمارتها في الفترة الأيوبية ، وذلك في سنة 597هـ الموافق 1200م ، وقد عرف ذلك من النحت المنقوش عليها إما زخرفة محرابها فكانت في سنة 1195هـ الموافق 1781م .
وهي قبة واسعة مثمنة الاضلاع تقوم على اعمدة رخامية ، شذت فب بناءها عن جميع قباب المسجد الاقصى فجعل في راس القبة من الخارج قبة رخامية صغيرة ، اخرى زادتها جمالا ، وتستعمل اليوم كمكتب لمهندسي الاطفاء والانذار .
قبة محراب النبي صلى الله عليه وسلم
تقع شمالي مسجد الصخرة في غربها ، في غربه قبة المعراج بقبة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو محراب عليه قبة ، وكانت هناك قبة اخرى في المكان ازيلت يوم تبليط ساحة صحن الصخرة ، وكان ذلك في سنة 1845م .
اقيم المحراب الاول سنة 945هـ الموافق 1538م ، والقبة انشئت عليه من بعد هذا التاريخ ، في سنة 1261هـ الموافق 1845م .
بئر رقم(34)
تقع هذه البئر شمالي طرف البائكة الغربية الوسطى ، لها فوهة ظاهرة ، وبقربها وعاء حجري كبير ، وكان يملا بالماء للشرب منها .
والبئر شبة اسطوانية . بلغ عمقها خمسة عشر مترا .
بئر رقم(35) ، او بئر الرمانة
تقع هذه البئر المتطاولة في زاوية صحن الصخرة الجنوبية الشرقية ، وهي طويلة تصل إلى ما تحت الساحة المنخفضة للمسجد الأقصى المبارك . يصل طولها إلى خمسة وثلاثون مترا، وهي قليلة العرض إذ لا يتعدى عرضها الأربعة أمتار ، اما عمقها فيصل الى ستة عشر مترا .
قبة السلسلة
تقوم هذه القبة شرقي مسجد قبة الصخرة تماما .
دعيت بهذا ، نسبة الى سلسلة كبيرة علقت في وسطها وكانت ظاهرة للعيان ، (امتلات الكتب بذكرها وان كانت غير مقبول عقلانيا) ، بناها عبد الملك بن مروان في سنة 66هـ الموافق 685م ، قبل بناء قبة الصخرة ، اما محرابها فاضيف في نحو سنة 579هـ الموافق 1200م ، وجددها الظاهر بيبرس في سنة 661هـ الموافق 1262م ، ثم جددت في عهد السلطان سليمان بن سليم في سنة 969هـ الموافق 1561م .
قيل فيها امران :
1. انها نموذج مصغر لقبة مسجد الصخرة قبل بناءها ، وهذا يعني انها بنيت قبل قبة مسجد الصخرة ، وهو المؤكد .
ويدحض هذا عدة فوارق ظاهرة بين بنائيهما من حيث عدد الاضلاع ، وعدد اروقتهما ، او كونها مفتوحة الجوانب والاخرى مغلقة لذا لا تكون كنموذج لتلك .
2. وقيل انها بنيت كبيت مال المسلمين ودحض هذا الرأي من ان فكرة انشاء بيت المال كانت من قبل الامويين ، بعد بناء قبة مسجد الصخرة في بيت المقدس ، مما يجعل الامر بعيدا ، بل ان بيت المال كان انشاؤه منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم كيف يكون بيتا للمال وهو مفتوح الجوانب .
والقبة آية بنائية جميلة ، فريدة من نوعها ، تقوم على اجد عشر عامودا رخاميا ، اختلفت الوانها ، في محراب في جنوبها ، ارضها مبلطة بالرخام ، اجزاء ملونة ، واحجام مختلفة ، شكلت فيما بينها اشكالا حسنة ومناظر جميلة وخاصة هذا اللمعان الذي يعكس فيه ما فوقه .
تستخدمها في غالب الوقت النساء للعبادة واستنشاق هواءها العليل .
بئر رقم(36)
تقع هذه البئر في صحن الصخرة ، غربي غرفة المدرسين ، غير منتظمة ، لها فوهة بلغ طولها ثمانية عشر مترا عرضها يصل الى ثمانية امتار وعمقها خمسة عشر مترا .
بئر رقم(37)
تقع هذه البئر شمالي غرب سابقتها وبجوارها ، بلغ طولها ثمانية عشر مترا ، عرضها خمسة عشر مترا ، وعمقها خمسة عشر مترا ونصف المتر .
