حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه
حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه - حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه - حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه - حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه - حلقات رمضانية يكتبها ايقونة الوحدات بعنوان " هكذا _عرفناه
بقلم الاستاذ : ابو اليزيد غيث
هكذا_عرفناه ،،، ( 7 )
الجزء الأول ،،،
برغم الأوضاع المعيشية الصعبة في مخيم الوحدات في الثمانينيات ، كما سائر المخيمات ، دائما ما كان هنالك مساحة للفرح والاستمتاع ،،، فكنا نستمع أحيانا لزغاريد تطلق في هذه الحارة او تلك احتفالا بزفاف أحد شباب المخيم أو لتخرج بنت او شاب من الجامعة وكانت تكثر الزغاريد وقت إعلان نتائج التوجيهي وبخاصة قرب منزل المصور المعروف " يوسف العلان* " لقدرته على معرفة النتائج قبل أهل المخيم بوقت قصير ،،، وبرغم ذلك لا حدث كان يتسبب بإدخال الفرح والسرور إلى بيوت المخيم وحاراته كافة في نفس اللحظة كفوز " مركز شباب مخيم الوحدات " في مباراة أو بطولة ،،، عندئذ كان المشهد يختلف تماما ، وخاصة إذا ما عاد الفريق حاملا كأس بطولة أو درع ، حيث يبتسم المخيم بكافة حواريه وأزقته وترى أهل المخيم كبارا وصغارا يخرجون الى الشوارع لاستقبال حافلة الفريق والالاف من الجماهير المرافقة له بالزغاريد وتتطاير حبات الحلوى " ناشد " هنا وهناك على وقع سيمفونية أبواق السيارات الرائعة " تربت تت توت وحدات " ، وينسى الجميع الامهم وهموهم من أجل تحية الأبطال واستقبال اللاعبين و الجماهير المرافقة ،،،
ذلك هو جمهور ، بل تلك هي جماهير ، نادي الوحدات من أهل المخيم والتي خلقت مطلع الثمانينيات مشهدا غاية في الروعة في مدرجات ستاد عمان الدولي وهو الذي لطالما عانى من قلة عدد الجماهير ،،، فلم يعد هنالك موطئ قدم في أي مباراة يلعبها الاخضر رسمية كانت أم ودية وسواء أكان توقيتها عصرا أم مساء أم في ساعات الصبح الباكر ،،، وحتى في بعض المباريات التي كانت تقام في الشتاء القارص كانت جماهيرنا تملأ الملعب ،،، عرفناها جماهيرَ منتمية تلحق الفريق أينما ذهب تاركة أعمالها وأشغالها من أجل الوحدات ، ومن عايش تلك الفترة يتذكر جيدا كيف كانت غالبية المحلات في السوق والمنطقة الصناعية تغلق أبوابها ويترافق صاحب العمل مع عماله الى الملعب لأداء الواجب، وأتذكر جيدا كيف كان بعض معلمي التربية البدنية في مدارس الوكالة يسارعون الى الاستئذان بهدف اللحاق بالمباراة في وقت كان بعض الطلاب يهربون أو يتغيبون عن المدرسة للوقوف خلف الفريق في المباريات التي كانت تقام عصرا ودون أن يعاقب المعلم الطلاب أو أن تعاقب الأسرة أبناءها ، فقد شكل الوحدات لدى أهل المخيم حالة عجيبة جعلت المعلم يسابق طلابه والأب يسابق ابناءه في الذهاب الى الملعب بل جعل الأم تخرج الى الشارع بحثا عمن يصطحب طفلها الى الملعب لبكائه المتكرر من أجل الذهاب خلف الوحدات ،،،
أتذكر كيف كانت تضج العاصمة الجميلة عمان بالسيارات والباصات و" البكبات " التي تحمل جماهير نادي الوحدات إلى الملعب ،،، فهذا مشجع يحمل أبناءه وجيرانه في سيارته وتلك حارة تجمع شبابها ليذهبوا مجتمعين في " بكب " على أن يدفع كل منهم خمسة عشر قرشا بدل ذهاب وعودة ، وذاك طفل انتظر وقت الزحام ليدخل خلسة الى باص المؤسسة ( ذي اللونين الأحمر والأبيض والذي اعتاد أن يقف وسط المخيم ) وذلك لأن كل ما يملكه هو " شلن أو بريزة " ويريد أن يوفر أجرة الباص " قرشين ونصف " ، على أمل ان يشتري في ستاد عمان ساندويشة ، لا شيء بداخلها سوى حبة فلافل واحدة ، أو " كرباج حلب " يسد جوعه في رحلته الشاقة والتي كانت تستغرق أحيانا ست أو سبع ساعات منذ لحظة مغادرة البيت الى حين العودة اليه ،،،
