أذكر قبل ثلاثة عقود مرت، الإعلامي الراحل رافع شاهين وهو يقدم برنامج المسابقات التلفزيوني " فكر واربح" وأذكر آنذاك أفراد أسرتي مع أقاربنا حين كانوا يجتمعون، في أمسيات الصيف حول صحن البوشار،وقرطوس الترمس و البليلا، وصينية البسبوسة، وإبريق الشاي البورسلان الأزرق" أبو بعبوزة"، وهم يتمتعون بمشاهدة البرنامج الجميل على شاشة التلفزيون" النورمندي الأبيض والأسود"، ويتمايلون على أنغام معزوفات الفرقة الموسيقية " بقيادة أنطون شمعون"التي كانت ترافق فقرات البرنامج، حينها كانت لـِلمّة الرجال والنساء والأطفال طعم المحبة والألفة والصداقة.
كانت فكرة البرنامج تقوم على إجراء مسابقة ثقافية متنوعة لفريق من المثقفين من الكليات والجامعات والمؤسسات، وكان رافع شاهين خفيف الظل، يطرح الأسئلة بأسلوب شائق، فيه من النكتة والدعابة ما يزيل عن الجسد والقلب بقيا ما علق بهما من تعب يوم شاق في المحل أو الدكان أو سيارة السرفيس المرسيدس 190.
وكان من ضمن فقرات البرنامج " طلوع الدرج" والوصول لنهايته "درجة درجة" بعد إجابة المتسابق لسؤال في الفلك أو الجغرافيا أو التاريخ أو الموسيقى، وكنا نسعد حين كان المتسابق يجيب عن السؤال فيقول له رافع شاهين بصوته الرفيع " صح اطلع درجة".
وكان من فقرات البرنامج أيضا أن يطرح رافع شاهين - رحمه الله – على الحضور في الأستوديو سؤالا، من يجيب عنه يربح جائزة بعد أن يختار صندوقا من ضمن مجموعة صناديق معلقة على الجدار، وكان يداعبه رافع شاهين من خلال مساومته على شراء الهدية كنوع من التشويق وإدخال الفرح إلى قلوب كل من يشاهد البرنامج في بيوت الوطن الممتد في كل الجهات. وكان الفرح والضحك العذب يطال الجميع، في الأستوديو وفي البيوت والخيام وفي مضارب البدو والقرى والأرياف وكل زاوية من الوطن الجميل.
واليوم، وآه ٍ من اليوم، لا أكاد أرى فيما لا يُرى حولي من" يفكر ليربح" أو من يربح ليفكر، ولا أذكر أنني شاهدت مؤخرا من " يطلع درجة" فالكل في نزول، إما اجتماعي او مادي او اخلاقي . وحدِّثْ عن النزول ولا حرج. ولا تكاد عيني تلاحظ رابحا ممن سجل حضورا في مكان، إذ لا مكان في هذا المكان،فالكل خاسر ولا رابح غير الفقر والغربة والحسد والغيرة، والغضب والعصبية والجهوية، والحزن والشك، والنفاق والكذب والجنون.
فلم َ اليوم الجميع في نزول؟ ولم الجميع اليوم لا يملكون مقومات" الطلوع" ولا لدرجة واحدة؟ ولم قررنا عدم الطلوع أصلا ،وآثرنا النزول تلو النزول؟ ولم َألغينا التفكير ،" فلا فكر ولا اربح" ولم َتغيرت في نفوسنا قيم الربح ؟ ولم َفقدنا معنا الابتسامة البيضاء، والضحكة البراقة، ولم َ ولم َ ولمَ؟
أسئلة كثيرة تجتاحني وأنا أحاول ان أستعيد حلقات " فكر واربح" لعلي أربح شيئا مما خسرت طيلة تلك المدة، أو أحظى بإجابة عن سؤال يؤهلني لأن " أطلعَ درجة".
ابو الذيب لازم تطلع عشر درجات على هالموضوع الرائع ، وهسر درجات هذه الايام تعدل 100 درجة من تبعون ايام زمان لاننا في زمن الهوان والانكسار والانحطاط !!!!!!!!
ابو الذيب لازم تطلع عشر درجات على هالموضوع الرائع ، وهسر درجات هذه الايام تعدل 100 درجة من تبعون ايام زمان لاننا في زمن الهوان والانكسار والانحطاط !!!!!!!!
اللهم ارفع درجاتنا في جنات النعيم معك يا أبا عمر العزيز
لا احد يربح والكل في نزول و اختفت الابتسامة لاننا بعدنا كل البعد عن القبم والاخلاق و اصبحت النفوس مريضة و ضعيفة. اذكر انني كنت اسكن احد الاحياء الشعبية في الصغر و اذكر ان الكل كان يعرف من يسكن في الاحياء المجاورة جميعها و الكل كان يشارك في الافراح حتى بدون دعوة والمشاركة في الاحزان كان واجب لا بد منه اما الان رأيت بأم اعيوني عزاء في احدى الاحياء و على بعد 20 متر احدهم في بيت مجاور طربان و يسمع الموسيقى على اعلى صوت. نحن بحاجة ليبدأ كل منا بنفسه ليحاسبها و يحدد اين الاخطاء لان الله لا يغير ما في قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .
صديقي قلبت علينا المواجع الله يفرجها يا رب.
للأسف الإنحطاط و الفساد المالي و الإداري و الإقتصادي و الأخلاقي و الإبتعاد عن الدين و للأسف الواحد عند أبسط الأمور الدنيوية بنسى دينو
للأسف أن كل العالم يتقدم للأمام و نحن نرجع للوراء -" فهل نحن مسلمون ؟ "