خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا”
خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا” - خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا” - خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا” - خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا” - خالد الزعبي.. هداف بالفطرة لا يتكرر.. والجماهير تتذكر كيف رفض التسجيل في مرمى “الرمثا”
مصطفى بالو ومحمد عمّار
عمان – “أجيال ورى أجيال حتعيش على حلمهم”، وستحمل إرث العطاء والوفاء للوطن باسم الرياضة، ذلك الذي سطروه بعرق جبينهم، وكفاحهم في الميادين التنافسية المحلية والعربية والقارية والدولية، وتركوا رسائل تفوح بالدروس والعبر، على جدار الزمن ونبراسهم اسم الوطن، فتزينت ذاكرة الأردنيين بصور ذكرياتهم، وكلما هب نسيم ذكراهم ترحموا عليهم، وزفوهم بأروع العبارات والكلمات، تشكل خريطة الطريق للأجيال القادمة في مواصلة الإنجازات للوطن باسم الرياضة الأردنية.
“رسالة من تحت التراب”، زاوية جديدة تطل بها “الغد” على قرائها، وتصيغ مضمونها بسيرة ومسيرة “فرسان” الإنجاز للرياضة الأردنية، وتقدمها غنية بالذكريات والوصايا، لتصيغ أولى الرسائل من حياة القامة الوطنية الرياضية الكروية، اللاعب الراحل وصاحب الخلق الرفيع خالد الزعبي.
الزعبي رسالة وفاء
رسالة وفاء، واضحة في كلماتها، وغنية بالمفاهيم الوفية، تلك التي صاغها المهاجم القناص الراحل خالد الزعبي في آخر أيامه الكروية، وذلك عندما انتقل مكرها من الرمثا الى الجزيرة، ورغم أنه لعب متأخرا بالدقيقة 75 من الشوط الثاني، إلا انه سنحت له فرصتين للتسجيل، حيث واجه بالأولى حارس المرمى غازي الياسين وسدد الكرة فوق المرمى، وفي الثانية تجاوز الياسين بالكرة ووقف أمام المرمى الخالي، إلا أنه سدد الكرة خارج الملعب رافضا التسجيل في مرمى فريق ناديه ومدينته الرمثا، وغادر الملعب معتذرا للجماهير الجزراوية وقرر على ضوئها اعتزال الكرة فورا.
وعند سؤال الراحل الزعبي من احد المقربين: “لماذا رفضت التسجيل في مرمى الرمثا؟”، أجاب الراحل الزعبي بسليقته: “لا يمكن لي ان اسجل هدفا في مرمى الرمثا، فان سجلت ماذا سيقول عني أبناء الرمثا؟، لن أكون الابن العاق رغم ما لقيته من ادارة النادي من تهميش، أنا متيم بحب الرمثا وجمهوره، وتأثرت كثيرا بهتافها “الزعبي رمثاوي”، ولا أستطيع تصور نفسي ألعب لغير الرمثا”.
ولعل رسالة وفاء الزعبي تدرس في مدرسة الوفاء النادوي، والتي اهتزت شجرتها كثيرا على أرض الاحتراف الحالي، وترك الزعبي فطرته التهديفية، واخلاقه وطيب تعامله حاضرا في تاريخ الكرة الأردنية، والنادي الرمثا وهو المولود في مدينة الرمثا 1958، وأبدع في صفوف فريقها الكروي خلال الفترة من 1978-1984، وكما أسلفنا لعب لفريق الجزيرة قبل ان يودع المستديرة، والتي تركها مجبرا اخاك لا بطل وهو ابن 26 ربيعا، وتفرغ للعمل الإداري وهو الحاص على بكالوريوس تجارة من الجامعة الأردنية، وعمل ملحقا تجاريا في سفارة الأردن في ليبيا، ليعود بعدها للعمل في اللجنة الأولمبية، ثم عمل باحثا في المجلس الأعلى للشباب في دولة الإمارات، وترك رصيدا وافرا من الحب لدى كل من عرفه، وذلك لطيب أخلاقه وروحه “الحلوة” مع الجميع.
