إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي )
إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي ) - إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي ) - إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي ) - إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي ) - إلى الاونروا في عامها السبعين خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي )
إلى الأونروا في عامها السبعين
خاطرة بقلمي .. (متعب أنا كما انتِ سيدتي )
كلانا في خريف العمر يا سيدتي ومتعب أنا كما أنتِ .
أنتِ في عامك السبعين وأنا وليد خيمتك أصغرك ببضع سنين لكني ما زلت أعاني كما انت ما زلت تعانين .
جدّي الذي لم أره غادر الحلم والخيمة منذ سنين، وأبي أدركته يعشق الحلم غادرنا على عجالة فصرت وريث الحلم والخيمة، وأذكر سيدتي وقتها أني بدأت أتعب وألهث وأنتِ أمامي بيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!
آه يا سيدتي، أتذكرين طفلَ تلك الوحدة في ذاك المخيم القديم كيف كان يحبو وكيف كان الحلم شابا يافعا وكيف صار الحلم يحبو، والطفل كما ألِف الخيمة عشق الوحدة والمخيم ومواويل الحنين، فصار التعب رفيق دربي وأنتِ أمامي بيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!
آه يا أونروتي أتذكرين كم كان متعبا الوقوف طويلا من أجل (البقجة) في طابور طويل، وكثيرًا ما خيبتِ ظني وأنا القصير الضعيف وكل ما فيها فضفاض وطويل .
أتذكرين كم كان متعبا لأختي تشدّ يدَيْها لأعلى، قابضة على تنكة الماء تنحت شعر رأسها المسترسل الجميل و(يشرشر) الماء على كتفيها مشوار الطريق إلى بيت بعيد في زقاق المخيم من ساحة الحنفيات، وبعد حراك وشجار مع فتيات المخيم الحزين . تعبت هي الأخرى كما أنا وأنتِ، و لكنك أنت ِ أمامي بيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!
آه يا أونروتي أتذكرين طابور الصباح في مدرستي القديمة - أبي بشار، وكأس الحليب وزيت السمك ومعلمي الاسمر (أبوالأمين) صاحب القامة الطويلة، ودفاتري الخضر الموشحات بشعارك ذات الصفحات الأربع والستين، ودفاتري الحمر كذلك، ذات الصفحات الاثنتين والثلاثين، ودفتر الرسم السكني اللون، ومساطري وأقلامي وبطاقتي لذاك المطعم القديم، وكم كانت وجبة الدجاج لذيذة يوم الثلاثاء، وكم مرة تغيبت يوم الخميس لأني لا أحب وجبة الفاصولياء البيضاء ولامني وعنّفني مدير المطعم - نسيت اسمه - ولكني أذكره حنونًا وسمينًا، وربما كان مثلي ومثلك متعبًا، بيده وبيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!
آه يا سيدتي أتذكرين شابا حنطيَّ اللون بسمرة الحنين في مقتبل العمر، يُمضي وقته في مطعم المخيم الوحيد يطالع الصحف، ويناظر صاج الزيت مشتعلا كما قلبه بحبات الأمل، ثم فجأة وبين الصفحات يقرأ اسمه مدعوّا للتعيين، وكيف يصبح الصغير المتعب من طابور (البقجة) الطويل مسؤولا عن طابور من الأطفال في ساحة المدرسة كل صباح جميل. نعم صرت معلما لكنني متعب وألهث ولكنك أنتِ أمامي بيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!
مضى العمر سيدتي وتزوج الشاب وصار له توفير وتأمين وبنات وبنون
ومضى العمر أكثر ورافقك سيدتي مشوار الخدمة سنين تلو سنين، وها أنت في عامك السبعين، وها هو على أعتاب التقاعد يصغرك بوجع من بعض سنين، ما زال متعبًا منذ الخيمة والوحدة والمخيم القديم، وقابضًا على الحلم بجمر الحنين، ولا يدري.. يراه..؟!. أو يراه البنون..؟!. أم مثله يرثونه..؟!.
متعب كلانا سيدتي ومتعبة الأحلام التي أكثر من العمر ذاته تطول
كما هي متعبة الأفراح التي تأتي وتهرول سريعا فيما الأحزان تقيم فينا بين حين وحين .
كلانا في خريف العمر سيدتي وما زلتُ أعاني وما زلتِ تعانين، ومتعب أنا كما أنتِ لكنك وإن كنتِ تكبرينني بسنين، أعترف أنكِ مني أقوى، وحين أتعب تأخذين بيدي وتشدين، وأظل أقول لكِ كما كل مرة: تعبت وألهث وأنتِ أمامي بيدي تشدين .
إلى أين سيدتي تمضين بي وتمشين ؟!!