سألوني عن موطني فأجبت فلسطين هي العروس المنهوبة في ليل الظلم
مآقي عينيها لم تكف عن البكاء
أكفها مخضبة بالحناء من دم الشهداء
لكنها صابرة على الضيم لأنها تعلم أن وقت الخلاص قريب
//
وطني أراه بعين غير العين التي تراه خارطة ممدة على طاولة التقطيع
عيني تراه بقدسية وعين الغير تراه بضاعة مزجاة في سوق النخاسة
عيني تراه بهيا شامخا أبيا يعانق عنان السماء وعين البائع والخائن والسارقة تراه
كمشة دولارات وسجادة حمراء ومراسم استقبال ووداع
لهفي على وطني من الغاصب ولهفي على وطني أكبر من السمسار والبائع والمتآمر
وتاجر الشنطة والذليل
وطني ليس للبيع والتقسيم
وطني من بحره إلى نهره إن سألتوه سينطق بلغة الضاد أنا أرض الأنبياء والرسل
أنا أولى القبلتين
أنا أرض الشهداء والثوار والأحرار
لسان وطني غير ذي عوج
لسان وطني لا يعرف العبرية ولا الرأسمالية ولا الشيوعية
لسان وطني من حال لسان طفل رضع حليب العزة والكرامة ففداه بعمره
لسان وطني من حال لسان الشباب في عمر الزهر اليافع دافعوا عنه أحياء فأكرمهم
في بطنه شهداء
لسان وطني زغاريد بنادق الشرف وأزيز رصاص البطولة
وطني أكبر هامة وأرفع قامة من محتل غاصب
من متخاذل ذليل
من رغالي خائن
من تاجر مأجور
وطني لو تكلمت عنه ردحا من الزمان فلن اوفيه حقه
///
وطني باقي إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها
وحثالة البشر من غاصب ومتخاذل ومتآمر وبائع كلهم ماضون إلى مزبلة
التاريخ