الزعبي.. موهوب بالفطرة
يعتبر الراحل خالد الزعبي، موهبة كروية ما تزال الأجيال الكروية تتذكرها بالاطراء على ابداعاته، وقدراته التهديفية سواء على صعيد فريق الرمثا أو المنتخب الوطني، حيث جاءت انطلاقته كالكثير من أقرانه، في شوارع وحارات الرمثا، وكان أحد ركائز تشكيلة فريق – مدرسة ابو تمام-، ومنها قدم وثائق اعتماده في منتخب مدارس إربد، والذي ساهم فيه ورفاقه بتتويج “عروس الشمال”، بثلاث ذهبيات متتالية في مسابقة كرة القدم لمختلف مدارس المملكة، ووقعت عليه عين المهتمين في نادي الرمثا، ليتدرج في فرق الرمثا للفئات العمرية موهوبا، وانتقل سريعا إلى صفوف فريق الكرة الأول، وهو في السادسة عشرة من عمره وشاركه رحلة الصعود، من الدرجة الثالثة إلى الثانية والوصول الى دوري الأضواء.
وبرز الزعبي بقدراته التهديفية بشكل لافت في الفريق الرمثا، ويؤكد رفاق الدرب أن الراحل الزعبي والكابتن وليد الشقران، شكلا ثنائيا مرعبا في ملاعب الكرة الأردنية قل نظيرهما، وبرع الزعبي في إصطياد شباك المنافسين، وتميز بالسرعة والمرواغة وحسن اتخاذ المكان المناسب داخل منطقة المنافسين المحرمة، فضلا عن ثقته بنفسه وقدرته على التسديد من بعيد، يتمتع بذكاء ميداني خارق، لا يبخل في العطاء، ولا يرحم مرمى المنافسين، ولعل أرشيف الكرة الأردنية ما يزال يجود بأول “هاتريك” للزعبي في أول صعود للرمثا إلى دوري الاضواء في مرمى الجزيرة، وما تزال الجماهير تتذكر الراحل الزعبي، عندما كاد أن يقود الرمثا لاول لقب في تاريخه موسم 1979، عندما تقدم الرمثا على حساب الأهلي وقتها، إلا ان الفرحة لم تكتمل للرماثنة، عندما تمكن لاعب الأهلي أحمد خليل من تسجيل هدفين للاهلي، كانا كفيلين بحسم الاهلي للقب الدوري، ويتوج من قبل جلالة الملك المغفور له الملك الحسين بن طلال –طيب الله ثراه-
الراحل الزعبي، “الماكينة” التهديفية التي سجلت للرمثا الكثير من الأهداف، ونقلت موهبته التهديفية الى اهتمام مدربي المنتخب الوطني، الذي شاركه صولات وجولات، حيث سجل الزعبي 17 هدفا للمنتخب الوطني، ولعل ان أقرانه ما يزال صدى صوت الراحل يتردد في ذاكرتهم، وهو يفتخر بتسجيله هدف المنتخب الوطني الوحيد بالتصفيات نحو أولمبياد موسكو 1980، حين وقع المنتخب الوطني في المجموعة التي ضمت منتخبات الكويت والعراق وسورية واليمن، وسجل وقتها الزعبي في مرمى اليمن، لذلك يعتبر الراحل أول لاعب أردني يسجل هدفا في التصفيات الأولمبية.
وما تزال الذاكرة الرمثاوية حافلة بصفحات ابداع الهداف الراحل خالد الزعبي، الذي سجل لفريق الرمثا 43 هدفا في الدوري، و39 هدفا في بطولات الكأس، 38 هدفا في دوري الدرجة الاولى (المظاليم)، و5 اهداف في بطولات الدرع، وساهم بتتويج الرمثا بلقب الدوري 1981 و1982، وكأس الكؤوس العام 1983، ويعتبر الزعبي ورفاق دربه من تقدموا بـ”الغزلان” لاصطياد منصات التتويج المحلية.