مسجد قبة الصخرة
يعود انشاء هذه القبة العظيمة ، والمسجد الاجمل في العالم قاطبة ، والمبنى الاقوى ، الى عهد الامويين ، فقد بناه عبد الملك بن مروان ، وقد اوكل العمل الى المهندسين : المسلم : رجاء بن حيوة البيساني ، والنصراني : يزيد بن سلام المقدسي ،وبوشر العمل فيه في سنة 66 هـ الموافق 685 ميلادي ،واستمر العمل سبعة سنين ،انفق عليه خراج مصر كاملا طيلة هذه المدة .
ولما تبقى من الأموال الخاصة بالبناء مائة ألف دينار ،ورفض العاملام هذه الأموال كمكافأة لهما على صنيعها ،أمر عبد الملك بن مروان فسبكت ذهبا وأفرغت على القبة والأبواب ،فاصفرت القبة وتلالات أنوارها .
أما مبنى الصخرة ،فمثمن الشكل من الخارج ،طول ضلعه 20.44 م ،في داخلها تثمينه أخرى تقوم على دعامات ،وأعمدة اسطوانية ،في داخلها دائرة تتوسطها الصخرة ،وتقوم عليها القبة ،ذات القطر 20,44 م ،بلغ ارتفاعها عن الصخرة 34 م .
إن الزلال التي حلت بالبلاد قد تركت آثارها على معالم البلاد بما في ذلك على هذا المسجد ،لكن متانته حالت دون هدمه ،وكان بحاجة دائمة إلى ترميم وصيانه على مدى التاريخ الطويل والقرون الماضية ،وكان أول ترميم لها من قبل بانيها إثر الزلال الذي حدث في سنة 68 هجرة الموافق 705 م .
بناه الأمويون ،وحافظ عليه العباسيون ،واعتنى به الفاطميون وخاصة بعد سقوط أجزائها إثر زلزال 704 هـ الموافق 1016 م ،وذلك في عهد الحاكم بأمر الله ،وقد استمر العمل في عهد الظاهر لإعزاز الله كذلك .
ولما احتل الصليبيون بيت المقدس 492 هـ الموافق 1099 م عاثوا فيه فسادا واستخدموه لاغراضهم فقد جعلوه كنيسة ، دفو الصليب فوق القبة ونشروا التصاوير في زواياه، واقاموا فوق الصخرة مذبحا دعوه باسم "هيكل السيد العظيم" ، وقد اخذ قساوسة الصليبيين بقطع اجزاء من الصخرة حملوها الى بلادهم وباعوها بوزنها ذهبا ، لذا امر ملوكهم باحاطة الصخرة بسياج حديدي رفعه الايوبيون ولا زال معروضا في متحف المسجد .
وفي زمن الايوبيين ، منذ سنة 583هـ الموافق 1187م اعادوه الى سالف عهده ، بعد تنظيفه من الرجس الذي حل به من طريق الصليبيين ، وفي عهد الملك العزيز عثمان وضع الحاجز حول الصخرة ولا زال في مكانه . اما المماليك فقاموا على خدمته ، واقر محمد بن قلاوون تذهيب قبته من الداخل ، وذلك في سنة 718هـ الموافق 1318م . وفي سنة 753هـ الموافق 1448م حل بقبة الصخرة حريق هائل اثر صاعقة ، وقيل اثر حريق غير متعمد من طفل ، وكانت تكاليف تعميرها باهظة .
هذا ، وصنع محمد بن قلاوون أبوابها النحاسية ، وفي عهد الملك الظاهر جقمق ، انعم على ناظر الحرم القدي الشريف بالفين وخمسمائة دينار من الذهب ومائة وعشرين قنطار من الرصاص . عمر بهما القبة من الخارج ، اما السلطان الاشرف قيتباي فقد جدد الأبواب النحاسية للمداخل الرئيسية وذلك في سنة 872هـ الموافق 1467م . وفي عهد الدولة العثمانية استرعى حكامهم المسجد الأقصى ، فانتبهوا اليه ، وقاموا على خدمته ، وحسنوا من شكله فجعلوا القاشاني على حيطانه .
كان وضع القبة في نهاية عهد الانتداب سائرا الى الأسوأ ، لذا اتخذ المجلس الاسلامي الاعلى قرارا بترميمها ، الا ان الحرب الكونية الثانية كانت حائلا دون ذلك ،وبقيت على ما هي عليه ،حتى سنة 1378 هـ الموافق 1958 من إذ قامت الحكومة الأردنية بعمليات ترميم استغرقت 5 سنوات ،وأعيدت إلى القبة نضارتها وصفرها اللامع المذهب ،وذلك بعد أن حرمت منه ما يزيد على ألف ومائتي سنة .كانت سوداء شاحبة ،ويظهر أن عمليات الترميم هذه لم تكن كافية بالدرجة المطلوبة إذ أن بعد بضي أعوام عادت القبة إلى سالف عهدها ،وكان لا بد من القيام بترميم حديث ويحسنون الصنيعه مع القبة العليا ،ويحكمون إغلاق صفائحها ،ليمنعوا دخول الماء منها وهكذا كان ،إذ بدأ العمل بها في سنة 1995م ،واستمر نحو سنتين .
