أيام ع البال ،،، - أيام ع البال ،،، - أيام ع البال ،،، - أيام ع البال ،،، - أيام ع البال ،،،
تباين ثقافي!!
لأول مرّة يشعر عطيّة أنّ اسمه ناعم وجميل!! لا كما اعتاد أن يسمعه بكسر العين وإشباع الهاء!! فقد جمعته الجامعة بزميل (طنط) تصادقا وائتلفت روحاهما.. كان يطرب إذْ يناديه(عتيّا) بإبدال الطاء تاءً وقلب الهاء ألفًا مخفّفة.. عرضَ عليه الطنط وهو يعقّم يديه بالهاي جين أن يصيّفا معًا في ربوع مرمريس، وكم دهش لمّا أخبره أنّهُ يُصيّف مع والده في ربوع (مرجميد لا مرمريس!!) وينزل في خربوش من الخيش في بستان الفقوس ودوّار الشمس والحرّوش لتأمين بعض رسوم الجامعة!! صاح الطنط بأنه على استعداد أن يدفع نصف عمره مقابل أن يجلس في بيت شعر كما في مسلسل وضحى وابن عجلان !! رحّب عطيّة به واتّفقا على موعد قريب لتحقيق أمنيته.
تقافزت الدّجاجات بفزع أمامَ سيارة الجيب التي أثارت خلفها زوبعة من الغبار، نزل منها وقد غمرته السّعادة معانقًا صديقه وطارقًا بكفيه على ظهره كأنّما يريد أن (يدشّيه)!! وعلى الفور أخذ يلتقط صورًا لصاج الخبز وخمّ الدّجاج وإبريق الشّاي المسودّ، وكومة الحطب التّي تتوارى خلفها أم عطيّة متدثّرةً ببردة سوداءَ تسترق النظر بفضول وسخرية إلى هذا المخلوق النّادر ذي الصّلعة الاصطناعيّة!! اقترب منها وأراد أن يلتقط لها صورة ظانّا أنّها فزّاعة بستان!! تحركت أم عطيّة فجفل الطنط إلى أحضان صديقه مرتعدًا من الخوف وسط قهقهات كل من يتحرّك على الأرض بما في ذلك الدّجاجة (الرقيبة)!!!
استأذن المعزّبُ الضّيفَ بالغياب دقيقتين زَعَمَ أنّه يودّ أن يقريَهُ، على أن يهبّ الضيف واقفًا ويقسم عليه أن لا ينحر شاته!!! لكن صديقه استلقى على الفِراش المزركش وفردَ يديه ورجليه متأمّلًا الشّمس الّتي تشاكسُ سقف الخربوش وقال: خذ راحتك حبيبي اللّزم!! ثمّ أغمض عينيه وأخذ نفسًا عميقًا وأضاف: واو.. أنا مش مسدّء (مصدّق) حالي!! ولمزيد من التوضيح أمسك عطيّة جديًا صغيرًا خلف الخربوش وأخذ يشدّ أذنه بإيلامٍ ليثغوا بصوت عالٍ فيَشعُرُ ضيفُه بنيّته.. لكن لا حياة لمن تنادي!! فما كان منه إلّا أن جرّه أمام الخربوش وفي يده الأخرى شّبريّة وسط مقاومة شرسة من الجدي راسمًا بأظلافه سكّة حديد الحجاز!! بانتظار توقيع الضّيف على قرار التّصفية!!.... نجحت الخطّة، فَهبَّ صديقه نحوه مبعثرًا فناجين القهوة وصاح: يسعد الله!! خروفة!! لماذا تبكي؟!! مريضة؟! أجاب يائسًا: لا!! قال الطنط: لماذا أحضرتها أبو العط!! ردّ عطية بأسى: حتّى تأخذ معها سلفي!!