سر الانتقال للجزيرة
رغم أن الراحل الزعبي لم يتكلم عن عبر وسائل الإعلام عن سر انتقاله الى فريق الجزيرة، أو يبوح بتفاصيل دقيقة من علاقته مع ناديه الأم، إلا أن أحد المقربين أراد أن تعي الجماهير هذه الحقيقة، مشيرا الى أن انتقال الهداف البارع الراحل الزعبي الى صفوف الجزيرة، جاء نتيجة خلاف نشب بينه وإدارة ناديه، وتبعا لتطورات الخلاف والزعبي ما يزال في روعة عطائه، انهالت عليه الاتصالات والضغوطات الجزراوية للانتقال الى صفوف الفريق، وجاءت التوصية من الراحل الدكتور بسام هارون بضرورة تأمين انتقال الزعبي الى صفوف الجزيرة، والتي تضمنت مساعدته في الحصول على درجتي الماجستير والدكتوراه، لينتقل الراحل إلى صفوف الجزيرة ثم يتركه بعد أن رفض التسجيل في مرمى الرمثا، مقدما اعتذاره للجماهير الجزراوية ونادي الجزيرة بعدم قدرته على اكمال الموسم.
إصابة ورسالة تحد
والباحث في تفاصيل حياة الراحل الزعبي الكروية، ضمن كتيبة “غزلان الشمال”، يتوقف عند رسالة تحد وإرادة، تفوح بين ثناياها الكثير من الدروس والعبر للأجيال القادمة، لاسيما عندما تعرض الراحل الزعبي إلى إصابة بليغة في العام 1981، وتحديدا عندما تعرض لارتجاج بالدماغ خلال مباراة المنتخب الوطني الودية أمام النرويج، وكانت التوقعات بإنتهاء مسيرة الراحل الزعبي الكروية، إلا أن تحديه للإصابة اللعينة، وامتلاكه الثقة بالنفس والإرادة الحديدية، سرعت من عودته الى ملاعب الكرة ومصدر ابداعه وأهدافه وعشقه، وعاد ليشارك فريقه الرمثا في مباريات ذلك الموسم، ونجح في تسجيل 14 هدفا، متوجا بلقب هداف الدوري للموسم 1981.
الزعبي.. رحيل مؤثر
في السادس عشر من شهر آب (اغسطس) من العام 2016، فجع الوسط الرياضي لخبر وفاة خالد الزعبي، رحل الهداف المميز خالد الزعبي، صاحب الابتسامة الهادئة، الإنسان المحبوب والمحب للجميع، الهداف الكروي وصاحب الأهداف النبيلة، الذي كان ينظر للجمهور على اختلاف ميولاته النادوية من منطلق الاخوة، وقائد مسيرات الصلح والترفع عن الصغائر، وكان يتمتع برصيد هائل من الصداقات داخل الوسط الرياضي، ولم ينقطع عن زملائه سواء في ناديه أو الأندية الأخرى، وتميزت علاقته بنجمين من الزمن الجميل، لا سيما خالد سليم ومحمد العرسان، ليرحل عن الحياة الى جوار ربه، لكن ذكراه لم ترحل من ذاكرة الكرة الأردنية، تاركا رصيدا هائلا من رسائل الأبداع والعطاء بوفاء لمصلحة الكرة الأردنية.
الله يرحمه ... ولكن, أن يرفض أن يسجل بمرمي فريقه الأم هو تصرف غير منطقي فكان الأجدر أن يرفض المشاركة بالمباراة علي أن يتصرف بهذا الشكل وليس له علاقة بقضية الانتماء من عدمه.
الله يرحمه ... ولكن, أن يرفض أن يسجل بمرمي فريقه الأم هو تصرف غير منطقي فكان الأجدر أن يرفض المشاركة بالمباراة علي أن يتصرف بهذا الشكل وليس له علاقة بقضية الانتماء من عدمه.
المرحوم بعد مع موافقته للعب مع الجزيرة (بناء على طلب المرحوم بسام هارون ) وكان وزنه زايد ولياقته متراجعه
مثل قصة لاعبنا المصري المحترف (احمد اجوان ) ...نزل في الدقيقة 70 وانفرد بالحارس غازي الياسين وسددها بالعالي ....وطبعا لانها على ملعب بلدية اربد ...جمهور الرمثا هتف " الزعبي لاعب رمثاوي ..الزعبي لاعب رمثاوي" وبعدها خرج من الملعب ...وباقي القصة كلام في كلام