القبة قبتان :داخلية وخارجية ،سفلى وعليا ،بينها فراغ مقداره 1-1,5 م ،فهو غير متكافئ في كل الأماكن إذ أنه في قمتها تكون المسافة بين القبتين أكبر ،وجعل هذا الفراغ لأهداف عظيمة :لأجل سهولة التنقل إلى أي مكان فيها ،وصيانة كل منها في أي موقع كان ،ولكون الفراغ عازلا ويخفف من أشعة صيفا ،والبرد في الشتاء ( أنظر الفراغ المشار إليه باللون الأصفر في المخطط أدناه).
والقبة الخارجية ،عبارة عن معدن من الألومنيوم المحروق من نار ،عليه طبقة خفيفة من ماء الذهب ،ليس للجمال بدرجة أولى بل لإعطائها مدة بقاء أطول .
والمسجد قديم العهد ، عظيم الشان ، حسن السيرة ، فريد البناء ، زاره خالد بن عيسى البلوي في سنة 736هـ الموافق 1336م ، ومما جاء في وصف قبته :
(وفي وسط هذه القبة المثمنة المستوية السقف قبة اخرى قد بعد في السماء مرتقاها حتى تساوى ثراها مع ثرياها وجاوزت الجوزاء سمتا ، وعزلت السماك الاعزل سمكا ، وارتقبت في الهوى واسرت الى السماء النجوى ، وانتهت في الحسن الى الغاية القصوى فكانما صورت جنة الخلد واشربت حبة القلب ، واوسعت قرة العين ، ونقشت في عرض الارض ، وابرزت في الابريز الخالص المحض قد اتفق الذكر فيها وضرب المثل في مبانيها ، وبلغ الخاصة والعامة خبرها وبعد فيهم صيتها ، وارتفع ذكرها وعظيم خطرها وتواخى الناس اليها من البعد والقرب والشرق والغرب متاملين لها متعجبين من مونق مرعاها ورونق سناها …)
الصخرة
وهي صخرة عظيمة ، قيل فيها اقاويل كثيرة ، منهم من قال انها تقف في الهواء ، ومنهم من قال ان مياها وجداول عظيمة تجري من تحتها ، ومنهم من بالغ بقوله انها لحقت رسول الله عليه الصلاة والسلام عند معراجه ، وكل هذه الروايات من نسج الخيال ، ولم يفحص الامر علميا ، ولم يرد فيه دليل .
تقع صخرتنا هذه في وسط مسجد الصخرة ، الذي حمل اسمها ، يصل اعلى طول لها نحو ثمانية عشر مترا ، واكبر عرض ثلاثة عشر مترا ونصف المتر ، واعلى ارتفاع عن صحن الصخرة نحو مترين .
المغارة
وهي مغارة ينزل اليها بدرج في جنوبي مسجد قبة الصخرة ، الى تجويف واسع غير منتظم ، حيطانه من الصخرة ذاتها ، فيها محرابان صغيران على يمين الداخل وعلى يساره ، فالايمن يدعى مقام الخض ، والايسر يدعى مقام ابراهيم . تصل اعلى نقطة في سقفها الى ثلاثة امتار ، في اعلاه تجويف يعود الى عهد قديم ، جعل للتهوئة على من هم داخل المكان .
شعرات رسول الله صلى الله عليه وسلم
ويعتقد انها داخل زجاجة ، في الخزانة القائمة على طرف الصخرة الغربي في جنوبها ، وهناك اعتقاد انه من تحتها حجر صغير محمول على ستة اعمدة صغار ، يحمل اثر قدم الرسول الشريفة ، عليه افضل الصلاة واتم التسليم .
سلم خشبي
يقع على الحائط الشرقي في طرفه الجنوبي من داخل المسجد ، وهو سلم خشبي ، له في اعلاه باب مغلق يوصلك الى سطح مسجد قبة الصخرة من الخارج ، ودرجاته سبعة عشر درجة. محراب فاطمة الزهراء
يقع هذا المحراب على طرف الصخرة الشمالي من الشرق ، محراب مسطح ، دعي بهذا تيمنا بابنة رسول الله تعالى صلى الله عليه وسلم ، ورضي الله تعالى عنها.
هذا الموضوع لدية أكثر من 15 ردود.
اضغط هنا لعرض الموضوع بأكمله.