أتذكر كيف أن تدفق جماهير الوحدات إلى ستاد عمان بعشرات الالاف أوائل الثمانينيات دفع اتحاد الكرة لاستحداث العديد من البطولات الجديدة مثل كأس الأردن وكأس الكؤوس ودرع الاتحاد للاستفادة من جماهيرية الوحدات في زيادة دخل الاتحاد ومساعدة بقية الأندية في الانفاق على نشاطاتها ،،، كما أذكر كيف أن الزخم الجماهيري الأخضر دفع الاعلاميين والنقاد للمطالبة بانشاء ملعب جديد يتسع ل ظ¥ظ ألف متفرج ،،، وفي ذات الوقت فإن جماهيرنا تلك كانت تملأ المدرجات بعشرات الالاف دون الحاجة لتواجد سوى عدد بسيط جدا من قوات الأمن حتى أنه يصعب ملاحظتهم والصور أدناه توضح ذلك ،،، وبالرغم من ذلك لم يحدث أن اعتدت جماهيرنا على أي من اطراف اللعبة او انها نزلت الى أرض الملعب الا في حال أرادت بعض الجماهير ايصال شخص مغمى عليه بسبب هدف سجل للوحدات أو ضده ، وحالات الاغماء هذه كانت مشهدا مألوفا في مباريات الوحدات في الثمانينيات بكل أمانة ،،،
وأتذكر كيف كان بعض الاباء يبرمجون أوقاتهم ويصطحبون أسرهم مبكرا الى المدينة الرياضية بهدف التنزه وحضور مباريات الوحدات ،،، فما أن ينتهون من طعام الغذاء حتى يسارعون الى شراء التذاكر ودخول الملعب مبكرا لضمان حضور المباراة جالسين على المدرجات الاسمنتية لا واقفين أو متسلقين لسور الملعب أو الأشجار المحيطة به ،،، وأتذكر كيف أن تلك الأسر الوحداتية بشغفها وحبها للمارد الأخضر دفعت اتحاد كرة القدم لتخصيص درجة كاملة للعائلات ، وظلت تلك الدرجة ( القابعة يسار المنصة ) تتزين بحضور العائلة الوحداتية بكامل أفرادها لسنوات طويلة في الثمانينيات قبل أن تتسبب الشتائم والسلوكيات المنفرة بهجرة العنصر النسائي للملاعب ،،،
أتذكر كيف أن جماهيرنا في الدرجة الثانية ( يمين المنصة ) كانت تنصت لحاج يتكئ على عصاه ويحمل ورقة فيها بعض الهتافات من تأليفه ونهتف خلفه للوحدات واللاعبين كلٍ باسمه ،،، كما لا أنسى هتافات وحركات كان الجميع يشارك في أدائها كهتاف " هذا هو رد مركزنا هذا هو رد " أو التصفيق باليدين على طريقة الكشافة ( تسع مرات تؤدى الثلاثة الأولى والثانية بشكل متواصل في حين تؤدى اخر ثلاثة بشكل متقطع) ،،، وكانت تلك الجماهير تعشق كثيرا أغنية الفنانة المصرية الراحلة " مها صبري " والتي كان تقول " سنتر يالله وخذلك مطرح ... أنا حديلك واوعك تسرح ،،، فيها جوول ، فيها جووول ، جووووول " ، وهذه الأغنية دائما ما كان يضعها مسؤول الاذاعة الداخلي بين شوطي المباراة لتتسلى بها الجماهير بالتزامن مع تدريبات اللاعبين البدلاء أو مجموعة أطفال يسددون على المرمى ،،،
على الهامش ،،،
اعتذر بسبب طول البوست لكوني أحببت أن أجمع ما أمكن من ذكريات متعلقة بالجماهير قبل أن تهرم الذاكرة وهو ما اضطرني الى طرح الموضوع على يومين ،،،
ملاحظة :
يوسف العلان مصور معروف كان يقطن في أطراف المخيم وكان قبلتنا جميعا قرب اعلان النتائج لأنه كان يعمل في صحيفة الرأي ، التي كانت بدورها تنشر أسماء الناجحين في ملاحق خاصة ،،، وكنا نذهب اليه على أمل الحصول على الملحق أو معرفة النتائج التي نريد من علان نفسه قبل نشرها في الصحف ،،،